البحث

عبارات مقترحة:

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

العالم

كلمة (عالم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

السيد

كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...

التحريف

التحريف: انحراف عن الحق، انتهجه بعض الفرق المغايرة لأهل السنّة، فيحرفون الألفاظ، فلما لم يستطيعوا تحريف اللفظ، حرفوا معناه، وذلك نصرة لمذهبهم الذي انتهجه منظروهم.

التعريف

التعريف لغة

التحربف من الثلاثي (حَرَفَ). حرف كل شئ: طرفه وشفيره وحده"الصحاح للجوهري"(ج4/ص1342). قال ابن الأثير: «والحرف في الأصل: الطرف والجانب، وبه سمي الحرف من حروف الهجاء»"النهاية في غريب الحديث"(ج3/ص369). ومنه قوله تعالى : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [ الحج: 11]. بينما رد ابن فارس الثلاثي إلى ثلاثة أصول وهي : 1-حد الشيء. 2-العدول عنه. 3-تقدير الشيء."انظر مقاييس اللغة"(ج2/ص42). والذي يعنينا من هذه الثلاثة أن التحريف من الانحراف عن الشيء و العدول عنه.

التعريف اصطلاحًا

هو عدولٌ بالكلام عن وجهه وصوابه إلى غيره. انظر "الصواعق المرسلة" لابن القيم (ص215). وبعبارة أخرى هو «تفسير للنصوص بالمعاني الباطلة التي لا تدل عليها بوجه من الوجوه». "التنبيهات اللطيفة" للسعدي (ص22). أو «هو تغيير النص لفظًا أو معنى» " فتح رب البرية بتلخيص الحموية" لابن عثيمين (ص18). ومنه صنيع اليهود حين أمرهم الله أن يدخلوا الباب سُجدًا ويقولوا حطة فبدلوا كلام الله وحرفوه فقالوا حبة في شعرة، فقد ثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «قيل لبني إسرائيل: ﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾ [البقرة: 58]، فبدلوا، فدخلوا يزحفون على أستاههم، وقالوا: حبة في شعرة». أخرجه البخاري (3403).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

التعريف اللغوي والاصطلاحي اتفقاعلى أن التحريف عدول عن الحق إلى الباطل.

الفروق

الفرق بين التحريف و التأويل

التأويل لفظ يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ، لوجود قرينة تصرفه عن ظاهره، وقد ذكر في كتاب الله في سياق المدح وفي سياق الذم. قال تعالى : ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران: 7). فلفظة (تأويله) الأولى جاءت في سياق الذم، قال ابن كثير رحمه الله: «تَحْرِيفِهِ عَلَى مَا يُرِيدُونَ»"تفسير ابن كثير"(ج2/ص8). بينما (تأويله) الثانية جاءت في سياق المدح /قال الشوكانيرحمه الله: «وما يعلم تأويله إلا الله التأويل يكون بمعنى التفسير»"فتح القدير"(ج1/ص361) بينما التحريف لم يذكر في كتاب الله إلا عى إلا سبيل الذم. ولكن التأويل عند المتأخرين صار بمعنى التحريف، لأنه صرف للفظ عن ظاهره لغير قرينة. قال ابن أبي العز الحنفي: "فإنه قد صار اصطلاح المتأخرين في معنى التأويل: أنه صرف اللفظ عن ظاهره، وبهذا تسلط المحرفون على النصوص، وقالوا: نحن نتأول ما يخالف قولنا، فسموا التحريف تأويلا، تزيينا له وزخرفة ليقبل، وقد ذم الله الذين زخرفوا الباطل"شرح العقيدة الطحاوية"(ج1/ص251). انظر: التأويل

سبب التسمية

سمي بالتحريف لأن المحرف فيه ينحرف عن الحق ويحيد عنه، سواءً كان بالتغيير اللفظي، وإما بالتغيير المعنوي.

الحكم

يحرم التحريف بأي وجه من الوجوه، لأن العدول عن الحق يعني التوجه نحو الباطل. وقد ذم الله اليهود لتحريفهم كتبهم ، فقال الله تعالى: ﴿مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا﴾(النساء: 46). فتحريف الألفاظ وتحريف المعاني محرم لأنه افتراءعلى الله بما لم يقل.

الأدلة

القرآن الكريم

التحريف في القرآن الكريم
قال الله تعالى: ﴿مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 46]. وقال سبحانه: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [المائدة: 13].

السنة النبوية

التحريف في السنة النبوية
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَتَبُوا كتابًا فَاتَّبَعُوهُ، و تَرَكُوا التوراةَ» أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5548) قال الألباني: «حسن».

