المعطي
كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ علمها هذا الدعاء: اللَّهُمَّ إني أسألك من الخير كله عَاجِلِهِ وآجِلِهِ، ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عَاجِلِهِ وآجِلِهِ، ما علمتُ منه وما لم أعلم، اللَّهُمَّ إني أسألك من خير ما سألك عبدُك ونبيُّك، وأعوذ بك من شر ما عَاذَ منه عبدُك ونبيُّك اللَّهُمَّ إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار، وما قرَّبَ إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قَضَيْتَه لي خيرًا.
[صحيح.] - [رواه ابن ماجه وأحمد.]
علم النبي ﷺ عائشة رضي الله عنها هذا الدعاء الذي جمع الكلمات النافعة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، والاستعاذة من شرهما، وسؤال الجنة وأعمالها، والاستعاذة من النار وأعمالها، وسؤال الله أن يجعل كل قضاء خيرًا، وسؤال الله -تعالى- من خير ما سأله الرسول ﷺ، ويستعيذ مما استعاذه منه الرسول ﷺ.
عاجله | حاضره. |
آجله | مستقبله. |
ما عاذ | تعوذ واستجار. |
الجنة | هي الدار التي أعدها الله -تعالى- لأوليائه المتقين، وسميت بذلك لكثرة أشجارها لأنها تجن من فيها أي تستره. |
النّار | هي دار العذاب التي أعدها الله -تعالى- للكافرين، الذين كفروا به وعصوا رسله، فيها من أنواع العذاب والنكال ما لا يخطر على البال ويدخلها من شاء الله من العصاة الموحدين ولكن لا يخلدون فيها. |
قضاء قضيته | القضاء له عدة معان، وأقربها هنا: أن المراد به ما قدرته وأمضيته أن تجعله خيرا لي. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".