البحث

عبارات مقترحة:

السميع

كلمة السميع في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...

شرح السبعة الذين يظلهم الله

الأهداف

أن يستشعر الحاجة إلى ما ينجيه من شدة أهوال يوم القيامة. أن يعتني بالأسباب الموصلة إلى الفوز بالظل يوم القيامة. أن يبين تطبيقات ذلك في حياته.

لماذا الحديث عنه

لما تضمنه من أعمال عظيمة موجبة لرحمة الله. لأنه يذكر المسلم بيوم القيامة. لأنه يفتح أبوابا مختلفة تصلح لفئات مختلفة.

المادة الأساسية

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال : «سبعة يظلّهم اللّه في ظله يوم لا ظل إلا ظلُّه : إمام عدل، وشاب نشأ في عبادة اللّه، ورجلٌ قلبه معلَّق في المساجد، ورجلان تحابَّا في اللّه اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخافُ الله، ورجل تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُه ما تنفق يمينُه، ورجل ذكر اللّه خاليا ففاضت عيناه». متفق عليه.
يذكر الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ما أعده الله سبحانه وتعالى لسبعة من عباده المؤمنين الذين صفت عقيدتهم، وزكت نفوسهم، وراقبوا الله في سرهم وعلانيتهم، وصدروا في جميع أعمالهم عن رهبة منه وخوف وطمع، فهم يوم القيامة في كنفه وحياطته حيث لا ناصر لهم ولا معين. وقوله : سبعة : ليس المراد بالعدد الحصر؛ فقد وردت روايات أخرى تبيِّن أن هناك مَن يُظلِّهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، غير هؤلاء المذكورين في الحديث، وقد يراد بالعدد اتفاقهم في صفة أو معنى. وقوله : يظلُّهم الله في ظله : المراد به : ظل العرش، كما في رواية أخرى : «في ظل عرشه». وقوله : يوم لا ظِلّ إلا ظلّه : المراد : في يوم القيامة.
1 /إمامُ عادل : نُصب ليرعى مصالح المسلمين وينظر فيما يرقيهم، ويرفع شأنهم، لقد عظَّم الشرع أمر العدل، سواء كان في الولاية العظمى، أو فيما دونها من الولايات، حتى في أمور الإنسان الأسرية، كالعدل بين الزوجات، والعدل بين الأولاد، وغير ذلك، قال تعالى : وَقُلْ ءَامَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ [الشورى : 15]، وقال تعالى : إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ [النحل 90]، وقال : «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم» [متفق عليه ] وقال : «إن المقسطين عندَ اللهِ على منابرِ من نورٍ عن يمينِ الرحمنِ عزَّ وجلَّ، وكلتا يديه يمينٌ، الذين يعدِلون في حُكمِهم وأهليهم وما وَلُوا» [مسلم : 1827]. وذكر الإمام العادل في أول الخصال لعظم أمر الإمامة والعدل فيها.
2 /شاب نشأ في طاعة الله، فهو شاب امتلأ فتوة ونشاطًا واكتمل قوة ونموًا، لازم عبادة الله، وراقب في سره وجهره مولاه، لم تغلبه الشهوة، ولم تخضعه لطاعتها دوافع الهوى والطيش، ومرحلةُ الشباب من أهم مراحل العمر، تقوى فيها العزيمة، وتكثر الآراء، وتمتلئ بالحيوية والنشاط، ولهذا من سلك منهج الله في شبابه، وغالَبَ هواه ونزواتِه، استحق تلك الدرجة العالية المذكورة في الحديث، 3 /ورجل قلبه معلَّق بالمساجد ورابعهم : من حُبِّبت إليه المساجد، فيظل متعلقًا بها يشرع إليها إذا حان وقت الصلاة ويحافظ على أوقاتها، وليس المراد حب الجدران، ولكن العبادة والتضرع إلى الله فيها، والتعلق بالمساجد لا يعني الجلوس فيها جميع الأوقات، بل هو يجلس فيها في وقت دون وقت، لكن إذا خرج منها فإنه يحب الرجوع إليها، وإذا جلس فيها أنس واطمأنَّ وارتاحت نفسه.
4 /ورجلان تحابَّا في الله : والعلاقات بين الناس قائمة على أسس متعددة من مصالح مادية، وقرابة، وشراكة مالية، وتجانس خُلُقِي، ونحوها، والإسلام يشجع قوة الترابط بين المسلمين على أساس من المحبة في الله، فهذان رجلان تمكنت بينهما أواصر المحبة الصادقة والصداقة المتينة الخالصة لله من شوائب النفاق وابتغاء النفع، لا يؤثر فيها غنى ولا فقر، ولا تزيدها الأيام إلا وثوقًا وإحكامًا.

