الحكيم
اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...
العربية
المؤلف | محمد حسان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - الحياة الآخرة |
العدل التام الذي لا يشوبه شائبة ظلم: إعذار اللـه -جلا وعلا- لخلقه، إقامة الشهود، مضاعفة الحسنات، تبديل السيئات إلى حسنات. وبعدها يبدأ الحساب، فيا ترى من هي أول أمة سيحاسبها اللـه؟ ومن هم أول من يقضى بينهم يوم القيامة؟ وما هو أول ما يحاسب عليه العبد؟. والجواب على هذه الأسئلة هو ذات الموضوع الذي نحن بصدده، فأعيروني القلوب والأسماع، واللـه أسأل أن يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، إنه حليم كريم رحيم. أولاً: من...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله -تعالى- من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين.
فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
فحياكم الله جميعاً -أيها الآباء الفضلاء وأيها الإخوة الكرام الأعزاء-، وطبتم جميعا، وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله العظيم الكريم -جل وعلا- الذي جمعنا وإياكم في هذا البيت المبارك على طاعته أن يجمعنا وإياكم مع سيد الدعاة المصطفى في جنته، ودار كرامته؛ إنه ولى ذلك والقادر عليه.
أحبتي في الله: هذا هو لقاؤنا الرابع عشر من لقاءات هذه السلسلة الكريمة المباركة.
وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي مع مشهد الحساب الرهيب المهيب، فلقد تركنا العباد في أرض المحشر وقفوا صفوفاً، ينتظر كل واحد منهم أن ينادى عليه للعرض على الرب -جل في علاه-، ليحاسب اللـه عباده وفقاً لقواعد العدل التي ذكرناها، وهى: (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) [النجم: 38].
العدل التام الذي لا يشوبه شائبة ظلم: إعذار اللـه -جلا وعلا- لخلقه، إقامة الشهود، مضاعفة الحسنات، تبديل السيئات إلى حسنات.
وبعدها يبدأ الحساب، فيا ترى من هي أول أمة سيحاسبها اللـه؟ ومن هم أول من يقضى بينهم يوم القيامة؟ وما هو أول ما يحاسب عليه العبد؟.
والجواب على هذه الأسئلة هو ذات الموضوع الذي نحن بصدده، فأعيروني القلوب والأسماع، واللـه أسأل أن يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، إنه حليم كريم رحيم.
أولاً: من هي أول أمة سيحاسبها اللـه -جل علاه-؟
أيها الأحبة الكرام: إن ذل القيام بين يدي اللـه في أرض المحشر لعظيم، فالشمس فوق الرؤوس بمقدار ميل، تكاد الرؤوس أن تنصهر من حرارتها، والبشرية كلها من لدن آدم إلى آخر رجل قامت عليه الساعة في صعيد واحد يكاد الزحام وحده يخنق الأنفاس، والأعظم من ذلك هول ورهبة جهنم التي قد أُتِىَ بها في أرض المحشر، لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها، إذا رأت جهنم الخلائق زفرت وزمجرت غضبا منها لغضب اللـه -جل وعلا-، فعند ذلك تجثوا جميع الأمم على الركب ذعراً وفزعاً منها.
قال تعالى: (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[الجاثية: 28].
في هذه اللحظات الرهيبة المهيبة التي تخلع القلوب من الصدور ينادى اللـه -جل جلاله- على أمة الحبيب المحبوب محمد من بين سبعين أمة كلها واقفة في أرض المحشر في ذل وانكسار للملك الجبار.
ففي الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجة بسند صحيح من حديث ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "نحن آخِرُ الأمم، وأول الأمم حسـاباً يوم القيامة، يقال: أين الأمة الأمية بنبيها؟ فنحن الآخرون الأولون"[صححه شيخنا الألباني في الصحيحة رقم (2374) وهو في صحيح الجامع حديث رقم (6749)].
أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- محمد أُمّةٌ مرحومة، ينادى عليها اللـه أول الأمم ليرحمها من ذل القيام بين يديه من هذا الموقف الرهيب في أرض المحشر، بل وليكرمها على جميع الأمم.
