البحث

عبارات مقترحة:

المليك

كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

القاهر

كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...

خطر المسكرات والمخدرات على المسلم

العربية

المؤلف عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - الحكمة وتعليل أفعال الله
عناصر الخطبة
  1. بيان أن الله لا يحرم إلا ما فيه ضرر .
  2. بيان أضرار الخمر .
  3. بيان الحكمة من تحريمها .
  4. ذكر أدلة تحريمها .
  5. بيان الوعيد المترتب على من شربها .
اهداف الخطبة
  1. تقبيح الخمر في أنفس الناس
  2. التحذير من المسكرات والمخدرات.

اقتباس

فإن من السفه أن يشتري الإنسان لنفسه الجنون، حتى يتصرف بغير شعور، ويزيد إذا كان الناس ينظرون إليه، ويحصل منه التصرف السيئ، من القتل والزنا، والشذوذ الجنسي.
وما وقع هذا الشر في أمة، إلا وفقدت حفظ الله لها، وتدهورت، وهوت في هوة سحيقة، وفي دركات عميقة، توصلها إلى...

 

 

 

الحمد لله فارج الكربات، ومجيب الدعوات، ومحيل الشدائد والمكروهات. الذي حرم علينا الخبائث، وأحل لنا الطيبات، ومنعنا من الرذائل، والمضار والقاذورات. أحاط علمه بجميع الكائنات، ونفذ بصره جميع المبصرات، ووسع سمعه جميع الأصوات، فلا تختلف عليه سؤالات السائلين، مع اختلاف اللغات، وتنوع السؤالات، يُرِي خلقه عزتَه، ثم يبدئ لطفه، والعبد غافل في أكثر الأوقات.

أحمده سبحانه حمداً يملأ الأرض والسماوات، وأشكره على ما أولاه من الإحسان، والفضل، والكرامات، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له في ربوبيته، ولا في ألوهيته، ولا في الأسماء والصفات.

وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، سيد الناس على الإطلاق، والهادي إلى سبيل الجنات، والمحذر من طرق الغي، والبغي والعدوان، وجميع الضلالات، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، أولي الفضل والكرامات، صلاة وسلاماً دائمين متعاقبين على مر الأوقات.

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وتمسكوا بالطاعات، واحذروا سخط الرب وعقابه، وجميع المعاصي، والمخالفات.

عباد الله، إن ربكم سبحانه حرم عليكم كل رذيلة مضرة، وأمركم بكل فضيلة تنفعكم في الحياة، وبعد الممات. وقد وقع مع الأسف الشديد بعض أهل الإسلام في رذائل كثيرة، وجرائم عظيمة، قد حرمها الإسلام في جميع الأوقات.

ومنها: هذه الخمر، التي حرمها الله؛ لأنها أم الخبائث، والقاذورات، وهي تجر إلى الزنا والبهتان، والآثام والطغيان، وتفرق الأحبة والجماعات، وتصد عن ذكر الله وعن القرآن وعن الصلاة. فضررها على الإنسان كبير، وأثرها على المجتمع خطير.

وهي تزيل النعم، وتحل النقم، وتفسد عقل الإنسان، الذي هو أشرف شيء عنده، وتجعله مثل المجنون، لا يدري كيف يصنع، أو كيف يعمل لديه. فإن من السفه أن يشتري الإنسان لنفسه الجنون، حتى يتصرف بغير شعور، ويزيد إذا كان الناس ينظرون إليه، ويحصل منه التصرف السيئ، من القتل والزنا، والشذوذ الجنسي.

وما وقع هذا الشر في أمة، إلا وفقدت حفظ الله لها، وتدهورت، وهوت في هوة سحيقة، وفي دركات عميقة، توصلها إلى الفشل والدمار، وتسليط الأعداء، ثم إلى النار، والعياذ بالله.

والخمر التي حرمها الإسلام هي: المسكرة. وسميت خمراً؛ لأنها تخمر العقل أي: تغطيه، كما يغطي الخمار الرأس، فلا يرى ما يقع فيه. نعوذ بالله من عمى القلوب، وران الذنوب.

وصاحبها إذا شربها، اختل توازنه، وفسد عقله، وذهب شعوره، حتى ربما يقع على ابنته، أو أمه أو أخته، أو نحو ذلك من محارمه؛ لفقده العقل.

لذا، وغيره، منع منها الإسلام، ولعن الرسول صلى الله عليه وسلم شاربها، بل لعن فيها عشرة، فقال: " لعن الله الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، ومبتاعها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، ومستقيها، وآكل ثمنها".
وتوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مدمنها، بعدم دخول الجنة، فقال: " ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر".

وهي أصل كل بلاء في الدنيا والآخرة، وهذه المخدرات والمفترات والمسكرات، كلها ضرر ووبال.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله حرم الخمر". قال رجل: يا رسول الله، إنا نجعل منها الدواء، فهل حل ذلك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " إنها داء وليست بدواء". "إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها".

وقال صلى الله عليه وسلم: " ما أسكر كثيره، فقليله حرام".

وهي محرمة، من أي نوع كانت. من تمر، أو عنب، أو شعير، أو ذرة، أو مع طيب، كما يجعل منها طيب الكالونيا، أو مع بيرة، أو في غير ذلك.

وقال رجل: يا رسول الله، أرأيت أشربة تُصنع باليمين، يقال لها: البتع، والمزر من الشعير والذرة، هل هي حرام؟ فقال: صلى الله عليه وسلم "أمسكر هو؟" قال: نعم. قال: "هي حرام. –أو قال: كل مسكر حرام-".

وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يأتي في آخر الزمان قوم من أمتي، يستحلون الخمر، والحر والحرير، والمعازف، يسمونها بغير أسمائها، يخسف بهم". وهذا من المصائب.

وقد رتب الله عليها عقوبات، وعذاباً في الدنيا قبل الآخرة، بجلد صاحبها ثمانين جلدة، وتسقط هيبته بين الأمة، وعقوبة في الآخرة، كما قال صلى الله عليه وسلم: " من شرب الخمر في الدنيا، سقاه الله يوم القيامة من طينة الخبال". قيل: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال:" عصارة أو عَرق أهل النار".

وروي في مدمنها: " إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب الرابعة فاقتلوه".

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يقول الله وهو أصدق القائلين، وأحكم الحاكمين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) [المائدة 90-92].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.