البحث

عبارات مقترحة:

القادر

كلمة (القادر) في اللغة اسم فاعل من القدرة، أو من التقدير، واسم...

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

اليومان العظيمان

العربية

المؤلف عبد الله بن علي الطريف
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الحج - الهدي والأضاحي والعقيقة
عناصر الخطبة
  1. مكانَة التقوى وفضلها .
  2. من فضائل يومِ عرفة .
  3. فضائل يوم النحر .
  4. هل المغفرة تختص بالحجيج في عرفة؟ .
  5. أعمال يوم النحر .
  6. فضل الأضحية وآدابها. .

اقتباس

ويومُ عرفةَ هو يومُ العِتْقِ من النار فيعتقُ اللهُ مِنَ النارِ مَنْ وَقَفَ بعرفَةَ ومن لم يقفْ بها من أهلِ الأمصارِ من المسلمين، فلذلك صار اليومُ الذي يليه عيداً لجميعِ المسلمين في جميع أمصارهم؛ من شهدَ الموسمَ منهم ومن لم يشهدْه؛ لاشتراكهم في العتق والمغفرة يومَ عرفَةَ.. وإنما لم يشترك المسلمون كلُّهم في الحج كُلَّ عامٍ رحمةً من الله وتخفيفاً على عباده، فإنَّه جعلَ الحجَّ فريضةَ العُمُرِ لا فريضةَ كُلَّ عامٍ.. فإذا كَمُلَ يومُ عرفة، وأعتَقَ اللهُ عبادَه المؤمنين من النار، اشترك المسلمون كلُّهم في العيدِ عقبَ ذلك.

الخطبة الأولى:

الحمد لله المذكور بكل لسان، المشكور على كل إحسان، خلق الخلق ليعبدوه، وأظهر لهم آياته ليعرفوه، ويسر لهم طرق الوصول إليه ليصلوه، فهو ذو الفضل العظيم والخير الواسع العميم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا.

أما بعد: فمن أعظم واجباتنا معاشر الإخوة تقوى الله –تعالى- في السر والعلن وهي مع ذلك سببٌ لخيرٍ كثيرٍ لا يعلمُ قدرَه إلا الله قال الله –تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الحديد:28] أي: يعطيكم نصيبين من الأجرِ، لا يعلمُ وصفَهما وقدرَهما إلا اللهُ -تعالى-: أجرٌ على الإيمانِ، وأجرٌ على التقوى، أو أجرٌ على امتثالِ الأوامرِ، وأجرٌ على اجتنابِ النواهي، وزاد عليها تفضلاً (وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ) أي: يعطيكم علماً وهدى ونوراً تمشون به في ظلمات الجهل، (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) السيئات.. فما أعظمَ مكانَةَ التقوى وما أجلَها.. وتزيدُ أهميةُ التقوى في الأيامِ العظامِ لفضلِ العملِ الصالحِ وشناعةِ العملِ الطالحِ.

أحبتي: ونحن نتفيأُ ظلالَ هذه الأيامِ الفاضلةِ ونَنعمُ بفُرَصِها النادرةِ وأجورِها الزاخرة. نجدُ الكريمَ الرحمن يتفضل علينا بمزيدِ فضلٍ ويختم هذه الأيامَ الزواهرَ بيومين عظيمين هما اليومُ التاسعُ يومُ عرفة، واليومُ العاشر يوم عيد النحر.

ولقد تجاذب هذان اليومان صفاتِ الكمالِ.. وفرصَ العطاءِ من الرحيمِ الرحمن؛ فكان هذا سبباً للاختلاف بين العلماء أيهما أفضل فقيل: إن خيرَ الأيامِ عند اللّه يومُ النحر، وهو يومُ الحج الأكبر، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَفْضَلُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ، وَيَوْمُ الْقَرِّ" (رواه ابن حبان وغيره وصححه الألباني عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ).

وبه قال أبو هريرة وجماعةٌ من الصحابة، وقيل: يومُ عرفة أفضلُ من يوم النحر، وهذا هو المعروف عند أصحاب الشافعي.

والحقيقة أن كلَ واحدٍ منهما له فضلٌ من جهة: فيومُ عرفة يعطى الله فيه ما لا يعطي في غيره من حط الذنوب والخطايا وكبير الهبات والعطايا.

ويوم النحر يشرع فيه من الأعمال الصالحة ما لا يُشرع في غيره من الرمي وذبح الهدايا والأضاحي، والطوافِ بالبيت وصلاة العيد وغيرها.. فيالله كم من التكبير والتهليل والتحميد لله في هذا اليومِ يُرفع.. وكم من القرابين لله فيه تقدم..

