العلي
كلمة العليّ في اللغة هي صفة مشبهة من العلوّ، والصفة المشبهة تدل...
العربية
المؤلف | باحثو مركز أصول |
القسم | موسوعة الشبهات المصنفة |
النوع | صورة |
اللغة | العربية |
المفردات | المعارف اللغوية |
قولُ اللهِ تعالى:
﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾
[التحريم: 10].
حُفِظَ القرآنُ الكريمُ بطريقتَيْنِ ضَمِنَتا حِفظَهُ وصيانتَهُ: حفظُهُ في الصدور، وكتابتُهُ في السطور، ومخالَفةُ الرسمِ القرآنيِّ للرسمِ الإملائيِّ المعاصِرِ، لا يُمكِنُ اعتبارُهُ مسوِّغًا للطعنِ في صحَّتِه؛ لأن كلَيْهما طريقةٌ اصطلاحيَّةٌ في بابٍ مختلِفٍ، ووجودُ رسمٍ خاصٍّ بالقرآنِ له مقاصدُ علميَّةٌ كثيرةٌ معروفةٌ؛ كمراعاةِ تعدُّدِ القراءةِ، ومراعاةِ أصلِ الكلمةِ، ومراعاةِ بعضِ اللغاتِ العربيَّةِ، والإشارةِ لأصلِ الحرفِ، وإفادةِ بعضِ المعاني؛ كما في كتابةِ «امْرَأةٍ» بالتاءِ الممدودةِ في مواضعَ، وبالتاءِ المقبوضةِ في مواضعَ؛ وهو ما استشكَلَهُ السائل.
فالطعنُ في عربيَّةِ القرآنِ ناتجٌ عن قلَّةِ الدِّرايةِ بعلومِ القرآنِ الكريم، وقواعدِ العربيَّة، وخصائصِ الرسمِ العثمانيِّ التي تختلِفُ عن قواعدِ الكتابةِ الإملائيَّةِ الاصطلاحيَّةِ العاديَّةِ المستحدَثة.
وإنما يستشكِلُ مِثلَ ذلك: مَن لا يَعرِفُ أن الرسمَ العثمانيَّ له خصائصُ تختلِفُ عن الكتابةِ العربيَّةِ العاديَّة؛ وهذه الاستثناءاتُ لها حِكَمٌ لُغَويَّةٌ بديعةٌ مبثوثةٌ في كُتُبِ اللغةِ وعلومِ القرآنِ منذُ مئاتِ السِّنين.
تَمَّ حِفظُ القرآنِ بطُرُقٍ متعدِّدةٍ، ولا يُمكِنُ محاكَمةُ ألفاظِ القرآنِ إلى القواعدِ الإملائيَّةِ المستحدَثة.
فالقرآنُ لا تتغيَّرُ قراءتُهُ؛ سواءٌ قرأتَهُ بالرسمِ القديم، أو بالقواعدِ الإملائيَّةِ الحادثة، وهناك أهدافٌ خاصَّةٌ للرسمِ القرآنيِّ بالطريقةِ المعروفة، والكلامُ بأن هناك أخطاءً إملائيةً كلامٌ ينُمُّ عن عدمِ دِرايةٍ بأصلِ الموضوع.
وقد ادَّعى بعضُهم: أن القرآنَ الكريمَ يشتمِلُ على أخطاءٍ إملائيَّةٍ:
ومِن ذلك
قولُ اللهِ تعالى:
﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾
[التحريم: 10].
والصوابُ - في ظنِّهم - أن يُقالَ: «امْرَأَة» بالتاءِ المربوطة.
ولمزيدٍ مِن البيانِ والتوضيحِ نذكُرُ النقاطَ التالية:
أوَّلًا: لقد وصَلَ القرآنُ الكريمُ إلينا كاملًا، كما أُنزِلَ على نبيِّنا محمَّدٍ ^:
وذلك لأن حفظَ القرآنِ تَمَّ عبرَ وسيلتَيْنِ دقيقتَيْنِ ومحكَمتَيْنِ، وهما:
الطريقةُ الأُولى: حفظُهُ في الصدور، وتناقُلُهُ عَبْرَ الأجيالِ بالمشافَهة، وبشكلٍ متواتِر، وما نراهُ اليومَ مِن انتشارٍ لحُفَّاظِهِ في جميعِ البلدانِ، رجالًا ونساءً، وشيوخًا وأطفالًا، سواءٌ في بلادِ العربِ أو العجمِ -: هو نتيجةُ ذلك التواتُرِ المحكَمِ في النقل.
