البحث

عبارات مقترحة:

القوي

كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...

القهار

كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

الحدود الشرعية .. أهميتها وحكمها

العربية

المؤلف عبدالباري بن عواض الثبيتي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب - الحكمة وتعليل أفعال الله
عناصر الخطبة
  1. خصائص الشريعة الإسلامية .
  2. ثمرات تطبيق الحدود الشرعية .
  3. سمات العقوبات في الإسلام .
  4. حاجة المجتمع إلى إقامة الشريعة. .

اقتباس

إن تطبيقَ الحُدود إعلاءٌ للشريعة، وتمكينٌ للأمة، وقوَّةٌ ونُصرة، ولا يغيبُ عن الأذهان أن سيادَة الشريعة وتطبيقَ أحكامها حمايةٌ للأُمَّة من الفوضَى والهلاك وفساد المُجتمعات، وذلك بالأخذِ على أيدِي السُّفهاء والمُفسِدين الذين يتنكَّبُون الطريقَ، ويرتكِبون الجرائِم. وقد شبَّه الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - المُجتمع بالسفينة في البحر، ولكي تنجُو السفينةُ وتصِلَ إلى شاطئِ الأمان وجبَ منعُ المُفسِدين والمُخرِّبين من ثَقبها. ومن عظمة هذا الدين: أن الحُدود الشرعيَّة عادِلة، جاءَت مُلائِمةً لكل جريمةٍ وذنبٍ حسبَ قوَّتها وضعفها، وواقعةٌ موقِعها.

الخطبة الأولى:

الحمدُ لله، الحمدُ لله الذي أنعمَ على العباد بالشريعة والحُدود، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه في القيام والقُعود والسُّجود، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الغفورُ الوَدود، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه يجيءُ به ربُّه شاهدًا في اليوم المشهُود، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه صلاةً دائمةً إلى اليوم الموعُود.

أما بعد:

فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

الشريعةُ الإسلاميةُ مبناها على الحِكَم ومصالِح العباد، في المعاشِ والمعاد، هي عدلٌ كلُّها، ورحمةٌ كلُّها، ومصالِحُ كلُّها، وحكمةٌ كلُّها.

الشريعةُ عدلُ الله بين عبادِه، ورحمتُه بين خلقِه، وظلُّه في أرضِه، وحكمتُه الدالَّةُ عليه وعلى صِدقِ رسولِه - صلى الله عليه وسلم -، هي العصمةُ للناس، وقِوامُ العالَم، والحياةُ الإنسانيَّةُ لا تصلُحُ إلا بنظامٍ ترجِعُ إليه، وتشريعٍ يحكُمُ أمرَها.

وتمسُّكُ الأمة بشريعتها يُغنِيها عن الخوض مع المُجادِلين، والتأثُّر بالمُنازِعين الذين يصُدُّون عن منسَك الهُدى، ويُمعِنون في منسَك الضلال، فالمُسلمُ يمضِي واثِقًا من منهَجه، مُستقيمًا على نَهجه، قال الله تعالى: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ * وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) [الحج: 67- 69].

من أوثَق مقاصِد الشريعة: تحصيلُ المنافِع وتعطيلُ المضارِّ، وعِمارةُ الأرض على أساسِ العدل والأمنِ والسلامِ، وحمايةُ بناءِ المُجتمع وعقيدته.

من سِمات سماحة الشريعة الإسلامية: اتِّصافُها بالإحسان في كل أحكامِها وحُدودها وتوجيهاتها؛ لأنها شريعةُ الإحسان، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله كتَبَ الإحسانَ على كُلِّ شيءٍ»، وقال تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195]، وقال: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ) [النحل: 90].

إنها شريعةُ الله أُنزِلَت من لدُن حكيمٍ خبير، لخير أُمَّةٍ أُخرِجَت للناس. بالشريعة أصلَحَ الله حالَنا، واستقامَ أمرُنا، ووهَبَنا بعد الخوفِ أمنًا، وأغدَقَ علينا خيراتِ الأرض، وأسقانَا ماءً غدَقًا، (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) [العنكبوت: 67].

حفِظَ تطبيقُ الشريعة وتنفيذُ الحُدود للوطن أمنَه، وللعباد استقرارَهم وطُمأنينتَهم، وفي الأطرافِ يُتخطَّفُ الناسُ من حولِنا بحروبٍ تأكلُ الأخضرَ واليابِسَ، وقتلٍ وتدميرٍ، فللهِ الفضلُ والمنَّة، وله الحمدُ ظاهرًا وباطنًا.

تطبيقُ شرع الله يُحقِّقُ الحياةَ الكريمة، فتنتشِرُ الفضيلة، ويعُمُّ الرخاء، وتسُودُ العزَّةُ والمنَعَة، وهي الحارِسُ على مُقدَّرات الأمة من عبَثِ العابِثين.

