البحث

عبارات مقترحة:

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

المعطي

كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...

الكريم

كلمة (الكريم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل)، وتعني: كثير...

التفويض

هو إمرار النصوص على ظاهرها من غير اعتقاد معنى لها، وقد ذهب إليه طوائف من الفقهاء والمتكلمين، ولم يكن مذهبًا لسلف الأمة، بل كانوا يعتقدون أن نصوص الصفات لها مدلولات دلت عليها.

التعريف

التعريف لغة

يرجع الثلاثي (فَوَضَ) إلى أصل واحد هو: «رد الأمر إليه والاتكال عليه». قال ابن فارس.«الفاء والواو والضاد أصل صحيح يدل على اتكال في الأمر على آخر ورده عليه، ثم يفرع فيرد إليه ما يشبهه». "مقاييس اللغة" (ج4/ص460). فوض: فوضت اليه الأمر أي جعلته إليه. انظر "العين" للخليل (ج7/ص64). فالتفويض ترك الأمر لأن غيره وُكِّل به.

التعريف اصطلاحًا

التفويض: «هو إمرار النصوص على ظاهرها من غير اعتقاد معنى لها». "شرح الرسالة التدمرية" لمحمد الخميس"(ص175). قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «والتفويض: يعني إننا نمر النص، ونفوض معناه، ونقول: الله أعلم بما أراد». "شرح العقيدة السفارينية"(ص 293).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

التعريف اللغوي منه أَخَذ من وصف التفويض برد الأمر إليه، والمفوضة يردون معنى الصفات لعلم الله.

الحكم

التفويض مذهب باطل ظاهر البطلان، فلا يجوز تفويض معاني أسماء الله وصفاته، بل يجب الإيمان بمعناها، دون الوقوف على كيفيتها. فنثبت ما أثبت الله لنفسه، وننفي مانفاه الله عن نفسه، من غير تكييف ولاتشبيه ولا تعطيل. انظر "شرح الطحاوية" لابن أبي العز الحنفي (2/802).

الأدلة

القرآن الكريم

التفويض في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿أَفَلَا ‌يَتَدَبَّرُونَ اْلْقُرْءَانَۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اْللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اْخْتِلَٰفٗا كَثِيرٗا﴾ [النساء: 82]، قال تعالى: ﴿أ فَلَا ‌يَتَدَبَّرُونَ اْلْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ﴾ [محمد: 24]. قال الحسن البصري: «ما أنزل الله عز وجل آية إلا وهو يحب أن يعلم فيم أنزلت، وما أراد بها». أخرجه القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (ص97).

الإجماع

لم يقل بهذا القول أحد من السلف والأئمة، وهو مخالف لطريقتهم في التعامل مع النصوص، إذ لم يمتنِع أحدٌ منهم عن تفسير آية بدعوى أنها مما لا يعلم أحدٌ معناها. "الإكليل في المتشابه والتأويل" ضمن "مجموع الفتاوى" (13/285). قال ابن قتيبة: «فإنّا ‌لم ‌نر ‌المفسرين توقّفوا عن شيء من القرآن فقالوا: هذا متشابه لا يعلمه إلا الله، بل أمرّوه كلّه على التفسير، حتى فسروا (الحروف المقطّعة) في أوائل السّور، مثل: الر، وحم، وطه، وأشباه ذلك. وسترى ذلك في الحروف المشكلة، إن شاء الله». "تأويل مشكل القرآن" (ص67). وقال ابن تيمية: «ولا يعرف عن عالم من علماء المسلمين أنه قال عن نصٍّ احتجَّ به مُحتجٌّ في مسألة: إنَّ هذا لا يعرفُ أحدٌ معناه فلا يُحتجُّ به، ولو قال أحدٌ ذلك لقيل له مثل ذلك». " تفسير سورة الإخلاص" ضمن "مجموع الفتاوى" (17/418).

العقل

القول بأن في القرآن ما لا يعلم معناه انتقاصٌ للنبي ولجبريل عليه السلام: «إذ من العظيم أن يُقَال: إن الله أنزل على نبيه كلامًا لم يكن يفهم معناه لا هو ولا جبريل، بل وعلى قول هؤلاء: كان النبي يحدث بأحاديث الصفات والقدر والمعاد ونحو ذلك مما هو نظير متشابه القرآن عندهم، ولم يكن يعرف معنى ما يقوله وهذا لا يُظَنُّ بأقل الناس». "تفسير سورة الإخلاص" ضمن "مجموع الفتاوى" (17/369).

أقوال أهل العلم

«فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد» ابن تيمية، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد. "درء تعارض العقل والنقل" (1/205).

الأقسام

التفويض قسمان: 1-تفويض المعنى والحقيقة والكيفية ، بحيث يكون حظ التالي لكتاب الله مجرد سرد النصوص دون فهم لمعانيها بالنسبة لنصوص الصفات. 2- فهو تفويض الحقيقة والكيفية مع فهم معاني النصوص وتدبرها وتعقلها، وهذا ما يدين به السلف لله قديماً وحديثاً. انظر "الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه" للجامي (ص12)