العزيز
كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...
العربية
المؤلف | أحمد بن ناصر الطيار |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - أركان الإيمان |
القرآن الكريم هو النورُ الذي قلَبَ الموازين, وغيّر المفاهيم, فحطَّم كِيان الوثنية, وأزال ما في قلوب الكافرين من الحمية الجاهلية, وأيقظَ العقول السادرة, ونبّه القلوب الغافلة, وأحيى الضمائر الميتة, وسار بالإنسان نحو الفطرة السوية. وهذا القرآنُ هو شرفُنا وعزُّنا في الدنيا والآخرة.. أفلا تعقل -أيها المسلم- أنّ هذا القرآن هو سعادتك ورفعتُك وحياتُك, فكيف تهجُر قراءتَه, وتتكاسلُ عن العمل به؟!...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أنزل الكتاب تبيانًا لكل شيءٍ وهدى للمتقين, وأشهد أن لا إله إلا الله الملكُ الحقُّ المبين, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين, وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد, فاتقوا الله معاشر المسلمين, واعلموا أنَّ القرآنَ الكريمَ, هو النورُ الذي قلَبَ الموازين, وغيّر المفاهيم, فحطَّم كِيان الوثنية, وأزال ما في قلوب الكافرين من الحمية الجاهلية, وأيقظَ العقول السادرة, ونبّه القلوب الغافلة, وأحيى الضمائر الميتة, وسار بالإنسان نحو الفطرة السوية.
أمة الإسلام: لو أنَّ رَجُلًا ادَّعَى فِي بِلَادٍ كَثُرَتْ فِيهَا الْأَمْرَاضُ أَنَّهُ طَبِيبٌ, وَأَنَّ دَلِيلَهُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ أَلَّفَ كِتَابًا فِي عِلْمِ الطِّبِّ, يُدَاوِي الْمَرْضَى بِمَا دَوَّنَهُ فِيهِ فَيَبْرَءُونَ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ الْأَطِبَّاءُ الْبَارِعُونَ, فَشَهِدُوا بِأَنَّهُ خَيْرُ الْكُتُبِ فِي هَذَا الْعِلْمِ, وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنْ عَمَلٍ، ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهِ مَنْ لَا يُحْصَى عَدَدًا مِنَ الْمَرْضَى, وَقَبِلُوا مَا وَصَفَهُ لَهُمْ مِنَ الْأَدْوِيَةِ فَبَرِءُوا مِنْ عِلَلِهِمْ، وَصَارُوا أَحْسَنَ النَّاسِ صِحَّةً، فَهَلْ يَشكُّ عاقلٌ فِي صِحَّةِ هَذِهِ الدَّعْوَى, مَعَ هَذَيْنِ الْبُرْهَانَيْنِ الْعِلْمِيِّ وَالْعَمَلِيِّ؟ كَلَّا.
وَإِنَّ الْعِلْمَ بِطِبِّ الْأَرْوَاحِ, أَعْلَى وَأَعَزُّ مَنَالًا مِنَ الْعِلْمِ بِطِبِّ الْأَجْسَادِ، وَإِنَّ مُعَالَجَةَ أَمْرَاضِ الْأَخْلَاقِ وَأَدْوَاءِ الِاجْتِمَاعِ, أَعْسَرُ مِنْ مُدَاوَاةِ أَعْضَاءِ الْأَفْرَادِ.
وَمِنَ الْمَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ, أَنَّ الْقُرْآنَ مُشْتَمِلٌ عَلَى الْعَقَائِدِ الصَّحِيحَةِ، وَالْآدَابِ الْعَالِيَةِ, وَأُصُولِ التَّشْرِيعِ الِاجْتِمَاعِيِّ وَالْمَدَنِيِّ، وَأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَالَجَ بِهِ أُمَّةً عَرِيقَةً فِي الشِّقَاقِ وَحَمِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ، غَرِيقَةً فِي الْجَهْلِ وَالْأُمِّيَّةِ وَرَذَائِلِ الْوَثَنِيَّةِ، فَشُفِيَتْ وَاتَّحَدَتْ، وَتَعَلَّمَتِ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ، وَسَادَتِ الْأُمَمَ مِنْ بَدْوٍ وَحَضَرٍ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ أَمِّيًّا لَمْ يَتَعَلَّمْ شَيْئًا مِنَ الْعُلُومِ، وَلَمْ يَتَمَرَّسْ بِسِيَاسَةِ الشُّعُوبِ.
