البحث

عبارات مقترحة:

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

الفتاح

كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...

الأعلى

كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...

إعلام الساجد بقصة جريج العابد

العربية

المؤلف خالد بن علي أبا الخيل
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التاريخ وتقويم البلدان - أعلام الدعاة
عناصر الخطبة
  1. القصص القرآني نموذج تربوي فريد .
  2. فوائد القصص القرآني وثمراته .
  3. تأملات في قصة جريج العابد .
  4. عِظم حق الأم .
  5. التحذير من شدة فتنة الشهوات والإغراءات .
  6. آثار العبادة في النجاة من الشدائد .
  7. ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله .
  8. إنجاء الله لعباده الصالحين. .

اقتباس

ولما كان جريج واثقًا بربه, صادقًا في عبادته, ثابتًا على أمره, قريبًا من خالقه, صالحًا في شأنه, فزع في هذه الظلمة, وهذه الحالة والكربة, والضيق والشدة, ضاقت المضائق, واحلولكت المآزق, واشتد الكرب, وعظم الخطب, ففزع إلى خالقه, ومن هو على كل شيء قدير في أمره, فتهيأ واستعد، وعلى ربه اعتمد, فتوضأ ونظف ظاهره, وصلى وناجى ربه, ليكشف الغمة, ويزيل الكربة, صلاة تفرج الكربات, صلاة تعلق العبد برب البريات, صلاة الفلاح والفرج, صلاة تزيل العسر والحرج.

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي جعل في القصص عبرة, أحمده سبحانه على حلو القضاء ومره, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, قصَّ علينا ما فيه تذكير وعظة وعبرة, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه, والتابعين من بعده.

أما بعد: فاتقوا ربكم, وصلوا فرضكم, وحسّنوا أخلاقكم, ووحدوا صفكم, واستعدوا لما أمامكم, وما ينوّر قبوركم, فالموفّق من بادر وقته, وجاهد نفسه, فالدنيا زائلة, وعن أهلها فانية, والآخرة باقية, ولأهلها كافية.

أيها المسلمون: القصص نموذج قرآني, وهدي نبوي, تهذّب النفوس, وتُطرب الرؤوس, تعشقه الآذان, وتصدح به الأذهان, وتوقظ الوسنان, القصص عبرة وعظة، (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [يوسف: 111], القصص من أعظم أسباب الثبات، (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ) [هود: 120].

 وسمى الله سورة كاملة باسم ذلك, سورة القصص, وجعل القصص الرائعة, والأخبار اللائقة, من أحسن القصص والكلمة، (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) [يوسف: 2), ولهذا كانت الآيات القرآنية، والسنة النبوية، مليئة بالقصص والأخبار عن الأمم الماضية, والقرون الغابرة.

القصص تحمل في طياتها البلسم الشافي, والدواء الوافي, والوعظ الإيماني, القصص لها أثرها في النفوس, تهذّب الطباع, وتعديل المسار, والتفكر والاصطبار, فأمر الله النبي المختار (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الأعراف: 176].

ومن هذه القصص العجيبة, والمواقف الغريبة, وفي ثناياها الفوائد العديدة, ونحن في هذه اللحظة لا يمكن ذكرها في جمعة واحدة, وفي جمعة قادمة يأتي تمام القصة, فلنأخذ ما تيسر, وما دار وخطر, لنتذكر ونعتبر.

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة مرفوعًا, قال: "لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم وصاحب جريج, وكان جريج رجلًا عابدًا, فاتخذ صومعة فكان فيها, فأتته أمه وهو يصلي, فقالت: يا جريج. فقال: يا رب: أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته, فانصرفت, فلما كان من الغد, أتته وهو يصلي, فقالت: يا جريج. فقال: يا رب: أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته, فانصرفت, فلما كان من الغد أتته وهو يصلي, فقالت: يا جريج. فقال: أي رب: أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته, فقالت: اللهم: لا تميته حتى ينظر إلى وجوه المومسات. -يعني الزواني-.

