البحث

عبارات مقترحة:

الخلاق

كلمةُ (خَلَّاقٍ) في اللغة هي صيغةُ مبالغة من (الخَلْقِ)، وهو...

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

عن أبي أيوب الانصاري رضي الله عنه مرفوعاً: "إذا أَتَيتُم الغَائِط, فَلاَ تَستَقبِلُوا القِبلَة بِغَائِط ولا بَول, ولا تَسْتَدْبِرُوهَا, ولكن شَرِّقُوا أو غَرِّبُوا". قال أبو أيوب: «فَقَدِمنَا الشَّام, فَوَجَدنَا مَرَاحِيض قد بُنِيَت نَحوَ الكَّعبَة, فَنَنحَرِف عَنها, ونَستَغفِر الله عز وجل».

[صحيح.] - [متفق عليه.]

شرح الحديث :

يرشد النبي إلى شيء من آداب قضاء الحاجة بأن لا يستقبلوا القبلة، وهى الكعبة المشرفة، ولا يستدبروها حال قضاء الحاجة؛ لأنها قبلة الصلاة، وموضع التكريم والتقديس، وعليهم أن ينحرفوا عنها قِبَلَ المشرق أو المغرب إذا كان التشريق أو التغريب ليس موجَّها إليها، كقبلة أهل المدينة. ولما كان الصحابة رضي الله عنهم أسرع الناس قبولا لأمر النبي ، الذي هو الحق، ذكر أبو أيوب رضي الله عنه أنهم لما قدموا الشام إثر الفتح وجدوا فيها المراحيض المعدة لقضاء الحاجة، قد بنيت متجهة إلى الكعبة، فكانوا ينحرفون عن القبلة، ويستغفرون تورعا واحتياطا.


معاني الكلمات :

الغَائِط المكان المنخفض من الأرض، وكانوا يقصدونه لقضاء الحاجة، فكنوا به عن الحدث نفسه.
بغائط الخارج المستقذر من الدُبُر.
لا تَسْتَدبِرُوها لا تولوها ظهوركم.
ولكن شَرِّقُوا أو غَرِّبُوا اتجهوا نحو المشرق أو المغرب.
فَقَدِمنا الشَّام قدمنا إليها بعد فتحها.
والمَرَاحِيض جمع مرحاض وهو موضع قضاء الحاجة والتخلي.
نحو الكعبة جهة الكعبة.
فنَنحَرِف عنها نميل عن جهة المراحيض التي هي نحو الكعبة.
نستغفر الله نطلب منه المغفرة، وهي: ستر الذنوب والتجاوز عنها.

فوائد من الحديث :

  1. النهي عن استقبال القبلة واستدبارها، حال قضاء الحاجة.
  2. الأمر بالانحراف عن القبلة في تلك الحال.
  3. أوامر الشرع ونواهيه تكون عامة لجميع الأمة، وهذا هو الأصل، وقد تكون خاصة لبعض الأمة، ومنها هذا الأمر فإن قوله: "ولكن شرقوا أو غربوا" هو أمر بالنسبة لأهل المدينة ومن هو في جهتهم، ممن إذا شرقوا أو غربوا لا يستقبلون القبلة.
  4. الحكمة في ذلك تعظيم الكعبة المشرفة واحترامها.
  5. المراد بالاستغفار هنا: الاستغفار القلبي لا اللساني؛ لأن ذكر الله باللسان في حال كشف العورة وقضاء الحاجة ممنوع، أو الاستغفار بعد الخروج.
  6. حسن تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه لما ذكر الممنوع أرشد إلى الجائز.
  7. لا كراهة في استقبال الشمس أو القمر حال البول والغائط.

المراجع :

تيسير العلام شرح عمدة الأحكام للبسام، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وصنع فهارسه: محمد صبحي بن حسن حلاق، ط10، مكتبة الصحابة، الأمارات - مكتبة التابعين، القاهرة، 1426هـ.
تنبيه الأفهام شرح عمدة لأحكام لابن عثيمين، ط1، مكتبة الصحابة، الإمارات، 1426ه.
عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم لعبد الغني المقدسي، دراسة وتحقيق: محمود الأرناؤوط، مراجعة وتقديم: عبد القادر الأرناؤوط، ط2، دار الثقافة العربية، دمشق ، بيروت، مؤسسة قرطبة، 1408 هـ.
صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، ط1، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422ه.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1423هـ.

مفردات ذات علاقة :


ترجمة هذا الحديث متوفرة باللغات التالية