الحيي
كلمة (الحيي ّ) في اللغة صفة على وزن (فعيل) وهو من الاستحياء الذي...
العربية
المؤلف | خالد بن علي أبا الخيل |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - أركان الإيمان |
أعز ما يملك في هذه الحياة: توحيد رب الأرض والسموات، فعزته استغناؤه عما في أيدي الناس، وغناه ألا يلتفت في أموره إلى أحد الناس، فلا يدعو إلا الله، ولا يسأل إلا الله.. المؤمن لا يعتز بفاسق وكافر، وما عليه من الحضارة والمظاهر.. والمسلمون اليوم بحاجة إلى العودة الصادقة، إلى مواطن العزة والمفاخرة، فتراهم اليوم ضعفوا وخارت عزائمهم، ووهنوا وأهينوا وأذلوا، لماذا؟ حينما تخلوا عن الشريعة، وغلب عليهم التبعية لأعدائهم وأعداء الملة، فحُرموا أسباب العزة والقوة والنصرة، فتتابعت الفتن، وتوالت المحن، وعاشوا حياة الذل والصغار والهوان والدمار...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي أعز من شاء بالبر والتقوى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، طاعته واتباعه شرف وعز وإباء، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأوفياء، أهل العزة والشموخ والعلياء.
أيها المسلون: اتقوا الله، فتقواه العزة والكرامة، والنجاة والسلامة، في مثل هذه الأيام -أيها الأنام-، أعز الله عز وجل موسى، ونصره وأظهره على عدوه فرعون، وأذل الله -عز وجل- فرعون وأهلكه، وجعله عبرة لمن خلفه، ولهذا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ووجد اليهود يصومون هذا اليوم يوم عاشوراء، فسأل عن صيامهم له، فقالوا: "إن الله أظهر موسى وقومه على فرعون وقومه". فقال: "إنا أحق بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه.
أيها المسلمون: من صفات الرب –سبحانه- العزة، واقترنت عزته بحكمته، ورحمته ومغفرته، وقوته وعلمه، وقدرته وجبروته وحمده، والعزة بحقه سبحانه لها ثلاث معان: عزة القوة، وعزة الامتناع، وعزة القهر، يقول ابن القيم –رحمه الله-:
وهو العزيز فلن يرام جنابه | أنّى يرام جناب ذي السلطان |
وهو العزيز القاهر الغلاب لم | يغلبه شيء هذه صفتان |
وهو العزيز بقوة هي وصفه | فالعز حينئذ ثلاث معان |
وهي التي كملت له سبحانه | من كل وجه عادم النقصان |
أيها الناس: حينما يأتي الحديث عن العزة، وما للمسلم من الرفعة، فالنفوس له مشتاقة، ولحديثه مرتاحة، كيف لا؟ والعزة والكرامة، والرفعة والشهامة، من الخصال الحميدة، والصفات النبيلة.
العزة يا مسلمون: تشرئب لها الأسماع، وتتحلى بحديثها الطباع؛ لأن المرء يحب أن يعيش حميدًا عزيزًا رفيعًا شريفًا، والعزة -عباد الله- من الله لا من أحد سواه، (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ) [آل عمران: 26]، فمن طلب العزة من سواه خاب وخسر وتاه، (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) [فاطر: 10]، والعزة له وحده، يعطيها من يشاء من عباده.
أيها المسلمون: المؤمن عزته وقوته، وشرفه ورفعته مربوطة بعزة الله ورسوله، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ولله العزة ورسوله والمؤمنين) [المنافقون: 8].
عباد الله: العزة والإيمان صنوان لا يفترقان، ووصفان لا ينقسمان، قال ابن القيم: العزة والعلو إنما هي لأهل الإيمان الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، (وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]، فللعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان.
قد تسأل فتقول: ما هي العزة؟.
فالجواب: العزة حالة مانعة للإنسان أن يغلب أو يهان ويسلب، فهي القوة والغلبة، والحمية والأنفة.