وهذا القرآنُ الذي بين أيدينا, قد, حَفِظَه الأجيال جيلاً بعد جيل, بل وكلُّ عالمٍ في القراءات له سندٌ متصلٌ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-, أخذ القرآن مُشافهةً من شيخه, وشيخُه أخذه من شيخه, وهكذا إلى أنْ يَصِلَ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.
كيف وقد أقبل الكمُّ الهائلُ من عقلاء الغرب والشرق, الْمُتَخَصِّصُون في الأديان والعقائد المعادية للإسلام, الْمُحاربون له بكلِّ ما أُوتوا من قوَّة, ما كان منهم إلا أنْ أذعنوا لهذا القرآن لَمَّا تُلي عليهم, ووقفوا على معناه وحقيقتِه, وشهدوا بصدقه وصحته, بل وأشهروا إسلامهم أمام الملأ, مع أنهم يعلمون أنهم سيتركون مناصبهمُ الكبيرة, التي تُدرّ عليهمُ الأموال والمكانة والسمعة.
بل اسألوا مشاهير العالَمِ, الذين أذْعنوا لعظمة هذا القرآن. اسألوا المليونيرَ والمحاميَ الأمريكي: مارك شيفر, الذي أشهر إسلامه في المملكة أثناء رحلةٍ سياحية, ومَّما قاله: أشعر أني وُلدت من جديد, وأن حياتي قد بدأت!
لم يجدِ الحياةَ السعيدةَ في ظلِّ ثروته الهائلة, لكنه وجدها بين دَفَّتي الْمُصحف.
وهذا عضوُ حزبِ الحريةِ الْمُتطِّرفِ الهولندي: أرنود فاندور، الذي أسهم في إنتاج الفيلمِ المسيءِ للرسول -صلى الله عليه وسلم-، يعتنق الإسلام بعد اطِّلاعه على القرآن.
إنّ الضعيفَ حين يتبعُ القويّ فليس بغريب, ولكنَّ الغريبَ حين يتبعُ القويُّ الضعيفَ, وهذا لا يُمكن إلا إذا كان مع الضعيفِ سرٌّ جذب القوي إليه, والسرّ هو في تعاليم إسْلامِنَا, ومُلاءمتِه للعقل والفطرة, فالحمد لهٌ الذي هدانا للإسلام.
أمة الإسلام: إنَّ كلَّ خبرٍ يُقطَع بصحته, إذا اجْتمعَ فيه أمران:
شهادةُ أهل الخبرة بصحته وصوابه.
ومجيئُه على الوصف الذي جاء الخبر به.
فهذه ذرَّةٌ من واقعِ وشهادة أهل الخبرة في ذلك.
وأما مجيئُه على الوصف الذي جاء الخبر به.
فهو أشهر من أنْ يُحصر, وأغنى مِن أنْ يُذكَر, فكم هي الاكتشافاتُ العلميةُ, التي جاء بها القرآن قبل اكْتشافها, ونطق بها قبل اشْتهارها.
ويكفي أنْ نعلم, بأنَّ كثيراً من علماء الغرب في الطِّبِّ والفَلَكِ, قد أسلموا وصدَّقوا بالقرآن الكريم, حين علموا أنْ ما اكتشفوه قد سبقهم به القرآن الكريم.
كعالم الجراحة الفرنسي: مُورِيْسْ بُوكاي, وعالمِ الأجنة الشهير: كيث مور. وغيرِهمُ الكثير.
وصدق الله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
فَأَخْبَرَ أَنَّهُ يُرِي عِبَادَهُ مِنَ الْآيَاتِ الْمَشْهُودَةِ, الَّتِي هِيَ أَدِلَّةٌ عَقْلِيَّةٌ, مَا يُبَيِّنُ أَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ.
ومن أمثلةِ مجيء القرآن على الوصف الذي أخبر به: أنه تحداهم بأن يأتوا بمثله فعجزوا عن ذلك, بل وأخبر أنهم لن يأتوا بمثله.
