البحث

عبارات مقترحة:

البصير

(البصير): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على إثباتِ صفة...

الطيب

كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...

الله

أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...

المذهب الشافعي

المذهب الشافعي هو ثالث المذاهب الفقهية ويُنسب إلى محمد بن إدريس الشافعي المولود في غزة سنة 150 هـ، والمتوفى في مصر سنة 204 هـ. كتب الشافعي كتابي "الأم" و"الرسالة"، وتولى تلامذته وأتباعه نشر المذهب وتقريره وشرحه في مصنفات لا تحصى كثرة، وانتشر مذهبه بمصر، وبالعراق، وانبثق من العراق إلى خراسان وما وراء النهر، وهو موجود الآن في فلسطين، وعدن وحضر موت، وهو المذهب الغالب أو الرسمي في أندونيسيا. أصول المذهب الشافعي: الكتاب، والسنة، والإجماع، وقول الصحابي، والقياس.

ترجمة العَلَم

اسمه ونسبه

هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي، يكنى بأبي عبد الله، ولكنه اشتهر باسمه أكثر مما اشتهر بكنيته. فهو قرشي مطلبي، يلتقي في النّسب مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في عبد مناف بن قصي. انظر "المدخل إلى مذهب الشافعي" للقواسمي (ص34)

شهرته

الشافعي

مولده

ولدَ بغزّة بالشام، سنة 150 للهجرة. نشأ من أسرة فقيرة كانت مشردة بفلسطين، وكانت مقيمة بالأحياء اليمنية منها، ماتَ أبوه صغيراً، وانتقلت به أمه إلى مكة خشية أن يضيعَ نسبه الشّريف. انظر "الشافعي" لأبي زهرة (ص14- 16)

وفاته

مرض الشافعي مرضًا شديدًا في آخر حياته، وقد طال عليه المرض واشتد، وانتهى الأمر بوفاته نتيجة للنزف الشّديد والمتواصل، توفي في مصر في آخر أيام في شهر رجب من سنة 204 هـ وقام بتغسيله تلميذه المزني. انظر "المدخل إلى مذهب الشافعي" للقواسمي (ص113-114)

شيوخه

تلقى الشافعي الفقه والحديث عن شيوخ قد تباعدت أماكنهم، وتخالفت مناهجهم، فأخذ عن شيوخ مكة، وشيوخ المدينة، وشيوخ اليمن، وشيوخ بالعراق، ومن شيوخه: من أهل مكة : داود بن عبد الرحمن العطار (ت: 174)، ومسلم بن خالد الزنجي (ت: 180 هـ)، وسفيان بن عيينة (ت: 198 هـ)، وسعيد بن سالم القداح (ت: 198)، و و من أهل المدينة : إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي (ت: 184 هـ)، وعبد العزيز بن محمد الداروردي (ت: 187 هـ)، ومالك بن أنس (ت: 197 ه)، ومحمد بن أبي سعيد بن أبي فديك (ت: 200 هـ) ومن أهل اليمن: هشام بن يوسف (ت: 197 هـ)، ويحيى بن حسان صاحب الليث بن سعد (ت: 208 هـ)، وعمرو بن أبي سلمة صاحب الأوزاعي (ت: 214 هـ). و من أهل العراق: إسماعيل بن علية (ت: 193 هـ)، وعبد الوهاب بن عبد المجيد البصريان (ت: 194 هـ)، و وكيع بن الجراح (ت: 197 هـ)، وأبو أسامة حماد بن أسامة الكوفيان (ت: 201 ه)، انظر "الشافعي" لأبي زهرة (ص41).

