العفو
كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...
العربية
المؤلف | خالد بن عبد الله المصلح |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
إن من فتنة المال أن لا يبالي الإنسان من أين اكتسبه، ولا يكترث من أين أخذه، فتجده لاهثًا في اكتسابه وتحصيله، تجده ساعيًا في الاستكثار منه دون تفكير في حلال أو حرام،.. وإن من أكثر ما يحصل به التساهل من اكتساب الأموال ما تورط فيه كثير من الناس عبر الأزمان، وفي زمننا هذا على وجه الخصوص، من أكثر ما يحصل به التساهل والتكسب والتورط في المال الحرام: الجناية على المال العام، فإن الجناية على المال العام سبيل مسلوك للكثير من الناس، والمال العام هو الذي يملكه الناس كافة، وتشرف على إدارته الدولة...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون اتقوا الله حق التقوى كما أمركم بذلك فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
أيها المؤمنون: اتقوا الله فإن تقوى الله تفتح القلوب (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2- 3] بالإيمان والتقوى تستفتح بركات السماوات والأرض، قال الله -جل في علاه-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ) [الأعراف: 96].
إن فتح بركات السماوات والأرض لا يتحقق إلا بالاستقامة على أمر الله وشرعه (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا) [الجن:16]. وقال جل في علاه: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم) [المائدة:66].
أيها المؤمنون: إن تقوى الله -تعالى- هي القيام بشرعه، هي امتثال أمره، هي تعظيم ما عظمه واجتناب ما نهى عنه وحرمه.
عباد الله: المال قوام الحياة، المال زينة الحياة الدنيا، قال -جل في علاه-: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [الكهف: 46]، فبالمال تعمر الأرض، بالمال يطيب العيش:
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم | لم يبنَ مُلك على جهل وإقلال |
حب المال فطرة فطر الله -تعالى- النفوس عليها (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) [الفجر:20]،
وقد قال -جل في علاه- (وَإِنَّهُ..) أي الإنسان (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات:8]، السعي في اكتساب المال شرعة أذن الله -تعالى- بها في كتابه فقال -جل في علاه- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الجمعة: 9- 10].
وقال -جل في علاه- (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [الملك:15].
أيها المؤمنون: إن المال فتنة عظيمة تحصل لبني آدم في اكتسابه وفي إمساكه وفي إنفاقه، قال الله جل وعلا (أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ) [الأنفال: 28]، ثم ذكر الله -تعالى- طريق السلامة من تلك الفتنة فقال: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) [التغابن: 16- 17].
وقد جاء في جامع الترمذي بإسناد لا بأس به من حديث أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمُرِهِ، فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وعَنْ شَبَابِهِ، فِيمَ أَبْلَاهُ؟ وَعَنْ مَالِهِ، مِنْ أَيْنَ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ، مَاذَا عَمِلَ فِيهِ؟".
فواجب على كل مؤمن، واجِب على مَن أراد النجاة يوم المعاد أن يعدّ لهذه الأسئلة جوابًا، سلْ نفسك عن كل درهم في جيبك، أو في حسابك، أو في ملكك، من أين اكتسبته وفيما أنفقته، هذا سؤال سيوجّه إليك بين ملك حق يعلم الدقيق لا تخفى عليه خافية سبحانه وبحمده.
أيها المؤمنون: إن من فتنة المال أن لا يبالي الإنسان من أين اكتسبه، ولا يكترث من أين أخذه، فتجده لاهثًا في اكتسابه وتحصيله، تجده ساعيًا في الاستكثار منه دون تفكير في حلال أو حرام، وإنه لمن البلاء العظيم أن تكون من أولئك الذين قال فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري من حديث أبي هريرة "ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال"، يعني بأيّ سبب ومن أي طريق "ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أم من حرام"؟!
