القابض
كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...
العربية
المؤلف | صالح بن فوزان الفوزان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - الحياة الآخرة |
تأمل حالك -أيها العبد- حين تواجه هذا الموقف، الكتاب يحصي أعمالك، والله مطّلع عليك، والملائكة تشهد، والجلود والأعضاء تنطق وتشهد، فلا مجال للإنكار، ولا مناص من الحساب، فاتقوا هذا الموقف بإصلاح الأعمال ما دمتم في زمن الإمهال، ولا تُملُوا على الكاتبين، وتطلعوا الشاهدين إلا على ما...
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، يقبل توبة التائبين، ولا يضيع أجر المحسنين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين، فأوضح به المحجة للسالكين، وأقام به الحجة على المعاندين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه التابعين، وسلم تسليما كثيرا ودائما إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى- وزكوّا أنفسكم بفعل الطاعات، ولا تدنسوها بالسيئات والمخالفات، قال الله -تعالى-: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) [الشمس: 7 - 10].
فما تعمله -أيها الإنسان- في هذه الحياة من خير أو شر، فإنما تعمله لنفسك، ولا تجزى إلا بعملك، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) [فصلت: 46].
والإنسان مادام حيًّا يعقل فلا بد أن يعمل ويتحرك ويتكلم وينوي ويقصد، ولا يبقى معطلاً، ولا بد أن تحصى أعماله وأقواله، ونيّاته ومقاصده، وتكتب في ديوان أعماله، قال تعالى: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)[ق: 17- 18].
وقال تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار: 10-12].
وعلم الله -تعالى- محيط بجميع ذلك: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ) [الأنعام: 60].
(وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [التغابن: 4].
وفي يوم القيامة يحضر للعبد كتابه بما فيه من خير أو شر: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) [الزلزلة: 7].
وتشهد عليه الملائكة الكرام الكاتبون، وتشهد عليه الأرض التي عمل على ظهرها: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) [الزلزلة: 4 - 5].
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) قال: "أتدرون ما أخبارها؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها أن تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها"[رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي].
ومع شهادة الملائكة، وشهادة الأرض، على ابن آدم، يشهد عليه سمعه وبصره، وجلده وأعضاؤه، قال تعالى: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ)[فصلت: 19- 23].
روى البزار بسنده عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال : ضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتبسم، فقال صلى الله عليه وسلم: "ألا تسألوني عن أي شي ضحكت؟" قالوا يا رسول الله من أيّ شيء ضحكت؟ قال صلى الله عليه وسلم: "عجبت من مجادلة العبد ربَّه يوم القيامة، يقول: أي ربي أليس وعدتَني؛ أن لا تظلمني؟ قال: بلى، فيقول: فإني لا أقبل عليّ شاهدا إلا من نفسي؟ فيقول الله -تبارك وتعالى-: أو ليس كفى بي شهيداً، وبالملائكة الكرام الكاتبين؟ قال: فيردّد هذا الكلام مرارا، قال: فيُختْمَ على فيه وتتكلّم أركانُه بما كان يعمل، فيقول: بعداً لكن وسُحقا، عنكنّ كنت أجادل".
فتأمل حالك -أيها العبد- حين تواجه هذا الموقف، الكتاب يحصي أعمالك، والله مطّلع عليك، والملائكة تشهد، والجلود والأعضاء تنطق وتشهد، فلا مجال للإنكار، ولا مناص من الحساب، فاتقوا هذا الموقف بإصلاح الأعمال ما دمتم في زمن الإمهال، ولا تُملُوا على الكاتبين، وتطلعوا الشاهدين إلا على ما ينفعكم يوم الدين: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88- 89].
إنه بإمكان الإنسان اليوم أن يحاسب نفسه، ويخلّصها مما أوقعها فيه من الخطر بأن يكثر من الحسنات، ويتوب من السيئات، قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) [هود: 114].
وقال صلى الله عليه وسلم: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها".
لكن في يوم القيامة لا يمكنه التخلص من سيئاته بأيّ وسيلة، لا بالفدية، ولا بدفاع القرابة عنه، ولا بالجاه والنسب، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ) [البقرة: 254].
ومعنى الآية الكريمة: أنه في ذلك اليوم لا يُباع أحد من نفسه، ولا يفادى بمال لو بذله ولو جاء بملء الأرض ذهبا، ولا تنفعه خلّة أحد، أي صداقته ولا شفاعته، فانسدّت طرق الحيل كلها.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر قريش: اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا".
وقال تعالى: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) [عبس: 34 - 37].
أي في هذا اليوم يرى الإنسان أقرب الناس إليه في الدنيا فيفرّ منهم ويبتعد عنهم؛ لأن الهول العظيم، قال عكرمة: "يلقى الرجل زوجته، فيقول لها: يا هذه أيَّ بعلٍ كنتُ لك؟ فتقول: نعم البعل كنت، وتثني بخير ما استطاعت، فيقول لها: فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبنيها لي لعلّي أنجو مما ترين؟ فتقول له: ما أيسر ما طلبت، ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئا أتخوّف مثل الذي تخاف.
قال: وإن الرجل ليلقى ابنه فيتعلّق به، فيقول: يا بني أيّ والد كنت لك؟ فيثني بخير، فيقول له: يا بني احتجت إلى مثقال ذرّة من حسناتك لعلّي أنجو بها مما ترى؟ فيقول ولده: يا أبت ما أيسر ما طلبت، ولكني أتخوّف مثل الذي تتخوف فلا أستطيع أن أعطيك شيئاً".
