الحفي
كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...
العربية
المؤلف | |
القسم | موسوعة الشبهات المصنفة |
النوع | صورة |
اللغة | العربية |
المفردات | الإيمان بالرسل |
يدعي المشركون الكذابون أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - مجنون، وينسبون ما جاء به من الهدى والحق إلى الجنون فهو لا يدري ما يقول؛ حيث يتخبطه الشيطان من المس،
* قال سبحانه وتعالى: وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ [الحجر: 6]
وجها إبطال الشبهة:1) كراهة المشركين لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وعنادهم وكبرهم في الاعتراف بنبوته.
2) تزكية الله - عز وجل - نبيه - صلى الله عليه وسلم - عن مثل ذلك.
التفصيل: أولا. عناد المشركين وكبرهم:هذه المقولة هي من عناد أولئك المشركين وكفرهم، يزعمون فيها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد افترى القرآن من عند نفسه، وأن به جنونا لا يدري ما يقول، وهم يعلمون بطلان ما يقولون في القرآن، ومع ذلك يكثرون من هذه الفرية، وقد حكاها الله - عز وجل - عنهم في كتابه في أكثر من موضع،
* قال سبحانه وتعالى: أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ۚ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ [المؤمنون: 70]
* وقال أيضا: وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ [الحجر: 6]
* وقال - عز وجل - أيضا عنهم: وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ [الصافات: 36]
وقد رد الله عليهم كذبهم وافتراءهم مبينا أن السبب في مقولتهم تلك أن قلوبهم لا تؤمن بالقرآن، وهم يعلمون بطلان ما يقولون عن القرآن، فإنه قد أتاهم من كلام الله ما لا يطاق ولا يدافع، وقد تحداهم وجميع أهل الأرض أن يأتوا بمثله إن استطاعوا ولا يستطيعون أبد الآبدين،
* ولهذا قال سبحانه وتعالى: أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ۚ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ [المؤمنون: 70]
ثانيا. تزكية الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - من الجنون:وقد زكى الله عبده محمدا - صلى الله عليه وسلم -
* فقال سبحانه وتعالى: وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ [التكوير: 22]
ونفى عنه ما يرميه به أهل البهتان والفجور، فلست بحمد الله يا محمد مجنونا يتخبطك الشيطان من المس كما تقول الجهلة من كفار قريش،
* قال سبحانه وتعالى: فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ [الطور: 29]
* وقال - سبحانه وتعالى - أيضا: مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ [القلم: 2]
وهذه المقالة الظالمة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطلقها من المشركين عقبة بن أبي معيط إذ قال: هو مجنون، وقد اكتفى القرآن في إبطال كونه مجنونا بمجرد النفي دون استدلال عليه؛ لأن مجرد التأمل في حال النبي - صلى الله عليه وسلم - كاف في تحقق انتفاء ذلك الوصف عنه فلا يحتاج في إبطال اتصافه به إلى أكثر من الإخبار بنفيه؛ لأن دليله المشاهدة، وهو دليل كالشمس في رابعة النهار.
وليس يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
الخلاصة:·القرآن الكريم كتاب معجز في هديه، ونظمه وأسلوبه وأحكامه وتشريعاته، فكيف يكون ذلك من كلام مجنون كما يدعي هؤلاء.
·إذا سلمنا - جدلا - بما يدعي هؤلاء، فلم عجزوا عن الإتيان ببعض من هذا القرآن.
·عاش النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أظهر المشركين أربعين عاما وكانوا يلقبونه أمينا، صادقا، راجح العقل، فكيف يصاب فجأة بالجنون؟ وكيف يهزي بهذا الكلام؟!