البحث

عبارات مقترحة:

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

القوي

كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...

الزعم أن القرآن يناقض التوراة في رواية أحداث أسطورية في قصة يوسف عليه السلام

العربية

المؤلف مجموعة مؤلفي بيان الإسلام
القسم موسوعة الشبهات المصنفة
النوع صورة
اللغة العربية
المفردات شبهات حول القرآن
الجواب التفصيلي:
(*)


يدعي بعض المشككين أن رواية القرآن الكريم لقصة سيدنا يوسف - عليه السلام - تتضمن أحداثا أسطورية لم ترد في التوراة، وأن صورة يوسف في التوراة تفضل صورته في القرآن، ويتساءلون كيف يدعي محمد أن ربه قص عليه أحسن القصص، والقرآن يقول:

* ۞ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ [الشورى: 51]

وجوه إبطال الشبهة:


1) ليس كل ما لم يرد في التوراة غير حقيقي، وليس كل ما ورد في التوراة حقيقي، فالتوراة التي بين أيديهم الآن ما هي إلا ضرب من الافتراءات.
2) إن محاولة فرض مقاييس القصة الفنية على القصص القرآني محاولة غير سديدة وغير جائزة، وأن أهداف القصص القرآني هي: إظهار الحق والصدق، بخلاف القصص الفنية، فإن هدفها استلهام الخيال لإثارة اهتمام القارئ، وهذا غير حادث في القصص القرآني.

* 3) قوله سبحانه وتعالى: ۞ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ [الشورى: 51]

هذه الآية تقرر أنواع الوحي بالنسبة للرسل جميعا، فهي ليست خاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وحده.

التفصيل:
أولا. واقعية كل ما جاء في القرآن عن قصة يوسف عليه السلام:


إن الزعم أن قصة يوسف - عليه السلام - ضمنت تفاصيل أسطورية زعم لا دليل عليه، وعدم وجود هذه التفاصيل في كتبهم لا يعني أنها أسطورية، فكتبهم وما تضمنته من التفاصيل المخالفة للواقع أولى بأن توصف بالأساطير، بل إن التفاصيل التي جاءت في قصة يوسف في القرآن الكريم لهي الحق والصدق، وجاءت موافقة للواقع والتاريخ، بخلاف تفاصيل التوراة في قصة يوسف التي تعارضت مع الواقع، والتي صورت يوسف أسوأ صورة.


1. تذكر التوراة أن يوسف كان في مصر فرعون، وهذا يخالف الواقع؛ إذ ثبت أن الذي كان يحكم مصر في عهد يوسف هم الهكسوس، وليس المصريين الفراعنة، والقرآن الكريم تجنب هذا الخطأ، فلم يذكر فرعون، ولكنه ذكر "الملك".


2. ذكرت التوراة أن امرأة مولاه أمسكته بثوبه قائلة: "اضطجع معي. فترك ثوبه في يدها وهرب وخرج إلى خارج. وكان لما رأت أنه ترك ثوبه في يدها وهرب إلى خارج، أنها نادت أهل بيتها، وكلمتهم قائلة: «انظروا! قد جاء إلينا برجل عبراني ليداعبنا! دخل إلي ليضطجع معي، فصرخت بصوت عظيم. وكان لما سمع أني رفعت صوتي وصرخت، أنه ترك ثوبه بجانبي وهرب وخرج إلى خارج». فوضعت ثوبه بجانبها حتى جاء سيده إلى بيته". (التكوين 39: 12 - 16).


وكأن يوسف في هذه التلفيقات المكشوفة يثبت الجريمة على نفسه، ويقدم بنفسه الحجة عل أنه الجاني، وأن امرأة مولاه هي البريئة، هل هذا أيها العقلاء يتفق مع الواقع؟
وأين هذا من

* قول الله سبحانه وتعالى: ( واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم (25) قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها) [يوسف.]


