البحث

عبارات مقترحة:

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

الملك

كلمة (المَلِك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعِل) وهي مشتقة من...

الجنة

الجنة هي دار النعيم التي أعدَّها الله تعالى في الآخرة لعباده المؤمنين، وثبتت بنصوص متواترة من الكتاب والسنة، وأجمع عليها المسلمون، ووصفت في نصوص الوحي بأوصاف جليلة جميلة، من سعتها وحسن أشجارها وأنهارها وحورها إلى غير ذلك. وأشرف من هذا كله رؤية رب العزَّة فيها، جعلنا الله من أهلها.

التعريف

التعريف لغة

الجنة: البستان ذو الشجر والنخيل، قال الجوهري: «والجَنَّةُ: البستان، ومنه الجَنّاتُ. والعرب تسمِّي النخيل جَنّةً» "الصحاح" (5/2094) وقال ابن فارس: «الْجِيمُ وَالنُّونُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ [السَّتْرُ وَ] التَّسَتُّرُ. فَالْجَنَّةُ مَا يَصِيرُ إِلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ فِي الْآخِرَةِ، وَهُوَ ثَوَابٌ مَسْتُورٌ عَنْهُمُ الْيَوْمَ. وَالْجَنَّةُ الْبُسْتَانُ، وَهُوَ ذَاكَ لِأَنَّ الشَّجَرَ بِوَرَقِهِ يَسْتُرُ» "مقاييس اللغة" (1/421) وقال الراغب: «والجَنَّةُ: كلّ بستان ذي شجر يستر بأشجاره الأرض» "المفردات" (ص204) وقال ابن منظور: «والجَنَّةُ: الحَديقةُ ذَاتُ الشَّجَرِ وَالنَّخْلِ، وَجَمْعُهَا جِنان، وَفِيهَا تَخْصِيصٌ، وَيُقَالُ لِلنَّخْلِ وَغَيْرِهَا. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ: لَا تَكُونُ الجَنَّة فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِلَّا وَفِيهَا نخلٌ وعنبٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا ذَلِكَ وَكَانَتْ ذَاتَ شَجَرٍ فَهِيَ حَدِيقَةٌ وَلَيْسَتْ بجَنَّةٍ، وَقَدْ وَرَدَ ذكرُ الجَنَّة فِي الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ وَالْحَدِيثِ الْكَرِيمِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ» "لسان العرب" (13/100)

التعريف اصطلاحًا

الجنة اصطلاحًا: دار النعيم التي أعدها الله للمؤمنين في الآخرة، قال ابن منظور: «والجَنَّةُ: هِيَ دارُ النَّعِيمِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ» "لسان العرب" (13/100) وقال ابن عبد الملك: «(الجنّة): هي دار النعيم في الآخرة، من الاجتنان: التَّستر لتكاثف أشجارها وتظليلها بالتفاف أغصانها» "شرح المصابيح" (6/93) وقال القسطلاني: «الجنة هي دار النعيم في الدار الآخرة» "إرشاد الساري" (9/317)

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

التعريف الاصطلاحي مأخوذ من أصل المعنى اللغوي، إلا أنه أعم، فلا يقتصر على البساتين التي يراد بها لفظ (الجنة) لغة، بل يشمل سائر أنواع الكرامة والنعيم التي أعدها الله لعباده المؤمنين في هذه الدار، قال السفاريني: «فالِاسْمُ العامُّ الجَنَّةُ المُتَناوِلُ لِتِلْكَ الدّارِ وما اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِن أنْواعِ النَّعِيمِ واللَّذَّةِ والبَهْجَةِ والسُّرُورِ وقُرَّةِ العَيْنِ، وأصْلُ اشْتِقاقِها مِنَ السَّتْرِ والتَّغْطِيَةِ» "لوامع الأنوار" (2/225)

