البحث

عبارات مقترحة:

الملك

كلمة (المَلِك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعِل) وهي مشتقة من...

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

العالم

كلمة (عالم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

الْمَحَبَّة


من معجم المصطلحات الشرعية

من الصفات الثابتة لله -عَزَّ وَجَلَّ - على المعنى اللائق به سُبْحَانَهُ؛ فهو يُحِب ويُحَب . لقوله تعالى : ﱫﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﱪالمائدة :54


انظر : روضة المحبين لابن القيم، ص : 22-23، شرح العقيدة الطحاوية، 2/396

تعريفات أخرى

  • عبادة قلبية . وهي من الوضوح بحيث لا تحتاج إلى تعريف يوضحها، ويُبيّنها كالماء والهواء، وإلا فقد اختلف في معناها على ثلاثين قولا، وهي ثابتة لله -عَزَّ وَجَلَّ - على المعنى اللائق به سُبْحَانَهُ؛ فهو يُحِب، ويُحَب . لقوله سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى : ﱫﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﱪآل عمران :31

من موسوعة المصطلحات الإسلامية

التعريف اللغوي

الـمَحَبَّةُ: المَيْلُ إلى الشَّيْءِ السّارِّ، وهي اسْمٌ للحُبِّ، والحُبُّ: الوِدادُ، ونَقِيضُه: البُغْضِ، يُقال: تَحَبَّبَ إِليه، أيْ: تَوَدَّدَ إليه.

إطلاقات المصطلح

يُطلَقُ مُصطلَح (مَحَبَّة) في عِلمِ الفقه في كتاب النكاح، باب القسم بين الزوجات، وفي علم العَقِيدَة، باب: توحيد الأسماء والصِّفات عند الكلام عن صِفَة المَحَبَّةِ لله عزَّ وجلّ، ويُراد بها: صِفَةٌ فِعْلِيَّةٌ اخْتِيارِيَّةٌ ثابِتَةٌ للهِ عزَّ وجلَّ على ما

جذر الكلمة

حَبَبَ

المعنى الاصطلاحي

مَيلُ قَلْبِ الزَّوجِ إلى زَوجَتِهِ وتَوَدُّدُهُ إلَيها.

الشرح المختصر

المَحَبَّةُ في المخلوقينَ بمعناها العام: مَيْلُ النَّفْسِ إلى الشَّيْءِ السّارِّ، وهي على ثَلاثَةِ أوجُهٍ: 1- مَحَبَّةٌ لِلَّذَّةِ، كِمِحِبَّةِ الرَّجُلِ للمَرأةِ. 2- مَحَبَّةٌ لِلنَّفْعِ، كمِحَبَّةِ شَيْءٍ يُنتَفَعُ به. 3- مَحَبَّةٌ للفَضْلِ، كمَحَبَّةِ أهْلِ العِلْمِ؛ لأجْلِ العِلْمِ.

التعريف اللغوي المختصر

الـمَحَبَّةُ: المَيْلُ إلى الشَّيْءِ السّارِّ، والحُبُّ: الوِدادُ، ونَقِيضُه: البُغْضِ، يُقال: تَحَبَّبَ إِليه، أيْ: تَوَدَّدَ إليه.

التعريف

الْمَيْل إِلَى الشَّيْءِ السَّارِّ، وهو ضد الكراهية.

المراجع

* تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبدالغني المقدسي : (ص 149)
* تسهيل العقيدة الإسلامية : (ص 140)
* الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه : (ص 276)
* تهذيب اللغة : (4/8)
* المحكم والمحيط الأعظم : (2/543)
* المفردات في غريب القرآن : (ص 214)
* لسان العرب : (1/289)
* تاج العروس : (2/212)
* الكليات : (ص 399)
* المغرب في ترتيب المعرب : (ص 100)
* معجم لغة الفقهاء : (ص 152)
* الموسوعة الفقهية الكويتية : (36/186)
* تفسير القرطبي : (4/59)، و (11/160) -