إن الذي يتفق مع واقع الأمر أن يحدث تجاذب وتدافع وأن يفر يوسف هاربا إلى الباب لينجو من هذه الجريمة، بعد أن فزع منها قائلا:

* (قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون (23)) [يوسف،]

وأن تسبق هي إلى الباب إصرارا منها على تنفيذ ما تريد، وأن ينتج عن تسابقهما إلى الباب كل حسبما يريد جذب ثوبه وتقطيعه.
هذه تفاصيل القصة في سورة يوسف من القرآن الكريم تعلن عن الحق والصدق، الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فهي تؤيد بكل آية من آياتها صدق النبي صلى الله عليه وسلم.

صورة يوسف في التوراة:


صورة يوسف - عليه السلام - في التوراة بالنسبة لقارئ مصري - فإنها قاتمة شديدة السواد، بخلاف صورته في القرآن، كاختلاف الأسود والأبيض، وأخلاقه في أرض جاسان من مصر شديدة الغرابة، فقيل إنه بعد تفسير حلم فرعون عينه واليا على البلد، حتى إنه نزع خاتم الملك الذي كان في إصبعه وجعله في إصبع يوسف، وأركبه مركبته الثانية، وأمر الناس أن تركع له، وأقامه على كل الأرض، وسماه "مخلص العالم" وهذا الاسم دليل على أن الفرعون لم يكن مصريا، وكان بالأحرى آشوريا؛ وذلك أن مصطلح "المخلص" أو "مخلص العالم" ليس من المصطلحات المصرية، وهو مصطلح آسيوي خالص، ويكثر عند الآشوريين والعبرانيين بخاصة، فملوك آشور اسمهم "المخلصون"، والمسيح في الثقافة العبرية هو المخلص: "أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب". (لوقا 2: 11).


ولا يبدو يوسف عادلا في أحكامه، فقد اتهم إخوته في مصر بأنهم جواسيس جاءوا ليتجسسوا ثغور الأرض، وحبسهم ثلاثة أيام، ودبر لهم تهمة سرقة جامه الذي يشرب به "فتذكر يوسف الأحلام التي حلم عنهم، وقال لهم: «جواسيس أنتم! لتروا عورة الأرض جئتم» فقالوا له: «لا يا سيدي، بل عبيدك جاءوا ليشتروا طعاما. نحن جميعنا بنو رجل واحد. نحن أمناء، ليس عبيدك جواسيس».

فقال لهم: «كلا! بل لتروا عورة الأرض جئتم». فقالوا: «عبيدك اثنا عشر أخا. نحن بنو رجل واحد في أرض كنعان. وهوذا الصغير عند أبينا اليوم، والواحد مفقود». فقال لهم يوسف: «ذلك ما كلمتكم به قائلا: جواسيس أنتم! بهذا تمتحنون. وحياة فرعون لا تخرجون من هنا إلا بمجيء أخيكم الصغير إلى هنا. أرسلوا منكم واحدا ليجيء بأخيكم، وأنتم تحبسون، فيمتحن كلامكم هل عندكم صدق. وإلا فوحياة فرعون إنكم لجواسيس!». فجمعهم إلى حبس ثلاثة أيام". (التكوين 42: 9 - 17)، وكان دائم التذكير لإخوته بمنصبه، وكان يجامل إخوته على حساب الناس، فأعطاهم خير أرض مصر: "وسمع الخبر في بيت فرعون، وقيل: «جاء إخوة يوسف». فحسن في عيني فرعون وفي عيون عبيده. فقال فرعون ليوسف: «قل لإخوتك: افعلوا هذا: حملوا دوابكم وانطلقوا، اذهبوا إلى أرض كنعان. وخذوا أباكم وبيوتكم وتعالوا إلي، فأعطيكم خيرات أرض مصر وتأكلوا دسم الأرض. فأنت قد أمرت، افعلوا هذا: خذوا لكم من أرض مصر عجلات لأولادكم ونسائكم، واحملوا أباكم وتعالوا. ولا تحزن عيونكم على أثاثكم، لأن خيرات جميع أرض مصر لكم»". (التكوين 45: 16ـ 20)، وهكذا أجرى لهم الطعام على حسب أعدادهم، ولم يكن خبز في جميع الأرض؛ لأن الجوع اشتد بالناس جدا حتى جهدوا، وجمع يوسف كل الفضة من الناس بما يبيعهم من الطعام، فلما نفدت الفضة، اشترى منهم كل ماشيتهم بالطعام، ثم اشترى جميع الأرض، وباع الناس له حقولهم، ثم باعوا له أنفسهم، فسخرهم على الأرض نظير أن يستولي على خمس غلتها، فيكون بذلك أول من أدخل في مصر النظم الاحتكارية، ونظام السخرة، وآليات ونظم السوق والإقطاع، ولم ينج من تخطيطه سوى أراضي الكهنة؛ لأنها كانت ملكية عامة، وذلك دليل على أن الملكية الفردية شر وسرقة، وأن الملكية العامة هي الحل لمشاكل الأرض.


