الشكور
كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «إن الدعاء هو العبادة». ومن حديث أنس رضي الله عنه بلفظ: «الدعاء مُخُّ العبادة».
[حديث النعمان بن بشير: صحيح. حديث أنس بن مالك: ضعيف.] - [حديث النعمان رضي الله عنه: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد. حديث أنس رضي الله عنه: رواه الترمذي.]
الدعاء هو العبادة: يدل على أن دعاء الله تعالى هو أصل عبادته التي تعبد الله بها خلقه، لأن الإنسان إذا انقطع أمله مما سوى الله وأظهر العجز وأفرد ربه بالدعاء، ولم يلتفت قلبه إلى غيره فقد اعترف لله تعالى بالكمال وإجابة الدعاء، وأنه سميع قريب على كل شيء قدير، وهذه هي حقيقة العبادة وخلاصة التوحيد. أما قوله: الدعاء مخ العبادة: معناه أن خالص العبادة وروحها التي لا تقوم العبادة إلا بها هو الدعاء كما أن الإنسان لا يقوم إلا بالمخ.
مُخُّ العبادة | مُخُّ الشيء: خالصه وما يقوم به كمخ الدماغ للإنسان الذي هو نقيه وخلاصته، ومخ العبادة أي خالص العبادة وأصلها وروحها. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".