والطريقةُ الثانيةُ لحفظِهِ، هي: كتابتُهُ التي لازَمَتْها الدقَّةُ والاهتمامُ البالغُ برسمِ المصحَفِ في كلِّ البلادِ الإسلاميَّة؛ بحيثُ يكونُ ذلك الرسمُ موافِقًا للمصطلَحِ الإملائيِّ الذي تمَّ اتباعُهُ عند كتابةِ المصحَفِ الإمامِ في عهدِ عثمانَ رضيَ الله عنه.
ثانيًا: لا يُمكِنُ القدحُ في صحَّةِ القرآنِ؛ لمجرَّدِ أن كتابتَهُ تخالِفُ القواعدَ الإملائيَّةَ الاصطلاحيَّةَ المعاصِرةَ:
فتلك القواعدُ الكتابيَّةُ والإملائيَّةُ نشأتْ أصلًا بعد زمَنِ الرسمِ القرآنيِّ؛ فليس مِن المنطِقِ إذَنْ أن نحاكِمَهُ لها، خاصَّةً إذا عَلِمنا أن طريقةَ كتابةِ الصحابةِ والتابِعين للمصحَفِ تختلِفُ عن الطريقةِ التي نَعرِفُها اليومَ؛ وهذا مثبَتٌ في المخطوطاتِ القديمة.
ورسمُ المصحَفِ تمَّت كتابتُهُ حسَبَ ما تعارَفَ عليه أصحابُ ذلك الزمَنِ، ولا يستطيعُ أحدٌ أن يعترِضَ على أمرٍ اتَّفَقَ عليه الناسُ واصطلَحوا، ما دام قد أدَّى الهدَفَ المطلوبَ مِن وجودِه.
ثالثًا: الاصطلاحاتُ الموجودةُ في كتابةِ القرآن، والتي قد يخالِفُ فيها المكتوبُ المنطوقَ، والكلماتُ التي تمَّت كتابتُها بطريقةٍ مخالِفةٍ للمعتادِ -: قد وُجِدَ لها هدَفٌ محدَّدٌ له عَلَاقةٌ بالقراءة، بالإضافةِ لكونِها جاءت في القرآنِ بأكثرَ مِن صورةٍ؛ مراعاةً لتعدُّدِ القراءاتِ، أو لأغراضٍ علميَّةٍ أخرى:
ومِن أمثلةِ ذلك:
- مراعاةُ تعدُّدِ القراءةِ؛ فمثلًا في بعضٍ: تُكتَبُ «قَالَ»: «قَلَ»، مع ألفٍ صغيرةٍ بعد القاف، أو تُكتَبُ «الرِّيَاح»: «الريح»؛ لمراعاةِ القراءتَيْنِ الواردتَيْن.
- وقد تُكتَبُ القراءةُ؛ مراعاةً لأصلِ الكلمةِ؛ مثلُ: «الرِّبَا»: «الرِّبَو»، أو لبعضِ اللغاتِ العربيَّةِ؛ مثلُ: «رَحْمَة»: «رَحْمَت».
- وكذلك الإشارةُ لأصلِ الحرفِ؛ فـ «الصَّلَاةُ» كُتِبتْ على رسمِ: «صَلَوة»؛ إشارةً لأصلِ الألفِ الواويِّ، ولتفخيمِ الكلمةِ، ولغيرِ ذلك.
- وكذلك إفادةُ بعضِ المعاني؛ كقطعِ كلمةِ «أَمْ» في
قولِهِ تعالى:
﴿أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا﴾
[النساء: 109]
، ووَصْلِها في
قولِهِ تعالى:
﴿أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
[الملك: 22]
؛ فقَطْعُ «أم» الأُولى في الكتابةِ: للدَّلالةِ على أنها المنقطِعةُ بمعنى «بل»، ووَصْلُ الثانيةِ: للدَّلالةِ على أنها المتَّصِلةُ،،، إلى غيرِ ذلك.
وما ظنُّوه خطأً إملائيًّا إنما يعُودُ إلى طبيعةِ وخَصُوصيَّةِ الرسمِ العثمانيِّ للمصحَفِ الشريف؛ فإن للرسمِ العثمانيِّ خَصُوصيَّاتٍ تختلِفُ عمَّا تعارَفَ عليه الناسُ في الكتابةِ العاديَّةِ، ومِن ذلك كلماتٌ؛ مِثلُ: «الرَّحْمَن»، «مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ»، و«العَلَمِين»، وكلمةُ «الحياةِ» تُكتَبُ في الرسمِ العثمانيِّ هكذا: «الحَيَوة».
