الكبير
كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...
العربية
المؤلف | خالد بن عبد الله المصلح |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - الدعوة والاحتساب |
ولكي لا يبتعد بكم الفهم؛ فإني أبادر إلى القول بأن حديثي اليوم عن التربية والتنشئة في ظل هذه المتغيرات الجديدة على الأمة الإسلامية، فحديثنا يهم التربويين بكل فئاتهم: يهم الأسرة وهي النواة الأولى في التربية، ويهم المدرسة سواء فيما يتعلق ببيئة ونظام التعليم أو ما يتعلق بالمعلمين وما ينبغي عليهم، ويهم القائمين على التربية في ظل المؤسسات الدعوية والجمعيات الخيرية.
الخطبة الأولى:
أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله حق التقوى.
معاشر المسلمين: إن الزمان قُلَّبٌ، وإن لكل أمة متغيرات جديدةً عليها، تواجهها بما يتناسب معها في وقتها وظرفها.
إن المتغيرات الكثيرة التي يعيشها العالم بأسره ولمَّا تكتمل أحداثها، أصبحت هاجس الجميع، بكل تخصصاتهم واهتماماتهم، يهتم بها المسلمون الغيورون الصادقون، وغيُرهم ممن لا يدين بالإسلام، ودعاة التغريب والعلمنة، يهتم بها المتخصصون في علوم الشريعة، والمتخصصون في الاقتصاد والسياسة، وفي الدراسات الاجتماعية، الجميع تعنيهم هذه المتغيرات؛ فهي لا تنال طائفة معينة، ولا تستهدف فئة بعينها، إنما تستهدف الجميع.
وجدير بأمة الإسلام التي أخرجها الله -عز وجل- لتكون شهيدة على الناس في الدنيا والآخرة، هذه الأمة الذي اختصها الله -تبارك وتعالى- بهذا الدين وهذه الرسالة، واختار لها خير أنبيائه ورسله، وخصها بخير شرائعه، هذه الأمة جديرة بأن تعي موقعها في ظل هذه التحديات الجديدة المعاصرة، وجدير بها أن تراجع نفسها كثيراً وكثيراً.
ولكي لا يبتعد بكم الفهم؛ فإني أبادر إلى القول بأن حديثي اليوم عن التربية والتنشئة في ظل هذه المتغيرات الجديدة على الأمة الإسلامية، فحديثنا يهم التربويين بكل فئاتهم: يهم الأسرة وهي النواة الأولى في التربية، ويهم المدرسة سواء فيما يتعلق ببيئة ونظام التعليم أو ما يتعلق بالمعلمين وما ينبغي عليهم، ويهم القائمين على التربية في ظل المؤسسات الدعوية والجمعيات الخيرية.
وقبل أن نتحدث عن التربية في ظل هذه التحديات ينبغي أن نشير إشارة سريعة مختصرة لهذه التحديات التي تواجه بيئتنا في ظل هذه الظروف المعاصرة، ومن المتفق عليه أن من أعظم التغيرات على هذه البلاد في العصر الحديث هو ما حدث لها بعد اكتشاف الكنز الأسود أو الخام الأسود تحت أراضيها، فعلى إثر ذلك انتقلت إلى مرحلة جديدة من حياتها من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والتربوية، إلا أن التغيرات التي نقبل عليها في هذه الأيام تأخذ مدى أكبر من تلك التي مرت بها البلاد في مرحلة اكتشاف النفط، فمن هذه المتغيرات ما يمكن أن يوضع تحت عنوان كبير هو: (العولمة وتحدياتها وآثارها).
ولسنا نحن في حديث متخصص حول العولمة، لكننا نقول إن في العولمة أموراً لها تأثير على التربية، منها انفتاح الثقافة، فلسوف تنفتح بلادنا على كافة ثقافات دول العالم، ومن المعلوم أن الثقافة المسيطرة اليوم هي الثقافات الغربية بكل ما فيها من مساوئ وسلبيات، سواء في ميدان الاعتقاد والدين، أو فيما يتعلق بالشهوات والإباحية.
ومن آثار العولمة المؤثرة على التربية زوال الخصوصية في مجتمعنا المحافظ الذي يظهر فيه السلوك الإسلامي، ولكن هذه الخصوصيات سوف تتلاشى وتقل تدريجياً من خلال هذا الانفتاح الذي ستشهده البلاد كلها، بل سيشهده العالم كله مع بداية عصر العولمة.
إن الشاب أو الفتاة اللذين يعيشان في أسرة محافظة متدينة ليس بينهما وبين أن يتصلا بأي ثقافة أو أي شخص في العالم إلا مجرد اتصال بسيط على الشبكة العالمية ثم ينفتح على العالم الآخر كله.