أيها الإخوة: وفي يوم عرفة يكثر العتقاء من النار، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟" (رواه مسلم عَنْ عَائِشَةَ). قال ابن عبد البر -رحمه الله-: "وهذا يدل على أنهم مغفور لهم؛ لأنه لا يباهي بأهل الخطايا إلا بعد التوبة والغفران".

ومن فضائلِ هذا اليومِ أنه يومٌ أكملَ الله فيه الدينَ، وأتمَ النعمةَ فيه على المسلمين؛ فعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا نَزَلَتْ، مَعْشَرَ الْيَهُودِ، لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، قَالَ: وَأَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة:3] فَقَالَ عُمَرُ: "إِنِّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، "نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَرَفَاتٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ" (رواه مسلم).

ومن فضائل يومِ عرفة: أنه يومُ مغفرةِ الذنوب والعِتْقِ من النار، قال ابن رجب: "فإذا أكمَلَ المسلمون حجَّهم غُفِر لهم، وإنما يكمُلُ الحجُّ بيومِ عرفة والوقوف فيه بعرفة فإنه ركنُ الحجِّ الأعظم، كما قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْحَجُّ عَرَفَةُ".. ويومُ عرفةَ هو يومُ العِتْقِ من النار فيعتقُ اللهُ مِنَ النارِ مَنْ وَقَفَ بعرفَةَ ومن لم يقفْ بها من أهلِ الأمصارِ من المسلمين، فلذلك صار اليومُ الذي يليه عيداً لجميعِ المسلمين في جميع أمصارهم؛ من شهدَ الموسمَ منهم ومن لم يشهدْه؛ لاشتراكهم في العتق والمغفرة يومَ عرفَةَ..

وإنما لم يشترك المسلمون كلُّهم في الحج كُلَّ عامٍ رحمةً من الله وتخفيفاً على عباده، فإنَّه جعلَ الحجَّ فريضةَ العُمُرِ لا فريضةَ كُلَّ عامٍ، وإنما هو في كلِ عامٍ فرضُ كفايةٍ بخلافِ الصيام؛ فإنه فريضةُ كُلِّ عامٍ على كلِ مسلمٍ. فإذا كَمُلَ يومُ عرفة، وأعتَقَ اللهُ عبادَه المؤمنين من النار، اشترك المسلمون كلُّهم في العيدِ عقبَ ذلك".

ثم قال -رحمه الله-: "فلذلك صارَ اليومُ الذي يليه عيداً لجميعِ المسلمين في جميعِ أمصارِهم؛ مَنْ شَهِدَ المَوْسمَ منهم ومَنْ لم يشهدْه؛ لاشتراكِهم في العِتقِ والمغفرةِ يومَ عَرَفَةَ".

أيها الإخوة ومن فضائل يوم عرفة أنه يُشْرَعُ لمن لم يحجّ من أهلِ الأمصارِ في هذا اليوم العظيم الصيام، وفضل صيامِ يومِ عرفةَ فضلٌ كبير قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ. (رواه مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه).

قال النووي -رحمه الله-: "معناه ذنوبُ صائمه في السنتين، قالوا: والمراد بها الصغائر، وذكرنا إن لم تكن صغائر، يُرجى التخفيفُ من الكبائر، فإن لم يكن رُفعت درجاته".

أحبتي: عظِّموا هذا اليومَ وصوموه لله تعالى وحثُّوا أولادَكم وأهلِيكم على ذلكَ، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج:32] وادعوا وأنتم موقنون بالإجابة، فإنَّ الله قريبٌ يجيب دعوة الداعي إذا دعاه..

أيها الإخوة: ومن فضائله أنه يومُ المباهاةِ بأهل الموقف. قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟" (رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها).

