البحث

عبارات مقترحة:

الجواد

كلمة (الجواد) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم...

الشافي

كلمة (الشافي) في اللغة اسم فاعل من الشفاء، وهو البرء من السقم،...

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

آداب الأكل

اهتم الإسلام بطعام المسلم وغذائه اهتماما كبيرًا؛ فلا يخلو كتاب من كتب الفقه من باب الأطعمة أو الأشربة. ولا شك أن الطعام والشراب مفتاح التمتع بصحة جيدة وقوية. وإن التغذية السليمة توفر للجسم العناصر الضرورية للحياة، والنقص فيها مصدر للأمراض والاضطرابات؛ لهذا كله كان الأكل من الدين وعليه نبه رب العالمين بقوله وهو أصدق القائلين: ﴿ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾ ، [المؤمنون : 51 ]. وقد جاء ديننا بمحاسن الآداب ومكارم الأخلاق في كل مجالات الحياة، ومنها الطعام والشراب، وهذه جملة من آداب الأكل نضعها بين يدي القارئ الكريم لتعم بها الفائدة بإذن الله تعالى.

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ، أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). الأكل: كل ما أُكِلَ. يقال: أَكَلْتُ الطعام أَكْلاً ومَأْكلاً. والأَكْلَةُ: المرّة الواحدة حتّى تشبع. والأُكلة بالضم اللقمة. تقول: أكلت أُكْلَةً واحدة، أي لقمةً. وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَكُولٌ كَثِيرُ الأكل، وَالْأَكِيلُ: الَّذِي يُؤَاكِلُكَ. وَالْمَأْكَلُ مَا يُؤْكَلُ، كَالْمَطْعَمِ. وَالْمُؤْكِلُ الْمُطْعِمُ. "الصحاح"، للجوهري: (1624/4)، "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (122/1).

التعريف اصطلاحًا

الأكل: إيصال ما يتأتى فيه المضغ إلى الجوف ممضوغاً كان أو غيره فلا يكون اللبن والسويق مأكولاً. "التعريفات"، للجرجاني: (ص 34). ويمكننا تعريف آداب الأكل بأنها: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب عند تناول الطعام، والبعد عن كل ما يشين الإنسان من الأقوال والأفعال.

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للأكل يتبين لنا أن التعريف الاصطلاحي مبني على التعريف اللغوي؛ فكل ما أكله الإنسان مما يمضغ ويصل إلى جوفه من الطعام فهو الأكل، وكل ما لا يمضغ لا يسمى أكلًا وإن وصل إلى الجوف؛ كالشراب واللبن وغيرهما.

الفضل

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ - وَقَالَ مَرَّةً: إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ - قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا وَأَرْوَانَا، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلاَ مَكْفُورٍ﴾، وَقَالَ مَرَّةً: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّنَا، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلاَ مُوَدَّعٍ وَلاَ مُسْتَغْنًى، رَبَّنَا»، أخرجه البخاري: (5459) عن وحشيّ بن حَرْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَأْكُلُ وَلَا نَشْبَعُ، قَالَ: «فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ؟»، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ»، أخرجه أبو داود: (3764). عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخَذَ بِيَدِ مَجْذُومٍ فَوَضَعَهَا مَعَهُ فِي الْقَصْعَةِ، وَقَالَ: ﴿كُلْ ثِقَةً بِاللَّهِ وَتَوَكُّلًا عَلَيْهِ﴾، أخرجه أبو داود: (3925).

الأدلة

القرآن الكريم

آداب الأكل في القرآن الكريم
ورد فعل الأمر "كلوا" في القرآن الكريم خمس عشرة مرة · أمر الله تعالى رسله أن يأكلوا من طيبات ما زرقهم وأن يعملوا الصالحات؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾، [المؤمنون : 51 ]. ] · أمر الله تعالى عباده المؤمنين خاصة أن يأكلوا من طيبات ما رزقهم وأن يشكروا نعم الله عليهم؛ فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾، [البقرة: 172 ]. أمر الله تعالى الناس أجمعين بأن يأكلوا مما أخرج لهم من الأرض حلالًا طيبًا، ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان؛ فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾، [البقرة: 168 ].