ومن آثار العولمة المؤثرة على التربية ما يسمى بالتحديات الاقتصادية التي تتمثل في تضاؤل فرص العمل؛ لأنها تعني الانفتاح وزوال الحواجز أمام الشركات والمؤسسات العالمية الكبرى، ولا شك أن خبرات أبناء البلد، بل أبناء دول العالم الإسلامي، لا تقاس ولا تقارن مع خبرات تلك المجتمعات، فسيكونون في وضع تنافسي أقل مع الآخرين، والانفتاح الاقتصادي سيولد اتساع احتكاك المجتمع بالجنسيات الأخرى، وسينشأ عنه -أيضاً- اتساع مشاركة المرأة في الحياة العامة.
إننا مجتمعات يمكن أن تمارس فيها المرأة العمل لكن في ظل الضوابط الشرعية، أما حين تنفتح بلاد المسلمين على الشركات الكبرى فستزول كثير من هذه القيود، وسينشأ من ذلك زيادة اتصال أبناء هذه المجتمعات بأبناء المجتمعات الأخرى من خلال طبيعة النشاط الاقتصادي المنفتح.
إن هذه التحديات الاقتصادية ستعيد تحديد نوعية الطلب على التعليم؛ فالتعليم الذي ستروج سوقه هو التعليم الذي تطلبه تلك الشركات الكبرى التي ستوفر فرص العمل، وهذا سيؤدي إلى تقلص الدور التربوي للمدرسة بحيث يسيطر جانب الإعداد التقني، ومن ثم سيؤدي ذلك إلى تقلص الإقبال على العلم الشرعي.
إخوة الإسلام: ومن المتغيرات -أيضاً- فرص العمل التي بدأت تقل مع زيادة عدد السكان، وتبدأ هذه المشكلة من القبول في التعليم الجامعي، فنسبة كبيرة من الطلاب والطالبات الذين يتخرجون من المرحلة الثانوية لا يجدون لهم فرصة قبول في التعليم الجامعي، ثم تنشأ مشكلات العمل بعد التخرج من الجامعة، وهذا -لا شك- سيولد إفرازات اجتماعية كالبطالة، وتربوية كالفراغ، ينبغي أن توضع في الاعتبار.
معاشر المسلمين: هذه -باختصار- إشارة سريعة إلى هذه التحديات التي تفرض علينا أن نعيد النظر في تربيتنا.
وبعد ذلك أدلف إلى بعض التوصيات وبعض الأفكار التي ينبغي أن نأخذها بعين الاعتبار في تربيتنا من خلال المتغيرات التي تمر بنا.
فمنها، أولاً: التفاؤل والحذر من اليأس وسيطرة الشعور بعدم إمكانية التغيير، أو استحالة التربية في ظل هذه المتغيرات، وحديثُ كثير من الإسلاميين الغيورين على واقع الأمة عن تداعيات العولمة حديث يقود كثيراً من الناس إلى اليأس والقنوط.
والذي ينبغي مراعاته عند الحديث عن هذه المتغيرات: الاعتدال وعدم المبالغة، والاعتناء بتقديم الحلول والبرامج العملية للناس، وتلمس الجوانب والمداخل التي يمكن الإفادة منها وتوظيفها مهما كانت محدودة.
وثانية التوصيات الاعتناء بالتربية الإيمانية؛ فينبغي أن نعتني بها أكثر من ذي قبل، وهي -للأسف!- يتقلص دورها كثيراً، أولاً في دائرة الأسرة، فالأسر المحافظة تحافظ على أولادها وبناتها، وتراقب حالات الانحراف والتغير، وربما تحول بين أولادها وبناتها وصحبة أهل السوء، لكنها تقف عند هذا الدور، فهي تمارس مهمة الحماية فحسب.
وقلما نجد من الأسر المحافظة -فضلا عن الأسر المتفلتة- من تعتني ببناء أولادها؛ لأن هذا الوقت لا تكفي فيه الحماية فقط؛ فالانحراف لا يمكن السيطرة عليه، وسيتأثر الأبناء من خلال الاختلاط في الدراسة والعمل ومن خلال المقاهي ومن خلال كل ما يرى في هذا المجتمع من المظاهر التي لم تكن موجودة من قبل، وهذا يحتِّم أمراَ غير الحماية، وهو البناء والمبادرة بأن يكون للمربي من الوالدين والمعلمين مبادرة بناءة.
وثمة عوامل تدعونا إلى بذل مزيد من الاهتمام بالتربية الإيمانية، منها أن المتغيرات الجديدة تتسم بانفتاح هائل للشهوات وأبواب الفساد المحرمة، من خلال القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت، والانفتاح المتزايد على العالم الآخر، الذي تزيد فيه الماديات وتعلق الناس بها ولا صلة له بالدار الآخرة وما يدعو إليها، وكل هذا يدعو إلى الاعتناء بتدعيم التربية الإيمانية وتقويتها في كافة المؤسسات التربوية، خاصة إذا علمنا علم اليقين أن الإيمان يقي صاحبه ويحميه من الوقوع في الرذائل المنكرة, فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن" رواه البخاري ومسلم.