 فتذاكر بنو إسرائيل جريجًا وعبادته, وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها, فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم. قال: فتعرضت له, فلم يلتفت إليها, فأتت راعيًا, كان يأوي إلى صومعته, فأمكنته من نفسها, فوقع عليها فحملت, فلما ولدت قالت: هو من جريج. فأتوه فاستنزلوه, وهدموا صومعته, وجعلوا يضربونه, فقال: ما شأنكم؟. قالوا: زنيت بهذه البغي، فولدت منك. فقال: أين الصبي؟ فجاءوا به, فقال: دعوني حتى أصلي. فصلى, فلما انصرف أتى الصبي, فطعن في بطنه, وقال: يا غلام: من أبوك؟. قال: فلان الراعي. قال: فأقبلوا عليه يقبلونه ويتمسحون به, وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب. قال: لا، أعيدوها وهي طين كما كانت. ففعلوا".

فجريج كان عابدًا من عُباد بني إسرائيل الصالحين, كان أول أمره تاجرًا, وكان ينقص مرة ويزيد أخرى, فقال: ما في هذه التجارة خير. لألتمسن تجارة هي خير من هذه التجارة, فبنى صومعته, وترهب فيها وتعبد, ولا شك أن تجارة الآخرة أفضل من تجارة الدنيا, قال الله في أهل القرآن: (يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) [فاطر: 29], وقال في الملازمين لذكر الله ولمساجد الله: (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [النور: 37].

فاتخذ جريج صومعة يتعبد فيها ويتنسك, فجاءته أمه الحنون، ووالدته المشفقة, وكانت تزوره بين الفينة والأخرى, تأتيه وتناديه, فيشرف عليها ويكلمها, فذات يوم وافق مجيؤها وهو قائم يصلي, فنادته: يا جريج, فلم يجبها, ولم يسمع كلامها, آثر صلاته على ندائها, وذلك لقوة شغفه بالصلاة, وحلاوة المناجاة, ثلاث مرات تكرر عليه النداء, فيتكلم ويتكلم ويستخير، أي يجيب أمه؟ أم يكمل صلاته؟ فيؤثر صلاته, كانت تريد الجلوس معه, والأنس بحديثه, فتقول بصوتها الرخيم، وندائها الرحيم: يا جريج: أشرف عليك أكلمك، أنا أمك. فلم يلق لها بالًا, ولم يسمع لها صوتًا.

 وكان الواجب عليه أن ينصرف من صلاته ويقدم إجابة أمه؛ لأن طاعة الوالدين واجبة, والصلاة نافلة نافلة, فامتنع وعق أمه, وكم للعقوق من عقوبة عاجلة وآجلة, في الدنيا والآخرة, وآثار مؤلمة وعواقب سيئة, فنظرت إليه نظرة الأمة المشفقة, والحنون الرحيمة المحدقة, دعت عليه دعوة, ومن المعلوم أن دعاء الوالدين مستجابة, لكنها دعت عليه دعوة ليرى أن حق الوالدة عظيم.

 دعت لتعطي درسًا كل من أغضب والدته, ليحذر من الذنب الوخيم, والعذاب الأليم, دعت عليه دعوة مشفق، لا دعوة مهلك ومتقاضي, وتشف وباغي, كيف لا وهي الأم الرحيم الحاني, فدعت عليه ألا يميته حتى يريه وجوه الزواني, هذا قصارى غضبها, وقالت: أبيت أن تُطلِع إليَّ وجهك, لا أماتك الله حتى تنظر في وجهك زواني المدينة.

 فحقق الله مرادها, واستجاب دعاءها, ورحم الله نداءها, كيف لو دعت عليه بأكبر من ذلك؟ فرحماك ربنا من المهالك, فلم تدع عليه بالزنا, والهلاك والدمار والوباء.

لأمــك حـــقٌ لو عــلمــت كثــيـر

كثـيــرك يا هــذا لــديه يســـيرُ

فدونك فارغب في عميم دعائهـا

فأنــت لمــا تــدعو إليــه فقــيرُ

فكم ليلةٍ باتـت بثــقلك تشتــكي

لها من جــواها أنــةٌ وزفــــــــيرُ

وفي الوضع لو تدري عليها مشقةٌ

فمن غصصٍ منها الفؤاد يطيرُ

وكم غسّـلت عنك الأذى بيمينها

وما حجرها إلا لديك سريرُ

وتفديك مما تشـتكيه بنفســـها

ومن ثديــها شربٌ لديــك نميرُ

وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها

حناناً وإشفاقاً وأنت صغــيرُ

فآهًا لذي عقلٍ ويتـّبع الهوى

وآهًا لأعمى القلب وهو بصيرُ

فاللهم: ارحم والدينا كما ربونا صغارًا, وأسكنهما الفردوس الأعلى.