ومنذ جاء يوسف صارت ضريبة الأطيان الزراعية الخمس، ومن الواضح أنه أعفى أهلها منها؛ لأنه ابتداء أقطع أهله أرضا لم تكن لهم أصلا، وعينهم في الوظائف المختلفة ليحكم قبضته بهم على البلد جميعها. ومن الغريب أن يوسف وهو المذكور في القرآن بأنه نبي كان يشرب الخمر طبقا لرواية التوراة، فلما التقى إخوته واحتفل بهم ظل يشرب معهم حتى سكروا: "وقال: «قدموا طعاما». فقدموا له وحده، ولهم وحدهم، وللمصريين الآكلين عنده وحدهم، لأن المصريين لا يقدرون أن يأكلوا طعاما مع العبرانيين، لأنه رجس عند المصريين. فجلسوا قدامه: البكر بحسب بكوريته، والصغير بحسب صغره، فبهت الرجال بعضهم إلى بعض. ورفع حصصا من قدامه إليهم، فكانت حصة بنيامين أكثر من حصص جميعهم خمسة أضعاف. وشربوا ورووا معه". (التكوين 43: 31 - 34) [1].

ثانيا. القصص القرآني والقصص الفني:


إن محاولة فرض مقاييس القصة الفنية على القصص القرآني محاولة غير سديدة وغير جائزة؛ لأن القصص القرآني شيء، والقصص الفنية شيء آخر، فهذه لا تتقيد بالحقائق التاريخية، فلكاتب القصة الفنية مطلق الحرية في استلهام الخيال والأساطير، وله أن يثير اهتمام قارئه بما يشاء، وبما يملكه من قدرات أدبية على التحليق في الخيال أو استدعاء الحوادث الأسطورية أو غير ذلك، فلا بأس عليه إذا لم يتقيد فيما يكتبه بالحقائق والوقائع الثابتة، ولا بأس عليه إذا أسند إلى الشخصيات التاريخية كلاما لم تقله، أو أفعالا منه ولم تصدر عنه، وكل ذلك وغيره من ظواهر الحرية الفنية جائز في القصص الفنية.


أما القصة في القرآن الكريم، فإنها حقيقة ليست من الخيال والأساطير، ولا الخيال والأساطير منها، فكل ما ورد في القرآن الكريم من قصص، إنما هو حقائق لا مراء فيها، وصدق لا يستطيع أحد من الناس قاطبة أن يجد فيه مطعنا؛ لأن القرآن الكريم كتاب أنزله الله بالحق، وبالحق نزل؛ لأن القرآن الكريم لو اتسع لأية شبهة من شبهات الباطل، لانسحب ذلك على سائر ما يحمله من العقيدة والشريعة، ولما كان هناك مفهوم صحيح سوي لنزوله بالحق والصدق.