وإن من أكثر ما يحصل به التساهل من اكتساب الأموال ما تورط فيه كثير من الناس عبر الأزمان، وفي زمننا هذا على وجه الخصوص، من أكثر ما يحصل به التساهل والتكسب والتورط في المال الحرام: الجناية على المال العام، فإن الجناية على المال العام سبيل مسلوك للكثير من الناس، والمال العام هو الذي يملكه الناس كافة، وتشرف على إدارته الدولة سواء كان ذلك نقودًا، أو كان ذلك عقارًا، أو كان ذلك ثروات، أو كان ذلك مرافق وخدمات، أو كان ذلك طرقًا ومستشفيات، أو كان ذلك ما كان من المال الذي يشترك الناس في الانتفاع به والملك فيه لجميع الناس والدولة تشرف عليه.
كثير من الناس لا يقيم لهذا المال حرمة، ولا يرى له قيمة، ولا يتحرج في الاستكثار منه والأخذ؛ يأخذ منه ما استطاع، ويعده غنيمة باردة، ويقول كما يقول كثير من الناس: هو لك أو لأخيك أو للذئب.
كذب والله؛ إنه مالٌ يشترك جميع الناس في استحقاقه، فالجناية عليه عظيمة، قال -تعالى-: (وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [آل عمران: 161]، لا فرق في ذلك بين قليل المال وكثيره، المال العام عظيم التحريم ليس في ذلك فرق بين المال الكثير والمال القليل.
جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث عدي الكندي -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول -وانتبه يا من تريد النجاة-، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "من استعملناه منكم على عمل، فكتمنا مخيطاً فما فوقه كان غلولاً يأتي به يوم القيامة"، أتدرون ما هو المخيط؟ إنه الإبرة، فالغلول كل مال أُخذ من المال العام من غير حق، سواء كان ذلك من صاحب الولاية، أو كان ذلك مستفيدًا من هذه المرافق أو من هذه الأموال، لا فرق في ذلك بين قليل وكثير، وقد سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- غلولاً؛ لأنه يغل يد صاحبه كالأسير الذي يغل بالحديد.
إنه غلول تغل به يدك بين يدي الله -عز وجل-، والغلول أيها المؤمنون كبيرة من كبائر الذنوب عظيمة، ومن عظم الغلول الكثير أو القليل أنه يبطل أجر الجهاد، ويذهب أجر الشهادة، واستمع لهذا الحديث، جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: فلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كلا"، نفى النبي -صلى الله عليه وسلم- الشهادة عنه "كلا" يعني ليس الأمر كما وصفتم ليس هذا بشهيد ما السبب؟ قال: "إني رأيته في النار ببردة غلها" بردة مثل المشلح، بردة غلّها في الجهاد فأبطلت عمله.
وفي حديث آخر قال -صلى الله عليه وسلم- في رجل قُتل في الجهاد فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الشملة التي أخذها من الغنائم قبل أن تصيبها المقاسم لتشتعل عليه نارًا"، شملة من أبخس ما يكون من المال، لكنها غلول يأتي بها يوم القيامة كما قال الله -جل في علاه-: (وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [آل عمران: 161].
فكل درهم وكل دينار وكل شبر من الأرض وكل عقار تستولي عليه أو مال تأخذه من المال العام بغير حق؛ ستأتي به يوم القيامة يشتعل عليك نارًا، وهو قطعة من النار، تتزود من ذلك أو تستقل، فكن على حذر؛ فإن المال العام شأنه خطير.
اللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وارزقنا الاستقامة على ما تحب وترضى، يسّر لنا حلالاً طيبًا تغنينا به عمن سواك، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، أحمده حق حمده لا أحصي ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون اتقوا الله حق التقوى، وراقبوه -جل في علاه- في الدقيق والصغير والكبير، فإن حقوق الخلق عظيمة، والله -تعالى- يعفو ويصفح ويتجاوز فيما يكون بينك وبينه من الحقوق إذا تبت وأنبت، وحق الخلق موقوف على التحلل والاستباحة؛ فاتق الله في حقوق الخلق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
أيها المؤمنون: إن نعم الله -تعالى- تدوم بالشكر، وقد قال الله -جل وعلا-: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم:7].
