البارئ
(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...
العربية
المؤلف | مركز رواد الترجمة |
القسم | موسوعة الشبهات المصنفة |
النوع | صورة |
اللغة | العربية |
المفردات | الإيمان بالرسل |
الحمد لله، لم يظلم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اليهود، فقد هاجر إلى المدينة وفيها ثلاث قبائل من اليهود، هم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة، وعقد معهم صلحًا، فأما بنو قينقاع فنقضوا العهد وحاربوا بعد غزوة بدر، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وانتصر عليهم ثم مَنَّ عليهم وتركهم، وكانوا أشجع اليهود في القتال، وكانوا أولَهم نقضًا للعهد، وأما بنو النضير فخانوا خيانة عظمى بعد غزوة بدر أيضًا، وقيل بعد أحد، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه جاؤوا إليهم لحاجة، وجلسوا عند حائط، فاتفق اليهود فيما بينهم أن يغتالوا النبي صلى الله عليه وسلم بأن يلقوا عليه صخرة من أعلى الحائط، ولكن الله تعالى أوحى لنبيه فغادر المكان قبل أن يفعلوا ذلك، فجهز لهم جيشًا وحاصرهم، فطلبوا أن يسمح لهم بالجلاء وترك ديارهم ومزارعهم للمسلمين؛ خوفًا من القتل، فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا بأنفسهم ويحملوا من متاعهم ما تحمله الإبل ما عدا السلاح، وأما بنو قريظة فلما جاءت قريش لغزوة الخندق أعلنوا سب النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أرسل إليهم وجدهم قد نقضوا العهد؛ ظنًّا منهم بأن المشركين سينتصرون على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما هزم الله الأحزاب توجه صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة، ونزلواعلى حكم سعد بن معاذ فحكم بقتل رجالهم وسبي نسائهم وصبيانهم؛ عقوبةً على خيانتهم، ففُعل بهم ذلك، وكانوا أغلظ اليهود كفرًا وأشدهم عداوةً، ولم يتعظوا بما أصاب من قبلهم، ففي كل مرة يغدر اليهود وتكون العاقبة عليهم، وقاتل النبي صلى الله عليه وسلم يهودَ خيبر كما قاتل غيرهم من المشركين فلما انتصر عليهم صالحهم وعاملهم، وأما مَن اشتد أذاه للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين من اليهود فقد أمر بقتله، وفي المقابل أسلم بعض اليهود، كعبد الله بن سلام رضي الله عنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.