البر
البِرُّ في اللغة معناه الإحسان، و(البَرُّ) صفةٌ منه، وهو اسمٌ من...
الابتلاء والامتحان الذي يُظهر ما في النفس من اتباع الهوى أو تجنبه . ومنها الابتلاء من الله لعباده بالخير والشر بالنعم والمصائب، وبين المسلمين حتى يتقاتلوا، ويتهاجروا، وفتنة المرء في ماله وولده . وتتعدد معاني الفتنة في الكتاب والسنة، فمنها الابتلاء والاختبار؛ كما في قوله تعالى : ﱫﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﱪالعنكبوت :2، أي وهم لا يبتلون . ومنها الصد عن السبيل والرد، والعذاب، والشرك، والكفر، والوقوع في المعاصي، والنفاق، واشتباه الحق بالباطل، والإضلال، والقتل والأسر، واختلاف الناس وعدم اجتماع قلوبهم، وهناك فتن ظاهرة وفتنة باطنة، وفتن الحيى والممات، وفتنة المسيح الدجال، وفتن الشهوات، وفتن الشبهات .
الفِتْنَةُ: الاِبْتِلاءُ والامْتِحانُ والاِخْتِبارُ، يُقالُ: فَتَنْتُهُ، أَفْتِنُهُ، فَتْناً وفُتُوناً: إذا امْتَحَنْتُهُ، وأَصْلُ الفِتْنَةِ مِنَ الفَتْنِ، وهو الإحْراقُ، يُقالُ: فَتَنْتُ الذَّهَبَ، أيْ: أَحْرَقْتُهُ بِالنّارِ؛ لِتَمْيِيزِ الجَيِّدِ مِنَ الرَدِيءِ، ويُسَمَّى الصّائِغُ: الفَتّانُ، ومِن مَعانِي الفِتْنَةِ: التَّنْقِيَةُ والإزالَةُ والإِعْجابُ والإِثْمُ والقَتْلُ.
يرِد مُصْطَلَحُ (فِتْنَة) في عِدَّةِ أَبْوابٍ فِقْهِيَّةٍ، منها: كِتابُ الصَّلاةِ، باب: سَتْر العَوْرَةِ، وفي كِتابِ الحَجِّ، باب: الاسْتِطاعَة في الحَجِّ، وفي كِتابِ البُيوعِ، باب: ما يَجوزُ بَيْعُهُ وما لا يَجوزُ، وفي كِتابِ النِّكاحِ، باب: خِطْبَة الـمَرْأَةِ، وفي كِتابِ الجِهادِ، باب: قِتال الخَوارِجِ والبُغاةِ، وغَيْر ذلك من الأبْوابِ. ويُطْلَقُ في كِتابِ الصَّلاةِ، باب: دَفْن الـمَيِّتِ، وفي عِلْمِ العَقِيدَةِ في بابِ: الإِيمان بِاليَوْمِ الآخِرِ، ومعناه: سُؤال الـمَيِّتِ في قَبرِهِ عن رَبِّهِ، وعن نبِيِّه، وعن دِينِهِ.
فتن
الأمْرُ الذي يُـمْتَحَنُ بِه الإِنْسانُ حتّى يُتبَيَّنَ بِها حالُهُ مِنْ خَيْرٍ أو شَرٍّ.
الفِتْنَةُ: هي كُلُّ ما يَعْرِضُ لِلإنسان مِن أشْياء تَكْشِفُ عن حَقِيقَةِ باطِنِهِ، وتُظْهِرُ خَيْرَهُ مِن شَرِّهِ، سواءً كانت قَوْلاً أو فِعْلاً أو اعْتِقاداً أو غير ذلك، وأصْلُ كُلِّ فِتْنَةٍ إنّما هو مِن تَقْديمِ الرَّأْيِ على الشَّرْعِ، والهَوَى على العَقْلِ. وَالفِتَنُ أَنْواعٌ كَثِيرَةٌ، وترجِع إلى نوعين رئِيسيين هما: 1- فِتَنُ الشُّبُهاتِ: وتكون في الدِّينِ، وتقعُ بِسبَبِ ضَعْفِ البَصِيرَةِ وقِلَّةِ العِلمِ وحُصولِ الهَوَى. 2- فِتَنُ الشَّهواتِ: وتكون في السُّلوكِ والأخْلاقِ، وهي المَلَذّاتِ لِلبُطونِ والفُروجِ، وغير ذلك.
الفِتْنَةُ: الاِبْتِلاءُ والامْتِحانُ والاِخْتِبارُ، وأَصْلُها مِنَ الفَتْنِ، وهو الإحْراقُ.
الابتلاء والامتحان الذي يُظهر ما في النفس من اتباع الهوى أو تجنبه.
* الفروق اللغوية : (ص 396)
* المحكم والمحيط الأعظم : (501/9)
* مشارق الأنوار : (154/2)
* المفردات في غريب القرآن : (ص 371)
* مختار الصحاح : (ص 517)
* التوقيف على مهمات التعاريف 2 : 549 - التعريفات : ص - الكليات : 1097 - الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة : 77 - كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم : 2/1264 - معجم لغة الفقهاء : 1/407 - الموسوعة الفقهية الكويتية : 32/18 - إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان : (2/160)
* لسان العرب : (317/13)
* تاج العروس : (489/35) -
التَّعْرِيفُ:
1 - الْفِتْنَةُ فِي اللُّغَةِ كَمَا قَال الأَْزْهَرِيُّ: الاِبْتِلاَءُ وَالاِمْتِحَانُ وَالاِخْتِبَارُ، وَأَصْلُهَا مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِكَ: فَتَنْتُ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ إِذَا أَذَبْتَهُمَا بِالنَّارِ لِتُمَيِّزَ الرَّدِيءَ مِنَ الْجَيِّدِ.