ومِن ذلك: كتابةُ التاءِ المربوطةِ تاءً مفتوحةً، وخاصَّةً إذا كانت في كلمةٍ مضافةٍ إلى اسمٍ بعدها؛ كما في الآيةِ التي استشهَدوا بها، وكما في
قولِ اللهِ تعالى:
﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ﴾
[الأعراف: 56].
وكلمةُ «امْرَأَت» مُدَّتْ تاؤُها في سبعةِ مواضعَ، وقُبِضَتْ تاؤُها في أربعةِ مواضعَ:
فالمواضعُ التي مُدَّتْ فيها التاءُ في كلمةِ «امرأت»، هي:
﴿امْرَأَتُ عِمْرَانَ﴾
[آل عمران: 35]
،
﴿امْرَأَتُ الْعَزِيزِ﴾
[يوسف: 30]
،
﴿امْرَأَتُ الْعَزِيزِ﴾
[يوسف: 51]
،
﴿امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ﴾
[القصص: 9]
،
﴿امْرَأَتَ نُوحٍ﴾
[التحريم: 10]
،
﴿وَامْرَأَتَ لُوطٍ﴾
[التحريم: 10]
،
﴿امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ﴾
[التحريم:11].
ولو كانت هذه الكلماتُ مِن قَبِيلِ الخطأِ، لكان مِن السهلِ تصويبُها، ولَمَا تُرِكَتْ هكذا.
وقد مُدَّتِ التاءُ مِن لفظةِ «امْرَأَة» في المواضعِ المذكورةِ؛ تنبيهًا على فعلِ التبعُّلِ والصحبةِ، وشدَّةِ المواصَلةِ والمخالَطةِ والائتلافِ في الموجودِ والمحسوس.
ومجموعُ هذه النساءِ خمسٌ:
- فواحدةٌ واصَلتْ بَعْلَها باطنًا وظاهرًا؛ وهى امرأتُ عِمْرانَ؛ فجعَلَ اللهُ لها ذرِّيَّةً طيِّبةً، وأكرَمَها بذلك، وفضَّلها على العالَمين.
والأربعُ البواقي مِن هؤلاءِ النساءِ كنَّ منفصِلاتٍ في بواطنِ أمرِهنَّ عن بعولتِهِنَّ بأعمالِهِنَّ:
- فواحدةٌ انفصَلَتْ بباطنِها عن بَعْلِها؛ طاعةً لله، وتوكُّلًا عليه، وخوفًا منه؛ فنجَّاها وأكرَمَها؛ وهي امرأةُ فِرْعَوْنَ.
- واثنتانِ منهُنَّ - امرأةُ نُوحٍ، وامرأةُ لُوطٍ - انفصَلَتا عن أزواجِهما ببواطنِهما؛ كفرًا باللهِ؛ فأهلَكَهما اللهُ ودمَّرهما، ولم ينتفِعَا بالوُصْلةِ الظاهرة؛ مع أنها أقرَبُ وُصْلةٍ بأفضلِ أحبابِ اللهِ تعالى، كما لم تضُرَّ امرأةَ فِرْعَوْنَ وُصْلَتُها الظاهرةُ بأخبثِ عَبِيدِ اللهِ تعالى.
- وواحدةٌ انفصَلتْ عن بَعْلِها بالباطنِ؛ اتِّباعًا للهوى وشَهْوةِ نفسِها؛ فلم تبلُغْ مِن ذلك مُرادَها، مع تمكُّنِها مِن الدنيا واستيلائِها على مَن مالت إليه بحُبِّها، وهو في بيتِها وقَبْضتِها؛ فلم يُغْنِ ذلك عنها شيئًا، وقوَّتُها وعزَّتُها إنما كانتا لها مِن بَعْلِها «العزيزِ»، ولم يَنفَعْها ذلك في الوصولِ إلى إرادتِها، مع عظيمِ كيدِها؛ كما لم يضُرَّ يُوسُفَ ما امتُحِنَ به منها، ونجَّاه اللهُ مِن السِّجْنِ، ومكَّن له في الأرض؛ وذلك بطاعتِهِ لربِّه، ولا سعادةَ إلا بطاعةِ الله، ولا شقاوةَ إلا بمعصيتِه.