فتذاكر بنو إسرائيل حاله, وطاعته وعبادته, فاستجاب الله دعاءها, فتعرضت له وهو في صلاته وعبادته, امرأة كان يُتمثل بحسنها وجمالها وبهائها, وتعرضت إليه لتغريه, وتفتنه وتهلكه, وقد علموا أن المرأة أكبر فتنة, تهيأت الأسباب, وانفتحت الأبواب، في محاولات إغرائية, وتعرضات شيطانية, وفتنة نسائية, ومعها الشيطان الأكبر, وجاءوا من باب الإغراء بالفاحشة؛ لأن بابها يكسر الحواجز, ويذيب النفوس, ويورث التعاطف، ويلين القلوب, وينسي العواقب.

 تعرضت إليه بزينتها, والشيطان على ذروتها, يؤزها أزًا, وأعظم الفتن فتنة النساء كما قال المصطفى: "اتقوا الدنيا، واتقوا النساء, فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء"، وقال: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب من إحداكن".

 فلهذا بنو إسرائيل عرفوا من أين تُؤكل الكتف؟, فتنة الشهوات والإغراءات, والنظر إلى النساء الأجنبيات, فتعرضت إليه بجمالها, والناس يتحدثون عن حسنها, فهوّنت أمره، وقلّلت من شأنه, وقالت: أكفيكم أمره. سلاح بارد, وداء مذيب، (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) [يوسف: 28], نعم، خطرهن عظيم, وهكذا الأعداء والكفار, وأهل التغريب والفجار, يحاولون إخراج المرأة وبروزها, وإظهارها أمام الملأ وإبداؤها, والأعداء في القنوات, وفي الدعايات والإعلانات, ومواقع الاتصالات, لا تجد إلا نساء كاسيات عاريات, فتنة وترويجًا, وتسهيلًا وإغراء.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أيها المسلمون: تعرضت إليه تلك المرأة الجميلة الزانية ثلاث مرات, وهو لم يلتفت إليها, ولم ينظر إليها, بل ولم يرم ببصره إليها, حفظه الله بصلاحه, وحماه بعبادته وصدقه ونجاحه, "احفظ الله يحفظ", (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) [الزمر: 36].

 فلما أيست وفشلت، وخابت وخسرت, وحاولت وغضبت, لجأت إلى راعٍ حول صومعته، ويأوي إلى غنمه, ومكرت مكرًا كبارًا, فتحيلت على الراعي, فخرجت بصورة راعية, من بيت أهلها متنكرة, فأغرته وفتنته, ومن نفسها مكّنته, فوقع عليها وجامعها, فحملت منه غلامًا, فزعمت وادعت أنه من جريج وأنه فُتن بها.

 فجاءت إليهم مفتخرة, وأمامهم متبخترة, وقالت: هذا الغلام من جريج، نزل إليّ من صومعته, وترك رهبانيته. كذبًا وزورًا, ومكرًا وكيدًا وإغرارًا, فذهبوا إلى الملك, فأخبروه, فقال: أدركوه، فائتوني به. فأتوه, فكسروا صومعته, وأنزلوه من عبادته, وأقبلوا بفؤوسهم ومساحيهم إلى الدير صومعته, فنادوه فلم يكلمهم, فأقبلوا يهدمون ديره ويؤذونه.

فما شعر حتى سمع بالفؤوس في أصل صومعته, فجعل يسألهم: ويلكم! مالكم؟, فلم يجيبوه؛ لأن الأمر عظيم, والخطب جسيم, وسبّوه وضربوه, وهو في هذا كله مقبل على صلاته, فأنزلوه, فنزل، فجعلوا في عنقه وعنقها حبلًا, وجعلوا يطوفون بهما في الناس, لينكشف أمرهما، ويفضح الله شأنهما, بل جعلوا يتهكمون بحسب زعمهم, وما ظهر لهم بعبادته وصلاحه, فجعلوا يضربونه ويقولون: مُراءٍ، تخادع الناس بعملك.