من مظاهر العزة للمؤمن والمؤمنة، بل هو أعلى المظاهر وأجمل المخابر: هو الاعتزاز بالله ودينه. فهو الرفعة والمنعة، والشرف والشهامة، والاعتزاز بغيره هو الذل والمهانة، فيعلم أن هذا الدين هو دين العزة والقوة، والبذل والتضحية، يستمد المسلمون عزهم منه، وقوتهم ومنعتهم منه، فلا اسم لهم سواه، (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ) [الحج: 78]، فلا قبيلة ولا قومية، ولا أنساب، ولا أعراف جاهلية، ولا أحكام وضعية، ولا أعراف وأحزاب تعصبية، حالهم كما قال عمر –رضي الله عنه-: نحن أمة أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. فلا اعتزاز إلا بالإسلام، ولا انتماء إلا بالإسلام.
أبي الإسلام لا أب لي سواه
المؤمن أعزه الله بالإيمان، فهو شامخ الرأس والبنيان، لا يخضع لإنسان، ولا يستكين لإنس ولا جان، أعزه الله بالتوحيد، والعقيدة الصافية والتقعيد، فهو خاضع وذالّ لله، ولهذا يرفع شعار ذلك لمولاه: لا اله إلا الله، (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) [الإسراء: 111]، ولهذا تسمى هذه الآية: آية العز، المسلم أعز ما يملك في هذه الحياة، توحيد رب الأرض والسموات، فعزته استغناؤه عما في أيدي الناس، وغناه ألا يلتفت في أموره إلى أحد الناس، فلا يدعو إلا الله، ولا يسأل إلا الله، إذا مسه الضر نادى: يا الله، إذا ضاقت به السبل نادى: يا الله، إذا أعيته الخطوب نادى: يا الله، إذا علته الكروب نادى: يا الله، إن توالت عليه الديون: نادى يا الله، إن أصابه المرض نادى: يا الله، فهو في جميع شؤونه وأحواله لا يدعو ولا يعلق قلبه إلا بمولاه، فلا إله إلا هو ولا رب سواه.
إذا انقطعت أطماع عبد عن الورى | تعلق بالرب الكريم رجاؤه |
فأصبح حرًا عزة وقناعة | على وجهه أنواره وضياؤه |
وإن علقت بالعبد أطماع نفسه | تباعد ما يرجو وطال عناؤه |
فلا ترج إلا الله في الخطب وحده | ولو صح في خل الصفاء صفاؤه |
المؤمن لا يعتز بفاسق وكافر، وما عليه من الحضارة والمظاهر، فعند أحمد عن سيد الأوائل والأواخر: "من انتسب إلى تسعة أباء كفار، يريد بهم عزًا وفخرًا، فهو عاشرهم في النار"، الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، وكلمة الله هي العليا، (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) [الفتح: 28]، الإسلام عزيز في شعائره وأحواله وأخلاقه وبشائره، العزة بالإسلام الحنيف، والاستشعار برفعة الدين المنيف.
قال المنفلوطي: "جاء الإسلام بعقيدة التوحيد، ليرفع نفوس المسلمين، ويغرس في قلوبهم الشرف والعزة والأنفة والحمية، وليعتق رقابهم من رق العبودية، فلا يذل صغيرهم لكبيرهم، ولا يهاب ضعيفهم قويهم، ولا يكون لذي سلطان بينهم سلطان إلا بالحق والعدل". انتهى.
قال ابن أبي لبابة: "من طلب عزًّا بباطل أورثه الله ذلاً بحق".
التوحيد دين العزة والشهامة، فلا يذل لمخلوق ولا كرامة، الموحد علق قلبه بالله، وقطع المخلوقين واتصل بالله، فهو وإن فاته من دنياه ما يطيب لمبتغي الحياة، إلا أنه في عزة ورفعة في دينه وديناه.
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه | فما فاته منها فليس بضائر |
ومن تكن الدنيا مناه وهمته | سبته المُنى واستعبدته المطامع |
المؤمن حر لله، وعزه وشرفه بتقواه.
