الظاهر
هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...
عن أبي الزِّناد قال: سألتُ سعيد بن المسيب عن الرجل، لا يجدُ ما يُنفقُ على امرأته، قال: يُفَرَّقُ بينهما. قال أبو الزِّناد: قلتُ: سُنَّة؟ فقال سعيد: سُنَّة.
[قال الحافظ ابن حجر: مُرْسَلٌ قَوِي.] - [رواه الشافعي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور والبيهقي.]
هذا الأثر فيه أن سعيد بن المسيب أحد كبار التابعين لما سئل عن الرجل الذي لا يجد ما ينفقه على زوجته أفتى بأنه يُفسخ العقد بينهما, وبين أنَّ ما أفتى به هو سُنة عن النبي ﷺ، والمراد بطلبها؛ لأن الحق لها، فأخذ العلماء من هذا الأثر أن للزوجة إذا أعسر زوجها بنفقتها لعدم المال وتعذر التكسب بأي وجه أن يفسخ نكاحها منه، لكن لو رضيت بحال زوجها ولم تطالب وصبرت, فلا شك أن هذا أعظم لأجرها وأولى لها وأفضل.
يُفَرَّقُ بينهما | كناية عن الطلاق. |
قلتُ | سُنَّة؟ : يريد السائل: هل هذا من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ |
فقال سعيد | سُنة : أي: سُنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإذا أضاف التابعي أمرًا إلى السنة فإنه يكون مرسلا لأنه لم يلقَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا اختيار الشافعي، واختار بعض العلماء أن يكون المعنى سنة الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم-. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".