الرءوف
كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...
العربية
المؤلف | طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - الصيام |
أخي المبارك: يا من عزمت على صيام يوم غد: ألا أخبرك كيف يعظم صومك لعاشوراء؟ ألا أخبرك كيف يعظم أجرك؟ وكيف يعظم تكفير ذنبك؟ وكيف تقتدي برسولك -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-؟ أخي المبارك: عليك بهذه الخمس إن أردت أن يعظم أجر صومك ليوم عاشوراء. الأولى: احرص...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من سيئات أعمالنا، ومن شرور أنفسنا، من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
أما بعد:
فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-، وكل محدثه بدعة، وكل بدعة ضلالة.
معاشر المؤمنين: يدخل علينا غدًا يوم صالح، يوم عظيم من أيام الله -تعالى-، في شهر الله؛ شهر الله المحرم الحرام، إنه يوم عاشوراء، هذا اليوم الذي فُرض علينا صيامه، ثم لمّا فرض الله رمضان نُسخ صيام يوم عاشوراء، فصار سنّة بعد أن كان واجباً.
غدًا -أيها الإخوة-: نستقبل هذا اليوم العظيم، نستقبله وكلنا حرصٌ على صيامه.
أخي المبارك: يا من عزمت على صيام يوم غد: ألا أخبرك كيف يعظم صومك لعاشوراء؟ ألا أخبرك كيف يعظم أجرك؟ وكيف يعظم تكفير ذنبك؟ وكيف تقتدي برسولك -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-؟
أخي المبارك: عليك بهذه الخمس إن أردت أن يعظم أجر صومك ليوم عاشوراء.
الأولى: احرص كل الحرص على صيامه، احرص على صيامه إلى درجة عظيمة يظهر فيه حرصك هذا، ولا يكن يومًا عاديا تصومه، بل اجعل من حرصك على صيامه ما تقتدي به بحرص رسولك -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- يوم أن صامه صلى الله عليه وسلم، كان من حرصه عليه الصلاة والسلام ما ذكره ابن عمه ابن عباس -رضي الله عنهما-: أتدرون ماذا قال؟ قال فيما رواه البخاري في صحيحه: "ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- يتحرى صيام يومٍ فضّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر شهر رمضان".
انظروا إلى أي درجة يبلغ حرص رسولنا -صلى الله عليه وسلم- على صيام هذا اليوم! بل أتدرون ماذا فعل؟!
في البخاري ومسلم: "أن رسولنا -عليه الصلاة والسلام- أرسل رجلاً إلى قرى الأنصار يؤذن في الناس: من أكل في هذا اليوم فليصم بقيه يومه، ومن كان صائماً فليتم صومه؛ فإنه عاشوراء".
أول ما فُرض صوم هذا اليوم دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى المفطرين فيه أن يتموا صومهم؛ لأنهم أفطروا، وماكانوا يعلمون بفضله، وبالأمر بصيامه، ثم بلغ الحرص عند الصحابة مبلغًا عظيماً.
يا ليتنا نصنع مثلهم -يا عباد الله-، أن يبلغ حرصنا على صيام غدٍ ما حرص عليه الصحابة -رضي الله عنهم-؛ أتدرون ماذا كانوا يفعلون؟
كانوا يصومونه، ويصوّمون صبيانهم؛ حتى الصبي الصغير الذي لو لعب باللعبة سكت، كانوا يصوّمونه.
بل ومن حرصهم على صيامه، تدرون ماذا يفعلون؟
كانوا يصنعون له اللعبة من العهن، ثم يخبئونها عنه، فإذا بكى على الطعام أعطوه هذه اللعبة الجديدة، فيتلهى بها حتى يكون عند الإفطار.
فهل حرصُنا كذلك على صيام يوم غدٍ -يا عباد الله-؟
والثانية: إذا أردت -أخي الكريم- أن يعظم أجر صيامك لعاشوراء غداً، فاستحضر عند صيامه أجره العظيم، الذي وعدك به رسولك رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-.
احتسب عند الله هذا الأجر حتى يعظم صيامك لهذا اليوم.
احتسب أن أفضل صيام تصومه بعد رمضان أن تصوم في هذا الشهر.
احتسب أنك تصوم غداً أفضل صوم تطوع، أو من أفضل ما يصام، و"أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم"[رواه الإمام مسلم].