وَتَأْتِي الْفِتْنَةُ بِمَعْنَى الْكُفْرِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ} (1) كَمَا تَأْتِي بِمَعْنَى الْفَضِيحَةِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ} (2) وَتَأْتِي الْفِتْنَةُ بِمَعْنَى الْعَذَابِ، وَبِمَعْنَى الْقَتْل، وَالْفَاتِنُ: الْمُضِل عَنِ الْحَقِّ. (3)
وَلاَ يَخْرُجُ الْمَعْنَى الاِصْطِلاَحِيُّ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ.
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
2 - تَظَاهَرَتْ نُصُوصُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى التَّحْذِيرِ مِنَ الْفِتَنِ وَالأَْمْرِ بِتَجَنُّبِهَا وَاعْتِزَالِهَا وَعَدَمِ الْخَوْضِ فِيهَا، فَمِنْ ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (4) وَمَا رَوَتْهُ عَائِشَةُ ﵂ أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلاَةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّال، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ (5) قَال ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ: فِتْنَةُ الْمَحْيَا مَا يَعْرِضُ لِلإِْنْسَانِ مُدَّةَ حَيَاتِهِ مِنَ الاِفْتِنَانِ بِالدُّنْيَا وَالشَّهَوَاتِ وَالْجَهَالاَتِ، وَأَعْظَمُهَا وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ أَمْرُ الْخَاتِمَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ. (6)
وَهُنَاكَ بَعْضُ الأَْحْكَامِ الْفِقْهِيَّةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْفِتْنَةِ وَمِنْهَا:
أ - بَيْعُ السِّلاَحِ زَمَنَ الْفِتْنَةِ:
3 - ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى حُرْمَةِ بَيْعِ مَا يُقْصَدُ بِهِ فِعْلٌ مُحَرَّمٌ وَاعْتَبَرُوهُ مِنْ أَقْسَامِ الْبُيُوعِ الْمَنْهِيِّ عَنْهَا، وَمَثَّلُوا لَهُ بِبَيْعِ السِّلاَحِ زَمَنَ الْفِتْنَةِ، وَسَبَبُ النَّهْيِ عَنْهُ أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى ضَرَرٍ مُطْلَقٍ وَعَامٍّ، وَفِي مَنْعِهِ سَدٌّ لِذَرِيعَةِ الإِْعَانَةِ عَلَى الْمَعْصِيَةِ. وَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إِلَى كَرَاهَتِهِ كَرَاهَةَ تَحْرِيمٍ، وَقَال أَبُو حَنِيفَةَ بِعَدَمِ الْكَرَاهَةِ، لأَِنَّ الْمَعْصِيَةَ لاَ تَقُومُ بِعَيْنِهِ.
وَالتَّفْصِيل فِي مُصْطَلَحِ (بَيْعٌ مَنْهِيٌّ عَنْهُ ف 100، 112، 115، 116) وَمُصْطَلَحِ (سَدُّ الذَّرَائِعِ ف 9) .
ب - اشْتِرَاطُ أَمْنِ الْفِتْنَةِ فِي جَوَازِ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِ الْمَرْأَةِ الأَْجْنَبِيَّةِ وَكَفَّيْهَا:
4 - اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الْمَرْأَةِ الأَْجْنَبِيَّةِ وَكَفَّيْهَا عِنْدَ خَوْفِ الْفِتْنَةِ، وَاخْتَلَفُوا فِي جَوَازِ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِهَا عِنْدَ أَمْنِ الْفِتْنَةِ.
وَالتَّفْصِيل فِي مُصْطَلَحِ (شَهْوَةٌ ف 11 وَعَوْرَةٌ ف 3) .
ج - الْفِتْنَةُ فِي عَزْل الإِْمَامِ الْجَائِرِ:
5 - اعْتَبَرَ الْفُقَهَاءُ - مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ - قَيْدَ عَدَمِ وُقُوعِ الْفِتْنَةِ عِنْدَ عَزْل الإِْمَامِ، فَإِذَا فَسَقَ الإِْمَامُ أَوْ ظَلَمَ وَجَارَ اسْتَحَقَّ الْعَزْل إِنْ لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَى عَزْلِهِ فِتْنَةٌ، فَإِنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ ﵃ صَلَّوْا خَلْفَ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ وَقَبِلُوا الْوِلاَيَةَ عَنْهُمْ، وَهَذَا عِنْدَهُمْ لِلضَّرُورَةِ وَخَشْيَةَ الْفِتْنَةِ، فَإِنْ أَدَّى خَلْعُهُ إِلَى فِتْنَةٍ احْتُمِل أَدْنَى الْمَضَرَّتَيْنِ مِنْ جَوْرِهِ وَظُلْمِهِ أَوْ خَلْعِهِ وَعَزْلِهِ،فَإِذَا قَامَ عَلَيْهِ إِمَامٌ عَدْلٌ فَيَجُوزُ الْخُرُوجُ عَلَيْهِ وَإِعَانَةُ ذَلِكَ الْقَائِمِ.
انْظُرْ مُصْطَلَحَ (إِمَامَةٌ ف 12) .
__________
(1) سورة الأنفال / 39.
(2) سورة المائدة / 41.
(3) لسان العرب، والمصباح المنير، ومختار الصحاح.
(4) سورة الأنفال / 25.
(5) حديث عائشة " أن رسول الله ﷺ كان يدعو في الصلاة اللهم. . . ". أخرجه البخاري (فتح الباري 2 / 317) ومسلم (1 / 412) .
(6) فتح الباري 2 / 319.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 18/ 32