المؤمن
كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي ﷺ: حَسْبُك من صفية كذا وكذا. قال بعض الرُوَاة: تَعْني قَصِيرة، فقال: «لقد قُلْتِ كلِمَة لو مُزِجَت بماء البحر لَمَزَجَتْهُ!» قالت: وحَكَيْتُ له إِنْسَانًا فقال: «ما أُحِبُّ أَني حَكَيْتُ إِنْسَانًا وإن لي كذا وكذا».
[صحيح.] - [رواه أبو داود والترمذي وأحمد.]
أن عائشة رضي الله عنها ذَكرت صفية رضي الله عنها في غيبتها بما يَعِيبُها ويُسِيءُ إليها، وهي: أنها قصيرة رضي الله عنها؛ وذلك من باب تحقيرها وتصغيرها أمام النبي ﷺ، حملها على ذلك ما يكون عادة بين النساء من الغيرة، فقال النبي ﷺ: لو خالطت كلمتك ماء البحر لغَيَّرت من لونه وطمعه ورائحته؛ وذلك لعظمها وشدة خطرها. قالت: وحَكَيْتُ له إنسانا -أي: فَعَلت مِثْل فعله- تحقيرًا له، فقال: ما يسرني أن أتحدث بِعَيْبه أو ما يَسرني أن أفعل مثل فعله أو أقول مثل قوله على وجه الانتقاص والاحتقار، ولو أُعْطِيت كذا وكذا من الدنيا.
حسبك | كافيك. |
مزجت | خلطت. |
لمزجته | لخالطته مخالطة يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها وقبحها. |
حكيت له إنسانا | فعلت مثل فعله أو قلت مثل قوله منتقصًا. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".