وما دام القرآن الكريم كتابا أنزله الله بالحق، وبالحق نزل، فإنه بهذه السمة يتنافى هو والمعنى المعروف للأساطير وخصائصها، فهما ضدان لا يمكن اجتماعهما بحال من الأحوال في القرآن الكريم، فإن الأسطورة حكاية تعيش منذ القدم، تقاليد قبيلة، أو جنس، أو أمة، يتوارثها خلف عن سلف، وتدور حول الآلهة وأنصاف الآلهة والأحداث الخارقة.. والأسطورة تنتمي إلى أشكال الحضارة القديمة، وترجع إلى مرحلة سابقة على العلم والفلسفة، فهي تفسر بمنطق العقل البدائي ظواهر الكون والطبيعة والإنسان [2] ومما سبق يتبين لنا أن الزعم بأن قصة يوسف - عليه السلام - أو أن القرآن الكريم تضمن أحداثا أسطوية زعم لا دليل عليه.


إن القرآن الكريم ليس مصدرا للتاريخ الإسلامي فحسب، بل هو أيضا مصدر من أعظم المصادر للتاريخ العالمي، إذ نرى القرآن الكريم لا يتحدث عن تاريخ الماضين من الأنبياء السابقين وأقوامهم منذ خلق آدم - عليه السلام - إلى مبعث محمد فحسب، وإنما يعني أيضا بأحداث تاريخية لا ترتبط بتاريخ الأنبياء السابقين، مثل عنايته بأول حادث قتل في تاريخ البشرية، وقصة سبأ، وسيل العرم، وقصة أهل الكهف، وأصحاب الأخدود، وأصحاب الجنة الذين أقسموا ليصرمنها [3] مصبحين، ومثل ما ورد من إشارات عن تاريخ المصريين من سياق قصة يوسف... كل ذلك ونحوه من أحداث التاريخ قصة القرآن الكريم في صدق تام وواقعية ليس لها مثيل؛ لتكون عبرة وعظة يتأسى بها الناس في كل زمان ومكان.


ولقد بلغ القرآن الكريم غاية الإعجاز في إيراد وعرض الأحداث التاريخية، وثمة شواهد عديدة تثبت ذلك، وحسبنا أن نذكر منها في هذا المقام أنه استقل بمنهج خاص في عرض الأحداث التاريخية في وضوح وإبانة تتفق مع وصف القرآن الكريم بالكتاب المبين، ومع وصف آياته بالآيات البينات.
إن القرآن الكريم وثيقة تاريخية من أعظم الوثائق؛ لأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
الذي نخرج به من هذا العرض - أن القصص القرآني يخلو تمام الخلو من سائر ما زعمه المستشرقون، فليس فيه - إطلاقا - مثقال ذرة من أخطاء التاريخ [4].

ثالثا. قوله سبحانه وتعالى: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب) (الشورى: 51):


أما الزعم بأن آية (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب) تفيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كلمه الله دون وسيط، فهو زعم باطل لا دليل عليه ولا تؤيده أقوال المفسرين، فليست الآية خاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بل تقرر أنواع الوحي بالنسبة لجميع الرسل، وأبرز من تحقق فيهم كلام الله من وراء حجاب هو موسى عليه السلام، وكلام الله - عز وجل - لأنبيائه من وراء حجاب لتنزهه عن أن يرى بالأبصار في الدنيا، فليست هناك شبهة في هذه الآية أو غيرها، ولكنه ضيق الأفق عند هؤلاء القوم وجهلهم الفاضح، بحقيقة الأمور.


إن هذه الآية الكريمة تدل على أن تكليم الله - عز وجل - للبشر وقع على ثلاثة أوجه:
الأول: عن طريق الوحي، وهو الإعلام في خفاء وسرعة، عن طريق الإلقاء في القلب يقظه أو مناما، فهو يشمل الإلهام والرؤيا المنامية.
الثاني: عن طريق الإسماع من وراء حجاب، أي: حاجز، وذلك بأن يسمع النبي كلاما دون أن يرى من يكلمه، كما حدث لموسى - عليه السلام - عندما كلمه ربه عز وجل، وهذا هو المقصود من قوله سبحانه وتعالى: (من وراء حجاب).


