البحث

عبارات مقترحة:

المعطي

كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

الشافي

كلمة (الشافي) في اللغة اسم فاعل من الشفاء، وهو البرء من السقم،...

يصلون ولكن لا صلاة لهم

العربية

المؤلف فؤاد بن يوسف أبو سعيد
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الصلاة
عناصر الخطبة
  1. إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ترك الناس للصلاة في آخر الزمان .
  2. وجوب أداء الصلاة بأركانها وشروطها .
  3. مبطلات ومكروهات الصلاة .
  4. اجتماع خشوع القلب والجوارح في الصلاة .

اقتباس

أنت -أيها المصلي- قبل دخول الوقت أو بعد فواته دون عذر لا صلاة لك! لا صلاة لك يا من تصلي إلى غير القبلة أو إلى قبر أو مقام أو ضريح! صلاتك باطلة إن صليت دون نية. لا صلاة لك يا من علقت في عنقك وصدرك الحجب التمائم والتعاويذ الشركية! لا صلاة لك يا من سببت الدين أو كفرت، فدخلت في...

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي فرض على عباده الصلوات لحكم عظيمة وأسرار، وجعل هذه الصلوات مكفرات لما بينهن من صغائر الذنوب والأوزار.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العظمة والعزة والاقتدار.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إمام المتقين الأبرار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار، وسلم تسليما.

أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 -  71].

ألا واعلموا -عباد الله-: أن رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ، وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ" [مسند أحمد (36/ 485، رقم 22160)، صحيح الترغيب (1/ 138، رقم 572)].

فحافظ -يا عبد الله- على صلاتك؛ لاَّ تُصَلِّها وتتعبْ جسمَك في أدائها، وتضيعْ أوقاتَك في فعلِها، وأنت تفسدُها وتبطلُها، فتقول لك: "ضَيَّعَكَ اللَّهُ كَمَا ضَيَّعْتَنِي، وَتُلَفُّ كَمَا يُلَفُّ الثَّوْبُ الْخَلَقُ فَيُضْرَبُ بِهَا وَجْهُك".

فلا صلاة لك يا من صليت بلا وضوء بعد أن أحدثت، بعد أن خرج منك ريح أو بول أو براز، صلاتك باطلة إن صليت دون اغتسال من جنابة.

صلاتك باطلة -أيتها المسلمة- إن صليت دون اغتسال من حيض أو نفاس، أو اغتسلت وعلى أظافرك المناكير.

لا صلاة لك يا من صليت والنجاسة على بدنك أو ثوبك أو مكانك! لا صلاة لك يا من انشكف شيء من عورتك من سرتك إلى ركبتك! أو انكشف شيء من شعر المرأة أو عنقها أو ساعديها أو ساقيها!

أنت -أيها المصلي- قبل دخول الوقت أو بعد فواته دون عذر لا صلاة لك! لا صلاة لك يا من تصلي إلى غير القبلة أو إلى قبر أو مقام أو ضريح! صلاتك باطلة إن صليت دون نية. لا صلاة لك يا من علقت في عنقك وصدرك الحجب التمائم والتعاويذ الشركية! لا صلاة لك يا من سببت الدين أو كفرت، فدخلت في الصلاة قبل التوبة والطهارة من جديد.

عباد الله: لا تكونوا من المبتدعة الخوارج الذين: "لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ" [مسلم (1066)].

لا تكونوا ممن قال فيهم رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ثَلَاثَةٌ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ آذَانَهُمْ: العَبْدُ الآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ" [سنن الترمذي (360)].

عبد الله: إذا قمت إلى صلاتك، فأحسن الخشوع فيها والخضوع، والقيام والقراءة والركوع والسجود.