تلاميذه

أشهر تلاميذ الشافعي العراقيين: أبو ثور الكلبي : ولد ببغداد سنة 170 هـ، كان من أصحاب الرأي في بغداد، حتى جاء الشافعي إليها فحضر مجلسه وصار من أصحابه، ونقل عنه مذهبه القديم، وقد بلغ رتبة الاجتهاد. أبو علي الكرابيسي : هو أبو علي الحسين بن علي الكرابيسي البغدادي، تفقه على مذهب أهل الرأي ثم تفقه على يد الإمام الشافعي، وأصبح أحد رواة مذهبه القديم في العراق، وقد برع في علم الكلام والمناظرة، وله تصانيف كثيرة في أصول الفقه وفروعه في الجرح والتعديل، وقد تردد اسمه في معظم كتب المذهب الشافعي، توفي ببغداد سنة 248 هـ. الحسن الزّعفراني : أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني البغدادي، ولد سنة 173 هـ، ولازم الشافعي عندما قدِمَ بغداد، فكان أثبت راوة المذهب القديم، كان فصيحاً بليغاً رغم كونه نبطياً ليس عربياً، وكان يقرأ في مجلس الشّافعي وفيه أحمد بن حنبل وأبو ثور والكرابيسي وغيرهم، توفي سنة 260 هـ في بغداد. انظر "المدخل إلى مذهب الشافعي" للقواسمي (ص92-94) أشهر تلاميذ الشافعي المصريين: البويطي: هو يوسف بن يحيى أبو يعقوب البويطي، صحب الشافعي في مصر، وخلفه في حلقة الدر والإفتاء بعد وفاته، كان مجتهداً زاهداً ورعاً، وتتلمذ على يديه خلقٌ كثير نشروا مذهب الشافعي، يُعتبر من المجتهدين في المذهب، توفي سنة 231 للهجرة. المزني: إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل أبو إبراهيم المزني، ولد سنة 175 هـ، وصحب الشافعي بعد قدومه إلى مصر، وكانَ من أخصّ تلاميذه، وكان فقيهًا قوي الحجة في المناظرة والدفاع عن مذهب إمامه، مع زهده وورعه وكثرة عبادته، توفي في مصر سنة 264 هـ. الربيع المرادي: هو الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي، أبو محمد، ولد سنة 174 هـ، وصحبَ الشافعي ولازمه أكثر من أي تلميذ آخر، ورى كتبه المصريّة، وكان ثقةً ثبتاً فيما يرويه، توفي سنة 270 هـ. انظر "المدخل إلى مذهب الشافعي" للقواسمي (ص106-112) ومن تلاميذه أيضًا: الحميدي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل، وعبد العزيز المكي. انظر "مدخل الفقه الإسلامي وأصوله" للبدوي (ص269).

مؤلفاته

كتاب الرّسالة: وقد ألّفه الشافعي في بغداد، وضمنه قواعد مذهبه وأصول فقهه، وهو أول كتاب أُلّفَ ودوّن في أصول الفقه، بل هو أول كتاب أُلّف في أصول الحديث. ولما انتقلَ الشافعي إلى مصر سنة 199 هجرية، وقد تكامل نموه، ونضجت آراؤه، ورأى ظروفاً وعادات وأحوالاً في مصر لم يكن قد رآها من قبل، أعاد كتابة رسالته في الأصول وعدّل فيها، كما عدّل في آرائه في الفروع، وكان له بذلك: مذهب قديم قد رجع عنه، ومذهب جديد قد اهتدى وتوصل إليه. والشافعي لم يسمِّ الرّسالة بهذا الاسم، إنما يسميها الكتاب، أو يقول: كتابي أو كتابنا، ويظهر أنها سميت الرسالة في عصره بسبب إرساله إياها لعبد الرحمن بن مهدي. كتاب "الأم": كتبه أو أملاه على تلميذه الربيع بن سليمان، وقد دون آخر أرائه فيها. ومن كتب الشافعي الأخرى: "اختلاف الحديث"، و"أحكام القرآن"، و"المسند"، و"الأمالي الكبرى"، و"الإملاء الصغير". انظر "الرسالة" للشافعي (ص9)، "غاية الوصول" لجلال الدين عبد الرحمن (ص87)، "سير أعلام النبلاء" للذهبي (10 /40)

