المتين
كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...
عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن العَيْنَين وِكَاء السَّه، فإذا نَامَت العَينان اسْتٌطْلِقَ الوِكَاءُ».
[حسن.] - [رواه أحمد والدارمي.]
معنى الحديث: "العَيْنان وِكَاء السَّه" أي أن العينين في حال اليقظة تحفظ الدبر، وتمنع خروج الخارج منه، وإن خرج منه شيء شَعَر الإنسان به. "فإذا نَامَت العَينان اسْتَطْلَقَ الوِكَاءُ" أي أن الإنسان إذا نام حصل عنده استرخاء في عضلات البدن، فينطلق الحَبْل الذي كان يَشُد حلقة الدبر، فيخرج منه الرِّيح من غير أن يَشْعُر به. فالنبي ﷺ شبه العَين بالحَبل الذي يُشَدُّ به الوِعاء فإن كانت العينان مفتوحتان كان الحَبْل مشدودا على حلقة الدبر، حتى وإن خرج منه شيء شَعَر به، وإن نامت العينان استرخى الوِكَاء، فخرج ما بداخل القِرَبة من غير أن يَشْعُر بخروجه. وهذا من باب التشبيه وهو: تشبيه بليغ من النبي ﷺ ليُقَرب الحكم الشرعي إلى الأذهان، وهو من جوامع الكلم التي أوتيها النبي ﷺ.
وكَاء | الخيط الذي يُشَدُّ به الكيس أو القِرْبَة. |
السَّه | هي حَلَقة الدُّبُر. |
اسْتَطْلَقَ | انْحَل الوِكَاء، فصار لو خرج منه شيء لم يَشْعُر به. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".