الجميل
كلمة (الجميل) في اللغة صفة على وزن (فعيل) من الجمال وهو الحُسن،...
عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وأبي هريرة رضي الله عنهم مرفوعاً: «أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويُقيموا الصلاة، ويُؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءَهم وأموالَهم إلا بحق الإسلام وحسابُهم على الله -تعالى-».
[صحيح.] - [متفق عليها. حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رواه البخاري (1 /14 رقم25)، ومسلم (1 /53 رقم22). حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رواه البخاري (2 /105 رقم1399) (9 /15 رقم6924) (9 /93 رقم7284)، ومسلم (1 /51 رقم20). حديث أبي هريرة رضي الله عنه: رواه البخاري (4 /48 رقم2946)، ومسلم (1 /52 رقم21). ]
إن الله -تعالى- أمر بمقاتلة المشركين حتى يشهدوا بأن لا معبود بحق إلا الله وحده لا شريك له، ويشهدوا لمحمد ﷺ بالرسالة، والعمل بمقتضى هذه الشهادة من المحافظة على الصلوات الخمس، والزكاة عند وجوبها، فإذا قاموا بهذه الأركان مع ما أوجب الله عليهم، فقد منعوا وحفظوا دماءهم من القتل، وأموالهم لعصمتها بالإسلام، إلا بحق الإسلام بأن يصدر من أحد ما تحكم شريعة الإسلام بمؤاخذته من قصاص أو حدٍّ أو غير ذلك، ومن فعل ما أُمر به فهو المؤمن، ومن فعله تقية وخوفا على ماله ودمه فهو المنافق، والله يعلم ما يسره فيحاسبه عليه.
أمرت | أمرني ربي، لأنه لا آمر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا الله -عز وجل-. |
الناس | المشركين. |
حتى يشهدوا | "حتى" للغاية؛ أي: أمرت أن أقاتلهم إلى أن يشهدوا. |
ويقيموا الصلاة | يداوموا على الإتيان بها بشروطها، والمراد بالصلاة هنا المفروضة لا جنسها. |
ويؤتوا الزكاة | يعطوا الزكاة المفروضة لمستحقيها. |
عصموا | منعوا وحفظوا. |
إلا بحق الإسلام | بأن يصدر منهم ما يقتضي حكم الإسلامِ مُؤاخذتهم به من قصاص أو حد أو غرامة متلف أو نحو ذلك. |
وحسابهم على الله | الله يحاسبهم على ما في سرائرهم. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".