من الموسوعة الكويتية

التَّعْرِيفُ:
1 - الْمَحَبَّةُ فِي اللُّغَةِ: الْمَيْل إِلَى الشَّيْءِ السَّارِّ.
قَال الرَّاغِبُ الأَْصْفَهَانِيُّ: الْمَحَبَّةُ إِرَادَةُ مَا تَرَاهُ أَوْ تَظُنُّهُ خَيْرًا، وَهِيَ عَلَى ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ: مَحَبَّةٌ لِلَّذَّةٍ كَمَحَبَّةِ الرَّجُل لِلْمَرْأَةِ، وَمَحَبَّةٌ لِلنَّفْعِ كَمَحَبَّةِ شَيْءٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} (1) ، وَمَحَبَّةٌ لِلْفَضْل كَمَحَبَّةِ أَهْل الْعِلْمِ بَعْضَهُمْ لِبَعْضٍ لأَِجْل الْعِلْمِ (2) .
وَلاَ يَخْرُجُ الْمَعْنَى الاِصْطِلاَحِيُّ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ.
الأَْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
أ - الْمَوَدَّةُ:
2 - الْمَوَدَّةُ فِي اللُّغَةِ: مَحَبَّةُ الشَّيْءِ وَتَمَنِّي كَوْنِهِ، وَيُسْتَعْمَل فِي كُل وَاحِدٍ مِنَ الْمَعْنَيَيْنِ عَلَى أَنَّ التَّمَنِّي يَتَضَمَّنُ مَعْنَى الْوُدِّ؛ لأَِنَّ التَّمَنِّيَ هُوَ تَشَهِّي حُصُول مَا تَوَدُّهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَجَعَل بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (3) .
وَلاَ يَخْرُجُ مَعْنَاهُ الاِصْطِلاَحِيُّ عَنْ مَعْنَاهُ اللُّغَوِيِّ.
وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْمَحَبَّةِ وَالْمَوَدَّةِ، أَنَّ الْحُبَّ يَكُونُ فِيمَا يُوجِبُهُ مَيْل الطِّبَاعِ وَالْحِكْمَةِ جَمِيعًا، وَالْوُدُّ مِنْ جِهَةِ مَيْل الطِّبَاعِ فَقَطْ (4) .
وَعَلَى هَذَا فَالْمَحَبَّةُ أَعَمُّ مِنَ الْمَوَدَّةِ.

ب - الْعِشْقُ:
3 - الْعِشْقُ فِي اللُّغَةِ: الإِْغْرَامُ بِالنِّسَاءِ وَالإِْفْرَاطُ فِي الْمَحَبَّةِ (5) .
وَلاَ يَخْرُجُ الْمَعْنَى الاِصْطِلاَحِيُّ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ، وَالصِّلَةُ بَيْنَ الْمَحَبَّةِ وَالْعِشْقِ أَنَّ الْمَحَبَّةَ أَعَمُّ مِنَ الْعِشْقِ.

ج - الإِْرَادَةُ:
4 - الإِْرَادَةُ فِي الأَْصْل قُوَّةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْ شَهْوَةٍ وَحَاجَةٍ وَأَمَلٍ، وَجُعِل اسْمًا لِنَزُوعِ النَّفْسِ إِلَى الشَّيْءِ مَعَ الْحُكْمِ فِيهِ بِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُفْعَل أَوْ لاَ يُفْعَل، ثُمَّ يُسْتَعْمَل مَرَّةً فِي الْمَبْدَأِ وَهُوَ نُزُوعُ النَّفْسِ إِلَى الشَّيْءِ، وَتَارَةً فِي الْمُنْتَهَى وَهُوَ الْحُكْمُ فِيهِ بِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُفْعَل، أَوْ لاَ يُفْعَل.
وَقَدْ تُذْكَرُ الإِْرَادَةُ وَيُرَادُ بِهَا الْقَصْدُ (6) ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَْرْضِ} (7) أَيْ لاَ يَقْصِدُونَهُ وَلاَ يَطْلُبُونَهُ.
وَلاَ يَخْرُجُ الْمَعْنَى الاِصْطِلاَحِيُّ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ.
وَالصِّلَةُ بَيْنَ الْمَحَبَّةِ وَالإِْرَادَةِ أَنَّ الْمَحَبَّةَ أَعَمُّ مِنَ الإِْرَادَةِ.

الأَْحْكَامُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالْمَحَبَّةِ:
أ - مَحَبَّةُ اللَّهِ وَمَحَبَّةُ الرَّسُول ﷺ
5 - أَجَمَعَتِ الأُْمَّةُ عَلَى أَنَّ حُبَّ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَحُبَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ فَرْضٌ عَلَى كُل مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، وَأَنَّ هَذِهِ الْمَحَبَّةَ مِنْ شُرُوطِ الإِْيمَانِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} (8) ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (9) .
وَلِقَوْل النَّبِيِّ ﷺ: وَالَّذِي نَفْسُهُ بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ (10) .
وَلِقَوْلِهِ ﷺ كَذَلِكَ: لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (11) .
كَمَا أَنَّ مَحَبَّةَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مَنْجَاةٌ مِنَ النَّارِ وَمُوجِبَةٌ لِلْجَنَّةِ (12) لِحَدِيثِ الأَْعْرَابِيِّ الَّذِي سَأَل الرَّسُول ﷺ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَقَال لَهُ الرَّسُول ﷺ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا؟ قَال: حُبُّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلاَةٍ وَلاَ صَوْمٍ وَلاَ صَدَقَةٍ وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَال: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ (13) .

ب - مَحَبَّةُ الْعُلَمَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَعُمُومِ الْمُؤْمِنِينَ
6 - ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى أَنَّ مِنْ أَفْضَل الأَْعْمَال الَّتِي تُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ حُبَّ الْعُلَمَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَأَهْل الْعَدْل وَالْخَيْرِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} (14) .
وَقَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِْيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} (15) وَلِحَدِيثِ: قِيل لِلنَّبِيِّ ﷺ: الرَّجُل يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ قَال: الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ (16) ".
وَلِحَدِيثِ: ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِْيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ (17) .
كَمَا يَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يُبْغِضَ أَهْل الْجَوْرِ وَالْخِيَانَةِ؛ لأَِنَّ هَذَا مِنْ مَحَبَّةِ اللَّهِ، فَإِنَّ عَلَى الْمُحِبِّ أَنْ يُحِبَّ مَا يُحِبُّ مَحْبُوبُهُ وَيُبْغِضَ مَا يُبْغِضُ مَحْبُوبُهُ، لِحَدِيثِ: وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ (18) .