السنة النبوية

آداب الأكل في السنة النبوية
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا»، [أخرجه مسلم: (2734)]. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلَا يَأْكُلْ مِنْ أَعْلَى الصَّحْفَةِ، وَلَكِنْ لِيَأْكُلْ مِنْ أَسْفَلِهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ مِنْ أَعْلَاهَا»، [أخرجه أبو داود: (3772)]. عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا، وَسَقَانَا، وَكَفَانَا، وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ، وَلَا مُؤْوِيَ»، [أخرجه أبو داود: (5053)].

العقل

· الأكل يدفع عن الإنسان الهلاك، وهو مأمور بإحياء نفسه وعدم إلقائها إلى التهلكة. · الأكل يساعد المسلم على أداء الصلاة المفروضة عليه قائما، وأداء الصوم الواجب، لأنه من قبيل ما لا يتم الواجب إلا به. · الأكل يعين المسلم على تحصيل رزقه، وتحصيل العلم، وتعلمه. · الأكل يمنح المسلم القوة على النوافل والزيادة في الطاعات والعبادات. الأكل يمنح المسلم القوة اللازمة للجهاد في سبيل الله ومقارعة الطغاة.

الحكم

الأصل في الطعام والشراب الحل ؛ فلا يحرم منه إلا ما حرمه الله ورسوله، فكل ما ورد تحريمه في الكتاب والسنة، يجب الابتعاد عنه، وتركه طاعة لله ولرسوله وما سواه من الأطعمة والأشربة فهو حلال مباح. والحلال من الطعام والشراب كثير، وأما الحرام فمحدود ومعدود. ودليل ذلك قول الله تعالى في وصف النبي : ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾، وهذا يتناول جميع الأشياء من مطعم ومشرب، فكل ما ليس بخبيث فهو طيب حلال، فيدخل فيه أنواع الحبوب والثمار وهي أوسع الأصناف حلاً، ويدخل فيه الحيوانات البحرية والبرية كلها، ويدخل فيه الطيور ونحوها من، إلا ما كان خبيثًا. فأباح الله تعالى للإنسان أن يأكل ويشرب من الطيبات؛ ليتمتع ويتلذذ بما أنعم الله عليه به، ويستعين به على العلم والعمل ويقوى به على التقوى، ويدفع عن نفسه الهلاك؛ فهو مأمور بإحياء نفسه وعدم إلقائها إلى التهلكة، قال تعالى: ﴿ قلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ ، [الأعراف : 32 ]. "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (2/2).

