الوتر
كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...
العربية
المؤلف | عمر بن عبد الله المقبل |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المهلكات - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
إن من المحزن أن تتحول الرياضة -وبخاصة كرة القدم– من كونها وسيلة للتسلية والمنافسة العادية، إلى أن تكون أكبر سوقٍ تروَّج فيها بضاعة التعصب، وما ينتج عن ذلك من ازدياد البغضاء والشحناء، ونشر العداوة بين الأصدقاء، والأقارب، وزملاء المهنة!! ولقد وصل التعصب خصوصاً في السنوات الأخيرة إلى مستويات خطيرة جداً تهدد تماسك المجتمع، ووحدة الأسرة بل الوطن!! فهذا يقذف ذاك، والمتعصب للنادي الفلاني يحتقر أصول مشجِّعِ أو لاعبِ النادي الآخر، ووصل إلى الاتهام بالكبائر -كالرشوة، والكذب والخيانة-! ...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه....، أما بعد:
فإن الله -تعالى- بعث محمداً -صلى الله عليه وسلم- على حين فُرقةٍ من الناس، وتشتت لشملهم القوي يأكل الضعيف، ويظلمه ويستعبده ويذلّه، في صور من الظلم والعدوان.
ولقد كان من أعظم آثار بعثته -صلى الله عليه وسلم- اجتماع الناس بعد فُرقتهم، ولَمّ شعثهم بعد تشتتهم، كما قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)[آل عمران: 103].
وقال تعالى: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[الأنفال: 63]، فانطفأت ببعثته ورسالته نيران حروب امتدت عشرات السنين، على أمور تافهة، وأسباب ساقطة، واندحر الشيطان بذلك ردحاً من الزمن، ولكنه لم ييأس، فأخبر -صلى الله عليه وسلم- عنه بقوله: "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم"( مسلم ح(2812).
فلجأ إلى أساليب كثيرة، يصدّع بها بنيان الأمة المتماسك، كلها تلتقي عند هذا الأصل الفاسد: (التحريش بين المؤمنين).
ولعل التعصّب -بمختلف صوره- من هذه البوابات الكبرى التي دخل منها على العباد.
أيها الإخوة:
وإذا كانت ثمرة الاجتماع والتآلف هي القوة؛ فإن ثمرة التفرق والتحزب غير الشرعي هي الفشلُ! (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)[الأنفال: 46].
بل جعل الله الفرقةَ قرينة للعذاب، فقال تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ)[الأنعام: 65] نعوذ بالله من أسباب غضبه.
أيها الإخوة في الله:
والعصبية والتعصب التي نعني هي: مناصرة المحبوب في حق أو باطل. (معجم لغة الفقهاء (ص: 313)
وإذا ذُكر التعصب؛ فإنه يتبادر للذهن صورٌ وألوان، نفخ فيها الشيطان من رُوحه، فحملت به بعضُ القلوب والأنفس، فتخلّقت من ذلك أجنّةُ سوء، وأولاد شر، ومن ذلك:
1) التعصب للأقوال والرجال: وهذا أمرٌ يشترك فيه عددٌ من المنتسبين للعلم، والمحبين لشيوخهم وعلمائهم، ومن العجيب أنّ تعصُّب الأتباع أكثر من تعصب المتبوعين! لأن المتبوع -وهو العالم- يُدرِك أن المسائل التي يَسوغ فيها الاجتهاد لا يحل ذمّ المخالف فيها، بينما تجد العامي والتابع يتعصّب لقول شيخه أو لشيخه، دون بَصر أو فِقه.
ويتكرر المشهد اليوم –وللأسف- عند بعض الجماعات التي ترفع شعار الإسلام، والدعوة إليه؛ فيقع التحزّب والعصّب لها، فالقول قولها، وقول رئيسها وشيخها، وما عداه فهو إما باطل أو مرجوح! فلا تزداد الهوّة بين المسلمين إلا اتساعاً، وعلى يد من؟ على يد من يَنتسب للعلم أو الدعوة، بسبب التعصّب للجماعات أو الأقوال.
