الودود
كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...
وصف للمسلم الذي معه أصل الإيمان الذي لا يتم إسلامه إلا به، بل لا يصلح إلا به، فهذا في أدنى مراتب الدين . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "وَيَقُولُونَ : هُوَ مُؤْمِنٌ نَاقِصُ الإِيمَانِ، أَوْ مُؤْمِنٌ بِإِيمَانِهِ فَاسِقٌ بِكَبِيرَتِهِ، فَلاَ يُعْطَى الاسْمَ الْمُطْلَقَ، وَلاَ يُسْلَبُ مُطْلَقَ الاسْمِ ". والفرق بين مطلق الإيمان، والإيمان المطلق؛ أن مطلق الإيمان أي أصله . والإيمان المطلق أي الكامل
أَصْلُ الإيمانِ الذي لا يَصِحُّ الإِسْلامُ إلّا بِه.
مُطْلَقُ الإيمانِ: هو أصْلُ الإيمانِ الذي لا يَصِحّ الإسلامُ إلّا بِه، وهذه المَرتَبَةُ مِن الإيمانِ غيرُ قابِلَةٍ لِلنُّقصانِ؛ لأنّها حَدُّ الإسلامِ، والفاصِلُ بين الإيمانِ والكُفْرِ، وهذا النَّوعُ واجِبٌ على كُلِّ مَن دَخَلَ دائِرَةَ الإيمانِ، وشَرطٌ في صِحَّتِهِ؛ لأنَّ اسمَ الإيمانِ وحكمَهُ يَشْمَلُ كُلَّ مَن دَخَلَ فيه، وإن لم يَسْتَكْمِلْهُ، ولكن مَعَه الحَدّ الأدنى مِنه، وهو ما يَصِحُّ بِهِ إسْلامُهُ، ومُرتَكِبُ الكَبائِرِ داخِلٌ في هذا المَعنى، وهذا الإيمانُ يَتَحَقَّقُ بِالتَّصدِيقِ والانْقِيادِ المُجمَلِ، وتَوحيدِ اللهِ تعالى في ذاتِهِ وصِفاتِهِ وأفعالِهِ، واستِحقاقه سُبحانَه وحدَهُ لِلعبادَةِ، واتِّباعِ أوامِرِهِ ونَواهِيهِ، واتِّباعِ رَسولِهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فإذا عَملَ بهذا كُلِّه؛ فقد حَقَّقَ أصْلَ الإيمانِ الذي يَنْجُو بِهِ من الكُفْرِ، ومِن الخُلُودِ في النّارِ، ومَصِيرُهُ يكون إلى الجنَّةِ؛ إن ماتَ عليه، وإنْ قَصَّر في بعض الواجِبات، أو ارتَكَبَ بعضَ المُحرَّماتِ.
أصل الإيمان الذي لا يصح الإسلام إلا به، فهذا في أدنى مراتب الدين.
* الدرر السنية في الأجوبة النجدية : (1/332)
* التعريفات الاعتقادية : (ص 82)
* الإيمان حقيقته، خوارمه، نواقضه عند أهل السنة والجماعة : (ص 50)
* مجموع فتاوى ابن تيمية : (7/240)
* معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول : (3/1017)
* التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة : (ص 111)
* شرح العقيدة الواسطية : (ص 236)
* التمهيد شرح كتاب التوحيد : (ص 101) -
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".