تدوين المذهب

دوّن فقه الشافعي عن طريقين: أحدهما: كتبه التي كتبها أو أملاها عن ىبعض تلاميذه. وهي كتاب الرسالة، وكتاب الأم، ثانيهما: تلاميذه. تلاميذه في العراق الذين نقلوا مذهبه القديم، ومنهم: أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني البغدادي، أثبت راوة القول القديم للشافعي، الذي كان يذهب إليه في العراق، والكتاب العراقي منسوب إليه، كان قارءئ الشافعي بمجلسه في بغداد. أبو علي الحسين بن يزيد الكرابيسي، الفقيه البغدادي، أحفظ مذهب الشافعي، وله تصانيف كثيرة. وتلاميذه في مصر الذين نقلوا مذهبه الجديد، ومنهم: المزني، وهو صاحب "مختصر المزني" حيث صنف المزني في خدمة مذهب الشافعي مختصرًا في الفقه، قال في أوله : (اختصرت هذا الكتاب من علم محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله، ومن معنى قوله، لأقربه على من أراده، مع إعلامِيه نهيَه عن تقليده وتقليد غيره، لينظر فيه لدينه ويحتاط فيه لنفسه، وبالله التوفيق). ومنذ أن صنف الإمام المزني مختصره عده أئمة الشافعية عمدة في معرفة كلام إمامهم، فانكَبُّوا عليه شرحًا وحفظًا، فشرحه كبار أئمة الشافعية في القرن الرابع الهجري كأبي العباس ابن سريج وأبي إسحاق المرزوي، وحظي أيضًا بشروح كثيرة في القرن الخامس الهجري. ولما أدخل القاضي أبو زرعة الدمشقي مذهب الشافعي إلى دمشق في القرن الثالث الهجري بعد أن كان الغالب مذهب الأوزاعي، شرط لمن يحفظ مختصر المزني مائة دينار يهبها له. "تاريخ الإسلام" (7/57). وقال الذهبي: وامتلأت البلاد بـ "مختصر المزني" في الفقه، وشرحه عدة من الكبار، بحيث يقال: كانت البكر يكون في جهازها نسخة بـمختصر المزني "سير أعلام النبلاء" (12/493) الربيع بن سليمان المرادي: روى كتب الأمهات عن الشافعي. ومن أشهر مؤلفات الشافعية الفقهية: مختصر المزني (ت 264ه)ـ. "نهاية المطلب" للجويني (ت 478هـ). وهو شرح لمختصر المزني. "الحاوي الكبير" للماوردي (ت 450هـ). وهو شرح لمختصر المزني. "التعليقة" لأبي الطيب الطبري (ت 450هـ). وهو شرح لمختصر المزني. "التعليقة" للقاضي حسين (ت 462هـ). وهو شرح لمختصر المزني. "بحر المذهب" للروياني (ت 502هـ). وهو شرح لمختصر المزني. " البسيط" للغزالي (ت 505هـ)، وهو مأخوذ من "نهاية المطلب". " الوسيط" للغزالي، وهو مأخوذ من "البسيط". "الوجيز" للغزالي، وهو مأخوذ من "الوسيط". "الغاية القصوى" للبيضاوي (685هـ) وهو مختصر "الوسيط". "الوجيز" للغزالي وهو مأخوذ من "الوسيط". الرافعي: كتابه "فتح العزيز شرح الوجيز"، وله المحرر. الشيرازي صاحب المهذب، وشرحه النووي في المجموع. النووي: كتابه "روضة الطالبين وعمدة المحققين"، مختصر فتح العزيز للرافعي، وله أيضًا كتاب "منهاج الطالبين".