ففي الحديث الذي رواه أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وأقره الذهبي ورواه الإمام الترمذي وقال: حديث حسن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أنتم موفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على اللـه -جل وعلا-"[رواه أحمد في المسند رقم (1900، 19908) وقال محققه: إسناده صحيح، ورواه الترمذي رقم (3001) في تفسير آل عمران وحسنه، وابن ماجة رقم (4288) في الزهد، والدرامي (2760)، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي].
فأمة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي أشرف وأطهر وأكرم أمة على اللـه -سبحانه-، ولم لا؟ ولم لا؟! والرجل وحده في أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- محمد قد يزن أمة بأسرها.
وفي الحديث عن الحبيب النبي -صلى الله عليه وسلم- والحديث رواه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في الصغير والأوسط، وقال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد ورجال أحمد رجال الصحيح من حديث أبى الدرداء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن اللـه -عز وجل- يقول: "يا عيسى إني باعث من بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا اللـه وشكروا، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا، ولا حلم ولا علم، قال: يا رب كيف هذا لهم ولا حلم ولا علم، فقال اللـه -جلا وعلا-: أعطيتهم من حلمي وعلمي"[رواه أحمد في المسند رقم (27416) وقال الهيثمي (10/67): رجاله رجال الصحيح غير الحسن بن سوار وأبى حليس يزيد بن ميسرة وهما ثقتان].
فأمة النبي -صلى الله عليه وسلم- تتجلى كرامتها يوم القيامة بين يدي الرب العلى حينما ينادى عليها من بين سبعين أمة فلتتقدم؛ لماذا؟!
لتشهد على جميع الأمم لتشهد للأنبياء والمرسلين.
وفي صحيح البخاري من حديث أبى سعيد الخدري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يدعى نوح يوم القيامة، فيقال له: يا نوح، فيقول لبيك وسعديك، فيقول اللـه: هل بلغت قومك؟! فيقول: نعم، فيدعى قومه ويقال لهم: هل بلغكم نوح؟ فيقولون: لا ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد، فيقول اللـه -جل وعلا-: من يشهد لك يا نوح؟ فيقول نوح: يشهد لي محمد وأمته، يقول المصطفى: فتدعون فتشهدون بأنه بلغ قومه، وأشهد عليكم، فذلك قول اللـه -تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)[رواه البخاري (8/130) في التفسير، باب قوله - تعالى -: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) والترمذي رقم (2965) في التفسير، باب ومن سورة البقرة - والطبري رقم (2165)].
إن أمة الحبيب أمة مكرمة، فمن أثنت عليه خيرا نجا، ووجبت له الجنة، ومن أثنت عليه الأمة شراً هلك، ووجبت له النار.
ففي صحيح مسلم وسنن أبى داود من حديث أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بجنازة فَأُثنى عليها خيراً، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وجبت وجبت وجبت" ومر بجنازة، فَأُثنى عليها شرا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وجبت وجبت وجبت" فقال عمر: فدى لك أبى وأمي، مر بجنازة فأُثنى عليها خيراً فقلت: وجبت وجبت وجبت. ومر بجنازة أخرى فأُثنى عليها شراً، فقلت: وجبت وجبت وجبت؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار، فأنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض"[رواه البخاري (3/181) في الجنائز، باب ثناء الناس على الميت - ومسلم رقم (949) في الجنائز، باب فيمن يثنى عليه خيراً وشراً من الموتى، واللفظ له - والترمذي رقم (1058) في الجنائز، باب ما جاء في الثناء على الميت، والنسائي (4/49، 50) في الجنائز، باب الثناء].
فوالله لقد وعد الله النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعطيه لأمته حتى يرضى، ألا إن وعد الله صدق وحق.
ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر و: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "قرأ يوماً قول الله في إبراهيم: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [إبراهيم: 36].
وتلا قول اللـه في عيسى: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[المائدة: 118].
ثم رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- يديه إلى السماء وبكى، فقال اللـه -جل وعلا- لجبريل -عليه السلام-: "يا جبريل سل محمداً ما الذي يبكيه -وهو أعلم-؟ فنزل جبريل للمصطفى: ما الذي يبكيك يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: أمتي يا جبريل، فصعد إلى اللـه وأخبر الحق - تبارك وتعالى- وهو أعلم، فقال الله لجبريل: انزل إلى محمد، وقل له: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك"[رواه مسلم رقم (301) في الإيمان].