ولا تكن ممن أبطلها بفقد ركن من أركانها، أو واجب من واجباتها، فمن ترك القيامَ مع القدرة فصلاة باطلة، ومن ترك تكبيرة الإحرام فصلاته فاسدة، ومن ترك قراءة الفاتحة في كل ركعة فالصلاة كاسدة، ومن ترك ركوعها أو لم يرفع منه فالصلاة باطلة، ومن ترك سجدة واحدة من السجدتين أو جلوسا بينهما عمدا فصلاته فاسدة، ومن لم يسجد على الأعضاء السبعة فالصلاة مردودة على صاحبها، ومن ترك التشهد الأخير والجلوس له فلا صلاة له، ولا صلاة لمن ترك الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعده، ولا صلاة لم خرج من الصلاة دون التسليم، ومن ترك الترتيب بين هذه الأركان فلا صلاة له.

أما تارك الطمأنينةِ في ركن الأركان، فنقول له ما قاله النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للرجل المسيء صلاته الذي لا يطمئن فيها، قَالَ له: "ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ" فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى -أي بسرعة ودون طمأنينة- ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ" ثَلاَثًا، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي، فَقَالَ: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا" [البخاري (757)، ومسلم (397)].

عبد الله: اجعل صلاتَك كاملةً على قدر طاقتك واستطاعتك، فلا تُدخلْ فيها ما يبطلها ويفسدها؛ مثل: أن تزيدَ فيها ركنا أو واجبا، أو تنقصَها ركنا من أركانها السابقة، أو واجبا من واجباتها، وهي جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام.

وقول: "سبحان ربي العظيم في الركوع"، و "قول سمع الله لمن حمده" للإمام والمنفرد.

وقول: "ربنا ولك الحمد" للكل.

وقول: "سبحان ربي الأعلى" في السجود.

وقول: "رب اغفر لي" بين السجدتين، والتشهد الأول والجلوس له، فلا نترك منها واحدا عمدا. 

كذلك يبطلها: الأكلُ والشربُ والكلامُ والمشيُ؛ إذا كان عامدا ذاكرا عالما.

وتُبطلها: القهقهة، والحركةُ الكثيرة عرفًا، المتوالية لغير ضرورة؛ لِأَنَّهُ فِي اَلْأَوَّلِ تَرَكَ مَا لَا تَتِمُّ اَلْعِبَادَةُ إِلَّا بِهِ، وَبِالْأَخِيرَاتِ فَعَلَ مَا يُنْهَى عنه فيها.

وأما بطلان الصلاة بالاشتغال بما ليس منها؛ فذلك مقيدٌ بأن يخرجَ به المصلي عن هيئة الصلاة؛ كمن يشتغل مثلا بخياطة أو نجارة، وهو يصلي أو يمشي كثيرا أو يلتفت طويلا أو نحو ذلك.

فالأركان -يا عباد الله- ما سقط منها سهوا أو عمدا بطلت الصلاة بتركه.

والواجبات، ما سقط منها عمدا بطلت الصلاة بتركه، وسهوا جبره السجود للسهو -والله أعلم-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) [محمد: 33].

أما ما يُكره في الصلاة، فـالالتفاتُ الخفيفُ فيها؛ لأن اَلنَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عَنْ اَلِالْتِفَاتِ فِي اَلصَّلَاةِ، فَقَالَ: "هُوَ اخْتِلاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيطَانُ مِنْ صَلاةِ العَبْدِ" [رواه البخاري].

ومكروهٌ أن تعبثَ في صلاتك بساعتك أو جوالك، أو نظارتك أو عقالك، أو تداعبَ أنفَك أو لحيتك، أو تحكَّ رأسك من غير حاجة ملحَّة لذلك.

ولا تضعْ يَدك عَلى خَاصِرَتك، أو تشبِّكْ أصابعك، أو تفرقعْها، وأن تجلسَ في صلاتك مقعيًا كإقعاء الكلب؛ ناصبا ساقيك، ملصقا إليتيك على الأرض، ولا تستقبل ما يلهيك؛ فتجعل في قبلتك صورةً أو ناراً ونحوهما.