ثم إن الإيمان له أثر آخر على صاحبه، فهو يسمو بالنفس ويعلي أهدافها، ويجعل صاحبها يتعلق بالدار الآخرة أكثر من تعلقه بالدنيا.
إخوة الإسلام: ومن التوصيات، ثالثاً: تقوية الحماية الداخلية، فالمتغيرات الجديدة تقلل من فرص الضبط الخارجي والسيطرة، ومن ثم لا بد من تقوية الحماية الداخلية، التي تنطلق من الإنسان، ذات الإنسان، التي تجعل المرء يراقب الله -تعالى-، ويستطيع السيطرة على نفسه وضبطها.
ومن الوسائل التي تعين على تقوية الحماية الداخلية الاعتناء بالإقناع، فالتوجيهات التربوية التي يتلقاها المتربون في مجتمعاتنا تعتمد على التوجيه المباشر، وتعتمد على تلقين النتائج والأحكام، وهذا لو نجح مع جيل لا يتعامل إلا مع من يربيه، فإنه لن ينجح مع جيل لا يعد قول المربي إلا واحداً من الآراء والخيارات التي يمكنه أن ينحو لها، وهذا يتطلب مراجعة شاملة لمحتوى المواد التربوية، ولأساليب تقديمها، وإلى اعتبار القدرة على الإقناع من أهم معايير اختيار المربين.
ومن الوسائل التي تعين على تقوية الحماية الداخلية: تنمية قدرة الاختيار واتخاذ القرار، فيمايز ويختار بين الخير والشر، والنفع والضر، بناء على ملكة تعلمها من خلال الفروق بين الحلال والحرام، وبين النافع والضار، وبين الصالح والفاسد، وبين المحق والمبطل، وبين عاقبة الهداية وعاقبة الغواية، تلقاها عن الوالدين أو عن المعلمين تلقياً، أو حصل على هذه الملكة من خلال فتح المجال له لكي يختار في أمور كثيرة، كي يتعلم هذه الفروق من خلال التجربة والتعليم، ومن خلال التنظير والتطبيق.
لقد كان المتربي في السابق في كثير من مواقفه أمام موقف واحد أو رأي واحد، وهذا يجعله لا يعاني من صعوبة اتخاذ القرار، أما الآن فهو أمام متغيرات عديدة، وأمام آراء وبدائل متكافئة في درجة إقناعها له، وهذا يتطلب أن تضمن الخبرات التربوية ما يعين المتربي على الاختيار بين البدائل واتخاذ القرار.
ومن الوسائل التي تعين على تقوية الحماية الداخلية تنمية الإرادة وتقويتها، ولا شك أن المتغيرات الجديدة تعتمد بشكل كبير على إثارة الشهوات والغرائز، التي كثيرا ما يؤتى منها المرء من جهة ضعف إرادته، وقلة قدرته على ضبط نفسه، والذي يعينه على ذلك -بالإضافة إلى صحة العلم والإدراك- قدرته على مواجهة دواعي النفس وغرائزها، ومن ثم كان لا بد من الاعتناء بتقوية الإرادة، بالإضافة إلى تقوية التربية الإيمانية.
معاشر المسلمين: ومن الوصايا، رابعاً: لا بد من إعادة النظر في أهداف التربية، فلا يكفي فيها هدف واحد هو إصلاح المتربي من الناحية الدينية وإهمال النواحي الدنيوية، بل لا بد من الاعتناء بالإعداد لمتطلبات الحياة المادية، من خلال التعويد على تحمل المسؤولية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة في ذلك، وبيان أنه من تقوى الله وطاعته أن يسعى المرء في سبيل تحصيل ما يحتاجه من مطالب الدنيا معتمداً على ربه ثم على نفسه، ولا يتربى على الاتكالية والضعف والخور، ويتطلب ذلك -بالإضافة إلى تصحيح هذه المفاهيم- إتاحة المجال، وتقديم الرأي والمساعدة للحصول على مصادر الرزق، والسعي إلى إيجاد برامج تدريب وإعداد وفرص عمل تحتضن الشباب، وتؤمن لهم أسباب تحصيل الرزق.