وإن من شكر النعم أن يتقي العبد ربه في الأموال الخاصة والعامة، فيقيم حق الله -تعالى- في ماله؛ فينظر من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، ويتقي الله -تعالى- في صيانة المال العام في حفظه وصيانته، فلا يدخل عليه قليل من المال ولا كثير من المال إلا وهو على بصيرة فيما حل في يده.
في الصحيحين من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بتمرة في الطريق، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها"، والصدقة محرمة على محمد وعلى آل محمد -صلى الله عليه وآله-، فاحتاط -صلى الله عليه وسلم- في هذه التمرة أن تكون من الصدقة، فلم يأكل منها شيئًا، وتجنّبها وقال: "لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها".
فما بالكم بالذي يأكل الأموال الطائلة من حقوق الناس، سواء كانت حقوقًا خاصة أو حقوقًا عامة، سواء كانت من الأموال الخاصة بالناس، أو الأموال العامة التي يشترك الناس فيها في ملكها كالمال العام الذي تشرف الدولة على توزيعه وإيصاله لمستحقيه.
أيها المؤمنون: إن الأمر خطير، فاتقوا الله، وأدوا الأمانة إلى أهلها، فإن الله أمركم بذلك (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)، وإن الله -تعالى- قد أفاض على بلادكم بخير كثير فميزانيتكم ميزانية مميزة فيها خير كثير، تنمية ونمو، ولا سبيل من الاستكثار من هذا الخير، وإنزال البركة على هذه الأموال إلا أن نعرف أن هذا الأموال نحن محاسبون على دقيقه وجليله، لا يحل لنا منه فلس أو قرش إلا بحق.
إذا تعاملنا مع المال العام بهذه الروح، وانطلقنا من هذا المنطلق، أفاض الله علينا من البركات، ووفّر علينا من الخيرات ما يكون سببًا لكثرة الخير وصلاح الدنيا والآخرة، وإن من الناس من يقول: إن هذه الأموال العامة تُنْتَهَك كثيرًا، وأنا من جملة الناس، أنا معهم، آكل كما يأكلون، ويحتج بما ذكرت "هي لك أو لأخيك أو للذئب"، وهذا كذب لا يعذرك أمام الله يوم القيامة (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [المدثر:38].
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسْأَل" أنا وأنت "وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه"، لن يعذرك عند الله أن تقول الشراك كثر يا ربي، المال العام ينتهكه كثير من الناس، لن يعذرك ذلك عند الله -تعالى-.
بل واجب على كل واحد منا أن يكون ناصحًا لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ومن النصيحة أن نصون المال العام بما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.
وجاء عند الترمذي من حديث حذيفة بإسناد فيه ضعف، لكنّ معناه صحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تكون إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، وطِّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا".
وطِّنوا أنفسكم على صيانتها من المال الحرام، فكل نفس بما كسبت رهينة، واعلموا أن خيانة المال العام تكون على أوجه عديدة ليست فقط في الاختلاسات، إنما في عدم أداء الأمانة بأخذ الأموال بغير حق بسبب الولاية، فإن من الناس من يضطر المراجعين إلى أن يبذلوا له مالاً بطرق ملتوية كهدية أو عمولة، إعانة لأجل أن يسيّر أعمالهم وينجز معاملتهم، وهذا قد جمع بين سوءتين أكل المال الحرام وخيانة الأمانة، وإضافة إلى هذا أذية الخلق بتعطيل معاملاتهم.
فليتق الله كل واحد منا أيها الإخوة ولا يقل الواحد منا: ما لي دخل هذا واحد غيري، هذا الجهة الفلانية "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته"، الذي يدفع العمولة أو البقشيش العامل والموظف هو مشترك في الخيانة، الواجب أن يبذل كل طريق لقطع الخيانة وإيقافها، وأن يحتسب الأجر عند الله -تعالى-، أما أن أسكت أنا وتسكت أنت، وأدفع أنا وتدفع أنت، فكيف تعالج مظاهر الفساد، وكيف تختفي مثل هذه المظاهر السيئة التي إذا فشت في المجتمع هلك المجتمع وتعطلت مصالحه؟!
اللهم ألهمنا رشدنا..