العظيم
كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...
عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ: «إن أول ما دخل النقصُ على بني إسرائيل أنه كان الرجل يَلْقَى الرجل، فيقول: يا هذا، اتق الله ودع ما تصنعُ فإنه لا يَحِلُّ لك، ثم يَلْقَاهُ من الغَدِ وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكون أَكِيلَهُ وشَرِيبَهُ وقَعِيدَهُ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض» ثم قال: ﴿لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم﴾ - إلى قوله - ﴿فاسقون﴾ ثم قال: «كلا، والله لتَأْمُرُنَّ بالمعروف، ولتَنْهَوُنَّ عن المنكر، ولتَأخُذُنَّ على يَدِ الظالم، ولَتَأطِرُنَّهُ على الحق أَطْرًا، ولَتَقْصُرُنَّهُ على الحق قَصْرًا، أو لَيَضْرِبَنَّ الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليَلْعَننكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ». وفي رواية: «لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نَهَتْهُم علماؤهم فلم يَنْتَهُوا، فجَالَسُوهُمْ في مَجَالِسِهِم، وواكَلُوهم وشَارَبُوهُم، فضرب الله قلوبَ بعضهم ببعض، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون» فجلس رسول الله ﷺ وكان متكئا، فقال: «لا، والذي نفسي بيده حتى تَأْطِرُوهُم على الحق أَطْرًا».
[ضعيف.] - [الرواية الأولى: رواها أبو داود. الرواية الثانية: رواها الترمذي وابن ماجه وأحمد.]
إن أول دخول النقص في دين بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل الفاعل للمعصية، فيقول له: يا هذا اتق الله واترك ما تصنع من المعاصي؛ فإن ما تصنعه لا يحل لك لكونه من المحرمات، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله في المعصية، فلا يمنعه وجدان صاحبه ملازمًا للمحرمات التي نهاه عنها من أن يكون مواكله ومشاربه ومجالسه، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ثم قال مستدلًا على عموم اللعنة لجميعهم بقوله -تعالى-: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ﴾ - إِلَى قوله - ﴿فاسِقُونَ﴾ [المائدة: 78 - 81]، فإما أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر وتمنعوا الظالم باليد، وإن عجزتم فباللسان، وتردوه إلى الحق ردا وتحبسوه عليه حبسًا وتمنعوه من مجاوزته، أو ليضربنّ الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم يطردكم من رحمته كما طردهم.
النقص | النقص في الدين. |
اتَّقِ الله | اجعل فعل أمر الله وترك نهيه وقاية لك من عذابه. |
وَدَعْ ما تَصنَع | من المعاصي. |
أكيله وشريبه وقعيده | يأكل معه ويشرب معه ويقعد معه. |
لا يحل لك | لأنه من المحرمات. |
ثم يلقاه من الغد وهو على حاله | في المعصية. |
فلا يَمنَعُهُ ذلك | لا يمنعه وجدان صاحبه ملازمًا للمحرمات التي نُهي عنها. |
لُعِن الَّذين كَفَرُوا مِن بَنِي إِسرَائِيل | قال ابن عباس: لعنوا بكل لسان على عهد موسى في التوراة، وعلى عهد داود في الزبور، وعلى عهد عيسى في الإنجيل. |
بما عصوا | بسبب عصيانهم. |
كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْن عَن مُنْكَرٍ فَعَلُوه | لا ينهى بعضهم بعضًا، وذلك أنهم جمعوا بين فعل المنكر والتجاهر به وعدم النهي عنه. |
ترى كثيرًا منهم | من بني إسرائيل. |
يتولون | ينصرونهم ويتخذونهم أولياء. |
الذين كفروا | قيل: المراد به كعب بن الأشرف وأصحابه الذين ألَّبوا المشركين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. |
لَبِئْسَ مَا قَدَّمَت لَهُم أَنفُسُهُم | لبئس سببًا قدموه ليردوا عليه يوم القيامة. |
لَتَأطِرُنَّهُ | تعطفونهم وترغمونهم. |
لَتَقْصُرُنَّهُ | لتحبسنه. |