التواب
التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...
عن أبي عبيدة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ حاصرَ أهلَ الطائف، ونَصَبَ عليهم المَنْجَنِيق سبعةَ عشرَ يوماً.
[ضعيف.] - [رواه البيهقي.]
يخبر أبو عبيدة رضي الله عنه في هذا الحديث أن الرسول ﷺ بعدما فرغ من غزوة حنين, حاصر أهل ثقيف الذين يقطنون الطائف, وقد استَعْصى أمرُهم, لأنهم في داخل حصنٍ, وطال حصارهم على المسلمين, فأشار عليه بعض الصحابة أن يستعمل المنجنيق لضرب حِصنهم, وقد مكث المسلمون سبعة عشر يوماً, وفي روايات أنهم مكثوا أكثر من ذلك, لكنهم لم يتمكنوا من اقتحامها فانصرفوا عنها. ولا شك أن استعمال المنجنيق لضرب العدو يقع بسببه قتل مَن لا يُقصد قتلهم: من النساء والصبيان والشيوخ وأصحاب الصوامع والأديرة ونحوهم, وهذا جائز لأنه من باب ارتكاب أخف المفسدتين, فإنَّ قتل النساء، والأطفال ونحوهم مفسدة، وتعطيل الجهاد في سبيل الله مفسدة أكبر منه، فارتكبت الخفيفة منهما، ولأن ذلك يحصل تبعًا وليس بالقصد الأصلي.
حاصرَ | أي: أحاط بهم من جميع الجهات ليحبسهم عن الخروج, وليمنع عنهم الإمداد. |
أهلَ الطائف | أي: بلاد ثقيف. |
نَصَبَ | رفع ووجَّه. |
المَنْجَنِيق | هو آلة للحرب تقذف بها الحجارة على الحصون، فتهدمها. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".