ولا تَدخلْ في صلاتك وقلبك مشتغل بمدافعة الأخبثين، أي البول والغائط ونحوهما، أو بحضرة طعام تشتهيه، لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا صَلاةَ بِحَضْرَةِ طَعَامٍ، وَلا هُوَ يُدافِعُهُ الأَخْبَثَانِ" [متفق عليه].

ومكروه أن تبسطَ ذراعيك في السجود وتفرشهما على الأرض؛ حتى لا نتشبه بالحيوانات، ولا تغط وجهك وتتلثم أثناء الصلاة، ولا تسدل ثوبك، أو ترسلْه فتضعه على كتفيك دون أن تلبسه، قال ابن المنذر: "وَلا أكرهُ السلامَ عَلَى المصلي، ويردُّ -المصلي- بإشارة.

والضحك في الصلاة يقطع الصلاة، وَلا يوجب الوضوء، والتبسمُ لا يقطع الصلاةَ، ويكره مس الحصى..، وَلا إعادة عَلَى من فعل ذَلِكَ، ويكره أن يصلي ناعسًا، والنعاسُ لا يفسد الصلاة، ويكرهُ تغطية الفم في الصلاة إلا إذا تثاءب؛ فإنه يمسك عَلَى فمه، وَلا يتنخم في الصلاة قِبَلَ وجهه، وَلا عن يمينه، وليبصق عن يساره، أو تحت قدمه اليسرى، وأحسن من ذَلِكَ أن يجعله في ثوبه، أو يدلكَ بعضه ببعض لئلا يؤذي مسلمًا، تدل السنن الثابتة عَلَى ذَلِكَ" [الإقناع، لابن المنذر (1/ 101، 102)].

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وقدوةً للخلائق أجمعين، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها المسلمون: اتقوا الله -عزَّ وجلَّ-، وتوبوا إليه واشكروه على سوابغ نعمه وآلائه.

ومن شكره: المداومة على طاعته وعبادته، والمحافظة عليها.

"وَاعْلَم -أخي في دين الله- أَن مبْنى الصَّلَاة على خشوع الْأَطْرَاف، وَحُضُور الْقلب، وكفِّ اللِّسَان إِلَّا عَن ذكرِ الله، وَقِرَاءَة الْقُرْآن ...، فَكلُّ هَيْئَة بايَنت الْخُشُوع -وخالفت الخضوع- وكلُّ كلمةٍ لَيست بِذكر الله، فَإِن ذَلِك يُنَافِي الصَّلَاة، لَا تتمّ الصَّلَاةُ إِلَّا بِتَرْكِهِ والكفِّ عَنهُ، لَكِن هَذِه الْأَشْيَاء مُتَفَاوِتَة، وَمَا كلُّ نُقْصَانٍ يبطلُ الصَّلَاةَ بِالْكُلِّيَّةِ، والتمييزُ بَين مَا يُبْطِلهَا بِالْكُلِّيَّةِ، وَبَين مَا ينقصها فِي الْجُمْلَة؛ تشريعٌ موكولٌ إِلَى نَصِّ -من كتاب أو سنة- وَلَا شكّ أَن الْفِعْلَ الْكثير الَّذِي يتبدَّل بِهِ الْمجْلس، وَالْقَوْلَ الْكثيرَ الَّذِي يستكثر جدا؛ نَاقص.

فَمن الثَّانِي: قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ" [مسلم (537)].

وتعليله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التُّرَاب فِي الرجل يُسَوِّي الترتب حَيْثُ يسْجد: "إِنْ كُنْتَ فَاعِلًا فَوَاحِدَةً" [البخاري (1207)].

وَنَهْيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الخصر، وَهُوَ وضع الْيَد على الخاصرة: "فَإِنَّهُ رَاحَة أهل النَّار" [صحيح ابن خزيمة (2/ 57، رقم 909)].