معاشر المسلمين: ومن الوصايا، خامساً: لا بد من الارتقاء بالمربين وتوضيح هذه القضايا لهم سواء كانوا في مجال التعليم أو من الوالدين الذين يقومون بالتربية في المحضن الأول وهو البيت، ويشمل ذلك: الارتقاء بتفكيرهم؛ ليستوعبوا المعطيات الجديدة ويتأهلوا للتعامل معها، وليكونوا قادرين على تجاوز الأساليب القديمة التي نشؤوا عليها وألفوها، وحتى يرتقوا لفهم الجيل الجديد الذين يتعاملون معه ويربونه، ويستوجب ذلك تقديم برامج تدريبية للمربين والآباء والأمهات، وإذا كانت التربية عملية تلقائية فيما مضى يمارسها أي شخص فالتحديات المعاصرة اليوم تفرض غير ذلك. ويحتاج الأمر إلى أن تقوم مؤسسات تربوية بتقديم الدورات والبرامج التدريبية، وإعداد مواد التعلم الذاتية للمربين.
معاشر المسلمين: ومن الوصايا: سادساً لا بد من السعي لإنشاء مؤسسات تربوية عامة، ولا شك أن مجتمعاتنا اليوم تفتقر إلى مؤسسات عامة تحتضن أبناءنا وتلبي جميع رغباتهم، فالشباب والفتيات اليوم يعانون من الفراغ، وسوف تزداد مخاطره تبعا للمتغيرات الجديدة؛ لذا، فمن مسؤولية الدعاة والمربين السعي لإيجاد محاضن عامة لأمثال هؤلاء، ولا شك -أيضاً- أن مدارس تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في المساجد والدور، للبنين والبنات، هي من هذه المؤسسات التربوية التي تلبي رغبات كثيرة عند الشباب والفتيات، وإن كانت لا تزال في حاجة إلى مزيد من البذل والمواكبة للمجتمع، وهي في هذا الطريق سائرة إن شاء الله، نسأل الله أن يوفق القائمين عليها في كل مكان.
ومن دلائل سيرها في هذا الطريق ما نرى من حالها بعد أن كانت الحلقات لا تتجاوز الواحدة في كل مسجد، وليس فيها من وسائل التحفيز والتشجيع شيء، نراها في هذا الوقت -وقد ظن بعض الناس بالمجتمع ظن السوء- نرى الناس عليها أكثر إقبالاً وحرصاً، وما ذلك إلا توفيق من الله، ثم ثمرة لما تبذله الحلقات من تطوير وتحفيز بالحلوى للصغار تارة، وبالرحلات والزيارات وغيرها تارات أخرى.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة وعصيان فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه...
أما بعد: فيا عباد الله، ومن الوصايا، سابعاً: اقتحام وسائل الإعلام والمشاركة فيها. نحتاج اليوم إلى مشاركة الدعاة مشاركة فعالة وتقديم المادة التربوية المتميزة، إن وسائل البث الإعلامي اليوم، وأبرزها القنوات الفضائية، لا تقدم في معظمها إلاّ المادة الهزيلة، المادة التافهة، المادة التي تدور حول الإثارة والإغراء وتتجاوب مع عواطف الناس وغرائزهم، بل تستهدف إثارة الكامن من غرائز الناس، وهي بحاجة اليوم إلى أن تُثرى بالمواد الجادة التي يحتاجها الناس.
وإلى متى تكون هذه الوسائل حكراً على دعاة الإثارة، والباحثين عن الشهرة؟ وإلى متى تظل هذه الوسائل تسهم في تسطيح ثقافة الأمة، وفي تهميش اهتماماتها؟.
إن هذه الوسائل هي التي تتحكم اليوم في ثقافة الأمة، وتصنع الرأي، العام وتُوجّه الناس، شئنا أم أبينا، ولا بد من أن يفكر الجادوّن في التعامل مع مثل هذه الوسائل والقنوات، ولا بد أن يعيدوا النظر في إحجامهم فيما سبق.
ولئن كان الصالحون يجدون مبرراً وعذراً لهم فيما سبق في تأخرهم عن المشاركة في هذه القنوات باعتبار إنها قنوات مُدَنّسَة تنشر الفساد واللهو، فاليوم أصبحت مطلباً، وأصبحت المصالح التي ينتظر أن تتحقق من ورائها مصالح عظيمة، فهذه الوسائل هي القنوات والوسائل التي تخاطب الناس.
ولقد رأينا ثمرة ذلك على المجتمع في نشاط بعض الإخوة الصالحين في استغلال مثل هذه الأجهزة، واستضافة العلماء والدعاة، لتوجيه الناس ودلالتهم على الهدى، وتحذيرهم من الردى، إنها تفتقر إلى مواد للشباب والفتيات، تخاطبهم بمستواهم وعقولهم وقدراتهم، وإلى برامج تربوية للآباء والمعلمين، وإلى إنتاج إعلامي متميز يخاطب الطفل والمرأة، يكون بديلا لهذا الإنتاج العفن الذي تعاني منه وسائل الإعلام، وسيزداد عفونة مع الانفتاح على النموذج الغربي المتعفن، نسأل الله العافية والسلامة، والصون والرعاية.
اللهم...