البحث

عبارات مقترحة:

الطيب

كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

الغريب

(الحديث الغريب) يسمى (الفرد) أيضاً، وهو لغوياً يعطي معنى البعيد الذي ليس من أهل البلد أو القوم، فهو ليس معروفاً. واصطلاحاً يعني الحديث الذي يرويه راوٍ واحد. وهو نوعان؛ الغريب غرابة مطلقة وهو ما روي عن النبي بإسناد واحد فقط. والغريب غرابة نسبية وفيه يكون رواية الفرد قد حدثت بالنسة إلى شيخ معين أو تفرد بروايته أهل بلد دون غيرهم، أو أن يكون الغريب نسبياً بالنسبة إلى أهل بلد معين عن أهل بلد آخر. والغريب منه الصحيح ومنه ما دون ذلك.

التعريف

التعريف لغة

جذر الغريب (غرب)، وهو على وزن (فعيل) الذي هو صفة مشبهة. يُقال: رجل غريب: ليس من القوم. والغريب الغامض من الكلام. أَغْرَبَ الرجلُ إِغراباً إِذا جاءَ بأَمر غريب. "لسان العرب" لابن منظور (مادة (غرب)). والغُرباءُ أيضا الأباعد. "تهذيب اللغة" للهروي (مادة (غرب))، و"مختار الصحاح" للرازي (مادة (غرب)). غريب : عجيب غير مأنوس ولا مألوف. "المعجم الرائد" لجبران مسعود (مادة (غريب)).

التعريف اصطلاحًا

هو أحد أقسام الآحاد ويسمى (الحديث الفرد) وهو الحديث الذي له إسناد واحد فقط أو ينفرد بروايته راوٍ واحد عن شيخ معين، أو أهل بلد دون غيرهم، أهل بلد عن أهل بلد آخر. وهو صادقٌ على ما صحّ، وما لم يصحّ، وقد يكون التفرد بالسند أو المتن. انظر: "الموقظة" للذهبي (ص43). "تحرير علوم الحديث" لعبد الله بن يوسف الجديع (1/50-51).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

يدل المعنى اللغوي للفظ (الغريب) على كون الشيء غير معروف أو مشهور، ويوافق المعنى الاصطلاحي للفظ عند المحدثين بكون الحديث لا يُعرف إلا من راوٍ واحد بالنسبة إلى شيخ أو من رواية أهل بلد عن أهل بلد آخر أو من رواية أهل بلد بشكل منفرد عن غيرهم. انظر: "مقدمة ابن الصلاح" (ص283).

الفروق

الفرق بين الغريب و الغريب

غاير أهل الاصطلاح بين الغريب والفرد؛ فأطلقوا على الحديث الذي يرويه الراوي الواحد الحديث الفرد - وهو الفرد أو الغريب المطلق -، وأطلقوا لفظ الغريب على الغريب غرابة نسبية. انظر: "إسبال المطر" للصنعاني (ص219). انظر: الغريب

الأقسام

1. الغريب المطلق: وهو ما روي بإسناد واحدٍ فقط. وهو بهذه الصورة يكون الحديث غريبياً متناً وإسناداً. 2. الغريب النسبي: أ. ما تفرد به راوٍ واحد مطلقاً أو عن شيخ معين. ب. ما تفرد بروايته أهل بلد دون غيرهم، فيُقال: «تفرد به أهل الشام»، ويعني أن روايته لم تقع لغيرهم ولم يُعرف الحديث إلا من جهتهم. كتفرد الشاميين برواية حديث «يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا». ج. ما تفرد به أهل بلد عن أهل بلد آخر، وليس موجودًا عند أهل تلك البلد الآخر أو موجودًا عندهم من طريق غير قوي. مثاله ما تفرد بروايته من الثقات عبد الله بن المبارك؛ أخبرنا محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب بالجابية فقال: «قام فينا رسول الله مقامي فيكم فقال: استوصوا بأصحابي خيرًا، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى إن الرجل ليبتدئ بالشهادة قبل أن يُسألها، من أراد منكم بحبحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، لا يخلونّ أحدكم بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما، ومن سرّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن». قال الحاكم عن هذا الحديث أنه من أفراد الخراسانيين عن الكوفيين. د. ما تفرد بروايته أحد الرواة من زيادة في المتن لم يروها غيره. وهو الغريب متنًا. انظر: "معرفة علوم الحديث وكمية أجناسه" للحاكم النيسابوري (ص311-329)، و"اختصار علوم الحديث" لابن كثير (ص161-162)، و"تحرير علوم الحديث" لعبد الله بن يوسف الجديع (1/ص50-51).

مسائل وتنبيهات

تنبيه: لا يُشترط في الغريب الفرد أن يكون ضعيفًا بسبب عدم تعدد طرقه؛ فعدم تعدد الطرق لا يُعد سببًا للضعف. فالغريب الفرد منه الصحيح ومنه ما دون ذلك. انظر: "مقدمة ابن الصلاح" (ص283)، و"تحرير علوم الحديث" لعبد الله بن يوسف الجديع (1/51). تنبيه: كانوا يطلقون على الأحاديث الغرائب تسمية (الفوائد)، وجمعت طائفة ذلك وصنفته تحت هذا المسمى. قال أبو عروبة الحراني «الحسين بن أبي معشر وكان ثقة حافظًا» ففسر ذلك ابن عدي بقوله «أي غرائب». "تحرير علوم الحديث" لعبد الله بن يوسف الجديع (1/51-52). تنبيه: الغريب يرد فيه الثابت وغيره، بل قد استعمل بعض العلماء لفظ (الغريب) للدلالة على ضعف الحديث؛ قال النووي: «إذا انتفت المتابعات وتمحض فردًا فله أربعة أحوال: 1. حال يكون مخالفًا برواية من هو أحفظ منه فهذا ضعيف، ويسمى شاذاً أو منكرًا. 2. وحال لا يكون فيه مخالفًا ويكون هذا الراوي حافظاً ضابطاً متقناً، فيكون صحيحًا. ج. وحال يكون قاصرًا عن هذا، ولكنه قريب من درجته، فيكون حديثه حسنًا. د. وحال يكون بعيدًا عن حاله فيكون شاذًا منكرًا مردودًا». انظر: "تحرير علوم الحديث" لعبد الله بن يوسف الجديع (1/51). تنبيه: إن ما دون الحديث المتواتر يفيد العلم النظري ويجب العمل به ولا يفيد اليقين. "النكت" لابن حجر (ص378).