الكريم
كلمة (الكريم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل)، وتعني: كثير...
عن أبي ذر و معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «اتق الله حيثما كنت، وأَتْبِع السيئةَ الحسنةَ تمحها، وخالقِ الناسَ بخلقٍ حسنٍ».
[حسن.] - [حديث أبي ذر: رواه الترمذي وأحمد والدارمي. حديث معاذ رضي الله عنه: رواه الترمذي وأحمد.]
اتق الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه في أي مكان كنت, وبادر على فعل الحسنة بعد وقوعك في السيئة، لتكفرها وتزيل أثرها السيئ في القلب وعقابها من الصحف، وعامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به.
اتق الله | بامتثال أمره واجتناب نهيه، والوقوف عند حده. |
حيثما كنت | في أي مكان كنت فيه حيث يراك الناس، وحيث لا يرونك، فإنه مطلع عليك. |
أَتْبِع | أَلْحِق، أي افعل بعدها. |
السيئة | وهي ترك بعض الواجبات، أو ارتكاب بعض المحظورات. |
الحسنة | العمل الصالح. |
تمحها | تمح عقابها من صحف الملائكة وأثرها السيّئ في القلب. |
وخالق الناس | عاملهم. |
خلق حسن | وهو أن تفعل معهم ما تحب أن يفعلوه معك، فبذلك تجتمع القلوب، وتتفق الكلمة، وتنتظم الأحوال. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".