2) ومن صور التعصب المنتشرة المذمومة في غالب أحوالها: التعصب للقبائل، أو الدول والمناطق، أو الأجناس والأعراق:
ولن أجد تعليقاً على هذا النوع من التعصب خيراً من هذا المثال الذي رواه الشيخان عن جابر –رضي الله عنه- قال: "غزونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد ثاب معه -أي رجع- ناسٌ من المهاجرين حتى كثروا، وكان من المهاجرين رجل لعّاب -أي: يلعب بالحِراب كما تصنع الحبشة- فكسعَ أنصارياً (أي: ضربه من جهة مؤخرته)، فغضب الأنصاريُّ غضباً شديداً حتى تداعوا، وقال الأنصاري: يا للأنصار! وقال المهاجري: يا للمهاجرين! فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ما بال دعوى الجاهلية"! ثم قال: "ما شأنهم"؟ فأُخبر بكسعة المهاجري للأنصاري قال: فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "دعوها فإنها خبيثة" (مسلم ح(2584).
علّق شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- على هذه القصة قائلاً: "فهذان الاسمان -المهاجرون والأنصار- اسمان شرعيان جاء بهما الكتابُ والسنة، وسماهما الله بهما، وانتساب الرجل إلى المهاجرين أو الأنصار انتسابٌ حَسَن محمود عند الله وعند رسوله، ليس من المباح الذي يُقصد به التعريف فقط -كالانتساب إلى القبائل والأمصار- ولا من المكروه أو المحرم، كالانتساب إلى ما يُفضي إلى بدعة أو معصية أخرى، ثم مع هذا لما دعا كلٌّ منهما طائفته منتصراً بها؛ أنكر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ذلك، وسماها دعوى الجاهلية حتى قيل له: إن الداعي بها إنما هما غلامان، لم يصدر ذلك من الجماعة، فأمر بمنع الظالم وإعانة المظلوم؛ ليبيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن المحذور إنما هو تعصُّب الرجل لطائفته مطْلقاً فعلَ أهل الجاهلية، فأما نصرها بالحق من غير عدوان فحسن واجب أو مستحب"ا.هـ.(اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 241).
فتأملوا -يا عباد الله- كيف أنكر النبي -صلى الله عليه وسلم- على من استعمل اللفظ الشرعي لغرض غير شرعي، بل جعله من أمر الجاهلية! أين هذا ممن ينتسب إلى أمور أقلّ من ذلك بكثير!
وفي هذا السياق تأتي بعضُ الفضائيات وغيرها من المنابر الإعلامية لتعيد العصبية القبلية جذعة في الأمة؛ من خلال مسابقات شعرية أو غيرها من المنافسات التي تُرصَد لها عشرات الملايين! والتي لم تكتف بالتعريف بالقبيلة والتفاخر المبالَغ فيه، بل تجاوز ذلك إلى التعريض بالقبائل الأخرى! حتى سمعتُ –والله- عن أخبارٍ تُدمي القلب، تُثْبتُ انتقال عدوى التعصب إلى أطفال في المرحلة المتوسطة!!
أين التربية على قوله تعالى: (إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[الحجرات: 13]؟ قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وليس في كتاب الله آية واحدةٌ يَمدح فيها أحداً بنسبه، ولا يَذُمُّ أحداً بنسبه، وإنما يمدحُ الإيمانَ والتقوى، ويذمَ الكفرَ والفسوقَ والعصيان"ا.هـ.( دقائق التفسير(2/23).
أيها المسلمون: لقد صرّح النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذه من أمور الجاهلية بقوله: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة"( صحيح مسلم ح(934)، فتعساً لمن استبدل هديَ الإسلام بعادات الجاهلية!