وقد أثار حفيظتهم, واسْتثار همَّتهم لمعارضته في آياتٍ كثيرةٍ, منها قوله تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة: 23- 24].
فكَانَ يَتَحَدَّاهُمْ بِمِثْلِ هَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي تُثِيرُ النَّخْوَةَ، وَتُهَيِّجُ الْغَيْرَةَ, مَعَ عُلُوِّ كَعْبِهِمْ فِي الْبَلَاغَةِ, وَرُسُوخِ عِرْقِهِمْ فِي أَسَالِيبِهَا وَفُنُونِهَا، فِي عَصْرٍ ارْتَقَتْ فِيهِ دَوْلَةُ الْكَلَامِ ارْتِقَاءً لَمْ تَعْرِفْ مِثْلَهُ الْأَيَّامُ، حَتَّى كَانُوا يَتَبَارَوْنَ فِيهِ وَيَتَنَافَسُونَ، وَيُبَاهُونَ وَيُفَاخِرُونَ، وَيَعْقِدُونَ لِذَلِكَ الْمَجَامِعَ وَيُقِيمُونَ الْأَسْوَاقَ، ثُمَّ يَطِيرُونَ بِأَخْبَارِهَا فِي الْآفَاقِ، وَمَعَ هَذَا لَمْ يَتَصَدَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ لِلْمُعَارَضَةِ، وَلَمْ يَنْهَضْ بَلِيغٌ مِنْ مَحافلهم إِلَى الْمُنَاهَضَةِ.
بَلْ إنهم فضَّلوا القتال على القبول بهذا التحدِّي, وَرضوا بِسَفْكِ دِمَائِهِمْ بِأَسْيَافِهِمْ، وَتَخْرِيبِ بُيُوتِهِمْ بِأَيْدِيهِمْ، أَفَلَمْ يَكُنِ الْأَجْدَرُ بِبُلغاءِ قُرَيْشٍ وَفُحُولِهَا، أَنْ يَجْتَمِعُوا عَلَى تَأْلِيفِ سُورَةٍ بِبَلَاغَتِهِمُ, الَّتِي كَانُوا يَتَبَارَوْنَ فِيهَا, بِسُوقِ عُكَاظَ وَغَيْرِهَا مِنْ مَجَامِعِ مُفَاخَرَاتِهِمْ، وَيُؤْثِرُوا هَذَا عَلَى سَوْقِ الْجُيوشِ مِنْ صَنَادِيدِهِمْ, إِلَى المدينةِ لِقِتَالِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- وَمَنْ آمَنَ بِهِ, فِي بَدْرٍ وَأُحُدٍ وَوَرَاءَ الْخَنْدَقِ, لَوْ كَانَ ذَلِكَ مُسْتَطَاعًا لَهُمْ؟.
فَلَا شَكَّ أَنَّ اللهَ تَعَالَى, قَدْ رَفَعَ هَذَا الْكَلَامَ إِلَى دَرَجَةٍ لَا يَرْتَقِي الْبَشَرُ إِلَيْهَا.
اللهُ أَكْبَرُ إِنَّ دِينَ مُحَمَّدٍ | وَكِتَابَهُ أَقْوَى وَأَقْوَمُ قِيلًا |
لَا تَذْكُرُوا الْكُتُبَ السَّوَالِفَ عِنْدَهُ | طَلَعَ الصَّبَاحُ فَأَطْفَأَ الْقِنْدِيلَا |
والعجيب -يا أمة الإسلام- أنَّنَا نَجِدُ القرآن, لَمْ يَلْتَزِمْ شَيْئًا مِمَّا كَانُوا يَلْتَزِمُونَ بِسَجْعِهِمْ, وَرَجَزِهِمْ وَأَشْعَارِهِمْ، بَلْ جَاءَ عَلَى النَّمَطِ الْفِطْرِيِّ، وَالْأُسْلُوبِ الْعَادِيِّ, الَّذِي يَتَسَنَّى لِكُلِّ إِنْسَانٍ أَنْ يَحْذُوَ مِثَالَهُ، وَلَكِنَّهُمْ عَجَزُوا, فَلَمْ يَأْتُوا وَلَنْ يَأْتِيَ غَيْرُهُمْ بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ.