فأمة النبي -صلى الله عليه وسلم- أمة ميمونة! أمة مبروكة! أمة محمودة!.
وكدت بأخمصـي أطـأ الثُّريَّا | ومما زادني فخــراً وتيهـا |
وأَنْ أرسلت أحمـدَ لي نبيا | دخولي تحت قولك يا عبادي |
قال اللـه -تعالى-: (كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت للِنَّاسِ)[آل عمران: 110].
ثانياً: من هم أول من يقضى اللـه بينهم يوم القيامة؟
والجواب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ كما في صحيح مسلم من حديث أبى هريرة أنه قال: "إن أول من يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فَأُتِىَ به، فَعَرَّفَهُ نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، فقال: كذبت، ولكنك قاتلت لئن يقال: جرئ، فقد قيل، ثم أُمِرَ به فَسُحِبَ على وجهه، حتى أُلقِىَ في النار.
ورجل تَعَلَّمَ العلم وعلَّمه وقرأ القرآن، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه، حتى ألقى في النار.
ورجل وسع اللـه عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال: جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقى في النار" [رواه مسلم رقم (1905) في الإمارة، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار - والترمذي رقم (3383) في الزهد، باب ما جاء في الرياء والسمعة، والنسائي (6/23-24) في الجهاد، باب من قاتل ليقال: فلان جرئ].
أول من يقضى يوم القيامة عليه: رجل استشهد، رجل سقط شهيداً في ميدان القتال، في ساحة البطولة والوغى في ميدان تصمت فيه الألسنة الطويلة، وتخطب فيه الرماح والسيوف على منابر الرقاب، يقع شهيداً في ميدان القتال، هو من أمة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكنه ما أراد وجه اللـه ولكنه أراد الثناء من العباد! فكانت النتيجة!.
بل قاتلت ليقال: جرئ، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى في النار.
ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن، عالم ملأ المساجد علما وسوَّد صفحات الجرائد والمجلات! عالم تعلم العلم وعلّم الأنام، ولكن أراد الشهرة، أراد النجومية، أراد المكانة، أراد الكرسي الزائل والمنصب الفاني، أراد الوجاهة! ما ابتغى بعلمه وجه الرحمن! فكانت النتيجة: بل تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: قارئ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى في النار.
اللـه أكبر! عالم تُسعَّر به النار! قارئ تسعر به النار، ولم لا؟! وهو قد فقد شرطاً هاماً مهماً من شروط قبول العمل، وهو الإخلاص.
وأما الثالث ممن تسعر به النار أيضاً: رجل أتاه اللـه أصناف المال، مَنَّ اللـه عليه بالأموال فأعطاه وأجزل له العطاء، ولكن تصدق ليقال: جواد. ليقال: المحسن الكبير! ليقال: المنفق الكبير! السخي الباذل! وقد قيل، ثم أمر به فكانت النتيجة أن سحب على وجهه حتى ألقي في النار.
سحبوا جميعاً فكبوا في جهنم؛ لأنهم مراؤون بأعمالهم.
اعلم أن الرياء لغة: مشتق من الرؤية.
والرياء شرعاً مشتق من معناه اللغوي، فمعنى الرياء اصطلاحا: أن يبطن العبد خلاف ما يظهر.
حَدُّ الرياء: هو إرادة العباد بطاعة رب العباد -جل وعلا-.
يا من تعملون ابتغاء مرضاة اللـه، اسجدوا لله شكراً على هذه النعمة وسلوه التثبيت، ويا من تعملون العمل لا تبتغوا به مرضاة اللـه، ولا تريدون به إلا السمعة والشهرة والمكانة بين الناس، فاعلموا علم اليقين أن عملكم غير مقبول؛ لأن اللـه لا يقبل إلا العمل الخالص الصواب.
فقد قال المولى: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)[البينة: 5].
وقال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[الكهف: 110].
وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم من حديث أبى هريرة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله -تعالى-: أنا أغنى الأغنياء عن الشرك".