أقوال أهل العلم

«يؤكل الطعام بثلاث: مع الإخوان بالسرور، ومع الفقراء بالإيثار، ومع أبناء الدنيا بالمروءة» المَرْداوي أحمد بن حنبل رحمه الله.
«مَا سَادَ مِنَّا إِلَّا سَخِيٌّ عَلَى الطَّعَامِ» جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ –رحمه الله-. " قرى الضيف"، لابن أبي الدنيا: (35).
«من أكل كثيرا شرب كثيرا، فنام كثيرا، فخسر كثيرًا» ابن قيم الجوزية –رحمه الله-. "مدارج السالكين"، لابن قيم الجوزية: (456/1).
«خيركم من أطعم الطعام للإخوان والجيران والفقراء والمساكين؛ لأن فيه قوام الأبدان وحياة كل حيوان» المناوي –رحمه الله-. "فيض القدير"، للمناوي: (496/3).
«لأن أجمع نفرا من إخواني على صاع أو صاعين من طعام، أحب إلي من أن أخرج إلى سوقكم فأعتق رقبة». علي بن أبي طالب رضي الله عنه. "الأدب المفرد"، للبخاري: (566).
«يَا بُنَيَّ لَا تَأْكُلْ شِبَعًا فَوْقَ شِبَعٍ، فَإِنَّكَ إِنْ تَنْبُذَهُ لِلْكَلْبِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ ذَلِكَ» لقمان الحكيم رحمه الله. "الزهد"، لوكيع: (73).
ويُكْرَهُ نَفخٌ في الْغَدَا وتَنَفُّسٌ*****وجَوْلانُ أَيدٍ في طعامٍ مُوَحَّدِ فإنْ كانَ أنواعًا فلا بأسَ فالَّذِي*****نُهِيَ في اتِّحادٍ قدْ عُفِيَ في التعَدُّدِ وكُلْ بثلاثٍ مِنْ أَصَابِعَ جالِسًا*****ومَعْ قائمٍ فاكْرَهْهُما ومُمَدَّدِ وأَكْلَكَ بالثِّنْتَيْنِ والإصْبَعِ اكْرَهَنْ*****ومعْ نَتَنِ العَرْفِ اكْرَهْ إتيانَ مَسجِدِ وأَخذٌ وإعطاءٌ وأكلٌ وشَربةٌ*****بيُسراهُ فاكْرَهْهُ ومُتَّكِئًا زِدِ وكُلْ جالِسًا فوقَ اليَسارِ ونَاصِبِ الـ*****ـيمينَ وبَسْمِلْ ثمَّ في الانْتِهَا احْمَدِ ويُكرَهُ سَبْقُ القومِ للأكْلِ نَهْمَةً*****ولكنَّ رَبَّ البيتِ إنْ شاءَ يَبْتَدِي ومِنْ قَبْلِ مَسحٍ فَالْعَقِ اليدَ والإِنَا*****يُبارَكْ ويَسْتَغْفِرْ لكَ الصَّحْنُ أَسْنِدِ وكُنْ رافعًا قبلَ القِيامِ الطعامَ قدْ*****نُهِيَ عنْ قِيامٍ قبلَ رفْعِ الْمُمَيَّدِ وجَمْعٌ على الزادِ العِيالَ يَزِدْ نَمَا*****لَهم وانْهَهُمْ عنْ أَكْلِهم بتَفَرُّدِ ولا بَأْسَ أنْ يَخْبَا الفتى قُوتَ أَهْلِهِ*****لعامٍ وفي ذا بالنَّبِيِّ لِتَقْتَدِ ولا بأسَ عندَ الأكْلِ مِنْ شِبَعِ الفَتَى*****ومَكروهٌ الإسرافُ والثُّلْثَ أَكِّدِ ويَحْسُنُ قبلَ الْمَسْحِ لَعقُ أصابِعٍ*****وأَكلُ فُتاتٍ ساقطٍ بتَثَرُّدِ ويَحْسُنُ تَصغيرُ الْفَتَى لُقمةَ الغَذَا*****وبعدَ ابتلاعٍ ثَنِّ والمضْغَ جَوِّدِ وتخليلُ ما بينَ المواضِعِ بَعْدَهُ*****وأَلْقِ وجانِبْ ما نَهَى اللَّهُ تَهْتَدِ وغَسْلُ يدٍ قبلَ الطعامِ وبعدَهُ*****ويُكرَهُ بالمطعومِ غيرَ مُقَيَّدِ ويُكرَهُ نومُ الْمَرءِ مِنْ قَبْلِ غَسْلِهِ*****مِن الدُّهْنِ والألبانِ للفَمِ واليدِ وكُلْ طَيِّبًا أوْ ضِدَّهُ والْبَسِ الذي*****تُلاقِيهِ مِنْ حِلٍّ ولا تَتَقَيَّدِ وما عِفْتَهُ فاتْرُكْهُ غيرَ مُعَنِّفٍ*****ولا عائِبٍ رِزْقًا وبالشَّارِعِ اقْتَدِ ولا تَشْرَبَنْ مِنْ فِي السِّقاءِ وثُلْمَةِ الْـ *****ـإِنَاءِ وانظُرَنْ فيهِ ومَصًّا تَزَرَّدِ وَنَحِّ الإِنَا عنْ فِيكَ واشْرَبْ ثلاثةً*****هُوَ اهْنَا وأَمْرَا ثمَّ أَرْوَى لِمَنْ صَدِي وأَخْذٌ وإعطاءٌ وأَكْلٌ وشُرْبُهُ*****بِيُسْرَاهُ فاكْرَهْهُ ومُتَّكِئًا زِدِ "الألفية في الآداب الشرعية" (ص51-52، 57).

الآداب

الآداب قبل الأكل

غسل اليدين قبل الأكل؛ لأنها لا تخلو من درن. · أن يوضع الطعام على السفرة الموضوعة على الأرض، فإن ذلك أقرب إلى فعل رسول -الله صلى الله عليه وآله وسلم- من رفعه على المائدة، وهو أدنى إلى التواضع. أن يجلس الجلسة على السفرة، فينصب رجله اليمنى، ويعتمد على اليسرى. · أن ينوى بأكله أن يتقوى على طاعة الله تعالى؛ ليكون مطيعاً بالأكل، ولا يقصد به التنعم فقط، وعلامة صحة هذه النية أخذ البلغة دون الشبع. أن لا يمد يده إلى الطعام إلا وهو جائع، وأن يرفع يده قبل الشبع. أن يرضى بالموجود من الرزق، ولا يحتقر اليسير منه. أن يجتهد في تكثير الأيدي على الطعام ولو من أهله وولده.