نمو المذهب وأماكن انتشاره

انتشر مذهب الشافعي بمصر؛ لأنه أقام بها في آخر حياته، وبالعراق؛ لأنه ابتدأ بنشر آرائه فيه، وانبثق من العراق إلى خراسان وما وراء النهر، وهو موجود الآن في فلسطين، وعدن وحضر موت، وهو المذهب الغالب أو الرسمي في أندونيسيا. انظر "المقدمة" لابن خلدون (ص448)

أصول المذهب

اشتق الشافعي فقهه من خمسة مصادر، فقد قال في كتابه "الأم": العلم طبقات شتى: الأولى: الكتاب والسّنة إذا ثبتت السنة. ثم الثانية: الإجماع فيما ليس فيه كتاب ولا سنة. و الثالثة: أن يقول أصحاب رسول الله قولاً، ولا نعلم لهُ مخالفاً منهم. و الرابعة: اختلاف أصحاب النبي في ذلك و الخامسة: القياس على بعض الطبقات، ولا يصار إلى شيءٍ غير الكتاب والسّنة وهما موجودان، وإنما يؤخذ العلم من أعلى. فأصوله هي: الكتاب، والسنة، ثم الإجماع، ثم قول الصحابي، ثم القياس. انظر "إعلام الموقعين" لابن القيم (4 /121)، "الأم" للشافعي (7 /246)، "الفكر السامي" للحجوي (1 /398)

مصطلحات المذهب

تعددت المصطلحات التي استعملها فقهاء الشافعية في تحرير مذهبهم، وبيان المقصود في بعض الألفاظ والعبارات الصّادرة من الشافعي، منها: إذا وجد المفتي قولين للشافعي فعليه أن يختار ما رجحه المخرجون السابقون، وإلا توقف، وإذا كانت المسألة ذات أوجه للمجتهدين من أصحاب الشافعي، أو طرق نقل مختلفة، فيأخذ المفتي بما رجحه المجتهدون السابقون، وهو ما صححه الأكثر، ثم الأعلى، ثمّ الأورع، فإن لم يجد ترجيحاً، يُقدّم ما رواه البويطي، والربيع المرادي، والمزني عن الشافعي. الأظهر: أي: من قولين، أو أقوال للشافعي، قوي الخلاف فيهما، أو فيها، ومقابله (ظاهر) لقوة مدرك كل. المشهور: أي: من قولين، أو أقوال للشافعي، لم يقوَ الخلاف فيهما، أو فيها، ومقابله (غريب) لضعف مدركه. ا لأصح: أي: من وجهين، أو أوجه استخرجها الأصحاب من كلام الشافعي، بناءً على أصوله، أو استبطوها من قواعده، وقد قوي الخلاف فيما ذكر، ومقابله (صحيح). الصحيح: أي من وجهين، أو أوجه، ولكن لم يقوَ الخلاف بين الأصحاب، ومقابله (ضعيف) لفساد مدركه. المذهب من الطريقتين أو الطرق : وهي اختلاف الأصحاب في حكاية المذهب؛ كأن يحكي بعضهم في المسألة قولين، أو وجهين لمن تقدم، ويقطع بعضهم بأحدهما، وقد يكون قول القطع هو الراجح، وقد يكون غيره. النّص : أي: نص الشافعي، ومقابله: وجه ضعيف، أو مخرج، وعلى كل قد يكون الإفتاء بغير نص. الجديد: هو مُقابل المذهب القديم، والجديد: هو ما قاله الشافعي في مصر تصنيفاً أو إفتاءً. القديم : هو ما قاله الشافعي في العراق تصنيفاً في كتابه (الحجة)، أو أفتى به. وأما ما وجد بين مصر والعراق: فالمُتأخر جديد، والمتقدم قديم. وإذا كان في المسألة قديم وجديد: فالجديد هو المعمول به، إلا في مسائل يسيرة، نحوك السبع عشرة أفتى بها بالقديم. قولا الجديد : يعمل بآخرهما إن علم، فإن لم يعلم، وعمل الشافعي بأحدهما؛ كان إبطالاً للآخر، أو ترجيحاً لما عمل به. كلمة (قيل): تعني وجود وجه ضعيف، والصحيح، أو الأصح خلافه. ا لشيخان: هما الرافعي والنووي. انظر "مدخل الفقه الإسلامي وأصوله" للبدوي (ص286_288)

المواد الدعوية