5/رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله، ومما يميل إليه الرجل : المرأة، فإن اتصفت بصفات الجمال والمنصب والحسب والشرف، كان إليها أكثر ميلًا، فإذا ما كانت الدعوة موجَّهة منها، مع الأمن من الخوف انساقت إليها نفس الرجل أكثر، وهنا يظهر داعي الإيمان عند المؤمن الصادق فهذا الرجل صدها عن غيها وزجرها عما تبغيه منه، وذكرها بقوة الله وشدة بطشه، وأنه جد خائف من الله تعالى لا يقوى على عصيانه ولا يطيق عذاب نيرانه، وهذا إنما يصدر عن قوة إيمان بالله تعالى ومتين تقوى وحياء.

6/رجل أنفق نفقة فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُه ما تنفق يمينه، الصدقة عمل عظيم، وفضلها جسيم، وثمارها يانعة، في الدنيا والآخرة، لا تحصى النصوص في بيان فضلها وثوابها، ومضاعفة الأجر لصاحبها، وقربه من رضا الله والجنة، وحجبه عن النار، يقول تعالى : مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة : 261].
والصدقة فاضلة سرًا وعلانية، يقول تعالى : إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [البقرة : 271]. والأفضل في إظهار الصدقة أو إخفائها يختلفُ باختلاف الأحوال، فإن كان في إظهارها مصلحة فهو أفضل، وإلا فإخفاؤها أفضل فرضًا ونفلًا.
7 /رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه : فهو ذكر عظمة ربه وقوة سلطانه ورحمته على عباده وجزيل إحسانه، فاغرورقت عيناه بالدموع، وفاضتا طمعًا في ثوابه وغفرانه، ورهبته من عذابه وأليم عقابه، ولم يفعل ذلك رياء وخديعة على ملأ من الناس ومشهد منهم، مما يدل على صدق تأثره، وعمق رهبته.

ماذا نفعل بعد ذلك

أن يسعى المرء إلى عمل الطاعات، وخصوصًا ما ذكر في هذا الحديث. أن يعلم كمال الشريعة وأنه سيجد فيها ما يناسِبُ حاله.
الحرص على الإخلاص؛ فالأمر الجامع بين الأعمال المذكورة في الحديث إخلاصها لله سبحانه وتعالى، وتجريدها عن المقاصد الأخرى؟ الحرص على الصبر : فلا شكَّ أن طاعة الله تعالى وتنفيذ أوامره تحتاج إلى صبر ومصابرة لأن فيها معارضة للشيطان والنفس والهوى، فإذا جاهدهم وانتصر عليهم استحق الجزاء الأوفى.

الآيات


﴿ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ
سورة البقرة

الأحاديث النبوية

عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- قال رسول الله : «إن المُقْسِطين عند الله على منابر من نور: الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولَوُاْ».
شرح الحديث وترجماته
[صحيح.] - [رواه مسلم. ملحوظة: في صحيح مسلم زيادة على ما في رياض الصالحين: قال رسول الله <i class='icon-words-salla-allah-3laih-wa-sallam-1'></i><span class='font-0'>ﷺ</span>: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن <i class='icon-words-3azza-wa-jall-1'></i><span class='font-0'><i class='icon-words-3azza-wa-jall-1'></i><span class='font-0'>عز وجل</span></span>، وكلتا يديه يمين». ]
*تنبيه: بذرة مفردة