وقال له الملك: ويحك يا جريج! كنا نراك خير الناس, وأصلح الناس, وأعبد الناس. وكم يتأسى الناس ويستاءون، ويتكدرون ويتألمون, حينما يظنون برجل الصلاح ثم يسمعون عنه السوء والجناح, لكن سرعان ما جاء الفرج, وحل الضياء والمخرج, فظهر آثار العبادة, وكيف تكون للعبد عند الأزمات حافظة, وعند الملمات كاشفة, والله لا يضيع عبده، ولا يخيب سعيه, ولجأ إلى الذي بيده أزمة الأمور, ويكشف الشر والفتن والشرور.

ولرب نازلة يضـــيق بهــا الفــتى

ذرعًا وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها

فُرجت وكنت أظنها لا تُفرج

نعم، جاء الفرج, حينما تقوى الصلة لمن بيده الفرج والمخرج.

إذا تضايق أمر فانتظر فرجًا

فأضيق الأمر أدناه من الفرج

ولما كان جريج واثقًا بربه, صادقًا في عبادته, ثابتًا على أمره, قريبًا من خالقه, صالحًا في شأنه, فزع في هذه الظلمة, وهذه الحالة والكربة, والضيق والشدة, ضاقت المضائق, واحلولكت المآزق, واشتد الكرب, وعظم الخطب, ففزع إلى خالقه, ومن هو على كل شيء قدير في أمره, فتهيأ واستعد، وعلى ربه اعتمد, فتوضأ ونظف ظاهره, وصلى وناجى ربه, ليكشف الغمة, ويزيل الكربة, صلاة تفرج الكربات, صلاة تعلق العبد برب البريات, صلاة الفلاح والفرج, صلاة تزيل العسر والحرج.

 وقال: فتولَّوا عني. فصلى ودعا، وسأل وأثنى، ورفع أمره وشأنه لله -جلا وعلا-, رفع شكواه لمن يكشف البلوى, فلما انصرف من صلاته, وانتهى من دعائه, وهم ينتظرونه ليقتلوه, ومن هذه الحياة ينهوه, لكن: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21], فقال وهو واثق بربه، قال وهو واثق بنفسه، قال وهو يملك بين جنباته القوة والشجاعة, والراحة القلبية, فنادى الصبي الذي لم يمض على ولادته إلا ساعات ولحظات، فطعنه طعنة بأصبعه أو رمحه, طعنة يقف أمامها شعر الرأس, ويحتار العقل والرأس, ماذا عسى أن يقول؟ وماذا عسى أن يجيب من كان في المهد صبيًا؟ الذي كلامه أشبه بالمحال.

 فطعنه وقال: من أبوك يا غلام؟ من أبوك يا غلام؟. الجموع شاهدة, والأبصار محدقة, والأحوال مندهشة, يخاطب صبيًّا في المهد, فأجاب الصبي, فسبحان الأعلى العلي, أنطقه فأجاب, وذلّ لذلك الصعاب, بأمر رب الأرباب, مسبب الأسباب, وقال: فلان الراعي. فأبرأ الله جريجًا, وزال الغم والبغي, وانبلج المصباح, وطلع الصباح, وزال الجناح, والناس ينتظرون بصمت معجبين, ولحالهما مندهشين, كيف يخاطب من كان في المهد صبيًا؟

فأنطقه الذي أنطق كل شيء, فبرقت الحياة, وتحول الموقف إلى ذكر الإله، فأعظم الناس أمر جريج, وسبّح الناس وكبروا, واطمأنوا وعجبوا, فوثبوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به, وقالوا: نبني صومعتك من ذهب وفضة. فأبى وقال: أعيدوها كما كانت من قبل من طين ولبنة. ولما مروا به على الزواني, خرجن ينظرن، فتبسم, فقالوا: بالله مما ضحكت؟. فقال: ما ضحكت إلا مِن دعوة دعتها عليَّ أمي. فبان صلاحه, وظهر نجاحه, وتبين خطؤهم في إيذائه، (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) [فاطر: 45).

هي شدة يأتي الرخاء عقيبها

وأسى يُبشِّرُ بالسرور العاجلِ

هذا ما تيسر ذكره في هذه الخطبة، وهي الأولى في الحلقة، ولهذه القصة عبر وفوائد وحكمة، ستأتي في جمعة قادمة، وحلقة لاحقة، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56].

لك يا رسول الله صدق محبة

لا تنتهي أبدًا ولن تتغيرا

صلى عليك الله في ملكوته

ما قام عبد في الصلاة وكبرا

والله أعلم.