البحث

عبارات مقترحة:

الغفار

كلمة (غفّار) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (غَفَرَ يغْفِرُ)،...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

الواحد

كلمة (الواحد) في اللغة لها معنيان، أحدهما: أول العدد، والثاني:...

سؤال الناس بين الحاجة والعادة

العربية

المؤلف ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك
عناصر الخطبة
  1. انتشار ظاهرة التسول وسؤال الناس   .
  2. تحذير الكتاب والسنة من هذه الظاهرة .
  3. السر في نهي الإسلام عن سؤال الناس   .
  4. أضرار سؤال الناس على النفس .
  5. من صور المسألة المشروعة .

اقتباس

ربما يستغرب الواحد منا من كثرة الأحاديث التي تنهى عن المسألة وتحذر منها أتدرون ما السر في ذلك؟ ولماذا هذا النهي الشديد والتحذير الأكيد؟. ذلك لأن سؤال الناس فيه مخالفة لأصل التوحيد، فالتذلل لغير الله، والتشكي إلى المخلوقين، وترك سؤال الخالق والجنوح إلى سؤال المخلوق، كل هذا فيه خدش ومنقصة للتوحيد....

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، الملك الحق المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله، فإياه نعبد وإياه نستعين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، سيد المرسلين وإمام المتقين، وصفوة الخلق أجمعين.

اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها المسلمون: من الظواهر السيئة التي راجت وانتشرت في هذا الزمان ظاهرة التسول، وكثرة سؤال الناس، ومد الأيدي إليهم، والتطلع إلى ما في أيديهم، وإظهار الفاقة والحاجة أمامهم، وتصنع الأعذار والأقوال والأفعال لجلب أموالهم.

لقد حذرنا ربنا -تبارك وتعالى- من هذا الخلق الذميم وهذه الصفة السيئة، وذكر عن فقراء الصحابة -الفقراء حقاً- أنهم كانوا لا يظهرون فقرهم ولا يعلنون حاجتهم، بل إنهم من شدة تعففهم يظنهم من لا يعلم بحالهم أنهم أغنياء وليسوا بأغنياء ولكنه التعفف، يقول الله -سبحانه وتعالى- في وصف حالهم: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [البقرة : 273].

ونهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة عن سؤال الناس وطلبهم، فعَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللهَ، وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ" [البخاري (1474) مسلم  (1040)].

يحشر الله -جل وعلا- من يسأل الناس بدون حاجة بهذا المنظر البشع والصورة القبيحة، يأتي يوم القيامة ذليلاً لا وجه له عند الله، يحشره ووجهه عظم لا لحم فيه؛ عقوبة له حين أراق ماء وجهه وسأل الناس وتكففهم.

بل إن النبي -عليه الصلاة والسلام- من شدة حرصه على قطع هذا الأمر وحسمه, فقد كان يبايع الصحابة -رضي الله عنهم- ومن ضمن بنود البيعة أن لا يسألوا الناس شيئاً.

روى مسلم في صحيحه عن عَوْف بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ -رضي الله عنه- قَالَ: "كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً، فَقَالَ: "أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ؟" وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ، فَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ؟" فَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ؟" قَالَ: فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: "عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَتُطِيعُوا -وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً- وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ، فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ" [مسلم (1043)].

وحتى يريهم -صلى الله عليه وسلم- بشاعة المسألة وقبح السؤال كان يذكرهم دائماً بعاقبة السؤال؛ ليبين لهم أن سؤال الله -سبحانه وتعالى- أجدى لهم من سؤال غيره، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللَّهِ أَوْشَكَ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالْغِنَى، إِمَّا غِنًى آجِلٌ، وَإِمَّا غِنًى عَاجِلٌ" [الترمذي (2496)].

وكان -صلى الله عليه وسلم- يأمرهم دائماً بالاستعفاف والبعد عن كثرة الطلبات، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا عِنْدَهُ قَالَ: "مَا يَكُنْ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَصْبِرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ" [البخاري (1469) مسلم (1053)]. ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ" [البخاري (1427)].

وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أن من وسائل جلب محبة الناس وكسب ودهم أن لا تنافسهم في دنياهم ولا تطلب منهم ما في أيديهم، يقول سَهْل بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ: "أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّكَ النَّاسُ" [ ابن ماجة (4102)].

عباد الله: ربما يستغرب الواحد منا من كثرة الأحاديث التي تنهى عن المسألة وتحذر منها أتدرون ما السر في ذلك؟ ولماذا هذا النهي الشديد والتحذير الأكيد؟.

ذلك لأن سؤال الناس فيه مخالفة لأصل التوحيد، فالتذلل لغير الله، والتشكي إلى المخلوقين، وترك سؤال الخالق والجنوح إلى سؤال المخلوق، كل هذا فيه خدش ومنقصة للتوحيد، فلمَ يطلب العبد حاجته من عبيد أمثاله؟.