وفي لفظ ابن ماجة: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عَمِلَ عَمَلاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه"[رواه مسلم رقم (2985) في الزهد، باب من أشرك في عمله غير الله].
وفي لفظ: "فهو للذي أشرك وأنا منه برئ".
فالرياء هو الشرك الخفي، الرياء هو الشرك الأصغر، الرياء هو الذي يحبط الأعمال ويدمرها ولذلك روى الإمام أحمد في مسنده بسند حسنه شيخنا الألباني في صحيح الترغيب والترهيب من حديث أبى سعيد الخدري قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نتذاكر المسيح الدجال، فقال: "ألا أخبركم بما هو أَخْوَف عليكم عندي من المسيح الدجال؟" فقلنا: بلى يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! قال: "الشرك الخفي: أن يقوم الرجل فيصلى فَيُزِيِّنُ صلاته لما يري من نظر رَجُلٍ"[حسنه شيخنا الألباني في صحيح الترغيب رقم (27) وقال رواه ابن ماجة والبيهقي].
وفي الحديث الذي رواه أحمد وصححه شيخنا الألباني في صحيح الترغيب والترهيب من حديث محمود بن لبيد -رضي الله عنه- أنه قال: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر" قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: "الرياء، يقول اللـه -عز وجل- إذا جزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فهل تجدون عندهم جزاءً؟"[رواه أحمد في المسند رقم (23521) وصححه شيخنا الألباني في صحيح الترغيب حديث رقم (29) وقال: رواه أحمد بإسناد جيد وابن أبى الدنيا والبيهقي في "الزهد" وغيره].
فالرياء -أيها الأحباب-: خطر عظيم جسيم يدمر الأعمال ويحبطها.
أسال الله العلى العظيم أن يستر علينا وعليكم في الدنيا والآخرة، ويرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل، والسر والعلن، وأن يجعل سرنا أنقى من علننا، وأن يغفر ذنوبنا، ويصحح نوايانا؛ إنه ولى ذلك والقادر عليه.
ولذا أحب أن نعرج سوياً على أهم الأدوية لعلاج هذا الداء العضال ألا وهو الشرك الخفي: "الرياء" فإن الأمر من الأهمية بمكان.
الدواء الأول: الاستعانة باللـه -عز وجل- أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل في السر والعلن في الليل والنهار، ولنا في خليل اللـه إبراهيم الأسوة الحسنة -إمام الموحدين وقدوة المحققين- يتضرع إلى اللـه رب العالمين أن يجنبه وبنيه الشرك، فيقول اللـه -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ ءَامِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ)[إبراهيم: 35].
فلا بد أن تسأل اللـه وتستعين به على إخلاص العمل له وحده، واعلم يقيناً أنه وحده القادر على أن يمنحك الإخلاص؛ لأن الإخلاص لا يضعه اللـه إلا في قلب من يحب من عباده، وعليك أن تعرف عاقبة الرياء في الدنيا والآخرة.
إن المرء المرائي يأتي يوم القيامة فتنشر له صحيفته على مد بصره، ولكن يومها لا يجد له عند اللـه جزاء.
اللـهم سلم سلم! لقد باء بالخسران الكبير، ولم لا؟! وهو منافق، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار مع فرعون وهامان وقارون.
لقد أظهر عملاً وقولاً وسمتاً وسلوكاً غير ما يبطنه، واللـه -تعالى- يعلم حقيقته، قال تعالى: (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[البقرة: 284].
وقال تعالى: (إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)[الأحزاب: 54].
وقال تعالى: (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى)[طه: 7].
فإن كان الرياء في أصل الدين أن يبطن الكفر، ويظهر الإيمان، فهذا هو أغلظ أبواب الرياء، وصاحبه مخلد في النار، فقد قال اللـه: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبئْسَ الْمِهَادُ)[البقرة: 204- 206].
وقال تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرسول الله وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) [المنافقون: 1].
أما إذا كان استقر في قلبه أصل الدين وأصل الإيمان، وهو يرائي الناس بالأعمال فقط، فهذا هو الشرك الأصغر، ويخشى على هذا أن يختم له بسوء الخاتمة -والعياذ باللـه-، فالمرائي لا جزاء له في الآخرة.