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "وَقَفَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِعَرَفَاتٍ, وَقَدْ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَئُوبَ (تغيب)، فَقَالَ: يَا بِلَالُ، أَنْصِتِ لِيَ النَّاسَ" فَقَامَ بِلَالٌ فَقال: أَنْصِتُوا لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَصَنَتَ النَّاسُ، فَقَالَ: "مَعَاشِرَ النَّاسِ، أَتَانِي جِبْرِيلُ آنِفًا فَأَقْرَانِي مِنْ رَبِّيَ السَّلَامَ, وَقَالَ: إِنَّ اللهَ غَفَرَ لِأَهْلِ عَرَفَاتٍ وَأَهْلِ الْمَشْعَرِ وَضَمِنَ عَنْهُمُ التَّبِعَاتِ" (حقوق العباد بعضهم من بعض)، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- فَقال: يَا رَسُولَ اللهِ, هَذَا لَنَا خَاصٌّ؟ فَقَالَ: "هَذَا لَكُمْ, وَلِمَنْ أَتَى بَعْدَكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"، فَقَالَ عُمَرُ: كَثُرَ خَيْرُ اللهِ وَطَابَ.. (رواه ابن المبارك عن سفيان الثوري عن الزبير بن عدي عن أنس، وقال الألباني: صحيح لغيره).

أحبتي: لنغتنمَ فُرَصَ الخير قبل فوات الأوان، ونُشمرَ عن ساعدِ الجد، فإن الأمر جد، ولنحذر المعاصي فإنها تحرمُ المغفرة في مواسم الرحمة.. وهي سببٌ للبعد والطرد، كما أن الطاعات سبب للقرب والود.

اللهم وفقنا للخيرات، وجنبنا المعاصي والمنكرات، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغاما لمن أشرك به وكفر، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم ما اتصلت عين بنظر وأذن بخبر وسلم تسليما...

أيها الإخوة: ومن فضائلِ يومِ النحرِ أنه خُصّ بالنسبة للحاج بأعمالٍ كثيرة لا تجتمع في غيره هي رميُ جمرة العقبة، وذبحُ الهدي، والحلقُ أو التقصير، والطوافُ بالبيت العتيق، وهذه الأعمال لا تجتمع إلا به، وبالنسبة للمقيمين شُرعَ فيه عباداتٌ عظيمة وأعظم العبادات في يوم العيدِ، صلاة العيد وهي من آكدِ الشعائرِ وأعظمِها، لذلك اخرجوا لصلاة العيد مكبرين ومهللين، وأخرجوا النساء والصغار إليها، فقد قال بعض أهل العلم بوجوبها، ومنهم شيخنا محمد العثيمين -رحمه الله-.

قَالَتْ أمُ عطية: "كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا وحَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ". (رواه البخاري).

 قال ابن رجب -رحمه الله-: "في هذا الحديث دليلٌ على أن إظهارَ التكبير للرجال مشروع في حالِ انتظارِ الإمام لصلاة العيد قبل خروجه، ويكبر النساء خلفهم بتكبيرهم.. ويكون (أي: التكبير مشروعاً كذلك) في حال تكبير الإمام في خطبته؛ فإن الناس يكبرون معه، كما كانَ ابن عمر -رضي الله عنهما- يجيب الإمام بالتكبير إذا كبر على المنبر، وكان عطاء يأمر بذلك بقدر ما يسمعون أنفسهم.

ومن أعظم الأعمالِ وأفضلِها في يوم العيد وأيام التشريق ذبحُ الأضاحي، قال تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [الكوثر: 3]، وقال: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام:161-162]، وقوله: (نسكي) أي: ذبحي، وخص هاتين العبادتين الصلاة والذبح لشرفهما وفضلهما ودلالتهما على محبة العبد لله تعالى، وإخلاص الدين له...

ثم إن بالذبح بذلَ ما تحبه النفسُ من المال لما هو أحبُ إليها، وهو اللهُ تعالى، ومن أخلص في صلاته ونسكه استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله.. واعلموا أن ذبح الأضاحي شعيرةٌ من شعائر الإسلام، مقصودها الأعظم التقرب إلى الله –تعالى- بالذبح وليس المقصود منها الصدقة في لحمها على الفقراء، لكنه بعض ما يقصد منها.. قال الله تعالى: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) [الحج:37]، وبذل المال في الأضاحي أفضل من الصدقة به..

والأضحية سنة مؤكدة جداً لمن يقدر عليها، وقد ضحى النبي -صلى الله عليه وسلم- بكبشين أملحين. (رواه مسلم).

وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يذبح أضحيته بالمصلى فيأخذ منها ليأكل ويوزع الباقي على المحتاجين؛ يفعل ذلك إظهارًا للشعيرة، وتعليمًا للأمة، فصلوات ربي وسلامه عليه.. وذكر ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أقام بالمدينة عشر سنين يضحّي كل عام.

تقبل الله منا.. وأعاد علينا مواسم الخيرات بكل خير.. وجعلنا هداة مهتدين..

وستكون صلاة العيد في تمام الساعة 6:10 صباحًا بحول الله تعالى. وصلوا وسلموا...