احتسب غداً عند الله أنك تسعى في تكفير ذنوب سنة كاملة.
صام صلى الله عليه وسلم عاشوراء، وقال: "احتسب على الله أن صيامه يكفر السنة التي قبله".
احتسب هذا الاجر، وابحث عنه.
إذا بحثت غدا عنه، فأنا أدلك كيف تدركه، اجتنب الكبائر، تب إلى الله مما فعلته من كبيرة، فإن "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر".
فإذا أردت من الله أن يكفر عنك صغائر سنةٍ كاملةٍ وقعت فيها، وغشيتها، وأكثرت منها، ولم تفطن لكثرتها، فصم وأنت تائب إلى الله من كل كبيرة فعلتها.
ثم احتسب على الله أن يكفر ذنوب السنة الماضية بفضله وكرمه سبحانه.
رد الحقوق للناس، استسمح من الوالدين فيما فعلت من العقوق، اطلب العفو ممن اغتبته، أو وقعت في عرضه، تب إلى الله توبهً نصوحًا.
مع بداية هذا العام، افتح مع الله صفحة جديدة يكفر الله بها السنة التي قبلها.
والثالثة -أيها الإخوة الكرام-: إذا أردنا أن يعظم أجر صيامنا ليوم عاشوراء، فلنستحضر تلك الحادثة العظيمة التي كانت سببًا في تشريع صيام هذا اليوم؛ أيُّ حادثة جعلت من عاشوراء يومًا هذا أجره؟ أيُّ حادثة جعلت من عاشوراء يومًا يُشرع فيها صومه؟ أتدرون ما الذي حدث في مثل هذا التاريخ الذي سندركه غداً؟ أتدرون ما الذي حدث في مثل هذا اليوم العاشر من محرم؟
هذا اليوم الصالح العظيم، قصته مارواه البخاري ومسلم لمّا قدم رسولنا -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- المدينة، فوجد اليهود تصوم يوم عاشوراء، فسألهم صلى الله عليه وسلم لأي شيء تصومونه؟ قالوا: يوم صالح، هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرّق الله فرعون فيه وقومه، فصامه موسى فنحن نصومه، فقال رسولنا -بأبي وأمي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "فأنا أحق بموسى منكم".
فصامه وأمرنا بصيامه.
إنه ذلك اليوم العظيم من أيام الله: (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ) [إبراهيم: 5].
أتتذكر ما الذي حدث؟
استحضر هذا -يا عبد الله-.
استحضر معانيه العظيمة؛ ليعظم غداً يوم صومك.
وُلد موسى -عليه السلام- والخطر يحوطه من كل مكان، ففرعون المجرم فعل فعلاً شنيعاً؛ ذبّح أطفالًا أبرياء، واستحيى نساء، استعملهن في أسوء ما يكون من الخدمة، كل هذا ليبحث عن موسى -عليه السلام-، وُلد موسى -عليه السلام- بين هذا الخطر، فأدخله الله قصر فرعون، وحماه الله!.
شبّ موسى -عليه السلام-، ففطنوا به، وطلبوه ليقتلوه، وبحثوا عنه، هذه المرة بشخصة ثأراً للقبطي الذي قُتل، فحماه الله!.
خرج من بينهم، ذهب موسى إلى أهل مدين فقيراً، ليس له ما يأكل، ليس عنده ما يسّكن، فرعاه الله وأغناه، وزوجه!.
رجع موسى -عليه السلام- من مدين إلى أرض مصر، مع أنهم يطلبونه، ويبحثون عنه، بعد ما لبث في مدين ما لبث: (ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى) [طـه: 40].
جاء ليقول لفرعون: أنا موسى، وأنت كافر بالله, ربي وربك الله، وحماه الله!.
جمع فرعون السحر، ووعد السحرة وجاؤوا بسحرٍ عظيم، يخوفون موسى، فحماه الله، وسجد السحرة لله رب العالمين!.
جنّ جنون فرعون، أوعد، وأرعد، وأزبد، أعلن هو وملأه الأشرار قانون طوارئ؛ إن لم تنتبه لموسى ومن معه سيذهب ملكك, عظم الخوف عند بني إسرائل حتى كانوا لا يصلون إلا في بيوتهم؛ من شدة الخوف، فخرج موسى ليلاً خفيةً مع قومه، فأدركه فرعون وجنوده عند البحر: (فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء: 61- 62].