ج - عَلاَمَةُ مَحَبَّةِ اللَّهِ لِعَبْدِهِ
7 - قَال الْعُلَمَاءُ إِنَّ مِنْ عَلاَمَاتِ مَحَبَّةِ اللَّهِ لِعَبْدِهِ أَنْ يَضَعَ لَهُ الْقَبُول فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَأَنْ يُنْعِمَ عَلَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ، وَأَنْ يَقْبَل تَوْبَتَهُ، وَأَنْ يَتَوَلاَّهُ بِالنَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ وَالتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ، وَأَنْ يَحْفَظَ جَوَارِحَهُ وَأَعْضَاءَهُ حَتَّى يُقْلِعَ عَنِ الشَّهَوَاتِ وَيَسْتَغْرِقَ فِي الطَّاعَاتِ بِجَعْلِهِ لَهُ وَاعِظًا مِنْ نَفْسِهِ وَزَاجِرًا مِنْ قَلْبِهِ يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ (19) ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَل لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} (20) ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (21) الآْيَةَ وَلِلْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ: وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَال عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِل حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُِعِيذَنَّهُ (22) .
وَلِحَدِيثِ النَّبِيِّ ﷺ قَال: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيل: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيل ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيل فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْل السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُول فِي أَهْل الأَْرْضِ وَفِي رِوَايَةٍ:. . . وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيل فَيَقُول: إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضْهُ، قَال: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيل، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْل السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضُوهُ، قَال: فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَْرْضِ (23) . د - مَحَبَّةُ إِحْدَى الزَّوْجَاتِ أَوْ أَحَدِ الأَْوْلاَدِ أَكْثَرُ مِنْ غَيْرِهِ
8 - ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى أَنَّ الإِْنْسَانَ لاَ يُؤَاخَذُ إِذَا مَال قَلْبُهُ إِلَى إِحْدَى زَوْجَاتِهِ وَأَحَبَّهَا أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهَا، وَكَذَا إِذَا أَحَبَّ أَحَدَ أَوْلاَدِهِ أَكْثَرَ مِنَ الآْخَرِينَ؛ لأَِنَّ الْمَحَبَّةَ مِنَ الأُْمُورِ الْقَلْبِيَّةِ الَّتِي لَيْسَ لِلإِْنْسَانِ فِيهَا خِيَارٌ وَلاَ قُدْرَةٌ لَهُ عَلَى التَّحَكُّمِ فِيهَا، لِحَدِيثِ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: كَانَ رَسُول اللَّهِ ﷺ يَقْسِمُ لِنِسَائِهِ فَيَعْدِل وَيَقُول: اللَّهُمَّ هَذِهِ قِسْمَتِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلاَ تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلاَ أَمْلِكُ (24) ، قَال التِّرْمِذِيُّ - فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ فِيمَا تَمْلِكُ وَلاَ أَمْلِكُ - يَعْنِي بِهِ الْحُبَّ وَالْمَوَدَّةَ.
وَقَال الصَّنْعَانِيُّ: وَالْحَدِيثُ يَدُل عَلَى أَنَّ الْمَحَبَّةَ، وَمَيْل الْقَلْبِ أَمْرٌ غَيْرُ مَقْدُورٍ لِلْعَبْدِ بَل هُوَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لاَ يَمْلِكُهُ الْعَبْدُ.
وَإِنَّمَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ أَنْ يُفَضِّل الْمَحْبُوبَ عَلَى غَيْرِهِ بِالْعَطَايَا، أَوْ بِغَيْرِهَا مِنَ الأُْمُورِ الَّتِي يَمْلِكُهَا الإِْنْسَانُ بِغَيْرِ مُسَوِّغٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُوا كُل الْمَيْل فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} (25) .
وَلِقَوْل النَّبِيِّ ﷺ: مَنْ كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ يَمِيل لإِِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدُ شِقَّيْهِ مَائِلٌ (26) ، قَال الْعُلَمَاءُ: الْمُرَادُ الْمَيْل فِي الْقَسْمِ وَالإِْنْفَاقِ لاَ فِي الْمَحَبَّةِ، لِمَا عَرَفْتْ مِنْ أَنَّهَا مِمَّا لاَ يَمْلِكُهُ الْعَبْدُ (27) .
وَلِقَوْلِهِ ﷺ فِي التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الأَْوْلاَدِ بِالْعَطَايَا وَنَحْوِهَا لِبَشِيرِ ﵁: أَكُل وَلَدِكَ نَحَلْتَ مِثْلَهُ؟ قَال: لاَ. قَال: فَأَرْجِعْهُ وَفِي رِوَايَةٍ: أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْل هَذَا؟ قَال: لاَ قَال فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ، وَفِي ثَالِثَةٍ: أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْل هَذَا؟ قَال: قَال: فَلاَ تُشْهِدْنِي إِذَنْ فَإِنِّي لاَ أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ (28) . هـ - مَحَبَّةُ أَهْل الْبَيْتِ
9 - ذَهَبَ الْعُلَمَاءُ إِلَى أَنَّ مَحَبَّةَ أَهْل بَيْتِ النَّبِيِّ ﷺ وَالْوَلاَءَ لَهُمْ مَطْلُوبَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَّ مَحَبَّتَهُمْ مِنْ مَحَبَّةِ النَّبِيِّ ﷺ، وَأَنَّ مَعْرِفَةَ مِقْدَارِهِمْ وَتَوْقِيرَهُمْ وَحُرْمَتَهُمْ وَرِعَايَةَ مَا يَجِبُ مِنْ حُقُوقِهِمْ وَالْبِرِّ لَهُمْ وَالنُّصْرَةِ لَهُمْ كَذَلِكَ مِنْ مُوجِبَاتِ الْجَنَّةِ.
كَمَا أَنَّ بُغْضَهُمْ أَوْ كُرْهَهُمْ مَعْصِيَةٌ تُؤَدِّي بِأَصْحَابِهَا إِلَى النَّارِ، وَالأَْدِلَّةُ عَلَى ذَلِكَ كَثِيرَةٌ مِنْهَا: قَوْل اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} (29) ، أَيْ: لاَ أَسْأَلُكُمْ أَجْرًا إِلاَّ أَنْ تَوَدُّوا قَرَابَتِي وَأَهْل بَيْتِي.
وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵃ قَال: لَمَّا نَزَلَتْ: {قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قَالُوا: يَا رَسُول اللَّهِ: مِنْ قَرَابَتُكَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ وَجَبَتْ عَلَيْنَا مَوَدَّتُهُمْ؟ قَال: عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَأَبْنَاؤُهُمَا (30) . وَقَوْل النَّبِيِّ ﷺ: أَمَّا بَعْدُ أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ، رَسُول رَبِّي فَأُجِيبُ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ، أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ - قَال الرَّاوِي - فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَال: وَأَهْل بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْل بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْل بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْل بَيْتِي (31) .
وَكَانَ الصَّحَابَةُ ﵃ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانِ يُحِبُّونَ أَهْل الْبَيْتِ وَيُظْهِرُونَ وَلاَءَهُمْ وَاحْتِرَامَهُمْ لَهُمْ تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَوَفَاءً لِلنَّبِيِّ ﷺ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ﵁ قَال: ارْقُبُوا مُحَمَّدًا ﷺ فِي أَهْل بَيْتِهِ: قَال النَّوَوِيُّ: أَيْ رَاعُوهُ وَاحْتَرِمُوهُ وَأَكْرِمُوهُ (32) .

