السيد
كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...
«يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل، ولا يثبتون إلا وجودًا مطلقًا لا حقيقة له عند التحصيل، وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان يمتنع تحققه في الأعيان، فقولهم يستلزم غاية التعطيل». ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "التدمرية"(ص15).
وأتَى إلَى التَّعْطِيل مِنْ أَبْوَابِه***** لَا مِنْ ظُهُورِ الدَّارِ والجُدْرَانِ وأتَى بِهِ فِي قَالَبِ التَّنْزِيهِ والتَّـ*****ـعظِيمِ تَلْبِيسًا عَلَى العُمْيانِ لَكِنْ أَخُو التَّعْطِيلِ شَرٌّ مِنْ أخِي الْـ***** إشْرَاكِ بالمعْقُولِ والبُرْهَانِ إنَّ المعَطِّلَ جَاحِدٌ لِلذَّاتِ أَوْ***** لِكَمَالِهَا هَذَانِ تَعْطِيلَانِ مُتَضَمِّنَانِ القَدْحَ فِي نَفْسِ الأُلُو***** هَةِ كَمْ بِذَاكَ القَدْحِ مِنْ نُقْصَانِ وَاعْلَمْ بأنَّ الشِّرْكَ وَالتَّعْطِيلَ مُذْ*****كَانَا هُمَا لَا شَكَّ مُصْطَحِبَانِ أَبدًا فَكُلُّ مُعَطِّلٍ هُوَ مُشْرِكٌ*****حَتْمًا وَهَذَا وَاضِحُ التِّبْيانِ حَمَّاد بن زَيْد "نونية ابن القيم" (ص: 198 ومواضع أخرى)
«مثل الجهمية كقوم قالوا: في دارنا نخلة، قيل: لها سعف؟ قالوا: لا، قيل: فلها كرب؟ قالوا: لا. قيل لها: رطب وقنو؟ قالوا: لا. قيل: فلها ساق، قالوا: لا قيل: فما في داركم نخلة». " العلو" للذهبي (ص250).
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".