يا من تعملون العمل لإرضاء الناس: اعلموا أنه ما من أحد يرضى عنه كلُ الناس، ولم يستطيع مخلوق البتة أن يُرضى كلَّ الناس، بل قد لا يستطيع الأب في مملكته الصغيرة أن يرضي كل أبناءه، وقد لا يستطيع الشيخُ في مجلس علم أن يُرضي كلَّ طلابه، هذه قاعدة من جهلها فهو جاهل.
أخي الحبيب: اجعل قلبك معلقاً باللـه، وابتغِ بقولك وعملك وجه اللـه، فلو اجتمع أهل الأرض بالثناء عليك فلن يقربك ثناؤهم زلفى من اللـه إن كنت بعيداً عن اللـه.
ولو اجتمع أهل الأرض بالذم فيك فلن يبعدك ذمهم عن اللـه إن كنت قريباً من اللـه، فما الذي ينفعك من مدح الأنام وأنت مذموم عند رب الأنام؟! وما الذي يضرك من ذم الأنام وثناءهم بالشر وأنت مقرب ممدوح من رب الأنام.
فلا ترض الناس بسخط اللـه عليك، بل أطع اللـه فيهم، واتق اللـه فيهم، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أرضى اللـه بسخط الناس كفاه اللـه الناس، ومن أسخط اللـه برضا الناس وكله اللـه إلى الناس" [قال الشيخ مصطفي العدوي: أخرجه عبد بن حميد في المنتخب رقم (1522) وإسناده صحيح].
فقد قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّاً) [مريم: 96].
وداً: أي محبة في قلوب عباده المؤمنين المخلصين.
فإذا رأيت رجلاً يبغض مؤمناً صالحاً، فاعلم بأن قلبه قلب خبيث مريض -والعياذ باللـه-، فإن المنافق لا يحب مؤمناً على ظهر الأرض؛ لأنه لا يحب إلا منْ على شاكلته ومعدنه.
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنودٌ مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" [رواه مسلم رقم (2638) في البر والصلة، باب الأرواح جنود مجندة، وأبو داود رقم (4834) في الأدب، باب من يؤمر أن يجالس].
قال الخطابي -رحمه الله-: "فالخَيِّر يحن إلى الأخيار، والشرير يحن إلى الأشرار".
وأحب أن أنوه وأحذر من أمر خطير جداً، وهو: أن اللـه يعاقب المرائي في الدنيا بضد قصده ونيته، والعقوبة بضد قصد النية ثابت شرعاً وقدراً.
ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من سَمّعَ سمع اللـه به، ومن يرائي يرائي اللـه به" [رواه البخاري (6499) في الرقاق، باب الرياء والسمعة، ومسلم رقم (2987) في الزهد باب من أشرك في عمله غير الله].
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: "قال الخطابي: "من عمل عملاً من أعمال الخير، والطاعة يبتغي أن يراه الناس وأن يسمعوه، عاقبه اللـه بضد قصده ونيته ففضحه اللـه -جل وعلا-، وأظهر باطنه".
اللـهم استرنا ولا تفضحنا، اللـهم استرنا ولا تفضحنا، اللـهم استرنا ولا تفضحنا.
أما إن زلت قدمه بمعصية فبكى وارتعد قلبه، وخاف من اللـه -جل وعلا-، فهذا هو المؤمن التقي، ونرجو اللـه أن يختم لنا وله بخاتمة التوحيد والإيمان.
فإن اللـه قد ذكر المتقين في قرآنه، وذكر من صفاتهم أنهم قد يقعون في الفاحشة، قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[آل عمران: 133 - 135].
وأحب أن أنوه على أمر آخر: إن عمل العبد عملاً يبتغى به وجه اللـه، وتضرع فيه إلى اللـه أن يرزقه فيه الإخلاص، ثم أثنى الناس عليه خيراً، وجعل اللـه له الثناء الحسن على ألسنة الصادقين من عباده، وجعل اللـه له المكانة الطيبة في قلوب المخلصين من عباده وأوليائه، فليستبشر خيراً.
