المحسن
كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «طعام أول يوم حق، وطعام يوم الثاني سنة، وطعام يوم الثالث سُمْعَةٌ، ومن سَمَّعَ سَمَّعَ الُله به».
[ضعيف.] - [رواه الترمذي وابن ماجه.]
الحديث -إن صح- فيه تقسيم لحكم الوليمة، فتكون حقًّا، أي واجبة متحتمة في أي يوم، فهي ضيافة واجبة، وتكون طريقة متبعة يسير عليها غالب الناس، وهذا في اليوم الثاني، وتكون للرياء والشهرة في اليوم الثالث، ومحل الكراهة أو التحريم في اليوم الأول والثاني والثالث، فيعاقب صاحبها يوم القيامة بأن يفضحه الله على رؤوس الخلاق لأن الجزاء من جنس العمل، إلا أنه قد ثبت في صحيح السنة ما يدل على جواز الإيلام فوق الثلاثة أيام إذا دعت إليه حاجة.
حق | واجب عند بعض العلماء والجمهور على أن (حق) بمعنى سنة مؤكدة. |
سُنَّةٌ | طريقة متبعة جرت به عادة الناس، وليس المراد سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-. |
سمعة | طلب إسماع الناس، فيكون فعلها حرامًا والإجابة إليها كذلك. |
سمع الله به | فضحه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق؛ لأنه عمل هذه الوليمة لغير وجه الله فكانت عقوبته فضحه على الملاْ. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".