فنجى الله موسى ومن معه في يوم عاشوراء.
كيف نجى الله موسى ومن معه؟.
فلق له الله البحر اثني عشر طريقًا، لكل سبط طريق، يبّس الله لهم قاع البحر، بل وحتى يأنسوا، فُتحت لهم في أموج البحر القائمة كالجبال فتحات؛ كالنوافذ؛ ليرى القوم بعضهم بعضا، ليأنـسوا برحمة الله بموسى ومن معه.
وأغرق الله فرعون الجبّار ومن معه، كيف أغرقه الله؟
أذله: "لو رأيتني يامحمد -يقول جبريل- وأنا أدسّ التراب في فم فرعون".
حتى أهلكه الله -سبحانه-.
إنكم لو استحضرتم هذا في صيامكم يوم غد علمتم أن مهما تمر به الأمة من استضعاف، فإن الله -تعالى- معز أوليائه، وناصر دينه، علمتم أن الشرق والغرب يوم يتداعون على قصعة هذه الأمة من كل مكان، فيسعى أهل الغرب لاقتطاع العراق، أو يسعى أهل الشرق لاقتطاع الشام، فإن الله ناصر أوليائه.
لو علمتم ما يمر بنا من أزمات، وما يعاني منه بعض إخواننا من قطع وشح في المياه، علمتم أن الله -سبحانه وتعالى- لن يمكن لأهل الباطل أبداً.
إن التمكين عاقبته للمتقين، لكن الدرس احفظوه، وكرروه، وتذكروه في يوم عاشوراء وفي غيره، لكن الدرس قاله موسى لقومه، ماذا قال؟: (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [الأعراف: 128].
قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلاماً على عبده الذي اصطفى، وعلى آله وأصحابه وخلفائه أهل الوفا، وعلى من سار على نهجهم فتبع ثم اقتفى.
أيها الأخ الكريم: يا من عزمت على صيام يوم غدٍ -يوم عاشوراء- إن أردت أن يعظم أجر صيامك لهذا اليوم، فربِ نفسك على المعاني العظيمة، التي علمنا إياها رسولنا -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- في صوم هذا اليوم.
ومن تلك المعاني -معاشر الكرام-: أن ولاءنا وحبنا ونصرتنا إنما تكون للمؤمنين؛ شّرقوا أو غربوا، وأن براءنا وبغضنا وعداوتنا إنما تكون للكافرين ولو قربوا, هذا درس عظيم، ينبغي على الأمة أن تستقبل عامها وهي تستحضره, الولاء لكل مؤمن؛ أحمر، أسود، أبيض، الولاء لكل مؤمن، ليس الولاء للقبيلة، ولا لتراب الوطن، ولا للمناهج والأفكار المنحرفة، الولاء لهذا الدين، وكفى بهذا الدين بيننا نسباً، ماذا قال صلى الله عليه وسلم يوم أن شرع لنا صيام هذا اليوم؟: "نحن أحق بموسى منكم".
مع أن موسى سكن تراب أرضهم، مع أن موسى كان من نسبهم، لا "نحن أحق منكم بموسى".
لأن ديننا دينه، وتوحيدنا لله توحيده، وعقيدتنا عقيدته، فدين جميع الأنبياء الإسلام، أسمعت! حتى لو بعد الزمان، حتى لو بعد المكان، حتى لو اختلفت الأنساب، لا، لا: "نحن أحق بموسى منكم" نحن أحق موسى منكم، هكذا يعلمنا هذا الدين، هذا المسلم الذي يستضعف في مشرق الأرض أو غربها, أخي الذي أبكي عليه، وأحزن على حصاره، وتجويعه، وقصف بيته، وقتل أولاده؛ لأنه مثلي مسلم.
أرأيتم لهذا الولاء؟ وهذه الرابطة العظيمة؟
رابطتنا مع موسى -عليه السلام- الذي كان من فضله علينا أنه سعى في تخفيف الصلاة علينا، حتى صارت خمس صلوات بعد أن كانت خمسين.