إن تطبيقَ الحُدود إعلاءٌ للشريعة، وتمكينٌ للأمة، وقوَّةٌ ونُصرة، ولا يغيبُ عن الأذهان أن سيادَة الشريعة وتطبيقَ أحكامها حمايةٌ للأُمَّة من الفوضَى والهلاك وفساد المُجتمعات، وذلك بالأخذِ على أيدِي السُّفهاء والمُفسِدين الذين يتنكَّبُون الطريقَ، ويرتكِبون الجرائِم. وقد شبَّه الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - المُجتمع بالسفينة في البحر، ولكي تنجُو السفينةُ وتصِلَ إلى شاطئِ الأمان وجبَ منعُ المُفسِدين والمُخرِّبين من ثَقبها.

لقد عالجَت الشريعةُ الجريمةَ قبل وقوعها بالحِكمة والموعِظة الحسنة، والترغيب والترهيب، وبناءِ الوازِع الدينيِّ، وإحياء مُراقَبَة الله.

ومن عظمة هذا الدين: أن الحُدود الشرعيَّة عادِلة، جاءَت مُلائِمةً لكل جريمةٍ وذنبٍ حسبَ قوَّتها وضعفها، وواقعةٌ موقِعها.

جاءَت باللِّين في محلِّه، والشدَّة في محلِّها، تبدأُ بالدعوة باللِّين والرِّفق، فإذا لم يُؤثِّر ذلك وتجاوزَ الإنسانُ حدَّه، وطغَى وبغَى، أخذَته بالقوة والشدَّة، وعامَلَته بما يردعُه ويُعرِّفُه سوءَ عمله.

ولهذا جاءَت عقوبةُ المُحارِبين المُفسِدين في الأرض أشنعَ عقوبةٍ وأشدَّها، قال الله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ) [المائدة: 33].

ومما هو مُسلَّمٌ به بين العُقلاء: أن كل عقابٍ لا بُدَّ فيه من قسوةٍ وشدَّة، ومن الشرع والعقل والحَزم بترُ العضو غير السوِيِّ، الذي يُشعِلُ الفتنة، ويُثيرُ القلاقِل، وتُولِّدُ حركتُه فُشُوَّ الشرِّ، وزعزعةَ الأمر، ويُورِثُ بقاؤُه ضررًا على سُلوك الأفراد، وإفسادًا في المُجتمعات.

والذين يُشكِّكون في العقوبات عطَفوا على المُجرِم، وضيَّعوا حقوق المُجتمع. رحِموا الجانِي، وغفَلوا عن المجنِيِّ عليه. نظرُوا إلى العقوبة، وتناسَوا بشاعةَ الجريمة.

هذه العقوبات تدلُّ على عدل الله وحكمته؛ لأنها مُحقِّقةٌ للمصالِح العامَّة، وحافظةٌ للأمن العام، قال الله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 179]، حياةٌ في الحياة بشُمولها وتنوُّعها، حياةٌ في الأنفُس بحفظِ الدمِ الحرام من أن يُسفَك، وحياةٌ في الأموال بعدمِ الاعتِداء على حقوق الآخرين، وحياةٌ في الأعراض كي لا تُستباح.

الحدود شرعٌ ربَّانيٌّ يُحقِّق سعادةَ النفس، وأمانَ المُجتمع، يُرسِّخُ الاستقرار والحياةَ الوادِعة لمن سارَ على نهجه وامتثَلَ أمرَه. الحدود تحفظُ المُجتمع من العقول الطائِشة، والمُؤامرات الدنيئة، وتسُدُّ منافِذ الحاقِدين، وتئِدُ الأفكار المُتطرِّفة، تُقوِّمُ مسارَ الانحِراف، وتُقلِّلُ خطرَه وضررَه.

لم تُشرعُ الحدود للتشفِّي والانتقام وإلحاق الأذَى بالجانِي، وإنما غاياتُها نبيلة، وأهدافُها سامِية، أعظمُها: المُحافظةُ على المصالِح الكُبرى للمُجتمع، وهي: الدينُ، والنفسُ، والعقلُ، والمالُ، والعِرضُ.

هي رحمةٌ لمن يرُوم الإجرام؛ لأنها تزجُرُهم عن ارتِكاب الجرائِم، فينأَون بأنفسهم عن العقاب. وفيها ردعُ غير المُجرِم عن تقليد المُجرِم في جريمته، خوفًا من أن ينالَه من العقوبة ما حلَّ بغيره.

من الرحمة بالمُجرمين: أن تُقام عليهم حدودُ الله، لتهنَأَ الأمةُ ويستقرَّ حالُها، وتدور عجلةُ البناء والتنمية، وحتى يعلَمَ المُفسِدون والمُخرِّبون أن هذا مآلُهم ومصيرُهم.

إقامةُ الحُدود تُسكِّنُ النفوسَ المُتألِّمة ممن وقعَت عليهم جنايةُ الجاني، تُهدِّئُ من روع المُجتمع الذي تضرَّر من آثار الجرائِم.

إقامةُ الحُدود تستجلِبُ بركةَ الله، وفضلَه وخيرَه، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) [الأعراف: 96].

ومن هنا جاء تنفيذُ الأحكام الشرعية حدًّا وتعزيرًا، بحُكمٍ رادِعٍ، سطَّره قضاءٌ شرعيٌّ بحقِّ الفئة الضالَّة ممن اعتنقَ المنهجَ التكفيريَّ، وروَّع الآمِنين، وقتلَ الأبرياء، وحرَّض على القتل وأفسدَ في الأرض، واعتدَى على المُمتلَكَات العامَّة، وهم ثُلَّةٌ قليلة لا تُمثِّلُ أبناءَ الوطن المُخلِصين.