وإذا أجابوه أو أعطوه فإنه سيزداد لهم حباً وخضوعاً وطاعة، وسيبقى تحت رحمتهم ومنّتهم وعلوهم عليه وذله لهم، وهذا فيه طعن في كمال توحيده وإخلاصه لله -سبحانه وتعالى-، ومثل هذه العبودية لا تنبغي إلا لله -تبارك وتعالى-، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا سَأَلْتَ فاَسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ" [الترمذي (2516)].

ومنا هنا نعلم السر في جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك المسألة بنداً من بنود البيعة، وإقرانها بمسألة توحيد الله والصلاة كما تقدم.

وأيضاً لأن في سؤال الناس إذلال للنفس وإهانة لها، وقتل لشخصيتها، ومن عود نفسه على النظر لأوساخ الناس وأموالهم ساءت أحواله، وضاعت آماله، وانحطت نفسه، وقل شكره، وماتت معنوياته، والمسلم عزيز كريم عند الله فلا ينبغي له أن يحط نفسه أو ينزلها هذه المنازل السفلى، (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء : 70].

عَلامَ سُؤَالُ الناسِ والرِّزْقُ وَاسعٌ

وأَنْتَ صَحِيحٌ لم تَخُنْكَ الأصَابعُ

فَكُنْ طَالِبًا لِلرِّزْقِ من رَازِقِ الغِنَى

وخَلِّ سُؤالَ الناسِ فالله صَانِعُ

كما أن سؤال الناس وانتشار التسول وطلب الآخرين يؤدي حتماً إلى العجز والكسل، وانتشار البطالة وحب القعود وكره العمل، واسمعوا إلى رسولنا اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إذ يقول: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلاً فَيَسْأَلَهُ أَعْطَاهُ ، أَوْ مَنَعَهُ" [ البخاري (1470)].

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْراً مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ" [البخاري (2072)].

قلت ماسمعتم، وأستغفر الله الجليل الكريم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي أوجب على العباد معرفته بأسمائه وصفاته، وأسبغ عليهم نعمه وآلائه، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي لا يلجأ العبد إلا إليه في كل سؤاله ومهماته، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أشرف برياته، اللهم صل وسلم عليه مدى الدهر وأوقاته.

عباد الله: علمنا أن المسألة مذمومة في شرع الله، وقد ذمها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وسمعتم الآيات والأحاديث في ذمها، ولكن يجب أن نعلم أنه ليس كل مسألة مذمومة بإطلاق، وإنما هناك فرق بين المسألة التي تكون للحاجة الماسة أو لسبب مشروع، وبين المسألة التي تتخذ مهنة وعادة.

فمن المسألة المشروعة أن يسأل الشخص الناس إذا اشتدت به الحاجة، أو أصابته الفاقة، ونزلت به النوازل، وضاق به الحال، وأغلقت في وجهه كل الأبواب، ولم يجد ما يسد به رمقه ويشبع به جوعته.

وأحياناً قد يتحمل الإنسان ديوناً كبيرة، أو يظهر عليه عجز هائل لا يستطيع لوحده تسديده ولا يقدر على تحمله، فهنا يجوز له أن يسأل الناس إن شاء.

يقول قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ الْهِلَالِيِّ: تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً -أي ديناً-، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَسْأَلُهُ فِيهَا، فَقَالَ: أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ، فَنَأْمُرَ لَكَ بِهَا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: "يَا قَبِيصَةُ إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِأَحَدِ ثَلَاثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا ثُمَّ يُمْسِكُ، وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ -أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ- وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُومَ ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ: لَقَدْ أَصَابَتْ فُلَانًا فَاقَةٌ، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ -أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ- فَمَا سِوَاهُنَّ مِنَ الْمَسْأَلَةِ يَا قَبِيصَةُ سُحْتًا يَأْكُلُهَا صَاحِبُهَا سُحْتًا" [مسلم (1044)].

ومن السؤال المشروع: أن يطلب الإنسان من أخيه الإعانة في أمر قادر على إعانته فيه، كأن يطلبه في قضاء حاجة يستطيع قضاءها، أو يغيثه في أمر قادر على إغاثته فيه ونفعه به، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ" [مسلم (2580)].

ومن أعظم الأبواب التي يستحب سؤال الناس فيها؛ سؤال أهل العلم فيما استشكل من أمور الدين، فإن الله -سبحانه وتعالى- قد أمرنا بذلك فقال: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النحل : 43]. يقول بعض أهل العلم: "خير خصال الرجل السؤال عن العلم" [مفتاح دار السعادة (168)]. ويكفينا حديث نبينا -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "أَلَمْ يَكُنْ شِفَاءَ الْعِيِّ السُّؤَالُ" [أحمد (3056 )].

صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على من أمركم ربكم جل جلاله بالصلاة والسلام عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب : 56].

اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، واغننا بفضلك عمن سواك.

اللهم إنا نعوذ من التوكل إلا عليك، ومن الوقوف إلا ببابك، ومن السؤال إلا منك يا رب العالمين! اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد سواك طرفة عين، يا رب السموات والأرضين.

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90] فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) [العنكبوت:45].