فهذه كلُّها عِبَرٌ وقَعَتْ في شأنِ كلِّ امرأةٍ منهنَّ؛ فلذلك مُدَّتْ تاءاتُهُنَّ.
وأما المواضعُ التي قُبِضَتْ فيها التاءُ مِن كلمةِ «امْرَأَة»، ففي أربعةِ مواضعَ جاءت الكلمةُ فيها غيرَ مضافةٍ؛ وذلك في الآياتِ التالية:
- ﴿وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ﴾
[النساء: 12].
- ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا﴾
[النساء: 128].
- ﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾
[النمل: 23].
- ﴿وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ﴾
[الأحزاب: 50].
ففي هذه المواضعِ الأربعةِ كُتِبتِ: «امْرَأَة» بالتاءِ المربوطة، ولتفصيلِ ذلك كتُبٌ خاصَّةٌ معروفةٌ عند أهلِ العلم.
وهكذا يتبيَّنُ لكلِّ ذي عقلٍ وبصَرٍ: أن القرآنَ الحكيمَ منزَّهٌ عن الخطأِ، بالغٌ ذِرْوةَ الكمالِ: في لغتِهِ، وبلاغتِهِ، وسُمُوِّ معانيه، وإعجازِهِ الباقي على وجهِ الدهر، وفى كلِّ ما يتَّصِلُ به مِن: القراءاتِ، وطُرُقِ الرسمِ الإملائيِّ الخاصَّةِ به.
رابعًا: قومُ محمَّدٍ ^ كانوا أحرَصَ الناسِ على خصومتِهِ، وأدرى الناسِ بلسانِ العرَب، وقد عجَزوا - كما نَعلَمُ - أن يَطعَنوا في بلاغةِ القرآنِ وفصاحتِهِ، وكلِّ ما يُتعلَّقُ به مِن حيثُ عربيَّتُه.
ولقد تحدَّى القرآنُ العربَ، وكرَّر التحدِّيَ عليهم أن يأتوا بمِثلِ القرآنِ، وظَلَّ يتدرَّجُ بهم إلى أن وصَلَ أن يأتوا بسورةٍ مِن مِثلِ القرآن، فعجَزوا.
وإن أحدًا منهم لم يستطِعْ أن يجارِيَهُ، ولا أن يَطعَنَ في عربيَّتِه؛ ولذا: فإن أيَّ طعنٍ يُوجَّهُ للقرآنِ مِن جهةِ عربيَّتِهِ جملةً وتفصيلًا، مِن طاعنٍ متأخِّرٍ عن أبي جهلٍ، وأبي لهبٍ، وأضرابِهما -: فاعلَمْ أنه باطلٌ في ذاتِه؛ إذْ لو كان صحيحًا، لمَا غفَلَ عنه هؤلاءِ الأعداءُ، وهم أبصَرُ الناسِ باللغةِ، وأحرَصُهم على الطعنِ في القرآن.
كما أن محافَظةَ المسلِمين على رسمِ المصحفِ بنفسِ الطريقةِ التي كُتِبَ بها في أوَّلِ مرَّةٍ -: لدليلٌ واضحٌ على المستوى الذي وصَلَتْ إليه صيانةُ القرآنِ وما يتعلَّقُ به؛ فتمَّت المحافَظةُ على رسمِ المصحَفِ الذي اتفَقَ الصحابةُ رِضْوانُ اللهِ عليهم على صورتِهِ بما فيها مِن اصطلاحاتٍ؛ إذْ إن هذا الرسمَ قد حقَّق الغرَضَ المرادَ منه.
فالحاصلُ: أنه وبعدَ أن عرَفْنا مدى العنايةِ التي نالها الرسمُ القرآنيُّ منا نحنُ المسلِمين - مع أنه مِن الأمورِ الاصطلاحيَّةِ - فهل يَتوقَّعُ مَن يحتكِمُ إلى المنطقِ الرشيدِ: أن عنايتَنا بالأمورِ التوقيفيَّةِ والوحيِ المنزَّلِ ستكونُ أقلَّ مِن ذلك؟! لا شكَّ أن المَنطِقَ يقولُ بعكسِ ذلك، والواقعُ يَشهَدُ أنه قد فاقَتْ تلك العنايةُ بالوحيِ المنزَّلِ وحِفظِهِ كلَّ التصوُّرات.