ففي صحيح مسلم عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس؟ فقال: "تلك عاجل بشرى المسلم"[رواه مسلم رقم (2642) في البر والصلة، باب إذا أثنى على الصالح فهي بشرى ولا تضره].
واسمع لهذا الحديث الرقراق الرقيق الذي رواه البزار وصححه شيخنا الألباني في صحيح الجامع: أنه قال: "ما من عبد إلا وله صيت في السماء، فإن كان صيته في السماء حسناً وُضع في الأرض، وإن كان صيته في السماء سيئاً وُضع في الأرض"[صححه شيخنا الألباني في الصحيحة (2275) وهو في صحيح الجامع، رقم (5732)].
أي أنه إن كان صيته في السماء حسناً كان كذلك في الأرض والعكس ولم لا؟! وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين من حديث أبى هريرة: "أن اللـه إذا أحب عبداً دعا يا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادى في السماء فيقول: إن اللـه يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل -عليه السلام- فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه، قال: فيبغضه جبريل ثم ينادى أهل السماء: إن اللـه يبغض فلاناً فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض"[رواه البخاري رقم (7485) في التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل ونداء اللـه الملائكة، ومسلم رقم (2637) في البر والصلة، باب إذا أحب اللـه عبداً حببه إلى عباده، والموطأ (2/953) في الشعر، والترمذي رقم (3160) في التفسير، باب ومن سورة مريم].
أسأل اللـه أن يسترنا بستره الجميل ويرحمنا؛ إنه على كل شيء قدير.
أيها الأحبة الكرام: هؤلاء هم أول من يقضى بينهم يوم القيامة، فما هو أول ما يحاسب العبد عليه يوم القيامة؟!
هذا ما سوف نتعرف عليه بعد جلسة الاستراحة.
وأقول قولي هذا، وأستغفر اللـه لي ولكم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا اللـه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللـهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعـــد:
ثالثاً: ما هو أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة؟
والجواب في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة وغيرهم وصحح الحديث شيخنا الألباني في صحيح الجامع من حديث أبى هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر" [رواه الترمذي رقم (413) في الصلاة، باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، والنسائي (1/232) في الصلاة، باب المحاسبة على الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك].
واللـه إن القلب ليبكي، وإن العين لتدمع، وإنا لما حل بأمة الإسلام لمحزونون، فواللـه إن في هذه الأمة من لا يدخل بيت اللـه -جل وعلا- إلا في كل جمعة فقط! ومن لا يدخل إلى بيت اللـه إلا في العيدين فقط! ومن لا يدخل بيت اللـه إلا مرة واحدة لا من أجل أن يُصلِّي، ولكن من أجل أن يُصلَّىَ عليه!.
الصلاة! الصلاة! الصلاة! آخر وصية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الصلاة ضيعتها الأمة -إلا من رحم اللـه-، معظم المصلين -إلا من رحم اللـه- يضيعون الصلاة بعدم الاطمئنان فيها، ولقد روى البخاري من حديث حذيفة بن اليمان: أنه رأى رجلاً يصلي لا يُتِمُّ ركوعه ولا سجوده فلما قضى صلاته، قال له حذيفة: "ما صليت، ولو مُتَّ مُتَّ على غير سنة محمد –صلى الله عليه وسلم-[رواه البخاري رقم (808) في الآذان، باب إذا لم يتم السجود].
فهذا صلى ولكن لم يحسن الركوع والسجود والقيام، فما بالك بمن ضيع الصلاة؟! فما ظنك بمن ترك الصلاة؟!
قال جل في علاه: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّـاً)[مريم: 59].
فما هو الغي؟
قال ابن عباس وعائشة: "الغي نهر في جهنم بعيد قعره خبيث طعمه".
وقال جل وعلا: (كَلا وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ * إِنَّهَا لأحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ * كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلا أَصْحَابَ الْيَمِين * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ * فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ * بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً * كَلا بَلْ لا يَخَافُونَ الآخِرَة َ * كَلا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ)[المدثر: 32-55].
يا من ضيعت الصلاة! لماذا أعرضت عن اللـه ورسوله؟!
أسأل اللـه العظيم رب العرش الكريم أن يحسن خاتمتنا، إنه ولى ذلك والقادر عليه.