المقتدر
كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...
العربية
المؤلف | صالح بن فوزان الفوزان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التاريخ وتقويم البلدان - أركان الإيمان |
خصّ الله الإنسان من بين المخلوقات، فاستخلفه في هذه الأرض، وسخر له هذا الكون وأمدّه بإمكانيات عقلية وجسمية، وابتلاه بالخير والشر، وأمره ونهاه ووعده وتوعده، فقال تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى) وجعل الجزاء من جنس العمل، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر. وقد خاطب الله هذا الإنسان بعدة خطابات، ووصفه ب...
الخطبة الأولى:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ * وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) [الأنعام: 1 - 3].
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، خلق الإنسان، علّمه البيان، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله إلى الإنس والجان، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل العلم والعرفان، وسلّم تسليماً.
أما بعد:
أيّها الناس: اتقوا الله -تعالى- كما أمركم أن تتقوه، وأطيعوا أمره ولا تعصوه، فإن السعادة بتقواه وطاعته، والشقاء بمخالفة أمره ومعصيته، قال تعالى: (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الأنفال: 29].
وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2 - 3].
وقال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [الطلاق: 4].
وقال تعالى: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) [الجن: 23].
وقال تعالى: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [الأحزاب: 36].
وقد خصّ الله الإنسان من بين المخلوقات، فاستخلفه في هذه الأرض، وسخر له هذا الكون وأمدّه بإمكانيات عقلية وجسمية، وابتلاه بالخير والشر، وأمره ونهاه ووعده وتوعده، فقال تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى) [القيامة: 36].
وقال تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) [المؤمنون: 115].
وجعل الجزاء من جنس العمل، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وقال تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى) [النجم: 39 - 41].
وقال تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [الزلزلة: 7- 8].
وفي الحديث القدسي: "يا عبادي! إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم، ثم أُوفّيكم إياها، فمَن وجد خيراً فليحمد الله، ومَن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه".
وقد خاطب الله هذا الإنسان بعدة خطابات، ووصفه بكثير من الصفات، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) [الإنشقاق: 6].
أي: إنك ساع إلى ربك سعياً، وعامل عملاً.
(فَمُلَاقِيهِ) أي: ستلقى ما عملت من خير أو شرّ.
عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال جبريل: يا محمد عِشْ ما شئت فإنك ميّت، وأحبب مَن شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه".
وقيل: معنى الآية: أنك ستلقى ربك فيجازيك بعملك ويكافئك على سعيك.
والقولان متلازمان، فالإنسان لا بدّ أن يعمل عملاً يلاقي الله به فيجازيه عليه.
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ) [الإنفطار: 6 - 8].
أي: ما غرّك يا ابن آدم بربك العظيم، حتى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق به.
وأتى باسمه الكريم: لينبّه على أنه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة، وأعمال الفجور، ومن كرمه: أن أوجد سبحانه هذا الإنسان من عدم، وجعله سويًّا مستقيماً، معتدل القامة منتصباً في أحسن الهيئات والأشكال، وهو قادر على أن يجعلك في صورة قبيحة.
ولكنه برحمته ولطفه جعلك في شكل حسن، مستقيم، معتدل، تام الأعضاء والحواس، حسن المنظر والهيئة.
ثم إن هذا الإنسان إذا أحسن عمله، وأطاع ربه، أحسن الله صورته الباطنة، كما أحسن صورته الظاهرة، وواصل إكرامه في الدنيا والآخرة.
وإن أساء عمله مسخ الله صورته الباطنة، وأهانه في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) [التين: 4 - 6].
وقال تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)[العصر: 2 - 3].
كما أخبر سبحانه أنه خلق هذا الإنسان من ضعف، وأوجده من عدم، وعلّمه من جهل.
ثم إن هذا الإنسان إذا رأى نفسه قد استغنى، وكثر ماله، فرح وأشر وبطر وطغى، قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى) [العلق: 1- 7].
ثم توعده الله ووعظه، وذكّره بمصيره، فقال تعالى: (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى) [العلق: 8].
أي: إلى الله المصير والمرجع، وسيحاسبك على عملك وطغيانك.
والإنسان صفته الطغيان والظلم والجهل والكفر إلا مَن رحم الله، قال تعالى: (إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 34].
وقال تعالى: (وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) [الأحزاب: 72].
