الأكرم
اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...
«يؤكل الطعام بثلاث: مع الإخوان بالسرور، ومع الفقراء بالإيثار، ومع أبناء الدنيا بالمروءة» المَرْداوي أحمد بن حنبل رحمه الله.
«مَا سَادَ مِنَّا إِلَّا سَخِيٌّ عَلَى الطَّعَامِ» جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ –رحمه الله-. " قرى الضيف"، لابن أبي الدنيا: (35).
«من أكل كثيرا شرب كثيرا، فنام كثيرا، فخسر كثيرًا» ابن قيم الجوزية –رحمه الله-. "مدارج السالكين"، لابن قيم الجوزية: (456/1).
«خيركم من أطعم الطعام للإخوان والجيران والفقراء والمساكين؛ لأن فيه قوام الأبدان وحياة كل حيوان» المناوي –رحمه الله-. "فيض القدير"، للمناوي: (496/3).
«لأن أجمع نفرا من إخواني على صاع أو صاعين من طعام، أحب إلي من أن أخرج إلى سوقكم فأعتق رقبة». علي بن أبي طالب رضي الله عنه. "الأدب المفرد"، للبخاري: (566).
«يَا بُنَيَّ لَا تَأْكُلْ شِبَعًا فَوْقَ شِبَعٍ، فَإِنَّكَ إِنْ تَنْبُذَهُ لِلْكَلْبِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ ذَلِكَ» لقمان الحكيم رحمه الله. "الزهد"، لوكيع: (73).
ويُكْرَهُ نَفخٌ في الْغَدَا وتَنَفُّسٌ*****وجَوْلانُ أَيدٍ في طعامٍ مُوَحَّدِ فإنْ كانَ أنواعًا فلا بأسَ فالَّذِي*****نُهِيَ في اتِّحادٍ قدْ عُفِيَ في التعَدُّدِ وكُلْ بثلاثٍ مِنْ أَصَابِعَ جالِسًا*****ومَعْ قائمٍ فاكْرَهْهُما ومُمَدَّدِ وأَكْلَكَ بالثِّنْتَيْنِ والإصْبَعِ اكْرَهَنْ*****ومعْ نَتَنِ العَرْفِ اكْرَهْ إتيانَ مَسجِدِ وأَخذٌ وإعطاءٌ وأكلٌ وشَربةٌ*****بيُسراهُ فاكْرَهْهُ ومُتَّكِئًا زِدِ وكُلْ جالِسًا فوقَ اليَسارِ ونَاصِبِ الـ*****ـيمينَ وبَسْمِلْ ثمَّ في الانْتِهَا احْمَدِ ويُكرَهُ سَبْقُ القومِ للأكْلِ نَهْمَةً*****ولكنَّ رَبَّ البيتِ إنْ شاءَ يَبْتَدِي ومِنْ قَبْلِ مَسحٍ فَالْعَقِ اليدَ والإِنَا*****يُبارَكْ ويَسْتَغْفِرْ لكَ الصَّحْنُ أَسْنِدِ وكُنْ رافعًا قبلَ القِيامِ الطعامَ قدْ*****نُهِيَ عنْ قِيامٍ قبلَ رفْعِ الْمُمَيَّدِ وجَمْعٌ على الزادِ العِيالَ يَزِدْ نَمَا*****لَهم وانْهَهُمْ عنْ أَكْلِهم بتَفَرُّدِ ولا بَأْسَ أنْ يَخْبَا الفتى قُوتَ أَهْلِهِ*****لعامٍ وفي ذا بالنَّبِيِّ لِتَقْتَدِ ولا بأسَ عندَ الأكْلِ مِنْ شِبَعِ الفَتَى*****ومَكروهٌ الإسرافُ والثُّلْثَ أَكِّدِ ويَحْسُنُ قبلَ الْمَسْحِ لَعقُ أصابِعٍ*****وأَكلُ فُتاتٍ ساقطٍ بتَثَرُّدِ ويَحْسُنُ تَصغيرُ الْفَتَى لُقمةَ الغَذَا*****وبعدَ ابتلاعٍ ثَنِّ والمضْغَ جَوِّدِ وتخليلُ ما بينَ المواضِعِ بَعْدَهُ*****وأَلْقِ وجانِبْ ما نَهَى اللَّهُ تَهْتَدِ وغَسْلُ يدٍ قبلَ الطعامِ وبعدَهُ*****ويُكرَهُ بالمطعومِ غيرَ مُقَيَّدِ ويُكرَهُ نومُ الْمَرءِ مِنْ قَبْلِ غَسْلِهِ*****مِن الدُّهْنِ والألبانِ للفَمِ واليدِ وكُلْ طَيِّبًا أوْ ضِدَّهُ والْبَسِ الذي*****تُلاقِيهِ مِنْ حِلٍّ ولا تَتَقَيَّدِ وما عِفْتَهُ فاتْرُكْهُ غيرَ مُعَنِّفٍ*****ولا عائِبٍ رِزْقًا وبالشَّارِعِ اقْتَدِ ولا تَشْرَبَنْ مِنْ فِي السِّقاءِ وثُلْمَةِ الْـ *****ـإِنَاءِ وانظُرَنْ فيهِ ومَصًّا تَزَرَّدِ وَنَحِّ الإِنَا عنْ فِيكَ واشْرَبْ ثلاثةً*****هُوَ اهْنَا وأَمْرَا ثمَّ أَرْوَى لِمَنْ صَدِي وأَخْذٌ وإعطاءٌ وأَكْلٌ وشُرْبُهُ*****بِيُسْرَاهُ فاكْرَهْهُ ومُتَّكِئًا زِدِ "الألفية في الآداب الشرعية" (ص51-52، 57).
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".