ثُمَّ نُلَاحِظُ أَيْضًا: أَنَّ الْقُرْآنَ بِهَذَا الْأُسْلُوبِ قَدْ تَحَدَّى بِهِ كُلَّ مَنْ بَلَغَهُ مِنَ الْعَرَبِ، عَلَى تَفَرُّقِ دِيَارِهِمْ، وَتَنَائِي أَقْطَارِهِمْ، وَأَرْسَلَ الرَّسُولُ إِلَى الْأَطْرَافِ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِيمَانِ بِهِ، فَعَمَّتِ الدَّعْوَةُ وَبَلَغَتْ مَبْلَغَهَا, وَلَمْ يَنْبَرِ أَحَدٌ لِلْمُعَارَضَةِ, أَلَا يَدُلُّ هَذَا عَلَى نِهَايَةِ الْعَجْزِ وَعُمُومِهِ، وَعَلَى أَنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَهُ فَوْقَ الْقَدْرِ، خَارِقًا لِمَا يَعْتَادُ مَنْ كَسْبِ الْبَشَرِ؟ بَلَى.
أعوذ بالهم من الشيطان الرجيم: (وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) [الشعراء: 192- 195].
نسأل الله تعالى أنْ يجعل القرآن ربيع قلوبنا, ونور صدورنا, وذهاب أحزاننا وهمومنا, إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ذي الإفضال والإنعام، وصلى الله تعالى وسلم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه والأئمة الأعلام.
أما بعد: معاشر المسلمين: هل يبقى لأحدٍ له ذرَّةُ عقلٍ, يرى دلائلَ إعجازِ القرآن طافحةً مُسْتفيضة, ويرى كثيراً من زعماء وعلماء الغرب والشرق, يُذعنون ويُؤمنون به, ثم لا يزال هو في ريبٍ ممّا جاء به القرآنُ, من وعيدٍ وتحذير للمكذبين والمذنبين؟
هذا القرآن الكريمُ, جاء فيه التحذير من عذابٍ أليمٍ للمكذبين, وتوعد بالنيران للمذنبين والظالمين, فكيف لعاقلٍ يرى مثل هذه الدلائل الواضحة العظيمة, ثم يستمر في غيِّه وضلاله؟
وهذا القرآنُ هو شرفُنا وعزُّنا في الدنيا والآخرة, فقد قال تَعَالَى مُنَبِّهًا عَلَى شَرَفِ الْقُرْآنِ، وَمُحَرِّضًا لَنا عَلَى مَعْرِفَةِ قَدْرِهِ: (لَقَدْ أَنزلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) [الأنبياء: 110] أي: فيه شرفكم وفخركم وارتفاعكم، إن آمنتم بما فيه إيمانًا جازمًا قاطعًا، وامتثلتم ما فيه من الأوامر، واجتنبتم ما فيه من النواهي، ارتفع قدركم، وعظم أمركم، (أَفَلا تَعْقِلُونَ) أي: أفلا تعقلون يا مَن أُنزل عليكمُ القرآنُ ما ينفعكم وما يضركم؟ كيف لا ترضون ولا تعملون بِما فيه شرفكم في الدنيا والآخرة.
أفلا تعقل -أيها المسلم- أنّ هذا القرآن هو سعادتك ورفعتُك وحياتُك, فكيف تهجُر قراءتَه, وتتكاسلُ عن العمل به؟!
الواحدُ منّا لو أُعطي وسامَ فخرٍ وشرفٍ, مِن شركةٍ أو مسئولٍ كبير, لَتفاخر به, ووضعه في واجهة مجلسه, فما بالك - يا عبد الله- يُعطيك ربّك وخالقك أعظمَ وسام شرفٍ وفخرٍ لك, ثم لا ترفع به رأسًا, ولا تشعر بقيمته عندك, ووالله إنَّ الله سائلُك عن هذا الشرفِ ماذا عملتَ به: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [الأنبياء: 110].
نسأل الله تعالى أنْ يرفعنا بالقرآن, وأنْ يُعزّنا بالإسلام, إنه جوادٌ كريم.