ألا إنما التقوى هي العز والكرم | وحبك للدنيا هو الذل والسقم |
وليس على عبد تقي نقيصة | إذا حقق التقوى وإن حاك أو حجم |
الاعتزاز بتنقية القلوب من الشوائب والابتزاز، والشرف والامتياز، وفي الحديث: "عز المؤمن استغناؤه عما في أيدي الناس"، فالعزة الحصن القوي، والشبع المعنوي، والتاج العلوي، الموحد عزيز، كيف لا؟ وهو يرفع رأسه وقلبه للحكيم العزيز.
ومما زادني شرفًا وتيهًا | وكدت بأخمصي أطأ الثريا |
دخولي تحت قولك يا عبادي | وأن صيرت أحمد لي نبيا |
فالموحد لا يملكه أحد، ولا يحتار في عبوديته، ولا يختلف في وجهته، "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله"، المسلم لا يستشرف لأحد، ولا يتطلع ولا يطمع، ولا يرضع ولا يقنع إلا بربه الواحد الأحد، ورسوله المتبع، فلا يسأل أحدًا إلا الله، وقد بايع رسول الله أصحابه على ذلك، فكان أحدهم يسقط سوطه، فما يسأل أحدًا يناوله إياه، والعبد يزداد بالطاعة عزًا، فعند مسلم: "وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا".
يقول بعض السلف: "الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا بطاعة الله".
وقال الآخر: "إذا طلبت العزة فاطلبها في الطاعة، وإذا طلبت الغنى فاطلبه في القناعة".
فالعزة معزة، يعتز المسلم بدينه وبخالقه، مجانبًا الباطل وأهله، معتزًا بلباسه ومظهره، وكلامه وهيئته، فلا يتشبه بالكفار في الأفعال والأخلاق، ولا بالفساق في الهيئات والانسياق، لما أخذ أبو سفيان يفتخر ويقول: يوم بيوم بدر اعل هبل. فقال رسول الله: "ألا تجيبوه؟"، قالوا: ما نقول؟ قال: "قولوا: الله أعلى وأجل"، ولما قال: لنا العزى ولا عزى لكم. قال: "ألا تجيبوه؟"، قالوا: ماذا نقول؟ قال: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم" (رواه البخاري).
فالعزة ليست بالادعاء، والأقوال الخرقاء، والمظاهر الجوفاء، والعزة يصمها عمر: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله".
قال الشعبي: "كانت درة عمر أهيب من سيف الحجاج".
ولما جيء بالهرمزان ملك خوستان أسيرًا إلى عمر، لم يزل الموكل به يقتضي أثر عمر حتى عثر عليه في المسجد، نائمًا متوسدًا درَّته، فلما رآه الهرمزان قال: "هذا هو المُلك، والله إني خدمت أربعة من الملوك الأكاسرة، أصحاب التيجان، فما هبت أحدًا منهم كهيبتي لصاحب هذه الدرة". رضي الله عن عمر.
الخطبة الثانية:
الحمد لله جل في علاه، وصلى الله وسلم على عبده ومصطفاه، ومن الاعتزاز بالإسلام عدم اتخاذ الكفار أولياء طلبًا للعزة والافتخار، يقول الواحد القهار: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً) [النساء: 139]، قال الطبري: "فإن الذين اتخذوهم -أي المنافقين من الكفار- أولياء ابتغاء العزة عندهم، هم الأذلاء الأقلاء، فهلا اتخذوا أولياء من المؤمنين؟ فيلتمسوا العزة والمنعة والنصرة من عند الله الذي له العزة والمنَعَة، الذي يعز من يشاء، ويذل من يشاء، فيعزهم ويمنعهم". انتهى.
والمؤمن عاليًا شامخًا بإيمانه، وأخلاقه وآدابه وسلوكه، (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]، فهل يليق بمؤمن يهين نفسه بعد عزتها؟ ويخفض حياته بعد شموخها ورفعتها؟ بأن يقتدي بالكفار، ويتصف بالفساق والكفار.
