البحث

عبارات مقترحة:

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

ترجمة القرآن

الأهداف

التعرف على معنى ترجمة القرآن. التعرف على حكم ترجمة القرآن. التعرف على ضوابط ترجمة القرآن. التعرف على الترجمة الحرفية والتفسيرية، وحكم كل منهما.

لماذا الحديث عنه

لأهمية ذلك في وصول القرآن لمن لا يتكلم العربية. لنشر هدى القرآن في العالمين. لمعرفة عظمة القرآن، وبلاغته، وإعجازه.

المادة الأساسية

(ترجمة القرآن): الترجمة في اللغة : يقال ترجم الكلام : بينه ووضحه، و ترجم : بلغ ونقل، وترجم لفلان : ذكر سيرته وتاريخه. (وفي الاصطلاح): بيانه وتوضيحه بلغة أخرى. (وتطلق الترجمة في العرف على معنيين): 1 /الترجمة الحرفية : وهي نقل ألفاظ من لغة إلى لغة أخرى بحيث تقابل اللفظة بمثلها من غير إخلال بترتيب الكلام المترجم. 2 /الترجمة التفسيرية أو المعنوية : وهي أن ينقل مضمون الكلام إلى لغة أخرى من غير التزام بنظم الألفاظ وترتيبها أو عدد الكلمات المترجم إليها.
(الترجمة الحرفية مستحيلة عادة وممنوعة شرعًا): أما الاستحالة؛ فلأن ترتيب الجملة في اللغة العربية يختلف عن ترتيبها في اللغات الأخرى، فالجملة الفعلية تبدأ بالفعل ثم الفاعل ثم المفعول، ولا يختلف هذا الترتيب إلا لأمر بلاغي، أما في اللغات الأخرى فيختلف الترتيب حيث تبدأ الجملة في كثير منها بالفاعل، ولكل لغة خصائصها في التعبير وفي استخدام الكلمة في الحقيقة أو في المجاز، وهنالك الأساليب المختلفة في الأداء من حيث التشبيه والاستعارة والكنايات، واللغة العربية من أوسع اللغات استعمالًا للأساليب البيانية وعلم البديع، ولا يقابلها شيء في اللغات الأخرى. فمثلًا في قوله تعالى : ﴿ وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء : 29].
يؤخذ من ظاهر الآية صورة غير مرادة على الإطلاق، فإن النهي عن ضم اليد إلى العنق، أو مدها على طولها ليس مرادًا من الآية الكريمة، بينما المراد هو النهي عن التقتير في الإنفاق، كذلك النهي عن الإسراف والتبذير في الإنفاق، والالتزام بالاعتدال والوسطية، وهذا المعنى المراد لا تدل عليه لفظة في ظاهرها إذا استعملنا الكلمات في حقيقتها ولم نراع استعمالها في المجاز.
والترجمة الحرفية ممنوعة شرعًا؛ لأن الزعم بأن المترجم نقل معنى الآية حسب مراد الله غير صحيح؛ فإن المعنى الكامل للآية حسب مراد الله خارج طوق البشر، وإنما يفهم المفسر أو المترجم من الآية حسب طاقته البشرية، ولا يستطيع أحد أن يدعي أن مراد الله في الآية محصور في هذا الفهم، كما أن الترجمة الحرفية قد توهم أن هذا الكلام شبيه أو مثيل للقرآن، وهذا مصادم لقوله تعالى : ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء : 88]، فلا يقال للترجمة مهما كانت دقيقة : قرآنًا، ولا يقال لها : إنها كلام الله؛ لأن كلام الله هو المنزل بلفظه على محمد ، وهذه الترجمة كلام المخلوق ومن صنع البشر وضمن طاقته، وكلام الله المعجز لا يحيط بأسراره أحد، ولا ترتقي الأساليب البشرية إلى آفاق فصاحته وبلاغته. (الترجمة التفسيرية): أما الترجمة التفسيرية أو المعنوية : فهي ممكنة في العادة، ومطلوبة شرعًا.
أما إمكانها : فإنها لون من تفسير القرآن الكريم، فكما يفسر القرآن باللغة العربية لبيان معانيه، وشرح الغامض، وتفصيل المجمل، واستنباط الهدايات منه، فكذلك تفسيره بأي لغة أخرى ممكن؛ لنقل المعاني وتوضيحها بلغة أخرى، فإن المترجَم عندئذ هو فهم المترجم للمراد بالآية حسب طاقته البشرية. ولا يدعي أن مراد الله من الآية هو ما ترجمه، كما لا يلتبس الأمر على أحد أن هذه المعاني المترجمة ليس كلام الله، وإنما هي كلام المترجم. وهذه الترجمة التفسيرية مطلوبة شرعًا لأسباب، منها : 1 /تيسير فهم القرآن الكريم على المسلمين من غير العرب؛ لإدراك معاني القرآن واتباع هداياته.
