الرفيق
كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما مرفوعاً: «إذا دخلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ يُنَادِي مُنادٍ: إن لكم أن تَحْيوا، فلا تَموتُوا أبداً، وإن لكم أن تَصِحُّوا، فلا تَسقَمُوا أبداً، وإن لكم أن تَشِبُّوا فلا تَهرَمُوا أبداً، وإن لكم أن تَنعَمُوا، فلا تَبْأسُوا أبداً».
[صحيح.] - [رواه مسلم، وفي لفظه تقديم وتأخير.]
من نعيم الجنة أن النبي ﷺ أخبر أن أهل الجنة ينادي فيهم مناد: "إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً" وذكر الحديث، أي: أنهم في نعيم دائم لا يخافون الموت ولا المرض ولا كبر السن الموجب للضعف، ولا انقطاع ما هم فيه من النعيم، فهذا الحديث وغيره يوجب للإنسان الرغبة في العمل الصالح الذي يتوصل به إلى هذه الدار.
فلا تسقموا | فلا تمرضوا. |
أن تشبوا | أي تظلوا شباباً. |
فلا تهرموا | الهرم الحالة الحاصلة عند الكبر (الشيخوخة)، وهو داء طبيعي لا دواء له كالموت. |
تنعموا | أي تجدوا النعيم والسعادة. |
لا تبأسوا | من البؤس وهو الضر والشقاء. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".