وقال تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ) [المعارج: 19 - 22].
وقال تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات: 6 - 8].
وأخبر سبحانه: أن الإنسان يقنط عند الشدة، ويفرح ويفخر عند الرخاء، قال تعالى: (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ * إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ) [هود: 9 - 11].
فهذا شأن الإنسان، وهذه صفاته، من حيث نفسه وذاته، وخروجه عن هذه الصفات إلى الصفات الخيّرة والحميدة إنما هو بفضل ربه، وتوفيقه له، لا من حيث ذاته، فليس له من ذاته إلا هذه الصفات الذميمة، فلا حول له ولا قوة على التخلّي منها، والتحلّي بالصفات الكريمة إلا بربه وفضله ومنّته: (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ) [النحل: 53].
(بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ) [الحجرات: 17].
(وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [الحجرات: 7 - 8].
وهو الذي يكتب الإيمان في قلوب عباده المؤمنين، ويثبتهم عليه، ويصرف عنهم السوء والفحشاء.
وقد قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ) [يونس: 100].
وقال تعالى: (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ) [المدثر: 56].
(وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [التكوير: 29].
فالهداية التي هي التوفيق للخير، وقبول الحق بيد الله -عزّ وجلّ- يمنّ بها على مَن يشاء، وهي فضل منه وإحسان، والعبد مأمور بتعاطي أسباب هذه الهداية، بأن يطلبها من الله، ويُنيب إليه، ويصغي إلى كتاب الله وسنّة رسوله، ليعرف الحق فيلتزمه، ويعرف الباطل فيجتنبه، ويقتدي بأهل الخير، ويبتعد عن أهل الشر، ويفعل ما أمر الله به، ويترك ما نهى عنه، من الأعمال والأقوال والنيّات والمكاسب، وسائر التصرفات المنهي عنها، قال الله -تعالى-: بسم الله الرحمن الرحيم: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) [الليل: 1 - 10].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، الملك الحق، وإليه مصير الخلق، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلى جميع الثقلين الجن والإنس بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلّم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله، واذكروا بدايتكم ونهايتكم، فقد خلقتم من التراب، وتصيرون إلى التراب، ثم تُبعثون للجزاء والحساب: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) [طـه: 55].
فكيف يليق بمَن هذا حاله، وتذكر سرعة زواله عن هذه الدنيا وانتقاله: أن يتكبر ويطغى؟ أن رآه استغنى؟ وينسى أن إلى ربه الرُّجعى؟
لقد بلغ من طغيان هذا الإنسان: أن جحد قدرة الرحمن، وأنكر البعث والحساب: (قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) [يــس: 78].
ونسي بدايته وإيجاده من العدم، وأن الذي قدر على خلقه أول مرة قادر من باب أولى على إعادته: (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) [يــس: 79].
بل لقد بلغ من طغيان هذا الإنسان: أن أنكر وجود الله، فها هي الشيوعية في عصرنا الحاضر ومَن شابهها من الملاحدة تنكر وجود الله الخالق، وتتعامى عن آياته الكونية في الآفاق والأنفس، وتنسى أن في كل شيء له آية تدل على أنه واحد: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ) [الطور: 35 - 36].
لقد اغترّ هذا الإنسان بمخترعاته، ومنجزاته الحضارية، ظناً منه أنه حصل عليها بحوله وقوته وخبرته ومهارته، ونسي أن الله هو الذي خلقه، ووهبه العقل والتفكير، وسخّر له هذه الكائنات، وألهمه كيف يستخدمها، وأن كل شيء بقضاء الله وخلقه وتدبيره: (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [التكوير: 29].
(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) [الصافات: 96].
ثم ما هي هذه المنجزات التي اغترّ الإنسان بإبرازها: إن غالبها آلات خراب ودمار للإنسان والعمران، أسلحة فتاكة، وقذائف جهنّمية، تهلك الحرث والنسل؛ ما مكّن الإنسان منها إلا عقوبة له، وعناء عليه، وعلى الإنسانية، كما قال تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ) [الأنعام: 65].
فاتقوا الله -عباد الله-، واعتبروا بمَن قبلكم من الأمم التي اغترّت بقوتها، وعتت عن أمر ربها ورسله، فحاسبها الله حساباً شديداً، وعذّبها عذاباً نكراً: (فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا) [الطلاق: 9].
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله | إلخ |