2 /لإدراك محاولات أعداء الإسلام تشويه حقائق الإسلام من خلال ترجمات لمعاني القرآن حرفوها عن جهل أو عن قصد، فقد وقع كثير منهم في أخطاء بسبب جهلهم بأسرار اللغة العربية وأساليبها، ووقع كثير منهم في انحرافات عن قصد؛ لتشويه حقائق الإسلام، فالترجمة الدقيقة الصحيحة لمعاني القرآن تكشف هذه المحاولات.
3 /الترجمة الدقيقة لمعاني القرآن الكريم تقيم الحجة على غير المسلمين الذين يريدون معرفة الإسلام بعيدًا عن المؤثرات والشبهات التي يثيرها أعداؤه، فقد وصل الإسلام مشوهًا إلى كثير من الناس، فلم يعرفوا الإسلام إلا عن طريق المستشرقين وأعداء الإسلام، فبقوا رهن تصورات خاطئة عن الإسلام، ومنعتهم هذه التصورات من الاطلاع على عظمة الإسلام ومحاسنه.
4 /ومن خلال الترجمة الدقيقة لمعاني القرآن يستطيع الداعية إلى الله تعالى أن يقوم بواجب الدعوة والتبليغ بنقل الهدايات القرآنية إلى الأقوام والشعوب بلغاتهم التي نشأوا عليها، فإن مخاطبة الأقوام بلغاتهم تفتح القلوب والبصائر أمام دعوة الله تعالى. فائدة مهمة : الترجمة التفسيرية لا تسمى قرآنًا، وبالتالي لا تصح بها الصلاة سواء كان المصلي قادرًا على العربية أم عاجزًا عنها، ولا يتعبد بتلاوتها، وعلى المسلم المبتدئ أن يتعلم من القرآن ما تصح به صلاته.
(ضوابط يجب مراعاتها في عملية الترجمة): 1 /أن تكون الترجمة على مستوفية شروط التفسير، لا يعول عليها إلا إذا كانت مستمَدة من الأحاديث النبوية، وعلوم العربية، والأصول المقررة شرعًا؛ فلا بد للمترجِم من اعتماده في استحضار معنى الأصل على تفسير عربي مستمَد من ذلك، أما إذا استقل برأيه في استحضار معنى القرآن، أو اعتمد على تفسير ليس مستمدًّا من تلك الأصول، فلا تجوز ترجمته ولا يُعتد بها، كما لا يُعتد بالتفسير إذا لم يكن مستمدًّا من تلك المناهل، معتمدًا على هذه الأصول.
2 /أن يكون المترجِم بعيدًا كل البعد عن الميل إلى عقيدة زائفة تخالف ما جاء به القرآن، وهذا شرط في المفسِّر أيضًا؛ فإنه لو مال واحد منهما إلى عقيدة فاسدة، لتسلطت على تفكيره، فإذا بالمفسِّر وقد فسر طبقًا لهواه، وإذا بالمترجِم وقد ترجم وَفْقًا لميوله، وكلاهما يَبْعُدُ بذلك عن القرآن وهداه.
3 /أن يكون المترجم متمكنًا من معرفة علوم القرآن، عالمًا بأصول الشريعة ومبادئها العامة، على وجه الإجمال لا التفصيل؛ وذلك لأن المترجم لا يمكن له ترجمة النص ترجمة دقيقة ما لم يكن ملمًّا بكل ما يتعلق بذلك النص، من أسباب نزوله، ودلالاته من حيث العموم والخصوص، عارفًا بكل المصطلحات اللغوية الواردة في القرآن، متمكنًا من دلالاتها الشرعية على الأحكام المرادة بها، حتى يكون قادرًا على اختيار اللفظ المعبر عن المعنى المراد. 4 /أن يكون المترجِم عالمًا باللغتين، المترجَم منها والمترجَم إليها، خبيرًا بأسرارهما، يعلم جهة الوضع والأسلوب والدلالة لكل منهما. 5 /أن يُكتب القرآن أولًا، ثم يؤتى بعده بتفسيره، ثم يُتبَع هذا بترجمته التفسيرية، حتى لا يتوهم متوهم أن هذه الترجمة ترجمة حرفية للقرآن.

ماذا نفعل بعد ذلك

استشعار بلاغة القرآن وإعجازه، وفضل اللغة العربية. استشعار أهمية الترجمة لوصول هدايات القرآن لغير الناطقين بالعربية. استشعار أهمية الترجمة التفسيرية الصحيحة لغلق الباب على من يريد تحريف القرآن.

مصطلحات ذات علاقة

تَرْجَمَة الْقُرْآن

نقل معاني القرآن الكريم إلى لغات أخرى غير العربية . والترجمة قسمان؛ حرفية، ومعنوية . والجائز منها المعنوية أما الحرفية، فغير ممكنة أصلاً


انظر : أحكام القرآن لابن العربي، 4/88، مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني، 2/132، ترجمة القرآن الكريم لأحمد علي عبد الله، ص :90

الآيات


﴿ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ
سورة الإسراء

الأحاديث النبوية

*تنبيه: بذرة مفردة