ولن يفُتَّ في العضُد الأقوالُ الشاذَّة، ورُدود الأفعال المُتشنِّجة ممن دأَبَ على زرع الفتن، للقضاء على رغَدِ البلاد ورخائِها. أصحابُ تلك الأقوال هم أساسُ الإرهاب وأُسُّه، ومنبَعُه وأصلُه، يُموِّهون على السُّذَّج بدعاياتٍ زائِفة، وشِعاراتٍ برَّاقة لا رصيدَ لها من الواقِع، يُوظِّفون ضِعافَ النفوس، وموتَى الضمائِر في خرابِ مُجتمعاتهم وإفسادها.

والعالَمُ الإسلاميُّ يعِي ويُدرِكُ أعمالَهم البائِسة لإشعال فَتيل الفتن، ويتصدَّى المُسلِمون لهذه المُمارسات بالوعي والتآلُف والتكاتُف وجمع الكلمة.

ولا يفوتُنا أن نُشيدَ بالجُهد الكبير الذي يبذُلُه رجالُ أمنِنا والمُرابِطون على الحُدود في مُحاربة الإرهاب، وكشف أوكار الفاسِدين، ووأد مُخطَّطاتهم. حفِظَ الله بلادَنا وبلادَ المُسلمين من كل سُوءٍ ومكروه.

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أتاكُم وأمرُكم جميعٌ على رجلٍ واحدٍ، يُريدُ أن يشُقَّ عصاكم أو يُفرِّق جماعتَكم، فاقتُلوه».

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إنه ستكونُ هناةٌ وهناةٌ، فمن أراد أن يُفرِّق أمرَ هذه الأمة وهم جميعٌ فاضرِبوه بالسَّيف كائنًا من كان».

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكرِ الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله على نعمه العظيمة، وآلائِه الجَسيمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه.

أما بعد:

فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله.

ولا يجوزُ للمُؤمن أن يشمَتَ بمن أُقيمَ عليه حدٌّ أو قِصاص، وقد أنكرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على خالدِ بن الوليد - رضي الله عنه - سبَّه للثيِّبِ التي رُجِمَت حدًّا للزِّنَى.

تطبيقُ الحُدود تُكفِّرُ سيِّئات الجانِي، كما تمحُو التوبةُ الذنبَ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «بايِعُوني على أن لا تُشرِكوا بالله شيئًا، ولا تسرِقُوا، ولا تَزنُوا، ولا تقتُلُوا أولادَكم، ولا تأتُوا ببُهتانٍ تفتَرُونَه بين أيديكم وأرجُلِكم، ولا تعصُوا في معروفٍ، فمن وفَى منكم فأجرُه على الله، ومن أصابَ من ذلك شيئًا فعُوقِبَ في الدنيا فهو كفَّارةٌ له، ومن أصابَ من ذلك شيئًا ثم ستَرَه الله فهو إلى الله، إن شاءَ عفَا عنه، وإن شاءَ عاقبَه».

ألا وصلُّوا عبادَ الله على رسولِ الهُدى، فقد أمرَكم الله بذلك في كتابِه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريَّته، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمدٍ وأزواجه وذريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.

وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصَّحبِ الكِرام، وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الكفر والكافرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداء الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا وسائرَ بلاد المُسلمين.

اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء.

اللهم إن مضايا وأهلَها قد أصابَهم من البلاء والضُّرِّ ما أنت عليمٌ به وقادِرٌ على رفعه، اللهم ارفع عنهم البلاءَ والضُرَّ الذي نزلَ بهم يا رب العالمين، اللهم إن أهل مضايا وأهلَها في كربٍ شديدٍ وشدَّة يا رب العالمين، اللهم إنهم جِياعٌ فأطعِمهم، وحُفاةٌ فاحمِلهم، وعُراةٌ فاكسُهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، اللهم ارفَع عنهم الكربَ والبلاءَ يا أرحم الراحمين، اللهم ارفَع عنهم الكربَ والبلاءَ يا رب العالمين، اللهم انصُرهم يا أرحم الراحمين، اللهم فُكَّ كربَهم يا رب العالمين.

اللهم ارحَم المُحاصَرين، وأنزِل عقوبتَك على المُحاصِرين الظلَمَة، اللهم شتِّت شملَهم، وفرِّق جمعَهم، واجعَل الدائرةَ عليهم يا رب العالمين، اللهم اجعَل الدائرةَ عليهم يا رب العالمين، يا قوي يا عزيز يا جبار.

اللهم مُنزِلَ الكتاب، مُجرِيَ السحاب، هازِم الأحزاب اهزِم المُحاصِرين الظلَمَة يا رب العالمين، اللهم فرِّق جمعَهم، وشتِّت شملَهم يا أرحم الراحمين، إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.

سبحان ربِّك ربِّ العزَّة عما يصِفون، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله رب العالمين.