يقول الله -تعالى-: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيه * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) [عبس: 34 - 36].
وفي الحديث الصحيح في أمر الشفاعة: أنه إذا طلب إلى كلٍّ من أُولي العزم أن يشفع عند الله في الخلائق، يقول: نفسي نفسي، لا أسألك اليوم إلا نفسي، حتى أن عيسى ابن مريم يقول: لا أسأله اليوم إلا نفسي، لا أسأله مريم التي ولدتني.
وقوله تعالى: (لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) [عبس: 37].
أي كلاًّ منهم يكون في هول شاغل له عن أحب الناس إليه، عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تحشرون حفاة عراة غرلاً" فقالت امرأة: أيبصر، أو يرى بعضنا عورة بعض؟ قال: "يا فلانة لكل امرئٍ منهم يومئذ شأن يغنيه"[قال الترمذي: حديث حسن صحيح"].
عباد الله: استحضروا هول هذا اليوم، واستعدوا له، ولا تغفلوا عنه، أرأيتم لو أن أحدكم أخبر في هذه الدنيا أن سيلقى عدواً أو يواجه خطرا ماذا يكون تخوّفه واستعداده للتخلص من ذلك؟ مع أنه قد لا يتحقق هذا الخطر، أو إذا تحقق فعنده من المال ما يفدي به نفسه، ومن الأعوان والعشيرة مَن يدافع عنه.
أما يوم القيامة، فخطر محقق لا يُنَجّي منه أهلٌ ولا عشيرةٌ، ولا جاه ولا مال، فلماذا لا يستعدّ الإنسان له بما ينجيه من مخاطره وأهواله؟
والاستعداد له اليوم ميسور وسهل لمن وفقه الله، وذلك بأن يحافظ على الطاعات، ويتجنب المحرمات.
تصور -أيّها الإنسان- موقفك في هذا اليوم.
يا مَن ضيّعت الصلوات، واتبعت الشهوات، وأكلت المال الحرام، وارتكبت الإثم والإجرام، يا مَن ظلمت نفسك بالمعاصي، وظلمت الناس بالتعدّي عليهم في دمائهم وأموالهم وأعراضهم: ما الذي يخلصك من أهوال هذا اليوم إذا نصب الميزان، وأزلفت الجنان، وسعرت النيران، وتبرأ منك الآباء والأبناء والإخوان؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، حذّر من أهوال يوم القيامة، وأمر الإنسان بالاستعداد لما أمامه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان، وسلّم تسليماً كثيرا.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى- وأطيعوه، يقول الله -تعالى-: (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) [الليل: 4].
أي مختلف.
فمنكم مَن يفعل خيراً ومنكم مَن يفعل شرّاً.
ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كلّ الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقُها أو موبقُها".
ومعناه: أن كل إنسان إما ساعٍ في هلاك نفسه أو في فكاكها، فَمن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله بعتقها من عذابه، كما قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ) [البقرة: 207].
ومن الناس مَن يبيع نفسه للشيطان، ويهلكها بالعذاب، فالإنسان إذا خرج من بيته، وذهب إلى المسجد لأداء الصلاة، فقد باع نفسه لله.
وإذا خرج من بيته إلى دور اللهو وأمكنة الفساد، فقد باع نفسه للشيطان.
وإذا ذهب إلى عمله الوظيفي، ونصح فيه، وقام به على ما يرام، فقد باع نفسه لله.
وإذا خان في عمله الوظيفي وضيّعه، أو أخذ الرشوة فيه، فقد باع نفسه للشيطان.
وإذا ذهب إلى متجره، فصدق في تعامله مع الناس، وتجنب الغش والخديعة والربا، فقد باع نفسه لله.
وإذا غش في البيع، وطفّف الميزان، وكذب على الزبائن، وتعامل بالربا، فقد باع نفسه للشيطان.
وإذا دعي إلى الصلاة، فبادر بالإجابة، ولبّى الدعوة، فقد باع نفسه لله، وإذا لم يجب داعي الله، ولم يحضر لأداء الصلاة، وآثر شهوة نفسه على طاعة ربه، فبقي على فراش نومه أو على لهوه ولعبه، فقد باع نفسه للشيطان.
وهكذا الإنسان طول حياته لا يزال بين داعيين: داعي الرحمن، وداعي الشيطان.
فأيّهما أجاب فقد باع نفسه له، والنفس أعزّ شيء لدى الإنسان.
إذا عرف قدرها لم يبعها إلا بأنفس الأثمان، كما قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ)[التوبة: 111].
وإذا لم يعرف قدر نفسه باعها بالخسران، كما قال تعالى: (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [الزمر: 15].
إن أهل الإيمان لما عرفوا قدر أنفسهم، باعوها بالجنان التي هي أغلى الأشياء، وباعوها لله الذي هو أرحم بهم من أمهاتهم، والذي هو الغني الوفي الذي يضاعف الحسنات، ويعفو عن السيئات.
أما أهل الطغيان، فقد باعوا أنفسهم لعدوهم الشيطان، بأرخص الأثمان، باعوها بشهوة عاجلة، ولذة زائلة، وذلّة دائمة، ونار حامية: (وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 102].
(وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 103].
فاتقوا الله -عباد الله-: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [الحشر: 19].
واعلموا: أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي، هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- ... إلخ.