والعزة على أهل الكفر هي التمكين، والحظ الأوفر: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) [المائدة: 54]، فالتواضع وليل الجانب والعزة لأهل الإيمان، والقسوة والشدة والغلظة على أهل الكفر والطغيان.
الإسلام -أمة سيد الأنام- عزيز بنفسه، إنما العزة لمن تمسك به، والرفعة لمن قام به، وذب عنه، فعند أحمد في مسنده: عن تميم الداري: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام، وذلًا يذل الله به الكفر"، وكان تميم الداري يقول: "عرفت ذلك بأهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافرًا الذل والصَّغار والجزية". وقد قال عليه الصلاة والسلام: "وجُعل الذلة والصَّغار على من خالف أمري"، فيُفهم منه أن العلو والرفعة والتمكين لمن امتثل أمره.
ومن صور العزة -أمة الشهامة والمعزة-: سلمان الفارسي. حين تفاخر بعض الناس بأحسابهم وأنسابهم، افتخر بإسلامه ولسان حاله:
أبي الإسلام لا أب لي سواه | إذا افتخروا بقيس أو تميم |
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه | فكن طالبًا في الناس أعلى المراتب |
وها هو خبيب: يسلم طوعًا، ويصحب محمدًا -صلى الله عليه وسلم- محبة واختيارًا، فيقع أسيرًا في قبضة الكفار، فيحاولون صدوده، وذمه لنبيه ودينه، فيعتز ويرفض الخنوع والخضوع لغير الله، فيقتل شهيدًا عزيزًا وهو يردد:
ولست أبالي حين أقتل مسلمًا | على أي جنب كان لله مصرعي |
وذلك في ذات الإله وإن يشأ | يبارك على أوصال شلو ممزع |
وهذه صورة ثالثة: لبلال بن رباح، لما علم بإسلام أمية بن خلف أذاقه أصناف العذاب، لعله يرجع ويرتاب، كان يخرجه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة، فتوضع على صدره، ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت، أو تكفر بمحمد، وتعبد اللات والعزى. فيقول معتزًا بدينه: "أَحَد أَحَد". وكان يوضع الحبل في عنقه، ثم يأمرون الصبيان والسفهاء أن يطوفوا به في أخشبي مكة، وبلال ينشد بصوته الرخيم: أحد أحد، يمر به أبوبكر وهو على هذه الحالة، فيشتريه بخمس أواق، ويعتقه وهو يقول للمشركين: والله لو أبيتم إلا مائة أوقية لدفعتها لكم. فيصبح بعد الذل عزيزًا، ويرفع الأذان، ويصدح بالتوحيد والإيمان، فيتشرف بأن يكون مؤذن ولد عدنان.
وكان عمر كلما رأى أبا بكر وبلالاً قال: "أبو بكر سيدنا أعتق سيدنا بلالًا".
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه
ومن أسباب العزة: الاعتقاد الجازم بأن الله هو العزيز الذي لا يغلبه شيء، وأن مصدر العزة منه سبحانه.
وإذا تذللت الرقاب تواضعًا
ومنها: صدق الانتماء لهذا الدين. والشعور بالافتخار للدين المتين، حتى ولو كان زمن الاستضعاف، وتسلط الأعداء وكثرة الإجحاف.
ومنها: متابعة الرسول وطاعته في أمره ولزوم سنته. فلا عزة ولا فلاح ولا نجاح ولا صلاح إلا بطاعته.
ومنها: اليقين بأن الله كتب لهذا الدين العلو والرفعة والإباء والمعزة. بخلاف الكفر وأهله، (كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) [المجادلة:21].
فالمسلمون اليوم بحاجة إلى العودة الصادقة، إلى مواطن العزة والمفاخرة، فتراهم اليوم ضعفوا وخارت عزائمهم، ووهنوا وأهينوا وأذلوا، لماذا؟ حينما تخلوا عن الشريعة، وغلب عليهم التبعية لأعدائهم وأعداء الملة، فحرموا أسباب العزة والقوة والنصرة، فتتابعت الفتن، وتوالت المحن، وعاشوا حياة الذل والصغار والهوان والدمار.
والله أعلم.