الثالث: عن طريق إرسال ملك، وظيفته أن يبلغ الرسول ما أمره الله بتبليغه له، وهو المقصود من قوله سبحانه وتعالى: (أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء) [5].
ومن هنا ثبت أن هذه الأنواع الثلاثة للوحي هي الكلام الذي يخاطب به الله تعالى عباده المصطفين، وليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل هي لجميع الرسل.
وأما قوله سبحانه وتعالى: (أو من وراء حجاب) فذلك إن كان قد حدث مع محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو كلام الله لنبيه عن طريق الإسماع من وراء حجاب، أي حاجز، فالمكلم لا يرى من يكلمه، وهذا لم يحدث مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ليلة الإسراء والمعراج، وسورة يوسف كانت وحيا من الله عن طريق إرسال جبريل عليه السلام، ولم تكن قصا من الله لرسوله مباشرة، فشيء من الفهم والتفكر والاعتبار!

الخلاصة:


• الزعم بأسطورية ما جاء عن يوسف - عليه السلام - في القرآن باطل لا دليل عليه؛ وذلك لأن ما ورد في قصة يوسف في القرآن الكريم لهو الحق والصدق، وصدق الله حيث يقول:

* (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين (3)) [يوسف]

فكانت أحسن القصص لما اشتملت عليه من عبر متعددة، ومواعظ جليلة.
• إن الناظر إلى ما ورد في القرآن وما ورد في التوراة؛ يجد أن ما ورد في التوراة لهو بحق الأساطير، ومن ذلك تصوير يوسف - عليه السلام - في صورة سيئة للغاية، أما القرآن فقد أعطاه صورته الحقيقية كنبي عصمه الله وصرفه عن الفحشاء والمنكر.


• القصص القرآني يغاير وبشكل كبير القصص الفني المؤلف؛ لأن القصص القرآني لا يأتي إلا بالحق والصدق، بعكس القصص المؤلف الذي يستعمل فيه الكاتب خيالاته، ويحلق في كتاباته بكثير من المزايدات المبالغ فيها، وكل هدفه هو جذب القارئ لا الوصول إلى الحق أو الحقيقة.


• أما بالنسبة إلى

* قوله سبحانه وتعالى: ۞ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ [الشورى: 51]

فإن هذه الآية تقرر أنواع الوحي بالنسبة لجميع الرسل، فهي ليست خاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ولذلك فإن موسى - عليه السلام - كلم ربه بغير واسطة ولكن من وراء حجاب، أي: حاجز، بحيث لا يرى المتكلم من يكلمه.

المراجع
  1. (*) الشبهات المزعومة حول القرآن الكريم من دائرتي المعارف الإسلامية والبريطانية، د. محمد السعيد جمال الدين. [1]. موسوعة القرآن العظيم، د. عبد المنعم الحفني، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط1، 2004م، ج1، ص954 بتصرف يسير.
  2. أباطيل الخصوم حول القصص القرآني، عبد الجواد محمد المحص، الدار المصرية، القاهرة، ص130، 131.
  3. ليصرمنها: يقطعون ثمارها.
  4. أباطيل الخصوم حول القصص القرآني: عرض ومناقشة، د. عبد الجواد محمد المحص، الدار المصرية، الإسكندرية، 2000م، ص112: 114 بتصرف.
  5. تفسير الوسيط، د. محمد السيد طنطاوي، دار الرسالة، القاهرة، ط3، 1407هـ/1987م، ج13، ص58، 59. وانظر أيضا: التحرير والتنوير، محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، د. ت، ج12، ص140: 145. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ/1985م، ج16، ص53. في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط13، 1407هـ/1987م، ج5، ص3169، 3170.