الأهداف

أن يتجنب المسلم المشاركة في الأعياد غير الشرعية. أن يعتز المسلم بأعياده الشرعية.

لماذا الحديث عنه

لأهمية الأعياد وتأثيرها في النفوس والمجتمعات. لأنه من أعياد غير المسلمين ذات البعد الديني. لانتشار المشاركة في هذا العيد عند بعض المسلمين.

المادة الأساسية

(معناه ووقته ونشأته): هو عيد سنوي في يوم الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر /تشرين الأوليأتي أصل كلمة هالوين "Halloween" باللغة الإنجليزية من كلمة "Hallowed" والتي تدلّ على ما هو مقدّس، وهي اختصار لعبارة "All Hallows’ Eve" أي عيد كلّ ما هو مقدّس، فيكون معنى هالوين : عيد القدّيسين أو يوم القدّيسين. مع انتشار الاحتفال بهذا العيد عند النصارى إلا أن كثيرا من الباحثين يرجع ذلك إلى أصول وثنية.
مهرجان الحصاد في ثقافة السلتيك "Celtic"، وهم شعب قديم وثني يؤمن بإله الموت سمهاين "Samhain"، وكانوا يعتقدون أن أرواح الموتى تجوب الأرض في هذا اليوم، لذلك هم يحتفلون به ويقدّمون القرابين له من الأضحيات الحيوانية أو البشرية، حتى لا تصنع تلك الأرواح الشرّ في الأرض ومن عليهاترجع فكرة التنكر إلى أسطورة عودة الأرواح الشريرة في تلك الليلة من العالم الآخر إلى الأرض.
وحتّى يلتبس الأمر على تلك الأرواح ويتم إخافتها لا بدّ من نشر الرّعب والخوف في قلوبها، أو محاكاتها في صورتها وسلوكها المخيف من خلال ارتداء الألبسة السّوداء أو الموشّحة بالسواد، وارتداء الأقنعة التي تحمل شكل رأس الهيكل العظمييعتبر الهالوين اليوم عيداً رسمياً تغلق فيه الدوائر الحكومية احتفالاً به في عدد من دول العالم ؛ خصوصا في أمريكا الشمالية وبعض دول أوروبا.
(أبرز مظاهره): تزيّن البيوت بالإضاءة، وتوقد الشّموع، ويتمّ استخدام بعض الخضروات مثل القرع على شكل مصباح منيريتنكر المشاركون بأزياء خصوصا الأزياء مخيفة، ومن أشهرها نبات القرع المجوف، ويتنكر الجميع كباراً و صغاراً حتى لا تعرفهم الأرواح و توقع الأذى بهم. تقوم بعض القنوات بعرض أفلام الرعب.
يقوم بعضهم بارتداء عقود من الثوم والبصل، إضافة لرش البيوت بالملح لإبعاد الأرواح الشريرة عنهميقوم الصغار بطرق أبواب البيوت و هم يحملون أكياساً لجمع الحلوى، التي تعرف بخدعة أم الحلوى، ويعتقد أن من يرفض تزويد الأطفال بالحلوى تقوم الأرواح الشريرة بإلحاق الأذى به. يزورون الكنائس، والأماكن النّائية، كما يذهبون إلى قبور الأموات ليوقدوا عليها الشّموع، وفي هذا اليوم يتناقل النّاس الرّوايات المرعبة والمخيفة التي تتحدّث عن الوحوش والأرواح التي تسكن البيوت المهجورة.
(حكم الاحتفال به): تعتبر المشاركة في هذا النوع من الاحتفالات من مظاهر ضعف الإيمان، حيث حرم الإسلام التشبه بغير المسلمين، كذلك لا يعترف الإسلام بعودة الأرواح الشريرة إلى الأرض و حاولة إيذائها للناس، والجدير بالذكر أن المسيحيين المتشددين ينبذون الاحتفال بعيد الهالوين ويعتبرونه عيداً للشيطان ولا يجوز الاحتفال به.
ويدل على تحريم شهود أعيادهم قول الله تعالى : ﴿وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان : 72] وقد نقل طائفة من المفسرين كما في الدر المنثور عن بعض التابعين مثل مجاهد والضحاك وعكرمة أن المقصود من ذلك أعياد المشركين.
وعن أنس بن مالك قال : «كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي ﷺ المدينة قال كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الاضحى» [سنن النسائي : 1556 واللفظ له، مسند أحمد : 12006].
وعن ثابت بن الضحاك قال : «نذر رجل على عهد رسول الله ﷺ أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي ﷺ فقال إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة فقال النبي ﷺ هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد قالوا لا قال هل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا لا قال رسول الله ﷺ أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم» [سنن أبي داوود : 3313]. وإذا كان الإسلام يحرم تخصيص بقعة عيدهم بطاعة فيها، فكيف يكون حكم نفس عيدهم مع ما فيه من معاص؟ ! ولهذا تتابع العلماء من المذاهب الأربعة وغيرهم على المنع من مشاركة الكفار في أعيادهم الدينية.

ماذا نفعل بعد ذلك

أن يبغض المسلم هذا العيد لما بني عليه من الأصول الوثنية والخرافات. أن يستشعر المسلمون بفضل الله عليهم بعيدين يملؤهما الشكر والذكر وإيناس النفوس. أن ندخل الفرح والسرور على أهلنا وأطفالنا وذوينا بما هو مشروع، ونغنيهم عن الأعياد الباطلة. أن يجتنب المسلم المشاركة فيه وحتى الذين يمكثون في البيت، ويقدمون الحلويات لأولئك الذين يقرعون بابهم، يعدون مشاركين بهذه الاحتفالات. وعليهم الاعتذار بما يناسب والنصح إن أمكن.