الباسط
كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...
عن رجل من أصحاب النبي ﷺ أن النبي ﷺ قال: «إذا اجْتَمَعَ الدَّاعِيَان فَأَجِبْ أَقْرَبَهما بابًا، فإنَّ أقْربَهما بابًا أقْربُهما جِوَارًا، وإن سَبَقَ أحدُهما فَأَجِبِ الذي سَبَقَ».
[ضعيف.] - [رواه أبو داود وأحمد.]
يدل الحديث على أن الإنسان إذا دعاه رجلان من جيرانه, ولم يمكن الجمع بينهما -كأن يكون وقت الوليمتين واحدا-, فإنه يجيب الأسبق منهما بالدعوة ولو كان بعيدًا؛ لأن له فضل السبق بالدعوة, ولأن إجابته وجبت حين دعاه, فإن دعياه في وقت واحد بأن لم يسبق أحدهما الآخر, فإنه يجيب أقربهما بابًا؛ لأن أقربهما بابًا أقربهما جوارًا, زاد بعض العلماء: فإن استويا في القرب أجاب أكثرهما علمًا ودينًا وصلاحًا, فإن استويا أقرع بينهما.
إذا اجتمع الداعيان | أي إلى الطعام. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".