الآداب مع الأكل

أن يبدأ ببسم الله في أوله، ويحمد الله تعالى في آخره. أن يأكل باليمنى. أن يُصَغِّر اللقمة، ويُجَوِّد مضغها. أن لا يمد يده إلى أخرى حتى يبتلع الأولى. أن لا يذم مأكولاً. أن يأكل مما يليه، إلا أن يكون الطعام متنوعًا؛ كالفاكهة. أن يأكل بثلاثة أصابع. أن يأخذ اللقمة إذا وقعت. أن لا ينفخ في الطعام الحار. أن لا يجمع بين الطعام وقشره أو نواه في طبق واحد؛ كالتمر والنوى. أن لا يجمع النوى في كفه، بل يضعه من فيه على ظهر كفه ثم يلقيه، وكذا كل ماله عجم. أن لا يشرب الماء في أثناء الطعام.

الآداب بعد الأكل

أن يمسك عن الأكل قبل الشبع. أن يلعق أصابعه. أن يمسح الإناء. أن يحمد الله على نعمة الأكل. أن يغسل يده من الإدام. انظر "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (3/2)، "مختصر منهاج القاصدين"، لابن قدامة المقدسي: (71)، "الآداب الشرعية"، لابن مفلح: (174/3).

نماذج وقصص

قال الشبلي -رحمه الله تعالى-: " عزمت أن لا آكل إلا حلالاً وأنا أطوف بالبراري، فرأيت شجرة فمددت يدي إليها فنادتني الشجرة: تأدب يا شبلي مع الله تعالى فإني لرجل يهودي، فتركتها وانصرفت ". وعن الفضيل العسقلاني رضي الله عنه انه اشتهى سمكاً منذ مدة سنين وعاهد نفسه أنه لا يأكله إلا حلالاً، فمد يده ليأكل منه، وإذا بشوكة قد أصابت يده، فقال: " إذا كان هذا حال من مد يده إلى حلال، فكيف حال من يده إلى حرام ". فحلف أن لا يأكله بقية عمره. وحكي أن أويس القرني رضي الله عنه مكث ثلاثة أيام لا يأكل شيئاً، ثم مشى فرأى ديناراً في الأرض، فرفعه إليه وقال: هم وغم، ثم ألقاه من يده؟ فبينما هو كذلك، إذا بشاة في فمها رغيف ساخن، فقال في نفسه: لعل هذه الشاة أخذته من راعيها، فأنطقها الله تعالى وقالت: " يا أويس، هذا رزق من عند الله تعالى، أتاني به جبريل عليه السلام، وأمرني بدفعه لك ". وكان بعض الصالحين رضي الله عنهم إذا جاء أوان الفواكه ذهب إلى السوق فيشتري منها ويذهب بها إلى الكتاتيب، فمن أشار إليه أطعمه من تلك الفواكه، ويقول للمعلم: " هل عندك فقير أو يتيم؟ فيقول هذا وهذا، فيعطيهم من تلك الفواكه، فلما مات الرجل رؤي في المنام وهو في بستان عظيم كثير الفواكه، وهو يأكل منها ما أحب، فقيل له: ما هذا؟ فقال: أطعمنا له فأطعمنا ". وقال أبو بكر رضي الله عنه: دخلت على أبي مسلم في يوم عيد، فرأيت عليه قميصاً مرقعاً، وبين يديه خروف وهو يأكل منه، فقلت: يا أبا مسلم، فقال: لا تنظر إلى الخروف ولكن انظر إذا سألني ربي، من أين لك هذا؟ فأي جواب أقوله وما اعتذاري. وعن أبي موسى بن إبراهيم رضي الله عنه، أنه قال: رأيت فتح الموصلي يوم عيد، وقد رأى الناس بالثياب والعمائم، فقال: لثوب يبلى، وجسد يأكله الدود غداً، هؤلاء أنفقوا دنياهم في بطونهم وعلى ظهورهم، ويأتون ربهم مفلسين. انظر"الزهر الفائح"، لابن الجزري: (88).

أحاديث عن آداب الأكل