الحكم

الإيمان بالجنة وأنها حق: واجب، كما ثبت في حديث ابن عباس في دعائه في التهجد من الليل، وفيه: «وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ الحَقُّ وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ». أخرجه البخاري برقم (1120). وهو مندرج ضمن الإيمان باليوم الآخر الذي هو أحد أصول الإيمان، قال القرطبي: «والإيمانُ باليوم الآخر: هو التصديقُ بيوم القيامة، وما اشتمَلَ عليه من الإعادةِ بعد الموت، والنَّشْرِ والحشر، والحساب والميزان والصِّرَاط، والجنة والنار، وأنها دارُ ثوابِهِ وجزائِهِ للمُحْسِنين والمُسِيئين، إلى غير ذلك مما صَحَّ نصُّه، وثبَتَ نقله». "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (1/60). وقال ابن تيمية: «وأما قوله: "واليوم الآخر" فأن تؤمن بالبعث بعد الموت والحساب والميزان والثواب والعقاب والجنة والنار، وبكل ما وصف الله به يوم القيامة». "مجموع الفتاوى" (7/313). وقال ابن حمدان: «ومن قال: لا أعبد الله رغبةً في جنَّته، ولا خوفًا من ناره، بل محبةً له فسق، وكذا إن قال: لا أرجو جنته ولا أخاف ناره». "نهاية المبتدئين" (ص56).

الأدلة

القرآن الكريم

الجنة في القرآن الكريم
الآيات الدالة على أن الجنة حق كثيرة، ومنها: قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 82]، وقوله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾ [آل عمران: 185]، وقوله تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [يونس: 26] إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة في إثبات الجنة.

السنة النبوية

الجنة في السنة النبوية
الأحاديث في إثبات الجنة وأنها حق متكاثرة، ومنها حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ» أخرجه البخاري برقم (129) وحديث عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ». أخرجه البخاري برقم (3435) ومسلم برقم (28) ومنها حديث ابن عباس أيضًا في دعائه في التهجد من الليل، وفيه: «وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ الحَقُّ وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ». أخرجه البخاري برقم (1120). وحديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لاَ يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ». أخرجه البخاري برقم (3257) ومسلم برقم (1152).

الإجماع

أجمع المسلمون على أن الجنة حق، وذكر ابن بطة من الأصول التي أجمع عليها أهل الإسلام: «الإيمان بأن الله -عزَّ وجَلَّ- خلق الجنة والنار قبل خلق الخلق» "الإبانة الصغرى" (ص73) وقال ابن حزم: «وأن البعث حق، والحساب حق، والجنة حق، والنار حق، داران مخلوقتان بعد، مخلدتان هما ومن فيهما بلا نهاية، يجمع الله تعالى يوم القيامة بين الأرواح والأجساد، كل هذا إجماع من جميع أهل الإسلام، ومن خرج منه خرج عن الإسلام» "الدرة فيما يجب اعتقاده" (ص311)

العقل

الجنة من الأمور السمعية التي تعلم بتوقيف من الوحي، ولا تدرك بمجرد العقل، وإن كان الجزاء يدرك به، أما تفاصيله فلا تعلم إلا بوحي، قال ابن عبد البر: «وأحْكامُ الآخِرَةِ لا مَدْخَلَ فِيها لِلْقِياسِ والِاجْتِهادِ ولا لِلنَّظَرِ والِاحْتِجاجِ» "التمهيد" (22/452) وقال ابن القيم: «فشهادة العقل بالجزاء كشهادته بالوحدانية، ولهذا كان الصحيح أن المعاد معلوم بالعقل، وإنما اهتدي إلى تفاصيله بالوحي» "مدارج السالكين" (1/145) وقال ابن حجر: «ويقتضي الإيمان بأمور الآخرة أن ليس للعقل فيها مجال» "فتح الباري" (11/395)

أقوال أهل العلم

«إِنَّ الَّذِينَ أَلْسِنَتُهُمْ رَطْبَةٌ بِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَدْخُلُ أَحَدُهُمُ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَضْحَكُ» أَبُو الدَّرْدَاء "حلية الأولياء" (1/219)

أحاديث عن الجنة

المواد الدعوية