أقوال أهل العلم

«وأصل وقوع أهل الضلال في مثل هذا التحريف، الإعراض عن فهم كتاب الله تعالى، كما فهمه الصحابة والتابعون، ومعارضة ما دل عليه بما يناقضه، وهذا هو من أعظم المحادة لله ولرسول، لكن على وجه النفاق والخداع» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة ابن تيمية، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد.
«من فسد من العلماء فاستعمل أخلاق اليهود من تحريف الكلم عن مواضعه وكتمان ما أنزل الله إذا كان فيه فوات غرضه وحسد من آتاه الله من فضله... إلى غير ذلك من الأخلاق التي ذمَّ بها اليهود من الكبر واللي والكتمان والتحريف والتحيُّل على المحارم، وتلبيس الحق بالباطل فهذا شبهه باليهود ظاهر». ابن أَبي العِزّ "بدائع الفوائد" (2 /440 -441).
«فسموا التحريف تأويلاً؛ تزيينًا له وزخرفة ليُقبل، وقد ذمَّ الله الذين زخرفوا الباطل، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ [الأنعام: 112] ، والعبرة للمعاني لا للألفاظ، فكم من باطل قد أقيم عليه دليل مزخرف عورض به دليل الحق». "شرح الطحاوية" (1/251).

الأقسام

ينقسم التحريف إلى قسمين: الأول: تحريف اللفظ بزيادة أو نقص أو تغيير شكل ـ سواء تغير معه المعنى أو لم يتغير، وإن كان هذا الثاني لا يقع إلا من جاهل ـ وذلك كقول اليهود: حنطة، لما قيل لهم: (قولوا حطة)، وكقراءة بعض المبتدعة: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا *﴾ [النساء] ، بنصب لفظ الجلالة. الثاني: تحريف المعنى ، وهو تغييره مع إبقاء لفظه على حاله، وذلك كتفسير الغضب بإرادة الانتقام، وكقولهم: معنى الرحمة إرادة الإنعام قال ابن القيم الجوزية: «والتحريف نوعان تحريف اللفظ وهو تبديله وتحريف المعنى وهو صرف اللفظ عنه إلى غيره مع بقاء صورة اللفظ» (1 /358).

الأضرار والمفاسد

ذكر أهل العلم أن التحريف شيء ممقوت، وتركة مشؤومة ورثها المعطلة عن اليهود، وفتحوا بها بابًا واسعًا يلج منه كل ملحد للقدح في الإسلام، والطعن في أصوله العظام، قال ابن تيمية رحمه الله: «ولما فسر هؤلاء الأفولَ بالحركة، وفتحوا باب تحريف الكلم عن مواضعه، دخلت الملاحدة من هذا الباب، ففسَّر ابن سينا وأمثاله من الملاحدة الأفول بالإمكان الذي ادعوه». " مجموع الفتاوى" لابن تيمية (5/550). وقال ابن القيم رحمه الله: «ذكر الله سبحانه التحريف وذمَّه، حيث ذكره وذكر التفسير وذكر التأويل، فالتفسير هو إبانة المعنى وإيضاحه، قال الله تعالى: ﴿وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ [الفرقان] ، وهذا غاية الكمال أن يكون المعنى في نفسه حقًّا، والتعبير عنه أفصح تعبير وأحسنه، وهذا شأن القرآن وكلام الرسول. والتحريف العدول بالكلام عن وجهه وصوابه إلى غيره وهو نوعان: تحريف لفظه، وتحريف معناه، والنوعان مأخوذان من الأصل عن اليهود، فهم الراسخون فيهما، وهم شيوخ المحرفين وسلفهم، فإنهم حرفوا كثيرًا من ألفاظ التوراة، وما غلبوا عن تحريف لفظه حرفوا معناه، ولهذا وصفوا بالتحريف في القرآن دون غيرهم من الأمم، ودرج على آثارهم الرافضة، فهم أشبه بهم من القذة بالقذة، والجهمية؛ فإنهم سلكوا في تحريف النصوص الواردة في الصفات مسالك إخوانهم من اليهود، ولما لم يتمكنوا من تحريف نصوص القرآن حرفوا معانيه، وسطوا عليها، وفتحوا باب التأويل لكل ملحد يكيد الدين فإنه جاء فوجد بابًا مفتوحًا وطريقًا مسلوكة، ولم يمكنهم أن يخرجوه من باب أو يردوه من طريق قد شاركوه فيها وإن كان الملحد قد وسع بابًا هم فتحوه وطريقًا هم اشتقوه». " الصواعق المرسلة" (1/215-216).