البحث

عبارات مقترحة:

الجواد

كلمة (الجواد) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم...

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

الوهاب

كلمة (الوهاب) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مشتق من الفعل...

الألفاظ الأعجمية في القرآن

اللفظ الأعجمي ما ليس بعربي، فهل ورد في القرآن لفظ أعجمي؟ وقع الخلاف في هذه المسألة، وجمهور الأصوليين على عدم الوقوع، ومنهم من أثبته، وتوسطت طائفة فقالت وجد لكنّه أصبح معرّبا، والمسألة من المسائل العلمية لا العملية.

التعريف

التعريف لغة

الأعجمي: مشتق من (عجم)، ولها ثلاثة معاني: الأول: يدل على سكوت وصمت، ومنه الأعجمي، وهو: الرجل الذي لا يفصح، ومنه قولهم: صلاة النهار عجماء، لأنها لا يجهر فيها بالقراءة، ومنه قولهم: العجم الذين ليسوا من العرب، لأنهم لم يفهموا عنهم. الثاني: يدل على صلابة وشدة، ومنه: العجمجمة من النوق: الشديدة. الثالث: يدل على عض ومذاقة، بقال: عجمت العود أُعْجِمُه، إذا عضضته لتعلمَ صلابتَه من خَوَره. انظر: "الصحاح" للجوهري، "مقاييس اللغة" لابن فارس (4 /239).

التعريف اصطلاحًا

الألفاظ الأعجمية: هي الألفاظ التي ليست من لغة العرب، والمراد بالمسألة: هل اشتمل القرآن على ألفاظ ليست من لغة العرب؟ انظر: " نهاية الوصول" للهندي (2/335).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

التضمن، فالعجم بمعنى السكوت لغة، يطلق على من ليسو بعرب، ومنه أخذ المعنى الاصطلاحي للألفاظ الأعجمية، فلغة غير العرب تسمى لغة أعجمية.

مذاهب أهل العلم

تحرير محل النزاع: أولًا: اتفقوا أنه ليس في القرآن أسلوب غير عربي. انظر: " نهاية الوصول" للهندي (2 /336). ثانيًا: اتفقوا أن فيه أسماء أعلام لمن لسانه غير اللسان العربي كإسرائيل، وجبرائيل. انظر: " البحر المحيط" للزركشي (2 /187). ثالثًا: اختلفوا فيما عدا ذلك هل اشتمل على ألفاظ من غير كلام العرب XE " فهرس الفرق والمذاهب: العرب " ؟ الأقوال في المسألة: القول الأول : لا يوجد فيه من غير العربية شيء ، وهو قول جمهور الأصوليين. انظر: " الرسالة" للشافعي (1 /42)، " التقريب" للباقلاني (1 /399-401)، "العدة" لأبي يعلى (3 /707). القول الثاني : يوجد فيه من غير العربية، وهو منسوب لبعض المتكلمين. انظر: "ا لتبصرة" (ص: 180)، ونسب أيضًا لابن عباس رضي الله عنه، وعكرمة رحمه الله انظر: " العدة" لأبي يعلى (3/707). القول الثالث : أن فيه ما أصله من غير العربية لكن العرب XE " فهرس الفرق والمذاهب: العرب " استعملته فصار عربيًا، وهو قول جماعة من الأصوليين ، كالغزالي انظر: " المستصفى" (ص: 85). ، وابن الحاجب. انظر: " مختصر ابن الحاجب بشرحه بيان الختصر" (1 /233-236). ، والطوفي. انظر: " شرح مختصر الروضة" (2 /32). دليل القول الأول: ما ذكره الله في كتابه أن القرآن عربي، ونزل بلغة النبي e، ولم يستثن منه شيئًا، بل ونفى أن يكون فيه من غير لغتها شيء، وامتن علينا أن بعث النبي بلسان قومه، ومن شواهد ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ [النحل: 103]. دليل القول الثاني: الوقوع، وبيان ذلك: أنا وجدنا في كتاب الله عز وجل ألفاظًا غير معروفة في لسان العرب ، نحو قوله: ﴿كَمِشْكَاةٍ ﴾ [النور: 35] كلمة هندية، ﴿ إِسْتَبْرَقٍ﴾ [الكهف: 31] كلمة فارسية. انظر: " التقريب" للباقلاني (1 /404- 405). القول الثالث: أن المعرَّب من جملة كلام العرب ؛ ولذلك دخل عليه أحكام من كلام العرب ، كدخول الألف واللام، والتنوين، والجمع والتثنية، فجاز أن يكون فيه كغيره. انظر: الفائق (1/89). والأقرب: أنه عربي محض، لم يشتمل على غير العربية بشيء XE " فهرس الفرق والمذاهب: أهل العلم " ؛ لظهور النصوص الدالة على عربية القرآن، ونفي ما سواه، وما ذكر من وجود بعض الألفاظ الأعجمية لا يعدو كونه احتمالًا لا يصل إلى معارضة النصوص الصريحة، فقد تكون مما توافقت فيه اللغات.

أمثلة

من الألفاظ التي قيل أنها أعجمية: ﴿ إِسْتَبْرَقٍ﴾ [الكهف: 31] قيل: إنها فارسية، و﴿القسطاس ﴾ [الإسراء: 35] قيل: إنها رومية. انظر: " التقريب" للباقلاني (1 /404- 405).

مسائل وتنبيهات

ثمرة الخلاف: يرى بعض الأصوليين أن المسألة من رياضات العلم، بمعنى أنه لا تترتب عليها ثمرة عملية. انظر: " شرح مختصر الروضة" للطوفي (2/40)، ونشر البنود" للشنقيطي (1/143).