يَعْنِي هَيْئَة أهل الْبلَاء المتحيين المدهوشين.

وَعَن الِالْتِفَات: "فَإِنَّهُ اختلاس يختلسه الشَّيْطَان من صَلَاة العَبْد" [البخاري (751)].

يَعْنِي ينقص الصَّلَاة، وينافي كَمَاله.

وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذا تثاءب أحدكُم فِي الصَّلَاة، فليكظم مَا اسْتَطَاعَ، فَإِن الشَّيْطَان يدْخل فِي فِيهِ".

أَقُول: يُرِيد أَن التثاؤب مَظَنَّة لدُخُول ذُبَاب أَو نَحوه مِمَّا يشوش خاطره، ويصده عَمَّا هُوَ بسبيله... وَكَذَا مَا ورد من إِجَابَة الله للْعَبد فِي صلاته.

أَقُول -أي ولي الله الدهلوي-: هَذَا إِشَارَة إِلَى أَن جود الْحقِّ -سبحانه- عَامٌّ فائض، وَأَنه إِنَّمَا تَتَفَاوَتُ النُّفُوسُ فِيمَا بَينهَا باستعدادها الْجِبِلِّي أو الكَسبي، فَإِذا توجه إِلَى الله؛ فتحَ لَهُ بَابَ من جودِه، وَإِذا أعرض؛ حرمه، بل اسْتحقَّ الْعقُوبَة بإعراضه.

وَالْحَاصِل من الاستقراء: أَن القَوْل الْيَسِير؛ مثل: "ألعنك بلعنة الله" ثَلَاثًا، و "يرحمك الله" وَ "يَا ثكلَ أُمَّاهُ" وَ "مَا شَأْنكُمْ تنْظرُون إِلَيّ".

والبطش الْيَسِير؛ مثل وضعِ صبيتِه من العاتق ورفعِها، وغمزِ الرِّجل، وَمثل فتحِ الْبَاب، وَالْمَشْي الْيَسِير؛ كالنزول من درج الْمِنْبَر إِلَى مَكَان، ليتأتى مِنْهُ السُّجُود فِي أصل الْمِنْبَر، والتأخُّرِ من مَوضِع الإِمَام إِلَى الصَّفّ، والتقدُّمِ إِلَى الْبَاب الْمُقَابل؛ ليفتحَ، والبكاءَ خوفًا من الله، وَالْإِشَارَةِ المفهمة، وَقتلِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَب، واللحظِ يَمِينا وَشمَالًا من غير لي الْعُنُق؛ لَا يُفْسد -الصلاة-، وَإِن تعلَّقَ القذرُ بجسدِه أَو ثَوْبِه إِذا لم يكن بِفِعْلِهِ، أَو كَانَ لَا يُعلمهُ، لَا يفْسد -صلاته- هَذَا -وَالله أعلم- بِحَقِيقَة الْحَال" [حجة الله البالغة (2/ 21)].

وأكثروا من الصلاة والسلام على النبي والصحب والآل، كما أمركم الله بذلك في قوله سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

اللهم ارض عن خلفائه الراشدين؛ أبي بكر وعمرَ وعثمانَ وعليّ، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وارض عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمِ حوزة الدين يا رب العالمين.

اللهم أمِّنَّا في أوطاننا، وأصلح واحفظ أئمتنا وولاة أمورنا، واستعمل على المسلمين في كل مكان خيارَهم يا ربَّ العالمين.

اللهم وفق المسلمين والمسلمات، واهدهم سبل السلام، وألف بين قلوبهم، وتجاوز عن سيئاتهم يا رب العالمين.

اللهم أصلح لنا أعمالنا، واجعلها خالصة لوجهك الكريم، وتقبلها منا يا رب العالمين.

اللهم وفق أئمتنا لهداك، واجعل عملهم في رضاك يا رب العالمين، وهيء لهم البطانة الصالحة.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.