وكون الإنسان يحب قبيلته أو أسرته أو بلده فهذا شيء فطري لا يُلام عليه، أو ناصَرَها بحقّ، فهذا مشروع، إنما المذموم: أن يقع ذلك على سبيل التعصّب، ونصرتها ومدحها بحق وبغير حق! فقد سُئل -صلى الله عليه وسلم-: أَمِنَ العصبية أن يحب الرجلُ قومَه؟ قال: «لا، ولكن من العصبية أن يعين الرجلُ قومه على الظلم»(سنن ابن ماجه ح (3949)، وسنده حسن).
وقد تداول الناسُ هذين اليومين إعلاناً عن مسابقة لترشيح أفضل قبيلة في المملكة، فإن ثبتت جدّية هذا الإعلان فإنه نذير شؤم، وعلى المسئولين إيقاف مثل هذه المسابقات التي لا يستريب عاقلٌ في سوء آثارها على وحدة البلاد وتماسكها!
ومن الآثار السيئة لهذا التعصّب: احتقار أقوامٍ لأجل بلدانهم وأوطانهم ومدنهم! وصدق سلمان رضي الله عنه: "إن الأرض لا تُقدِّس أحداً، وإنما يُقدِّس الإنسانَ عملُه"( موطأ مالك، رقم: 7).
وأشد من ذلك إن ترتب على هذا التعصّب طيشان ميزان العدل، فيقدَّم هذا ويؤخَّر هذا في الوظائف بناء على انتسابه لبلد أو لمدينةٍ ما!
ولخطورة مآلات هذا التعصّب الجاهلي، قال -صلى الله عليه وسلم-: "من قُتل تحت راية عُِمّية يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقتْلةٌ جاهلية"( مسلم ح:3440)، فسّره الإمام أَحْمد فقال: هُوَ الْأَمر الْأَعْمَى، كالعصبية الَّتِي لَا يستبان مَا وَجههَا. ومقصود الإمام رحمه الله: أنه يقاتل لهواه لا على مقتضى الشرع. (كشف المشكل من حديث الصحيحين (2/ 51).
الخطبة الثانية:
الحمد لله ....، أما بعد:
فلئن كانت أنواع التعصب التي أشرتُ لها في الخطبة الأولى خطيرة الأثر؛ فإن من أخطرها وأكثرها انتشاراً: التعصب الرياضي، الذي عمّ وطمّ، حتى وصل أثرُه إلى البيوت، بين الأزواج، أو بين الإخوة الأشقاء أنفسهم!!
تاريخ التعصب الرياضي يقول: "إن التعصب الرياضي يبدأ بالألفاظ البذيئة بين الجماهير، ثم إلى اعتداء المشجعين على اللاعبين وحُكّام المباريات، ثم إلى شجار المشجعين أنفسهم داخل أسوار الملاعب، ثم نقلها إلى خارج الملاعب"، والتي بلغت المئات من القتلى في بعض المواجهات الكروية!
إن من المحزن أن تتحول الرياضة -وبخاصة كرة القدم– من كونها وسيلة للتسلية والمنافسة العادية، إلى أن تكون أكبر سوقٍ تروَّج فيها بضاعة التعصب، وما ينتج عن ذلك من ازدياد البغضاء والشحناء، ونشر العداوة بين الأصدقاء، والأقارب، وزملاء المهنة!!
ولقد وصل التعصب خصوصاً في السنوات الأخيرة إلى مستويات خطيرة جداً تهدد تماسك المجتمع، ووحدة الأسرة بل الوطن!! فهذا يقذف ذاك، والمتعصب للنادي الفلاني يحتقر أصول مشجِّعِ أو لاعبِ النادي الآخر، ووصل إلى الاتهام بالكبائر -كالرشوة، والكذب والخيانة-! بل انتقلت العدوى إلى المحاضن التربوية (المدارس)!! فصار بعض المدرسين يلقِّن الطلاب هذا المبدأ الرديء!