و مَحَبَّةُ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَْنْصَارِ وَالْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ
10 - ذَهَبَ الْعُلَمَاءُ إِلَى أَنَّ مَحَبَّةَ الْمُهَاجِرِينَ وَتَوْقِيرَهُمْ وَبِرَّهُمْ وَالْوَلاَءَ لَهُمْ وَمُعْرِفَةَ حَقِّهِمْ مَطْلُوبَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؛ لِمَا لَهُمْ مِنَ الْفَضْل السَّابِقِ إِلَى الإِْيمَانِ وَالْهِجْرَةِ (33) . وَقَال تَعَالَى: {وَالسَّابِقُونَ الأَْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَْنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ ﵃ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (34) .
مَحَبَّةُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ ﵃، مَطْلُوبَةٌ كَذَلِكَ؛ لأَِنَّهُمْ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُول اللَّهِ ﷺ وَأَحَقُّهُمْ بِالْمَحَبَّةِ وَالْمُوَالاَةِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ﵄ قَال: كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ، فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ﵃.
قَال ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: وَاتَّفَقَ أَهْل السُّنَّةِ عَلَى أَنَّ عَلِيًّا ﵁ أَفْضَل النَّاسِ بَعْدَ الثَّلاَثَةِ (35) .
قَال الْقَاضِي عِيَاضٌ: وَمَنِ انْتَقَصَ أَحَدًا مِنْهُمْ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ مُخَالِفٌ لِلسُّنَّةِ وَالسَّلَفِ الصَّالِحِ، وَأَخَافُ أَنْ لاَ يَصْعَدَ لَهُ عَمَلٌ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى يُحِبَّهُمْ جَمِيعًا وَيَكُونَ قَلْبُهُ سَلِيمًا (36) . أَمَّا مَحَبَّةُ الأَْنْصَارِ ﵃ فَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَثِّ عَلَيْهَا نُصُوصٌ كَثِيرَةٌ لِمَا لَهُمْ فِي الإِْسْلاَمِ مِنَ الأَْيَادِي الْجَمِيلَةِ فِي نُصْرَةِ دِينِ اللَّهِ وَالسَّعْيِ فِي إِظْهَارِهِ وَإِيوَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَقِيَامِهِمْ فِي مُهِمَّاتِ دِينِ الإِْسْلاَمِ حَقَّ الْقِيَامِ حُبُّهُمْ لِلنَّبِيِّ ﷺ وَحُبُّهُ ﷺ إِيَّاهُمْ (37) .
وَمِنْ هَذِهِ النُّصُوصِ الْوَارِدَةِ فِي حَقِّ الأَْنْصَارِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِْيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (38) .
وَحَدِيثُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ﵄ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَال: الأَْنْصَارُ لاَ يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ (39) .
وَلِقَوْلِهِ ﷺ: آيَةُ الإِْيمَانِ حُبُّ الأَْنْصَارِ وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَْنْصَارِ (40) . ز - مَحَبَّةُ لِقَاءِ اللَّهِ تَعَالَى
11 - قَال الْعُلَمَاءُ: يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُحِبَّ لِقَاءَ اللَّهِ تَعَالَى (41) . لِقَوْل النَّبِيِّ ﷺ: مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ. قَالَتْ عَائِشَةُ ﵂ - أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ - ﵅: إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ قَال: لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهُ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَكَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ (42) .
وَقَال الْعُلَمَاءُ: إِنَّ مَحَبَّةَ لِقَاءِ اللَّهِ لاَ تَدْخُل فِي النَّهْيِ عَنْ تَمَنِّي الْمَوْتِ الْوَارِدِ فِي قَوْلِهِ ﷺ: لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرِّ نَزَل بِهِ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُل: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي (43) .
لأَِنَّ مَحَبَّةَ لِقَاءِ اللَّهِ مُمْكِنَةٌ مَعَ عَدَمِ تَمَنِّي الْمَوْتِ كَأَنْ تَكُونَ الْمَحَبَّةُ حَاصِلَةً لاَ يَفْتَرِقُ حَالُهُ فِيهَا بِحُصُول الْمَوْتِ، وَلاَ بِتَأَخُّرِهِ، وَأَنَّ النَّهْيَ مَحْمُولٌ عَلَى حَالَةِ الْحَيَاةِ الْمُسْتَمِرَّةِ، وَأَمَّا عِنْدَ الاِحْتِضَارِ وَالْمُعَايَنَةِ فَلاَ تَدْخُل تَحْتَ النَّهْيِ بَل هِيَ مُسْتَحَبَّةٌ، وَمِثْلُهُ إِذَا تَمَنَّى الْمَوْتَ لِخَوْفِ فِتْنَةٍ فِي الدِّينِ، أَوْ لِتَمَنِّي الشَّهَادَةِ فِي سَبِيل اللَّهِ أَوْ لِغَرَضٍ أُخْرَوِيٍّ آخَرَ (44) .

