المصور
كلمة (المصور) في اللغة اسم فاعل من الفعل صوَّر ومضارعه يُصَوِّر،...
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي ﷺ يذكر الله على كل أحْيَانِه».
[صحيح.] - [رواه مسلم والبخاري معلقا. للفائدة: التعليق حذف الإسناد.]
معنى الحديث: "كان النبي ﷺ يذكر الله" بجميع أنواع الذكر من التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد ومن ذلك قراءة القرآن؛ لأن القرآن من ذِكْر الله، بل هو أفضل أنواع الذِّكْر. "على كل أحْيَانِه" أي أن النبي ﷺ كان يذكر الله في جميع أوقاته ولو كان مُحدثا حَدَثا أصغر أو أكبر، إلا أن العلماء استثنوا من ذِكْر الله تعالى قراءة القرآن حال الجنابة، فالجُنُب ليس له أن يقرأ القرآن حال الجَنَابة مطلقا، لا نَظَرا ولا عن ظَهر قَلْب؛ لحديث علي رضي الله عنه قال: "كان النَّبي ﷺ يُقْرِئُنَا القرآن ما لم يَكُن جُنباً" أحمد وأصحاب السنن الأربعة. واختلف العلماء في الحائض والنفساء هل تلحقان بالجُنب؟ والأظهر أنه تجوز لهما القراءة عن ظهر قلب؛ لأنهما تطول مدتهما، وليس الأمر في أيديهما كالجنب. ويستثنى من جواز قراءة القرآن على أي حال: قراءته حال البول والغائط والجماع وفي المواطِن التي لا تليق بعَظَمَته، كالحمامات ودورات المياه وغير ذلك من المواضِع النجسة.
كل أحْيَانِه | جميع أوقاته. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".