ولن يتعب المتابع في الوقوف على مئات الأمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي، وبرنامج الرياضة في القنوات الفضائية!
أما مدرَّجات الكرة، فصارت اليوم لوحةً أخرى يعبِّر فيها المتعصبون عما تكنّه نفوسُهم، وكم سُمِعَ في المدرجات من هتافات عنصرية، وبذاءات لفظية، تشحن النفوس شحنًا، فصار المشجّع الكروي -بدلاً من تفاعله مع المباراة أثناء مشاهدتها- مشحوناً قبل المباراة وأثناء المباراة وبعد المباراة، في شحن متواصل، ظهرت آثاره على النفوس، وعلى العلاقات، وعلى التحصيل الدراسي لدى عدد من الشباب.
وأعرف حالات يغيب فيها الطالبُ عن الدراسة لأن فريقه المفضّل خسر!
وعظمت المصيبة حين دخل في هذا الميدان بناتُ حواء، فانتقلت العدوى إليهن! ورأى الناسُ مظاهر محزنة في هذا الباب!
كم يتألم العاقل حينما يرى صبياً صغيراً لم يتجاوز عشر سنوات يتقطّع من البكاء، ويكاد يغمى عليه لأن ناديه خسر!! ويزداد الألم أكثر حين يرى الإنسانُ أباً يصوّر بنته الصغيرة التي لم تبلغ العاشرة بعدُ، وهي تلبس شعار ناديه المفضّل، وتلوّح بعَلَمه، وتشير بإشارات التعصب، والإغاظة للنادي الخصم، وربما أحضرها معه للملعب! ثم ينشر ذلك في مواقع التواصل!
أيها الوالد الذي يربّي ابنَه أو ابنتَه على هذا: أهذا من النصح للأولاد؟ ألا يكفي ما يتلقونه من المحيط الذي حولهم حتى تغذي ذلك بنفسك؟! أترى ولدك -إذا كبر وعقل- سيشكر صنيعك هذا؟ أم هل تتوقع أن يشكرك يوم القيامة على هذا المسلك الذي ربّيته عليه؟ أم أهو من سبل الوقاية من النار التي أمرك الله بها في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[التحريم: 6]؟
إنها أسئلة أطرحها بين يديك وأنت المؤمن الذي يبحث عن نجاته يوم القيامة (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه)[عبس: 34 - 37].
إن من المؤسف أن هذا التعصب المقيت ساهم في تأجيج ناره، وإثارة غباره بعضُ وسائل الإعلام، وبعضُ الإعلاميين، وبعضُ المغردين، الذين كان المأمول منهم أن ينشروا الوعي بين شباب الأمة، ويحذروهم من الآثار الوخيمة للتعصب المقيت.
وازدياد هذه الظاهرة يحتّم على الغيورين على بلاد الإسلام عموماً، وبلادنا خصوصاً، وعلى أمنها الاجتماعي، ووحدتها الوطنية، أن يبادروا إلى العمل الجاد على الحد من هذه الظاهرة، وإيجاد الحلول العملية لذلك، وهذا يحتاج إلى تكثيف التوعية في الأندية نفسها، وفي المدارس، والمنابر، مع وضع الأنظمة الصارمة التي تحد من التعدي على حقوق الآخرين، فإن بعض الناس لا يردعه إلا مثل هذا.
وأختم بما ابتدأت به، مذكّراً بتلك النعمة الكبرى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)[آل عمران: 103].
ويقول الناصح الأمين -صلى الله عليه وسلم-، مصوراً أحسن حالات المجتمع: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
اللهم إنا نسألك أن تجمع القلوب على هداك، وأن تعيذنا من الفرقة والاختلاف.
اللهم اهد شبابنا وفتياتنا، وخذ بأيديهم إلى ما فيه عزّهم في أمر دينهم ودنياهم.