ح - عَلاَمَاتُ مَحَبَّةِ الْعَبْدِ لِلَّهِ تَعَالَى
12 - قَال الْعُلَمَاءُ: مِنْ عَلاَمَاتِ مَحَبَّةِ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ أَنْ يَتَنَعَّمَ بِالطَّاعَةِ وَلاَ يَسْتَثْقِلَهَا وَأَنْ يُؤْثِرَ مَا أَحَبَّهُ اللَّهُ عَلَى مَا يُحِبُّهُ فِي ظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ، فَيَلْزَمَ مَشَاقَّ الْعَمَل وَيَجْتَنِبَ اتِّبَاعَ الْهَوَى، وَيُعْرِضَ عَنْ دَعَةِ الْكَسَل وَلاَ يَزَال مُوَاظِبًا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَمُتَقَرِّبًا إِلَيْهِ بِالنَّوَافِل وَطَالِبًا عِنْدَهُ مَزَايَا الدَّرَجَاتِ كَمَا يَطْلُبُ الْمُحِبُّ مَزِيدَ الْقُرْبِ فِي قَلْبِ مَحْبُوبِهِ، وَلأَِنَّ مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ لاَ يَعْصِيهِ كَمَا قَال مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ:

تَعْصِي الإِْلَهَ وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ

هَذَا لَعَمْرِي فِي الْفِعَال بَدِيعُ

لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقًا لأََطَعْتُهُ

إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعٌ

قَال تَعَالَى: {قُل إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} (45) قَالُوا: نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ مِنْ أَهْل الْكِتَابِ قَالُوا: نَحْنُ الَّذِينَ نُحِبُّ رَبَّنَا، وَرُوِيَ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَالُوا يَا رَسُول اللَّهِ وَاللَّهِ إِنَّا لَنُحِبُّ رَبَّنَا، فَأَنْزَل اللَّهُ ﷿ الآْيَةَ.
وَقَال الأَْزْهَرِيُّ: مَحَبَّةُ الْعَبْدِ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ طَاعَتُهُ لَهُمَا وَاتِّبَاعُهُ أَمْرَهُمَا (1) .
__________
(1) سورة الصف / 13.
(2) المفردات للأصفهاني والمعجم الوسيط، وتفسير القرطبي 4 / 59 - 60، 11 / 160 - 161.
(3) سورة الروم / 21.
(4) الفروق اللغوية / 99، والمفردات للأصفهاني والمعجم الوسيط.
(5) المصباح المنير، والمعجم الوسيط، والفروق اللغوية / 99.
(6) المصادر السابقة، والمفردات لمعاني القرآن.
(7) سورة القصص / 83.
(8) سورة البقرة / 165.
(9) سورة المائدة / 54.
(10) حديث: " والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم. . . ". أخرجه البخاري (فتح الباري 1 / 58) ، من حديث أبي هريرة.
(11) حديث: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه. . . . ". أخرجه البخاري (فتح الباري 1 / 58) ، ومسلم (1 / 67) من حديث أنس بن مالك.
(12) إحياء علوم الدين 4 / 428 وما بعدها، وتفسير القرطبي 4 / 60 وما بعدها، وشرح العقيدة الطحاوية / 294، والآداب الشرعية 1 / 173، ودليل الفالحين شرح رياض الصالحين 2 / 233.
(13) حديث الأعرابي الذي سأل الرسول ﷺ: " متى الساعة. . . ". أخرجه البخاري (فتح الباري 10 / 557) ومسلم (4 / 2032) من حديث أنس والرواية الثانية أخرجها مسلم كذلك.
(14) سورة الكهف / 28.
(15) سورة الحشر / 9.
(16) حديث: " المرء مع من أحب ". أخرجه البخاري (فتح الباري 10 / 557) ومسلم (4 / 2034) من حديث ابن مسعود.
(17) حديث: " ثلاث من كن فيه. . . ". أخرجه البخاري (فتح الباري 1 / 60) ومسلم (1 / 66) من حديث أنس.
(18) إحياء علوم الدين 4 / 436، ودليل الفالحين 2 / 231، 246 وما بعدها، والعقيدة الطحاوية / 383.
(19) إحياء علوم الدين 4 / 473 - 476، وتفسير القرطبي 4 / 59، وما بعدها، 11 / 160 - 161، دليل الفالحين 2 / 260، وما بعدها، الآداب الشرعية 1 / 173.
(20) سورة مريم / 96.
(21) سورة المائدة / 54.
(22) الحديث القدسي: " ما تقرب إلى عبدي بشيء. . . ". أخرجه البخاري (فتح الباري 11 / 341) من حديث أبي هريرة.
(23) المصادر السابقة، وانظر الآداب الشرعية 1 / 173، وحديث: " إذا أحب الله العبد. . . ". أخرجه البخاري (فتح الباري 13 / 461) ومسلم (4 / 2030) من حديث أبي هريرة، والرواية الثانية لمسلم.
(24) حديث عائشة: " كان رسول الله ﷺ يقسم لنسائه. . . ". أخرجه الترمذي (3 / 437) وصوب إرساله.
(25) سورة النساء / 128.
(26) حديث: " من كان له امرأتان. . . ". أخرجه النسائي (7 / 63) والحاكم (2 / 186) من حديث أبي هريرة واللفظ للنسائي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(27) سبل السلام 3 / 311، ومغني المحتاج 2 / 401، 3 / 251 والمغني 7 / 27، 35، وابن عابدين 2 / 98، والفواكه الدواني 2 / 45 - 46.
(28) حديث بشير: " أكل ولدك نحلت مثله. . . ". أخرج الروايتين الأولى والثانية البخاري (فتح الباري 5 / 211) ، وأخرج مسلم (3 / 1243) الرواية الثالثة.
(29) سورة الشورى / 23.
(30) تفسير القرطبي 16 / 20 - 23، فتح الباري 8 / 564 - 565، الشفا 2 / 573، 605 وما بعدها، دليل الفالحين شرح رياض الصالحين 2 / 195 - 202، والقوانين الفقهية / 21. وحديث: لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى) . أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11 / 444) وضعف إسناده السيوطي في الدر المنثور (7 / 348) .
(31) حديث: " أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر. . ". أخرجه مسلم (4 / 1873) من حديث زيد بن أرقم.
(32) دليل الفالحين 2 / 202 - 203، والشفا 2 / 605 - 610، وتفسير القرطبي 16 / 23. وقول أبي بكر ﵁: " ارقبوا محمدًا ﷺ في أهل بيته " أخرجه البخاري (فتح الباري 7 / 78) .
(33) فتح الباري 7 / 8 وما بعدها، وتفسير القرطبي 8 / 235 - 240، 17 / 240 - 242، 18 / 19، الشفا 2 / 615 وما بعدها.
(34) سورة التوبة / 100.
(35) فتح الباري 7 / 16.
(36) الشفا 2 / 616.
(37) دليل الفالحين 2 / 254 - 255، والشفا 2 / 617، وفتح الباري 7 / 110 وما بعدها.
(38) سورة الحشر / 9.
(39) حديث: " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق. . . ". أخرجه البخاري (فتح الباري 7 / 113) .
(40) حديث: " آية الإيمان حب الأنصار. . ". أخرجه البخاري (فتح الباري 1 / 62) من حديث أنس. وانظر فتح الباري 7 / 113 وما بعدها، وتفسير القرطبي 18 / 21، 26، والشفا 2 / 614 - 616.
(41) فتح الباري 11 / 357 - 361، وإحياء علوم الدين 4 / 675.
(42) حديث: " من أحب لقاء الله. . ". أخرجه البخاري (فتح الباري 11 / 357) من حديث عبادة بن الصامت.
(43) حديث: " لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به. . ". أخرجه البخاري (فتح الباري 10 / 127) ومسلم (4 / 2064) من حديث أنس واللفظ لمسلم.
(44) فتح الباري 11 / 360 - 361، وسبل السلام 2 / 184، 185، ومغني المحتاج 1 / 357، وإحياء علوم الدين 4 / 474 - 478.
(45) سورة آل عمران / 31.

الموسوعة الفقهية الكويتية: 186/ 36