هذا الولاء لهذا الدين، يأمرنا صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح أن نقتل الأوزاغ، تدري لأيّ شيء؟
إذا رأيت الضَفة في البيت تسعى لقتلها، ولك لقتلها من أول ضربه مائة حسنة؟ تدري لأيّ شيء؟
لأن هذا الوزغ كان ينفخ النار على إبراهيم الخليل -عليه السلام-، ولاء، ولاء لهذا الدين، يمتد بامتداد أنبيائه.
فلنتعلم هذا -يا عباد الله-، لنتعلم أن البراء إنما يكون من أعداء الله، ولو كانت جلدتنا جلدتهم، ولغتنا لغتهم، وأرضنا أرضهم، ونسبنا نسبهم، مادام أنهم أعداء لله رب العالمين.
هذه هي العقيدة، أمرنا عليه الصلاة والسلام إن صمنا عاشوراء: أن نخالف اليهود، نعم، نوافق موسى؛ لأن دينه الإسلام كديننا، ونخالف اليهود الذين كفروا بالله -سبحانه وتعالى-، وحرفوا دينهم؛ لأن ديننا ليس دينهم، فأمرنا عليه الصلاة والسلام إن صمنا عاشوراء أن نصوم يومًا قبله، مخالفةً لليهود.
نخالف أعداء الله، نصوم عاشوراء -معاشر الكرام- ولا نخلطه بفرح كاليهود، ولا نخلطه بحزن كالروافض، أبداً، بل براءة من هولاء، وهؤلاء، اليهود الذين قالوا لنبي الله موسى: (أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا) [الأعراف: 129].
اليهود الذين سبوا الله؛ طلبوا من نبيهم: (اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) [الأعراف: 138].
"أهل خيبر كانوا يصومون هذا اليوم، ويجعلونه عيداً، ويُلبِسون نسائهم حليهم وشارتهم" كما عند الإمام مسلم.
لا، نحن لما نصوم هذا اليوم، لا نجعله عيداً، كما فعلت اليهود، ونحن عندما نصوم هذا اليوم لا نجعله حزناً ومأتماً؛ كالروافض، الروافض الذين هدموا مساجد الله، وروعوا الآمنين في بيوتهم وأرضهم، وسبوا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولغموا الأرض، ثم بعد ذلك يبكون على مقتل الحسين -رضي الله عنه-، قال لهم ابن عم رسول الله، ابن العباس: يا أهل العراق، تقتلون الحسين، وتسألون عن دم ذبابة في الحرم، سبحان الله؟! يقتلون الناس ويروعونهم ويبكون على الحسين -رضي الله تعالى- عنك أيها الحسين-، سيد شباب أهل الجنة، ما كنت منهم وما كانوا منك.
إنه الولاء للدين، والبراء من أعداء الله؛ إنه يوم عاشوراء.
إذا صمت غداً -أيها الأخ الكريم- وأردت أن يعظم أجر صيامك.
فالخامسة: احرص على الأحكام الشرعية.
فإن من أحكام هذا اليوم أن لا تفرده بالصوم، بل تصوم يومًا قبله، يكره إفراد يوم الجمعة بالصيام، ويكره إفراد يوم السبت بالصيام، فكيف تفعل؟
تصوم تاسوعاء يوم الجمعة، وعاشوراء يوم السبت، فإذا بك خرجت من الكراهة، وهذا من جميل العلم؛ أن إفراد السبت أو الجمعة يكره، فإن جُمعا معاً كان ذلك جائزاً.
دخل صلى الله عليه وسلم على جويرية -رضي الله عنها-، وهي صائمة يوم الجمعة، قال: "أصمتِ أمس؟" قالت: لا، قال: "أتصومين غداً؟" قالت: لا، قال: "فأفطري إذاً".
فاحرصوا -عباد الله- على هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعلى السؤال عما أشكل عليكم، وعلى استقبال هذا العام -العام الهجري، والعام الدراسي- بنية وتوبة صادقة، لعل الله -سبحانه وتعالى- أن يرحمنا وإياكم.
استقبلوا هذا العام بقلوب توالي المؤمنين، حيث ما كانوا، وتتبرأ من الكافرين أينما كانوا.
بقلوب تصدق الله علام الغيوب أن يغفر لها ذنبها، ويكفر خطاياها، ويرفع لها درجاتها.
اللهم يا رب العالمين، يا إله الأولين والآخرين، اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا...