التعريف

التعريف لغة

النسخ لغة : يدور معناه حول: إبطال الشيء وإقامة آخر مقامه، وفي معناه: الإزالة، والرفع، والتحويل، والنقل، أو ما يَخلف غيرَه، فهي تدل على شيء واحد، يقال: نَسَخَ الشيء، يَنْسخُه نَسْخًا، وانْتَسَخَهُ، واسْتَنْسَخَه، وتقول العرب : نَسَخَتِ الشمسُ الظلَّ، والمعنى: أذهبت الظل وحَلَّت محله، ومنه: نَسْخُ الكتاب، وهو: اكتتابك كتابًا عن كتاب حرفًا بحرف، تقول: نَسَخْتُه وانْتَسَخْتُه، والأصل نُسْخَة، والمكتوب منه نُسْخَة، وسمي بذلك؛ لأنه قام مقامه، والكاتب نَاسِخٌ ومُنْتَسِخٌ. انظر: " تهذيب اللغة" للأزهري (7/84)، "الصحاح" للجوهري (1/433)، "مقاييس اللغة" لابن فارس (5/424)، " لسان العرب" لابن منظور (3/61).

التعريف اصطلاحًا

النسخ: «رفع الحكم الثابت بطريق شرعي، بمثله، متراخ عنه». "شرح مختصر الروضة" (2 /259). يتناول ما ثبت بالخطاب، أو ما قام مقامه من إشارة أو إقرار في المنسوخ والناسخ، فإن كل واحد منهما ثبت تارة بالخطاب، وتارة بما قام مقام الخطاب، ورفع ذلك، والرفع به يسمى نسخًا. قوله: (بطريق شرعي بمثله): فلا بد أن يكون الناسخ والمنسوخ ثبتا بطريق شرعي. قوله: (متراخ عنه): احتراز من التخصيص، فإنه قد يكون متصلًا، واحتراز من تهافت الكلام وتناقضه في قول القائل: افعل، لا تفعل. انظر: "شرح مختصر الروضة" للطوفي (2 /259-260).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

النسخ اصطلاحًا: متضمن لمعناه اللغوي، ففيه إبطال لحكم سابق ورفع له.

الأقسام

النسخ على ثلاثة أنواع: 1- نسخ التلاوة والحكم ، روت عائشة أنها قالت: «كان فيما أنزل عشر رضعات محرمات، فنسخت بخمس»، وليس في المصحف عشر رضعات محرمات، ولا حكمها، فهما منسوخان. 2- نسخ التلاوة دون الحكم ، ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «كان فيما أنزل: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله ورسوله»؛ فإنه منسوخ التلاوة دون الحكم. 3- نسخ الحكم دون التلاوة ، كنسخ حكم آية الاعتداد بالحول، نسخ حكمها وبقيت تلاوتها. انظر: "الإحكام" للآمدي (3 /141)، "شرح مختصر الروضة" (2 /273).

أمثلة

1- نسخ إباحة شرب الخمر، فقد كان مُباحًا في صدر الإسلام، ثم نُسِخ. 2- نسخ استقبال بيت المقدس، فقد كانت قبلة الصلاة إليه أول الإسلام، ثم نسخ بالتوجه إلى الكعبة.

مسائل وتنبيهات

طرق معرفة النسخ: ذكر الأصوليون طرق تمكن المجتهد من معرفة الناسخ من المنسوخ، وكلها طرق نقلية إذ لا مدخل للعقل أو القياس في هذا الباب، ومن تلك الطرق: 1- أن ينص على النسخ، كقول النبي ﷺ : «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها». أخرجه الترمذي (1054)، وابن ماجه (1571) والنسائي (5652) واللفظ له. 2- أن يخبر الصحابي أن هذه الآية نزلت بعد آية، فيصير إليه ، وينسخ بخبره. 3- بالتاريخ، أي: يعرف النسخ بالتاريخ، مثل أن يقول الراوي: قال النبي ﷺ، سنة خمس كذا، أو عام الفتح - وهي سنة ثمان - كذا، أو يكون في الحديث ما يدل على تأخر أحد الخبرين. انظر: "العدة" لأبي يعلى (3 /832)، "شرح مختصر الروضة" للطوفي (2 /340).