الأعلى
كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...
العربية
المؤلف | ناصر القطامي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - الحكمة وتعليل أفعال الله |
إن أهل الحسبة، رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هم رجال تحملوا عنا هم هذه المهمة العظيمة، وواصلوا مهمة الأنبياء والرسل.. وكم دفعوا عن الأمة شر إشاعة الفواحش وانتشارها! وكم من الشباب والفتيات نالوا من خير ما يقومون به! وكانوا سببًا في نجاتهم من براثن المعصية والمنكرات.. وكم من الأسر كادت أن تُهدم بسبب الخمور وغيرها.. استطاع هؤلاء الرجال أن يمنعوا بفضل الله -عز وجل- وقوعها. إن رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحملون على عاتقهم تلك الأمانة العظيمة، ويجاهدون في سبيل أدائها...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله أرسله الله رحمةً للعالمين، فشرح به الصدور، وأنار به العقول، وفتح به أعينًا عميًا وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
أما بعد: فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل عظيم من أصول الإسلام، وصفة من صفات الأنبياء والمرسلين، تلك المهمة العظمى والأمانة الكبرى التي هي حفاظ المجتمعات وسياج الآداب والكمالات بها صلاح أمرها واستتباب أمنها..
تلك الفريضة الغائبة، التي ما فقدت في قوم إلا زاغت عقائدهم وفسدت أوضاعهم وتغيرت طباعهم، وما ضعفت في مجتمع إلا بدت فيه مظاهر الانحلال وفشت فيه بوادر الاختلال.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلته عظيمة، وقد عدّه العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، وقدّمه الله عز وجل على الإيمان كما في قوله تعالى: (كُنتُم خَير أُمةٍ أخرجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنَهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ) [آل عمران: 110].
وقدّمه الله -عز وجل- على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فقال تعالى: (وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمنَاتُ بَعضُهم أولياءُ بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنَهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَلاةَ وَيُؤتُونَ الزكاةَ وَيُطيعُونَ اللهَ وَرَسُولهُ أُولَئِكَ سَيرحمُهُمُ اللهُ إنَّ اللهَ عَزِيزُ حَكِيمُ) [التوبة: 71].
وفي هذا التقديم إيضاح لعِظم شأن هذا الواجب، وبيان لأهميته في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب. وبتحقيقه والقيام به تصلح الأمة ويكثر فيها الخير ويضمحل الشر ويقل المنكر.
وبإضاعته تكون العواقب الوخيمة والكوارث العظيمة والشرور الكثيرة، وتتفرّق الأمة وتقسو القلوب أو تموت، وتظهر الرذائل وتنتشر، ويظهر صوت الباطل، ويفشو المنكر.
وهذه الصفة هي سبب خيرية الأمة، بها تنال عزها وكرمتها، ويتحقق ريادتها وقيادتها لغيرها من الأمم، قال الله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [آل عمران: 110].
وهو من صفات أهل التمكين والنصر، فقد عد الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أولى صفاتهم، كما قال تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)[الحج: 41].
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصال الصالحين، قال تعالى: (لَيسُوا سَواءً من أهلِ الكتَابِ أُمةُ قَائِمةُ يَتلُونَ آياتِ اللهِ آناء الليلِ وَهُم يَسجُدُونَ * يُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوم الآخِرِ وَيَأمرونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَن المُنكَر وَيُسَارِعُونَ في الخَيراتِ وَأولئِكَ منَ الصَّالِحُينَ) [آل عمران: 113- 114].
وهو صفة أكيدة من صفات المؤمنين، كما قال تعالى: (التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بالمعروف وَالنَّاهُونَ عنِ المُنكَرِ وَالحَافِظُونَ لحُدُودِ اللهِ وَبَشِرِ المُؤمِنِينَ) [التوبة: 112].
أما أهل النفاق فعلى العكس تمام من هذه الصفة، كما قال تعالى في شأنهم: (المُنَافِقُونَ وَالمُنافِقاتُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمُنكَرِ وَيَنَهَونَ عَن المَعرُوفِ وَيَقبِضُونَ أيدِيَهُم نَسُوا اللهَ فَنَسِيهُم إنَّ المُنافِقِينَ هُمُ الفَاسِقُونَ) [التوبة: 67].
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب تكفير الذنوب، فعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْفِتْنَةِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: أَنَا، قَالَ: إِنَّكَ لَجَرِيءٌ، وَكَيْفَ قَالَ؟ قَالَ: قُلْتُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَنَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ يُكَفِّرُهَا الصِّيَامُ وَالصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ" (رواه مسلم).
ومن فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أنه سبب في منع وقوه الهلاك، فما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا وقع بهم الهلاك، قال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) [هود: 117].
وعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ"[رواه الترمذي].
وقد أرسل الله -عز وجل- الملائكة لإهلاك قرية، فقالوا: يا رب، إن فيها صالحاً؟ قال: "به فابدؤوا"، قالوا: ولمَ يا رب؟ قال: "لأن وجهه لم يتمعر إذا رأى منكرًا".
وعَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ" وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، -قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟- قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ" (متفق عليه).
عباد الله:
إن أهل الحسبة، رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هم رجال تحملوا عنا هم هذه المهمة العظيمة، وواصلوا مهمة الأنبياء والرسل.. وكم دفعوا عن الأمة شر إشاعة الفواحش وانتشارها! وكم من الشباب والفتيات نالوا من خير ما يقومون به! وكانوا سببًا في نجاتهم من براثن المعصية والمنكرات.. وكم من الأسر كادت أن تُهدم بسبب الخمور وغيرها.. استطاع هؤلاء الرجال أن يمنعوا بفضل الله -عز وجل- وقوعها.
إن رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحملون على عاتقهم تلك الأمانة العظيمة، ويجاهدون في سبيل أدائها.
ويقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: "إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة" (رواه أحمد).
ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب". (رواه أبو داوود وغيره).
وكتب عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- إلى بعض عماله: "أما بعد، فإنه لم يظهر المنكر في قوم قط ثم لم ينههم أهل الصلاح بينهم إلا أصابهم الله بعذاب من عنده أو بأيدي من يشاء من عباده ولا يزال الناس معصومين من العقوبات والنقمات ما قُمع أهل الباطل واستخفي فيهم المحارم".
عباد الله:
إن من نعم الله علينا في بلادنا أن هيَّأ لنا حماة لسفينة البلاد، يدرؤون عنها العقاب بجهدهم وتفانيهم، إنهم -يا عباد الله- رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أولئك القوم الذين يسهرون ونحن نائمون في فرشنا، ويعملون ونحن منشغلون بدنيانا، يجاهدون للحفاظ على محارمنا وأعراضنا، ويصدون الباطل ويقاومون الفساد ويمنعون وقوع المنكرات.
وحتى تتضح مكانة هذه الطائفة ويُعلم فضلها وجهودها الجبارة في المحافظة على أمن المجتمع وسلامة أعراض الناس وأديانهم، إليكم بعض الأرقام وهي لعام واحد فقط: أكثرُ من مائتين وثمانية وثلاثين ألف قضية تتعلق بالتخلف عن صلاة الجماعة والمتأخرين في إغلاق المحلات بعد الأذان، وقضايا القمار والإفطار في نهار رمضان، أما القضايا الأخلاقية من معاكسات وخلوة واختطاف ونحوها فقد بلغ ما تم ضبطه من قبل رجال الهيئة أكثر من أحدى وأربعين ألف حالة خلال عام واحد فقط.
أيها المسلمون: إن القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهمة جسيمة ذات أعباء لا يقدر عليها إلا الكمّل من الرجال، هي مهمة الأنبياء والرسل -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-، مهمة تصطدم بشهوات الناس ونزواتهم وغرورهم وكبريائهم وهبوط السفلة منهم، ولا بد أن ينال القائمين بها شيء من الاعتداء والأذى.
فصبراً صبراً يا أهل الحسبة، فقد أُوذي إمامكم وقائدكم خاتم الأنبياء وإمام الحنفاء محمد -صلى الله عليه وسلم- فصبر وصابر حتى نصره الله..
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني بما فيه من الآيات والذكر الحكيم..
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، أحمده سبحانه على جزيل فضله، وكريم إنعامه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلاة الله وتسليماته عليه وعلى إخوانه، وأزواجه، وذريته، والتابعين لهم، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً ..
وبعد فهذه هذه وصايا للأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر:
1- الإخلاص: فالقائم بهذه المهمة العظيمة، ينبغي أن يكون قائما بها ابتغاء وجه الله -عز وجل-، لا يبتغي بها رياءً ولا سمعة، أو حتى يقال هذا صالح، وهذا تقي.. فالإخلاص من أهم قبول الأعمال، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى..".
2- أن يكون ورعًا: أي لا يأتي الذي ينهى عنه، ولا يترك الذي يأمر به؛ لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) [الصف: 2، 3]. وقال تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)[البقرة:44].
3- أن يكون حسَن الخلق، حليمًا، ويأمر بالرفق، وينهى باللين، لا يجد في نفسه إذا ناله سوء ممن نهاه، ولا يغضب إذا لحقه أذى ممن أمره، بل يصبر ويعفو ويصفح؛ لقوله تعالى: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ)[لقمان:17].
4- ألاّ يصل إلى هذه الفضيلة بمعصية؛ إذ لا ينبغي لمعرفة المنكر أن يتجسس على الناس في بيوتهم، أو يرفع ثياب أحدهم ليرى ما تحتها، أو يكشف الغطاء ليعرف ما في الوعاء؛ إذ الشارع أمر بستر عورات الناس، ونهى عن التحسس عنهم والتجسس عليهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا)[الحجرات: 12]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة" (رواه مسلم).
5- أن يأمر وينهى بالمعروف، فإن لم يفعل التارك للمعروف ولم يترك المرتكبُ للمنهي وعَظَهُ بما يرقق قلبه بذكر ما ورد في الشرع من أدلة الترغيب والترهيب، فإن لم يحصل امتثال استعمل عبارات التأنيب والتعنيف، والإغلاظ في القول، وهكذا يتدرج معه في الوعظ.
6- عدم إيذاء أهل الأمر بالمعروف، فإن إيذاء المصلحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أو الاعتداء عليهم أو الطعن فيهم أو تضخيم أخطائهم، وبث الإشاعات الكاذبة عنهم جرم عظيم وذنب كبير تصيب المرء مغبته ومعرّته ولو بعد حين، يقول جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ)[آل عمران: 21 - 22].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى قال: مَن عادَى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب" (رواه البخاري).
ثم صلوا وسلموا..