الآخر
(الآخِر) كلمة تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...
الحديث الأول: عن ابن مسعود مرفوعًا: «ما من شيء في الميزان أثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ. وإن الله يُبْغِض الفاحش البَذِيء». الحديث الثاني: عن أبي الدرداء مرفوعًا: «ليس المؤمن بِالطَّعَّان، ولا اللَّعَّان، ولا الفاحش، ولا البَذِيء».
[الحديث الأول: صحيح الحديث الثاني: صحيح] - [الحديث الأول رواه أبو داود والترمذي لكنه عند أبي داود مختصرًا. والحديث الثاني رواه الترمذي وأحمد.]
الحديث الأول: في الحديث فضيلة حسن الخلق، وهو كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقة الوجه، وأنه ليس هناك في الأعمال أعظم ثقلًا في ميزان العبد يوم القيامة. وأن الله -تعالى- يبغض من كان بهذا الوصف السيء، وهو أن يكون فاحش القول بذيء الكلام. الحديث الثاني: فيه أنه ليس من صفات المؤمن الكامل الإيمان أن يكون كثير القدح والعيب والوقوع في أعراض الناس، وليس من صفاته أن يكون كثير الشتم واللعن، فلا يكون طعاناً يطعن في الناس بأنسابهم أو بأعراضهم أو بشكلهم وهيئاتهم أو بآمالهم؛ بل إن قوة إيمانه تحمله على التحلي بمكارم الأخلاق، والبعد عن سيئها.
الفاحش | هو الذي يأتي السيء من قول أو فعل. |
البذيء | البذاءة: قبح الكلام وبذاءة اللسان، والسفه والفحش وإن كان صادقًا. |
الطعان | كثير السب والعيب للناس. |
اللعان | كثير اللعن للناس. |
ليس المؤمن | أي الكامل في الإيمان. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".